|
ايران ستنتخب الاصلاح.... تكبير
حسن سامي
الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتهت ولاية نجاد و ها هو الشعب الايراني ينتخب من جديد بمشاركة بلغت 70% حسب اخر الاستطلاعات. ثلاثة رشحو من جانب التيار المحافظ و واحد من الاصلاح، توقعات ان يفوز الانفتاح هذه المرة كرغبة غير معلنة لدى العقل الاداري للسياسة الايرانية في الداخل والخارج. المعارضة الايرانية رفضت اي تدخل غربي في شؤون بلادها و بقت داخل الحدود و بعضها قبل بالاقامة الجبرية على ان لا يطعن ايران بخنجر من الخلف، و بالمقابل لم نشهد قرارا بأعدام المعارضة و تعليق جثثهم في الشوارع او اعتقال اقرباءهم حتى الدرجة السادسة و دسهم في غياهب السجون، انه درس بليغ في احترام المشروطة (الدستور) و تجنب الاستبداد السياسي ، عسى ان يتعلم العرب هذا الدرس.
فوز الاصلاح سوف لا يحمل تغييرا كبيرا في السياسة الايرانية في الداخل و الخارج و لكن هناك رغبة لدى الشعب الايراني ان يكون التغيير تدريجيا و ستراتيجيا. هذه الرؤية تختلف بين اطياف الشعب فمنهم من يريد ان يكون التغيير جذريا و اخر لمواكبة التطور و مقتضيات العصر و متطلباته. ايران اليوم بحاجة الى الانفتاح في سياستها الخارجية و تنظيم شؤونها داخليا و امام الرئيس الايراني الجديد ملفات شائكة و معقدة، و أرى ان هناك ثمة شيء يلوح في الافق ستنتهجه ايران خلال الاربع سنوات القادمة. و يبدو لي ايضا ان التغيير في المشهد الايراني سيرافقه تغيير ناعم في المشاهد السياسية في الشرق الاوسط كالتغير المتوقع في قطر و السعودية في الاشهر او الايام القادمة قد يصاحبه تغيير في البحرين و عمان. بالتاكيد الانفتاح الايراني سيؤثر تأثيرا مباشرا على مسرح الاحداث في سوريا و لبنان. الخاسر الوحيد في هذه التغيرات الناعمة هم المتطرفون و الطائفيون.
تبدل السياسات الخارجية في ايران و دول الخليج و تاثيرها على بلاد الشام سينعكس ايجابا على واقع الاحداث على الساحة العراقية التي سوف لن تنجر الى تلك الدعوات التي تطلقها بعض الافواه العفنة من السياسين مثل احمد العواني و من لف لفه من شيوخ الفتنة و دراكاولات بني امية.
الاصلاح سيكون نهجا جديدا للحكومة القادمة و ليس بالضرورة ان يكون الاصلاح على يد مرشح اصلاحي ، لا على العكس حتى لو كان الفائز محافظا فانه سينتهج الاصلاح لحاجة ايران اليه ، اذا الشعب الايراني سينتخب الاصلاح والانفتاح تحت عنوان اي مرشح من المرشحين. الانفتاح الايراني الجديد لا يعني الارتماء في احضان الولايات المتحدة الامريكية، بل على العكس سيحظى هذا الانفتاح بدعم روسي -صيني لتأخذ ايران دور الريادة في المنطقة. الامر الذي سيحرج امريكا لان ايران ستلعب بأدواتها و بنفس اوراقها بقراءات روسية - صينية - ايرانية ستكبح جماح الحصان الامريكي في المنطقة و تروضه لسياسة محددة.
ستقبل الولايات المتحدة بهذا الدور طالما يحقق جزءا كبيرا من سياسات الامن القومي الامريكي ولكنها سوف لن تقف مكتوفة الايدي بل ستحاول انتزاع ما يمكن انتزاعه لتعزيز ثقة حلفاءها و محاولة الحصول على نفوذ لها داخل ايران.
بعض الساسة العرب يمني النفس بانهزام التيار المحافظ في ايران للتشفي ليس الا ، و لا اظن ان جل الشارع الموتور ضد ايران الاسلامية لا يتمنى ان تحترق ايران بدوافع طائفية. هذه السذاجة في التفكير السياسي لا تلمك القدرة على فهم اهمية الموقف المحافظ لايران الاسلامية في المنطقة. هذا الموقف حشد الشارع العربي طائفيا الى حد ما و وحدة صفوف بعض بلدان المنطقة و اعطى لها دورا اقتصاديا و تنمويا، و بالعكس لو لم تكن ايران تحمل الهوية الاسلامية و ليس لديها موقف من القضية الفلسطينية ستتغلب البرغماتية على سياستها الخارجية و دولة بمثل حجمها السكاني و اراضيها الشاسعة و ما تمتلك من قدرات و موارد اقتصادية، ستجعلها محط اهتمام الدول الغربية و الولايات المتحدة و ستلعب دور شرطي الخليج مرة اخرى، و ايران بلد سياحي بطبيعته الجغرافية سيوفر ملاذا طيبا للسياحة و الاستثمار الاوربي و بالنتيجة ستخسر دول الخليج و بعض الدول في المنطقة ما تتمتع به من موقع و ريادة في السياسة العاملية حاليا.
ربما اطمئن الطائفيون ان الاصلاح واقع لا محالة و هو من سيفوز برئاسة ايران ... تكبير.. الله اكبر و ان ايران ستنفتح على العالم ........ تكبير ....... الله اكبر و الاستمرار بالانفتاح قد يفقد الجمهورية الاسلامية هويتها الدينية ....... تكبير .... الله اكبر و ربما الاستمرار بسياسة الانفتاح سيعيد لايران هيبتها في المنطقة .. تكبير ... !!!!!!!!!...؟؟؟؟
نعم الانفتاح مطلوب في السياسة الايرانية و لكن لو سقطت الجمهورية الاسلامية في ايران و صعد الى ادارتها القوميون الفرس من جديد ، ستبتلع العرب سياسيا و اقتصاديا و يعود فصل الخريف من جديد ، هذه الحقائق التي لم يدركها المثقف العربي و الاعلام العربي و السياسي العربي و الطائفي العربي بأن ايران الاسلامية خير لهم من ايران الفارسية . اعلان النتائج النهائية للانتخابات الايرانية لعام 2013 سيوضح مع أي ايران سنتعامل خلال الاربع سنوات القادمة ....... تكبير
#حسن_سامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصف العقل خير من جهاد بلا عقل
-
و لكم في القلب - ونة- يا أهل الخصيمة
-
اكذوبة الاسلام القومي !!!
-
من هؤلاء؟
-
ديوانيتي 2025
-
لولي الدم حق التصويت بالقصاص او العفو
-
شتان ما بين اللحمة (بضم اللام) و اللحمة (بفتح اللام) الوطنية
...
-
تضامنو مع دعوة الرئيس
-
الجمهورية التاسعة : قائمة واحدة لعرب العراق تحي الامل
-
في رثاء الفقيدة مُنى علي محمد
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|