جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 23:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اهدنا الصراط الاعوج
الحقيقة هي مسألة بسيطة جدا و ليس هناك شيء ابسط منها. تخيل انت تمشي في طريق ثم تتوقف و تنظر حولك ماذا تظهر لك الطبيعة؟ كالعادة الاتجاهات الاربع: الشمال الجنوب و الشرق الغرب وفق نسبيتك لانك تجد نفسك في مكان بابعاده الثلاثة اضافة الى الاتجاهات الاربع تستطيع ان تختار و تذهب الى الشرق او الغرب او الشمال و الجنوب. ماذا تريد الطبيعة ان تقول لك هنا؟
اولا تقول لك بالتاكيد بانك تستطيع ان تسلك طرق متعددة مختلفة دون ان تقيمها اضافة الى انها تفتح لك طرق غير مستقيمة تقصر المسافة او تفتح لك افاق جديدة و بانك لا تستطيع ان تحتكر الحقيقة و ليس هناك صراط مستقيم لان الطريق المستقيم سواء كان بالمعنى الحقيقي او المجازي فكرة خاطئة غرسها الدين في دماغك لتضليلك و لتغلق الاتجاهات و الاخيارات في وجهك اي يحولك الدين الى انسان بدون ارادة.
ثانيا الاسوء هو ان يملك شخص (سواء اتى من الدين او من العلم) الجسارة و يزعم في محيط متعدد الطرق و الاتجاهات بان هناك طريق مسقيم واحد و الانكى ان تصدقه الناس. هذه الحقيقة الكاذبة هي ليست الا فكرة ايديولوجية دكتاتورية متسلطة تعلمها الفلاسفة ايضا من رجال الدين. ليست الايديولوجيات الا سليل الوحي و التنزيل. حقيقة الاديان هي حقيقة ايديولوجية متعصبة مضللة مزيفة تبرر الغاء الفكر البشري لانك لا تحتاج ان تفكر مادام هناك صراط مستقيم و حقيقة.
ثالثا الصراط المستقيم هو عجنجهية فارغة و كبرياء مذل و ايديولوجية خطرة تقضي على التعدد في الطبيعة. كلما تعمق الانسان في العلم زاد تواضعه و وعيه بان الصراط المستقيم لا ينشأ الا في الادمغة الساذجة المتكبرة و كما قال الشاعر الانجليزي Alexnder Pope
A little learning is a dangerous thing
Drink deep,´-or-taste not the Pierian spring
There shallow draughts intoxicate the brain
And drinking largely sobers us again
اي لا تشرب من ينابيع العلم قليلا لان هذا خطر تسكرك و لا تصحى الا اذا تعمقت في شربها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟