أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل عباس - المشروع الحضاري الاسلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا - قراءة وتعليق















المزيد.....

المشروع الحضاري الاسلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا - قراءة وتعليق


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1183 - 2005 / 4 / 30 - 11:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشروع الحضاري الاسلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا :
قراءة وتعليق
كامل ابراهيم عباس
ما ان انتهيت من قراءة المشروع الحضاري الاسلامي حتى قفزت الى ذاكرتي ذكريات قديمة عشتها في كلية العلوم عام 1969 , كان فرع العلوم الطبيعية آنذاك لايوجد الا في جامعة دمشق , وهذا ما جعل أغلب طالبات وطلاب العلوم الطبيعية دمشقيين أصلاء , فقد كان اكثر من النصف اناث وغالبيتهن مسربلات بالسواد . كان مقررا لدينا ذلك العام مادة اسمها- التطور - سببت لغطا حقيقيا منذ المحاضرة الأولى للدكتور , قام المحاضر في تلك المحاضرة بعرض المنهاج المقرر للعام , وقد بدأ بالنظريات والتجارب التي أجريت لحل مشكلة ظهور الحياة على هذا الكوكب , وخص بالذكر تجربتين متشابهتين , احدهما لعالم امريكي يدعى ستانلي والثانية لعالم روسي يدعى أوبارين . قام كل من العالمين على حده بمزج غاز الميتان مع غاز النشادر داخل وسط مائي في انبوب اختبار وعّّرض الأنبوب لدفعات متقطعة من شرارات اشعة فوق بنفسجية وعلى مدى زمن طويل نسبيا وبعد فحص النتائج تبين ان هناك مادة جديدة سموها – ألبيومين _ مختلفة عن الغازات , واقرب الى الحموض الأمينية المشكلة للخلايا الحية , تلك المادة يظن أنها أعطت الفيروسات وهي حلقة الوصل بين الجماد والأحياء , والفيروسات اعطت فيما بعد الجراثيم والجراثيم اعطت وحيدات الخلايا التي انقسمت الى وحيدات خلية نباتية تربع على عرشها مغلفات البذور ووحيدات الخلية الحيوانية التي أعطت رتبة الثدييات التي تربع على عرشها الانسان , وهذا التطور تم بما يعرف احقاب جيولوجية , ولكل حقب كائناته المناسبة والتي انقرضت اغلبها لتفسح المجال لكائنات حية متلائمة مع الظروف المناخية الجديدة .
كنا حوالي مائتي طالب وطالبة في مدرج النبات , لم يبق منا حتى آخر المحاضرة سوى أربعة عشر طالبا . قاطعوا المحاضرة في البداية بصيحات - الله أكبر – الله اكبر – واتهموا الدكتور بأنه شيوعي يهودي يروج لتضليل الشباب المسلم العربي , وقد احتفظ الدكتور ببرودة اعصابه واستمر في محاضراته حتى نهاية العام الدراسي .
لن أقول ما أشبه اليوم بالبارحة, لأن اليوم أسوأ من البارحة بكثير بعد اربعين عاما من ديكتاتورية البعث العلماني , لقد دفع القمع المعمم ومحاولة اجهزة الدولة الأمنية تحطيم العقل– الشعب السوري -الى التسليم بامر الله والتطلع الى السماء , فكانت تلك الردة نحو التدين الذي جعل جماعة الاخوان المسلمين تصاب بذلك الغرور الواضح في مشروعهم الحضاري وتتجاهل كليا الطرف الآخر .
أحب أن أعلم الجماعة أنني نشأت في أسرة فلاحية متدينة جدا ووالدي شيخ ابن شيخ ولكن دراستي للعلوم الطبيعية قادتني الى الكفر والالحاد من وجهة نظرهم , والى تبني المنهج المادي العلماني في قراءة التاريخ من وجهة نظري ,وقناعتي الراسخة بان العقل البشري نتاج وثمرة التطور المذكور سابقا والوجود الاجتماعي أ سبق من الوعي الاجتماعي , الانسان خلق الله وليس العكس ,( الجنس البشري في طفولته الأولى جسد آلهة ضمنها كل الصفات الانسانية المستلبة على الأرض ) وان مشروعهم الحضاري يتجاهلني كليا ولا يعترف بوجودي لاأنا ولا امثالي , وان اعترف فهو ناصح لنا لنعود الى حظيرة الدين . فعن أي ديمقراطية يتحدثون وجوهر الديمقراطية هو الاعتراف بالآخر . عتبي هنا اكبر على اولئك المثقفين السوريين الذين طبلوا وزمروا لديمقراطية الجماعة , لدرجة اعتبروها الوحيدة تقريبا المنسجمة في ديمقراطيتها . أين هي تلك الديمقراطية التي تلغي الاخر وتريد ان تكون مثل ديمقراطية الثورة الايرانية للمسلمين وحدهم وليست للكفار . هل انا افتري ؟ سأدفع بأدلتي ومن فمهم أدينهم .
جاء في المشروع : -
1- ص 9 – تقوم الدولة الحديثة التي نتبناها وندعو اليها على جملة من المرتكزات , نعتبرها الأساس الركين لبناء دولة قادرة على القيام بأعباء أي مشروع حضاري أهمها انها دولة ذات مرجعية تنبثق من هوية الأمة العربية الاسلامية وثوابتها ثم هي ترتكز بعد ذلك على تعاقدية ...
2- ص 12 - فالاسلام بالنسبة الى الفرد والى الجماعة بوصلة ذاتية (جوانية )تؤشر بايجابية باتجاه ما يعتقد الجميع أنه الحق والخير والجمال ويشعر كل من خرج عن اتجاه هذه البوصلة أنه مطالب نفسيا واجتاعيا بتقديم معاذيره من تأويل او تسويغ حتى لايقع في دائرة ( المنكر) الذاتي أو الاجتماعي او الشرعي
3- ص 24 – نشجع كل اجتهاد ثقافي أو اجتماعي او سياسي لا يتعارض مع قواطع شرع الله
4- ص 24 – فنقل الناس الى الانضواء من جديد تحت لواء الاسلام في تنظيمه الشامل لحياة الناس يقتضي التدرج في التطبيق
5- ص 69 – فلا سلطان على القاضي الا القانون ( المستمد من الشريعة او الذي لايتعارض معها
6- ص 113 - تحقيق الربانية والتدين في المجتمع لإحياء قيم الخير والأخلاق الفاضلة من الايمان العميق بالله عز وجل , والبحث عن الرزق الحلال والقيام بالتكافل الاجتماعي والبذل في سبيل الله حتى يسود المجتمع روح التآخي والتراحم
7- ص 120 - ايجاد العلاقة الربانية بين طالب العلم والواجب الشرعي والوطني والأجر الدنيوي والثواب الأخروي الذي ينتظر طالب العلم الجاد في تحصيله
8- ص 124 - الانسان الذي يحمل المنظور الاسلامي للمعرفة والذي تتكامل عنده علوم الشريعة وعلوم الطبيعة .
مشروع الجماعة واضح لالبس فيه دولة اسلامية يحققون فيها الربانية والتدين والديمقراطية , وكل من هو غير مسلم واقع في دائرة المنكر وقد اخذوا على عاتقهم هدايته بالتدرج في تطبيق الشريعة الاسلامية ؟!
قد يقول قائل هذا الخطاب موجه لأعضاء الجماعة وانصارها من المسلمين المتدينن .وردي أن ذلك غير صحيح فهم يتوجهون الى السوريين جميعا وبذهنم مشروع حضاري انقاذي للوطن جاء في الصفحة العاشرة ((نتقدم بوصفنا شريحة من شرائح الشعب السوري , نعيش واقع الناس الذي يعيشونه , ونتواصل مع أبناء المجتمع ونحمل آلامه وآماله وهمومه , ونؤمن بالتفاعل الضروري مع كل عناصر الأمة وفئاتها دون اختزال او تهميش لأحد , فالمسؤولية عن الدين والوطن مسؤولية الأمة بكاملها , بتنظيماتها الرسمية والشعبية والحكومية والمعارضة .))
وحتى لو كان موجها لأعضائهم فقط , كان عليهم أن يعترفوا بآخر علماني غير متدين له نظرته للحياة والمجتمع يجب احترامها مهما اختلفنا معه في ذلك بدلا من العزف على غرائز ومشاعر جماهير شعبنا الطيبة والمتدينه لأسباب سياسية براغماتية محضة . هنا جوهر الديمقراطية .
مع كل ذلك يبقى مشروعهم خطوة كبيرة جدا الى الأمام وأهم ما أعجبني فيه ذلك الفهم لديمقراطية الاسلام – الشورى – واعتراضهم على ماسموه - الملك العضوض - في الاسلام , وانا شخصيا أعتز بالاسلام وتراثه وقد كتبت مرة الى منسق جريدة الحوار المتمدن الالكترونية الأستاذ رزكار عقراوي : ان مايكتب عندكم عن الاسلام وغربلة المقدسات فيه استفزني وانا المادي العلماني فما بالك بالانسان المسلم العادي وهذا لايخدم مد الجسور بين اليسار العلماني وجماهير شعبنا المسلمة . كما انني أيضا أعترف ان للفكر الديني دور كبير في خدمة الانسان وقضاياه العادلة في الماضي والحاضر والمستقبل , كل الأديان السماوية غايتها الارتقاء بالناس والعدل بين الناس والخير للناس ,وعلى الدينين والعلمانيين التفتيش عن نقاط التلاقي بينهما للعمل من اجل مصلحة الناس على الأرض , قناعتي انا ان محمدا كان مصلحا كبيرا في زمان ومكان معينين وهو رجل مثله مثل سائر الناس وقناعة المسلم بان محمدا رسول من عند الله لهداية البشر . والمطلوب التفتيش عن نقاط التلاقي بدلا من المهاترات الأيديولوجية التي لن تؤثر كثيرا في تغيير آراء كل طرف بهذه السهولة التي يتصورها المتعصبين في كل فريق على حده . من أجل ذلك أتقدم بهذه الملاحظات على مشروع الجماعة .
1- حول تسميته مشروعا حضاريا :
أنا أعتقد ان التسمية غير موفقة . كيف تستقيم الحضارة في القرن الواحد والعشرين مع دعوة المرأة لملازمة البيت من اجل العمل . وعمل البيت بعد المنجزات العلمية والتكنولوجية يتم بواسطة الضغط على أزرار ويقوم به أيا كان ذكرا كان ام انثى . جاء في المشروع ص 54
(ومن الفهم السابق يأتي تصورنا لدور المراة في الحياة العامة , وفي حمل عبء المشروع الحضاري مع شقيقها الرجل , فنحن نعتقد أن البيت هو الميدان الأساس لعمل المرأة ولا نرى في تفرغ المرأة لبيتها وأولادها تعطيلا للجهد واستغناء عن نصف المجتمع , وانما نرى فيه نوعا من التخصص في توزيع العبء )
كيف تستقيم الحضارة مع الدعوة لاقتصاد بدائي يذكرنا بما قبل القرون الوسطى وأيام البدو والعشائر والقبائل ودور الزكاة في تحقيق العدل .
ص62 – تطبيق نظام الزكاة الاسلامي ونظام النفقات والصدقات الذي يحقق في النهاية الوفرة ويقضي على الفقر
ص 105 – الانتقال الى الاقتصاد الاسلامي بالتوازي مع الخطوات السابقة
اعادة النظر في جميع القوانين التي ترعى النشاطات الاقتصادية لضمان توافقها مع القواعد الشرعية وخاصة منع الربا
اقامة مؤسسات الزكاة التي تحقق التكافل الاجتماعي
احياء سنة الوقف الاسلامي
كيف تستقيم الحضارة مع مشروع يدعو الى سلطة قضائية في سوريا مستمدة من الشرع الاسلامي , والشرع الاسلامي واضح لا لبس فيه للذكر مثل حظ الأنثيين , والرجال قوامون على النساء . من هذه الناحية نطمئنهم ان المحاكم في سوريا كلها تعمل وفق الشريعة الاسلامية , قانون الأحوال الشخصية . الزواج , الطلاق , الارث , وان الرفاق البعثيون تركوا تلك المحاكم كما كانت أيام العثمانيين خوفا من انتفاضة الاسلاميين , والآن تعايشوا مع هذه المحاكم ووجدوا بها سندا لسلطتهم الجديدة التي تقوم على جعل أبناء الشعب السوري رعايا لامواطنين . نحن أحوج مانكون الى قضاء عصري وحديث تكون فيه الاحوال الشخصية مستمدة من روح العصر لا روح المجتمع الاسلامي الذي كان سائدا قبل ألف وخمسمائة عام .
أنا أنصح الجماعة اذا طبعت من مشروعها نسخة جديدة أن تسميه المشروع المحافظ الاسلامي وذلك اكثر انسجاما ومصداقية وفائدة لهم .
1- حول الارهاب والجهاد
اسجل للجماعة تقديري وتثميني لدعوتهم الكريمة لنبذ العنف
ص 26 – والجماعة إذ تدعو اليوم الى نبذ العنف والى الحرية والتعددية السياسية , فانها تدعو الى ذلك انطلاقا من مبادئها ولا يشكل هذا انقلابا على خطاب الثمانينات الذي نسميه
• خطاب الأزمة – بل هو عودة الى الأصل وتقديري أيضا لقولهم :
ص 23 - تدعو الجماعة الى الوسطية والاعتدال وتبني منهج الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة
تنبع أهمية هذا الخطاب الاسلامي المعتدل من اللحظة الراهنة التي تمر بها سوريا وما يخطط لها من قبل التيار "الجهادي " الاسلامي العالمي لكي تكون في مركز المواجهة مع الكفار الأمريكيين حيث سيجندلوها في سوريا عبر الذبح على الطريقة الاسلامية
لكن حتى تكون الجماعة في الموقع الأقوى ولكي يلتف حولها كل أبناء الشعب السوري مسلمين وغير مسلمين عليها ان تبدأ بنقد نفسها كونها كانت البادئة بزرع الخوف والموت في سوريا أوائل الثمانينات عبر ارهاب شمل كل المحافظات السورية . لا يكفي أبدا ان نقول ذلك كان نتاج أزمة سببها القمع المعمم من قبل السلطة السورية وليس صحيحا ذلك , على العكس تماما. إن الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد فتحت المدارس والجوامع والشوارع لنشاط الاسلاميين , وعندما جاءت الثمانينات رأوا ان الظرف ناضج لحملهم الى السلطة , فطرحوا تكتيكا سياسيا بمنتهى الزكاء – لا أثر فيه للأخلاق وهي مشكلة الجنس البشري مع كل السياسيين حتى الآن حيث الغاية تبرر الوسيلة – قام تكتيكهم على استنهاض الأكثرية السنية بوجه الأقلية العلوية الممسكة بكل المفاصل في السلطة , عبر التفجير الطائفي والاغتيالات على الهوية , وقد نجحوا على الأقل في محافظتين , وساد ما يشبه اذدواجية السلطة في حماه وحلب بداية الثمانينات .
من جهتي اخشى ان يكون طرح الجماعة الديمقراطي الجديد مستمد من نفس الروح السابقة , روح الذكاء وقراءة المتغيرات , مما جعلهم يستبدلون الطرح الطائفي بالطرح الديمقراطي لاستنهاض الأغلبية .
3- الجماعة والعولمة
في هذا الجانب تعد الجماعة وريثة الفكر البلشفي بامتياز , فالبلاشفة أمميون تحت راية شيوعية محركها الأساسي الطبقة العاملة . والجماعة أمميون أيضا تحت راية اسلامية محركها الأساسي المستضعفون في الأرض , والجهتان ترفضان الرأسمالية المتوحشة وتدعوان لولايات اشتراكية أو اسلامية لافرق , جاء في المشروع ص 138
(( نريد سوريا دولة تسعى في طريق الوحدة الاسلامية بأي نوع من أنواع التنسيق والتقارب أو التكتل والاندماج , وتسعى مع أشقائها من الدول الاسلامية لتكون فيهم ولاية من الولايات الاسلامية المتحدة , فتحقق هذا التوازن والاستقرار والسلم العالمي بما يؤمن لأمتنا الاسلامية مصلحتها ويعزز قوتها ومكانتها ويجعلها شريكا في القرار الدولي ))
وتفكير الجماعة السياسي كله مستمد من أيام الحرب الباردة – يطعمهم الحج والناس راجعة . لاكلمة عن النظام العالمي الجديد والذي لو لم يكن متقدما عن النظام السابق بكل المعاني الاجتماعية والسياسية لما فرض وجوده . لا كلمة عن الشكل الجديد من الاندماج الانساني حيث الكوكب كله اصبح قرية صغيرة واحدة . والانسان وحقوقه أصبحت في الميدان بغض النظر عن جنسه وقوميته ودينه . أكبر دليل على تفكيرهم السياسي المستمد من الحرب الباردة هو القضية الفلسطينية وكيف طرحت في مشروعهم . ص 130
(( لأننا بدعمها ندعم خط المواجهة الأول لحماية الأمن القومي للدول المجاورة للكيان الصهيوني ضد ممارسته التوسعية
التخلي عن الوهم الشائع بان المفاوضات في ظل هذه الموازين المختلة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد أمام الفلسطينيين للحصول على حقوقهم , اذ لابد من الاحتفاظ بخيار المقاومة باعتبارها الخيار الأساسي في مواجهة الاحتلال ))
معنى ذلك ان نعود الى شعار الرئيس الراحل الأسد شعار التوازن العسكري الاستراتيجي من أجل اعادة الجولان وفلسطين عبر السلاح والجهاد والمقاومة . ولكن كيف يتحقق هذا التوازن وهناك قطب واحد ؟؟
مسكينة سوريا الكل فيها يريد النضال ضد المخططات الأمريكية والصهيونية . الكل فيها يريد نصرة العراقيين والفلسطينيين واللبنانيين . وكأن لامشاكل فيها من الداخل أبدا , واذا كان البعض يريد متابعة الاصلاح الديمقراطي في داخلها فهو من اجل سحب الذرائع من الخارج الطامع بثرواتها
.........................................................................................
الخلاصة
هناك قوتان رئيسيتان في سوريا تتباريان من اجل السيطرة على مقدراتها والانسجام مع محيطها العربي والعالمي بما يتلاءم مع الشروط الجديدة لهذا المحيط
الأولى هي جماعة الاخوان مستندة الى صحوة اسلامية سورية وعالمية ومشروعها الحضاري بدولته التعاقدية والتداولية والديمقراطية على ارضية اسلامية هو من أجل ذلك
والقوة الثانية هي حزب البعث العربي الاشتراكي مستندا الى دولة ذات أجهزة متعددة قوية ومتماسكة بين يديه وحجته القوية أن أي تخلخل لهذا التماسك سيحدث فراغا يجعل الارهاب يضرب فيه مثل العراق .
واذا كانت الجماعة قد طرحت مشروعها الحضاري أمام أمريكا وتستعد للتفاوض معها فان حزب البعث يستعد لطرح مشروعه الجديد في مؤتمره القادم والذي لن يكون افضل من مشروع الجماعة وسيخرج علينا بديمقراطيته الجديدة وقانون احزاب مماثل لقانون المطبوعات وتوسيع للجبهة الوطنية يتناسب مع حجم البناء الضخم المزمع بناؤه في قلب العاصمة من أجلها , وعلى امريكا ان تختار .
أتمنى من كل قلبي أن تكذبني الوقائع فأنا شخصيا أحترم التاريخ النضالي لحزب البعث وأرى أنه قد أسر من قبل الدولة وارتكبت كل الموبقات باسمه وسأكون بمنتهى السعادة اذا فك ارتباطه بالدولة وعاد ليستمد قوته من المجتمع وليس منها
أما القوى الأخرى الضعيفة والمشتتة ومنها القديم الذي يحاول أن يتخلص من مدرسة الشعارات والمركزية الديمقراطية والجديد الذي يتبرعم في داخلها , لسان حال هذه القوى المضمر من الخوف أو المعلن هو انتخابات حرة جديدة باشراف دولي تخرج بممثلين حقيقيين عن المجتمع يصيغوا دستورا جديدا توافقيا ينسجم مع روح العصر , وهذه القوى تعرف ان حصتها هي الأضعف بكثير, ولكنه الطريق الوحيد لاخراج سوريا من النفق المظلم
هذه القوى تريد ديمقراطية تتمثل قول الشاعر
ما دمت محترما حقي فانت أخي
آمنت بالله ام آمنت بالحجر



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات المؤتمر الوطني السوري المنشود
- حقوق الانسان تجارة جديدة رابحة
- رسالة مفتوحة الى السيد الرئيس بشار الأسد
- حزب الله اللبناني على مفترق طرق
- من قتل رفيق الحريري, من يقتل عارف دليلة !؟
- من العضّة الى القبلة
- تحرر المرأة- في سوريا حزب العمل الشيوعي نموذجا
- اتحاد الكتاب يهين سوريا أكثر من رجال مخابراتها
- سلطة النقل أعلى من سلطة العقل عند اليسار السوري
- أما من نهاية لثقافة التخوين في سوريا ؟
- الدكتور مهدي دخل الله وزير الإصلاح الترقيعي في الحكومة السور ...
- العالم يستقبل عام 2005 بمزيد من الكوارث
- تداعيات سببها الدكتور استانبولي ورسول حمزاتوف
- الحوار المتمدن - واقع وآفاق
- صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري
- الإخوة الأعداء
- أيهما أخطر على الأمن القومي في سوريا , الليبرالية الجديدة ام ...
- النضال ضد الآمبريالية والصهيونية يمر من هنا
- بين إسلامين
- أي ليبرالية في سوريا نريد ؟؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل عباس - المشروع الحضاري الاسلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا - قراءة وتعليق