نسرين البخشونجى
الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 01:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أعلن عدد من الدعاة ضرورة الجهاد في سوريا خاصة بعد خطبة الشيخ محمد العريفي الذى جاء من السعودية ليخطب في مصر عن الأزمة السورية يكاد رأسي ينفجر. فهو نفس اليوم " الجمعة الماضية" الذى نظمت القوى الإسلامية المصرية مليونيه لنصرة سوريا, هم أنفسهم من نظموا مليونيه لنصرة القدس و رددوا خلال الخطبة شعار " على القدس رايحين شهداء بالملايين" و لم يفعلوا. لكنى لا أحب التنظير والمراوغة, من منكم سمع أن أحد هؤلاء الدعاة ذهب فعلاً لسوريا أو فلسطين أو بورما؟ أمثالهم يفتون الفتوى, يشعلون بها القلوب و النفوس ثم يذهبوا لبيوتهم ليأكلوا ما لذ و طاب, يجلسون في غرف مكيفة على أثاث غال.
يقول "دعاة الفتنة" أن الأزمة السورية سببها طائفي و أن الشيعة يريدون محو الهوية السنية من خارطة الشام. أنا مع هذا الرأي و لا أنكر كرهي لكل طائفي متطرف , لكنى غضبت حين تصرف حسن نصر الله بنفس المنطق, و غضبتم انتم و سميتم حزبه "حزب الشيطان". وغضبنا من إيران التي تلعب لعبة قذرة في المنطقة العربية لأنها تساعد بشار. أتذكرون؟
طيب, ما الحل إذاً؟
هل يعلن أهل السنة الحرب على أتباع الطائفة الشيعية و نبدأ في القتال؟ نبلع الطعم الذى رمته لنا "أمريكا و إسرائيل" و نبدأ في التناحر فيما بيننا و ننسى أننا جميعا مسلمون و أننا أبناء وطن واحد؟ ننسى عروبتنا؟ أمريكا التي ستوفر السلاح كي تكتمل الجريمة و تتحول سوريا لعراق جديدة بيد عربية, ماما أمريكا لئيمة و خبيثة. حينها لن تنزلق سوريا الشقيقة وحدها في بئر الطائفية, بل سندخله جميعا دولة تلو أخرى و ننسى أن إسرائيل تستبيح المقدسات في القدس.
الحل هو رحيل الأسد, ثم انتخابات رئاسية نزيهة, ثم عمل لإعادة بناء وطن أستهلكه صاحب نزعة دموية.
لن تفلح أمة تتناحر فيما بينها لأسباب طائفية, تكاتفوا, توحدوا.
في النهاية سأذكركم بقول الله تعالى " تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ-;- أَفَلَا تَعْقِلُونَ". ربما تفهمون أن بعض "الدعاة" هم سلاح العدو الذى سيحيل أرض العروبة إلى جحيم
#نسرين_البخشونجى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟