فهد الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 01:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو إننا نعيش ولادة مرحلة تاريخية جديدة تمر بها مجتمعات المنطقة والشعوب العربية تحديدا وهذه المرحلة الجديدة أو الانعطافة التاريخية الجديدة سأسميها بمرحلة ( الدكتاتور المنتخب والأقلية الثورية ) وهذه المرحلة هي من نتاج الديمقراطية التي تأتي بشخصيات منتخبة لكنها دكتاتورية النهج والسلوك . فعند وصول تلك الشخصيات إلى حكم بلد ما ستعمل تلك الشخصيات على تفصيل قوانين الانتخابات والدولة معا لصالحها ووفقا لمقاساتها وتستأثر بالسلطة بحجة وذريعة إنهم منتخبون من قبل شعوبهم أو بالأصح من قبل أنصارهم وبتعبير أدق بالمزيفة عقولهم وولادة تلك الحكومات ورؤسائها تكون في لحظات غياب الوعي المجتمعي وتلك مصيبة تبتلى بها الأقليات السياسية . وهذا ما يحصل الآن في تركيا فالدكتاتور اوردوغان جاثم على صدر الشعب التركي منذ حوالي العشرة سنوات . والأقلية السياسية التي لم تصل إلى السلطة لأسباب منها موضوعية وذاتية تحولت بسبب التهميش إلى حركات احتجاج ثورية من خلال الصدامات الحاصلة بين أجهزة قمع الدولة وبينها والسبب يعود لسياسات هؤلاء ( الدكتاتوريين الديمقراطيين ) . ولم تقتصر تلك الحالة على تركيا بل سبقتها حركة الإصلاحيين في إيران علما إن إيران تدعي الديمقراطية باعتبار نظامها الرئاسي منتخب . ومصر أيضا وربما ستحدث هنا في العراق فيما أذا أصر السيد المالكي على ولاية ثالثة . ومن هنا نثبت موضوعيا لا عاطفيا صحة النظرية الماركسية كأداة للتغير باعتبارها نهجا ثوريا هو الأصلح من الطريقة الليبرالية والديمقراطية التي تأتي بحكام دكتاتوريين وصلوا عن طريق صناديق الاقتراع . وعلى الشعوب المغبونة ومنهوبة الثروات والمصادرة حرياتها من قبل حكامها عليها ممارسة فعل ثوري وما اقصد به من فعل ثوري هو الاحتجاج الجماهيري والنزول إلى الشوارع حتى وإن أدى إلى صدام مع أجهزة الدولة . فلم اقصد استخدام المدفع أو قاذفات ال آ ر بي جي 7 . فلا بد من هزة لؤلئك الطفيليين الانتهازيين الذين يجثمون على صدور الشعوب لمدة تزيد أحيانا عن اثنا عشر عاما باسم الديمقراطية . ليست تلك السطور نزهة لرومانسي ثوري بل ما يحتم الواقع علينا لإنهاء عذابات الأنسان من خلال اتخاذ هذا السلوك الثوري فهؤلاء المتنفذون لا اعتقد سيتركون مراكز نفوذهم ومغانمهم ما لم يقتلعون بردة فعل ثوري .
فهد الناصر
14 - يونيو - 2013
#فهد_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟