أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسي سريد - قبل أن تمر الفاشية اليهودية















المزيد.....

قبل أن تمر الفاشية اليهودية


يوسي سريد

الحوار المتمدن-العدد: 291 - 2002 / 10 / 29 - 04:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  

Sarid

هآرتس - مقال - 28/10/2002

قبل أن تمر الفاشية اليهودية

بقلم: يوسي سريد

رئيس ميرتس وزعيم المعارضة في الكنيست

 

        حتى عربة التاريخ يربطونها هنا أمام الجياد حتى تنجر هذه الجياد المقيدة من خلفها في المنحدر الى أن تتحطم مرة أخرى للمرة الثالثة: يجندون التاريخ حتى يستطيع المتعصبون في أيامنا هذه من إنزال دمار آخر فوق رؤوسنا. التاريخ المجير يحدثنا أن الهيكل الثاني قد تدمر بسبب "نزاع الأخوة" و "الكراهية العابثة"، ومن خلال هذه الذريعة يقومون بإطعامنا مثل الجياد في الحظائر. الرواية السائدة لأسباب الدمار تهدف الى خدمة المتعصبين الجدد في أيامنا هذه. وفي تلك الأيام لم تكن هناك أي حرب أهلية، ذلك لان أي حرب تتطلب وجود طرفين. المتعصبون في تلك الأيام قرروا خلال تمردهم الأكبر واليائس ضد روما الشروع في حملة إرهابية منظمة ضد كل من بدا في نظرهم معتدلا جدا. الإرهاب الداخلي دمر القيادة المسؤولة التي أخافها الذعر من المتشددين. فما كان منها إلا أن رفعت أياديها واستسلمت من دون معركة، ولذلك يمكن القول أن الحرب لم تحدث في ذلك الحين.

        "نفوس الوطنيين" المهتاجة لم تهدأ إلا بعد أن قامت بحرق كل سبل الدخول للقدس وحكموا على سكان المدينة المحاصرة بالجوع وأغلقوا الطريق نهائيا أمام كل امكانية للثورة الكبرى: اندحار القدس أصبح منذ تلك اللحظة مسألة لا يمكن الحؤول دونها. لذلك يمكن القول أن المتشددين اليهود هم الذين دمروا الهيكل الثاني وليس "الحرب الأهلية" المزعومة.

        "الكراهية العابثة" أيضا لم تكن قائمة في حينه. الكراهية كانت موجودة بالتأكيد - فما الذي يمكن أن يشعر به القائد المسؤول والمعتدل الذي يواجه من يرغب بقتله هو والجمهور الموجود من خلفه؟ ولكن هذه الكراهية لم تكن "عابثة"، فقد كانت لها اسباب جيدة وطبيعية. عندما نظر سكان القدس لمخازن الغذاء وهي تحترق اجتاحتهم بالتأكيد كراهية للمخربين اليهود، وهذه الكراهية كانت مكسبا نزيها للحارقين والزعران الخلاصيين. أيضا نجد أن المتعصبين الجدد اليوم قد جلبوا لنا فوضى خطيرة بالنسبة للهيكل الثالث. لا توجد هناك حرب أهلية، ذلك لان طرفا واحدا هو الذي يحاول بث الذعر (وهو نجح أحيانا في اسقاط ضحاياه) ويتحدى القيادة الشرعية ويزعزع أركان الحكم. فهل يوجد بيننا لهذا السبب من يكرهون المتعصبين؟ بين الحين والآخر يظهر مثل هؤلاء ولكن لا توجد هنا اليوم "كراهية عابثة".

        الكراهية تنبع من القلق الهائل من أن يكرر التاريخ نفسه وان يكون بانتظارنا مصير قاس فقط لان عدة آلاف من الزعران المارقين قد قرروا مرة أخرى انتزاع مصيرنا ووضعه بأيديهم. ومن اجل تغطية التعصب الطويل والمهووس فقد ابتدعوا الآن "شبيبة التلال" وهي تسمية تجميلية تذكر بالرعاة الحاملين للشبابة في الجليل. شبيبة التلال ليسوا "أعشابا ضارة" ولا "مخلوقا وحشيا بريا"، فقد زرعوا وترعرعوا ونموا في القطعة الرئيسية التي زرعتها حركة غوش ايمونيم على أجيالها المتعاقبة، وكل محاولات عدم الاعتراف بذلك وإنكاره الآن لم تنجح في تشويش ذاكرتنا.

        أغلبية مستوطنات غوش ايمونيم أنشئت بالخطأ مستغلة جبن وخوف الحكومات، خلافا لرغبة أغلبية الشعب ومن خلال التحريض ضد الحكم القائم. وللتذكير نقول أن في مقر الكنيست الرسمي قد كتب: "هذه المحاولات لإنشاء المستوطنات ترافقت بمظاهرات ومسيرات في المواقع وتخللتها صدامات مع قوات جيش الدفاع".

        في الأيام الأخيرة عُدت الى الصحف التي تصف إنشاء مستوطنة سبسطيا قبل 28 سنة ولم أجد جديدا تحت شمس غوش ايمونيم العنيفة والظالمة. في تلك الصحف جرى حديث عن المستوطنين الذين يركلون الجنود، وعن الجنود الذين رفضوا تنفيذ الأوامر، بذور الشغب والتمرد زرعت هنا قبل سنوات طويلة. الرياح الشريرة والمستطيرة والعدوانية زرعت هناك وما نحصده الآن ليس إلا العاصفة بعينها. والزعران في مزرعة جلعاد يجب أن يعتبروا تلاميذ مخلصين أوفياء لقادة غوش ايمونيم.

        نهج غوش ايمونيم نحو جنة عدن الخاصة بهم ونحو جهنم الخاصة بنا مبلطة بالعنف والتعابير الصارخة للرفض والتمرد التي لقيت الدعم والمساندة دائما من اريئيل شارون (كل النصوص المقتبسة محفوظة) الذي يلعب اليوم أيضا وهو في رئاسة الحكومة لعبة مزدوجة مع صديقه الطيب الشخص الأهم في المناطق من التنظيم الإرهابي اليهودي زئيف حبار (زمبيش). فهما يقومان معا بلف بيرس وفؤاد. قادة مجلس المستوطنات سيواصلون عدم الاعتراف بأبويتهم "لشبيبة التلال" والسياسيون الذين مهدوا الأرض لقتل رابين يواصلون نفاقهم وسيستمرون في الحديث عاليا عاليا عن "وحدة الشعب" محذرين من "الحرب الأهلية" و "الكراهية العابثة".

        وإذا كان المتعصبون الغلاة اليوم هم استمرارية للمتعصبين القدامى فلست متأكدا أن المعسكر المقابل سيوافق على مواصلة طريق المعتدلين الأوائل الخانعة والمذعورة، حق الدفاع عن النفس أمام ايفي ايتام وحاخاماته وتلاميذه محفوظ لنا دائما ومن قبل ان تلحق بنا الشرور وقبل أن تمر الفاشية اليهودية وتدوسنا معها.

 



#يوسي_سريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسي سريد - قبل أن تمر الفاشية اليهودية