|
بهلول زماننا ............؟؟؟
نهاد الزركاني
الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 02:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بهلول زماننا ...........؟؟؟ كان البهلول على عادته يمشي يوما في ازقة بغداد فلقيه رجل تاجر فقال لبهلول (( اريد استشارتك في امر التجارة )) قال بهلول _ وكان بيده خيزران ضرب به كفه الاخرى بهدوء ( وما الذي عدل بك عن العقلاء حتى اخترتني دونهم ؟) ثم مكث هنيهة فقال (( حسنا مالذي اردت استشارتي فيه)) قال التاجر _ ولم يزل يرفع عينيه من يدي بهلول : ان عملي التجارة فاردت شراء متاع احتكره ثم ابيعه لمن يدفع لي ثمنا باهظا ......... ضحك البهلول حتى بان ضرساه وقال (( ان اردت الربح في تجارتك فاشتر حديدا وفحما )) شكره التاجر على ذلك وانطلق الى السوق ، ثم فكر في كلام بهلول جيدا فراى ان من الافضل ان ياخذ بكلامه فاشترى حديدا وفحما واودعهما في المخزن ، حتى مضت عليهما مدة مديدة وما زالا على حاليهما في المخزن ولما احتاج التاجر الى ثمنهما وكان قد ارتفع تلك الايام سعرهما سعرهما باعهما بافضل ثمن وربح عليهما ربحا كثيرا ولكن وللاسف ايها القراء الاعزاء .............. اثرت هذه الثروة في سلوك رجل قصتنا التاجر كما تؤثر غالبا في سلوك الكثير من الناس عند ثرائهم ؟؟؟؟ حيث نجدهم يفقدون صوابهم ويتغير منطقهم وسلوكهم فتراهم ينقلبون من هذا الوجه الى ذلك الوجة كما هو حال الساسة في هذه الزمان ولا نحتاج الى برهان ،فان السياسين في العراق الجريح حالهم كالتاجر في قصة البهلول ونرجع الى تاجر قصتنا وذات يوم مر التاجر ببهلول لكن التاجر لم يعر هذه المرة لبهلول اهمية ولم يشكره على اشار عليه سابقا بل اثار بوجه بهلول الغبار وسخر منه : وقال (( ايها المجنون ماالذي اشتري واحتكر ليعود على بالربح ))....... نفس سلوك السياسين في بلادنا لا يعيرون اي اهمية الى ابناء الشعب العراقي ولا يحترمون من ساعدهم بالفوز بالانتخابات ويسخرون منهم عند طلب ما ..... هنا ضحك بهلول وقال (( اشتري ثوما وبصلا واودعهما في المخزن )) خطا التاجر خطوات ثم رجع الى بهلول وقال بلغة الغرور والعجب ( عليك ان تفتخر بمشورة تاجر موفق مثلي وشهير مثلي اياك ) .... حقهم السياسين والقادة بان لا يردون على المساكين والفقراء ومن نحن امامهم نحن سبب في تعكير مزاجهم ونحن سبب مشاكلهم ومن نحن لكي يعطونا من وقتهم فعلينا ان نتقدم لهم بالاعتذار ونشكرهم في نفس الوقت نعتذر لهم لاننا سببا بتعكير مزاجهم ونشكرهم لانهم متفضلينا علينا بشعارتهم وخطبهم الفارغة التي تدق في روؤسنا مثل المسامير .... وهنا لم يجبه بهلول بشيء وبهت لجهل التاجر وغروره . رصد التاجر لشراء الثوم والبصل كل ما يملك من اموال وذهب صباح الغد الى السوق لشرائهما على امل الربح الكبير ببيعهما . وبعد اشهر مضت على البصل والثوم _ وهم في المخزن _ جاء التاجر وفتح ابواب المخزن _ وهو لا يعلم ما ينتظره من خسران مبين _ فوجد الثوم والبصل قد تعفنا ونتنا ، حينها ضرب التاجر بكلتا يديه على ام راسه وصاح (( ياللخيبة ... ياللخسران )) لا اتصور سوف يقولونها القادة السياسيين في العراق لان لا يوجد شي يخسروه في العراق لان اموالهم في بنوك خارج العراق لم يكن احد يرغب في شراء مثل هذا البصل والثوم المتعفنين بل لابد من رميه في المزابل لان رائحته النتتة انتشرت في كل مكان ............ كما فاحت رائحة السياسيين من فساد مالي واداري والمتاجرة بالدم العراقي والسكوت على الظلم وما يحدث في الساحة العراقية من كوارث و سوف يذهبوا الى مزبلة التاريخ عندما يكون هناك وعي في المجتمع . مما اضطر التاجر ان يستاجر عدة انفار ليحملوا هذا المتاع الفاسد الى خارج المدينة ويدفنوه في الارض امتعض التاجر من بهلول وازداد حنقا وغضبا لانه فقد راس ماله بسبب بهلول .... وسوف يغاضون السياسيين من هذه المقالة ايضا كما غضب التاجر على بهلول ؟؟ فاخذ يبحث عنه في كل مكان حتى عثر عليه فلما راه اخذ التاجر بتلابيبه وقال (( ايها المجنون ، ماهذا الذي اشرت به علي ، لقد اجلستني على بساط الذلة والمسكنة )) خلص بهلول نفسه من التاجر ، وقال : ( ماذا حدث) قص التاجر على بهلول _ وصوته يرتعش من شدة الغضب ما جرى له . سكت بهلول عن التاجر هنيهة _ وهو يعلم عم يتحدث التاجر حتى سكت الغضب عنه ثم قال له : ((لقد استشرتني اولا فخاطبتني بخطاب العقلاء فاشرت عليك بما يشيرون لكنك لما اردت استشارتي ثانيا خاطبتني بخطاب المجانين فاشرت عليك بمشورتهم ، فاعلم ان ضرك ونفعك مخبوءان تحت لسانك ، ان خيرا فخيرا ، وان شرا فشرا)) اعلم يا ايها السياسي لسانك وعملك هما الرسالة التي تصل الى الشعب العراقي بقلم نهاد الزركاني
#نهاد_الزركاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسة العثمانية..... وموقف سوريا
-
التناقض السياسي ... لدى المجتمع العراقي
-
نجاح المالكي.... قراءة نقدية
-
الإسلاميون ...... ونتائج الانتخابات
-
أحزاب أسلامية فاقدة للشرعية
-
انتخب أو لا انتخب
-
شاهد بلا أخلاق ......
-
صنمية الفكر.....بجاهلية الحاضر
-
العراقيات... الأعلام العربي... وعكس الصورة
-
مشكلتنا هي في تربيتنا
-
ايجابيات الفساد الإداري والمالي!!!
المزيد.....
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|