أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد يوسف عطو - عن الثورة واليسار - ج 1















المزيد.....

عن الثورة واليسار - ج 1


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 13:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


( تسقط النظم العقائدية مخلفة وراءها ارثا ماساويا ) الكاتب عصام الخفاجي
تمثل معركة مدينة القصير و (تحريرها ) من قوات المعارضة ( الجيش السوري الحر ) انتصارا مؤقتا للنظام الشمولي الدموي في دمشق . وهي اشارة واضحة برزت نتيجة صراع الارادات الاقليمية والدولية وتوازناتها . بان نظام الاسد باق لفترة قادمة محدودة , لكنه بقاء اضعف النظام وسوريا ودمر البنى التحتية والنسيج الاجتماعي السوري .
ان حركة الاحتجاجات في تركيا ستضعف دور الحكومة التركية في الشان السوري وتعمل على تقويةالدور الروسي .بالاضافة الى الازمة البنيوية العميقة في الاقتصاد الامريكي.
يكتب الكاتب عصام الخفاجي في كتابه( عن اليسار والثورة ) :
تطغى اخبار عشرات الالوف من اللاجئين العابرين للحدود فضلا عن الهاربين من محافظاتهم الى اخرى داخل سوريا نفسها .؟ هكذا حولت السلطة السورية مابدا ثورة سلمية الى حرب حقيقية يخوضها جيشها في مواجهة جماهير عزلاء تسندهم قوى مسلحة , تبحث يائسة عن مصادر تسليح وتمويل تمكنها من خوض حرب عصابات مشكوك في نتائجها وتتطلب , ان حافظت على استمراريتها زمنا طويلا حتى تحقق بعضا من اهدافها في اركاع النظام واجبار المتحكمين به على التنحي عن سدة الحكم .يبدا مقال نشرته الواشنطن بوست برسم صورة قاتمة( يوما بعد يوم يتابع الجيش السوري عملياته القتالية ضد النظام ,ولكن يوما بعد اخر , تشح ذخيرتنا فنضطر الى ترك مواقعنا ) يقول جندي لجا الى تركيا مع خمسة من رفاقه بعد ان استنفدوا مالديهم من رصاص .
طوال اربعين عاما سيطر الفكر القومي العربي على الحكم في ثلاث من اهم الدول العربية هي مصر والعراق وسوريا , وادت مجابهته بكل التحديات الكبرى الى هزائم مدوية تكفي كل واحدة منها لايداعه متحف التاريخ , غير ماسوفا عليه . لكن النيوقوميين ( القوميون الجدد ) ان اعترفوا بالهزائم فانهم يردونها الى ( الاختراقات ) . عند ذاك تنقلب اسئلة الهزيمة الى ايمان بالانتصار .لماذا يسعى الاعداء الى اختراق امتنا لو لم نكن نتصدى لهم بنجاح ؟. والمشكلة هي ان العقل النيوقومي ( القومي الجديد )يؤمن حقا بهذه الفنطازيات ولا يفبركها .
فلان العالم كله يجب ان يتمحور حول قومية ( حسب الفهم القومي العروبي ),فانه عاجز عن ادراك ان للاخرين انتماءاتهم ومصالحهم وطموحاتهم القومية ومشاعرهم وانتماءاتهم المذهبية والدينية .
كل فكرة قومية تنطوي على بذور عدائية وعنصرية قابلة للتحول بسهولة الى فاشية , لان القوميات الاخرى في عرف الاخر ليست سوى ادوات الاخرين للاختراق ,او انها في حال ايران مثلا , تسعى للاختراق (بحسب نظرية المؤامرة ) لتنفيذ اجندة هدفها الاساس لا ان تكون قوة اقليمية كبرى , بل لانها (مجوسية )متسترة تريد الانتقام من العرب الذين هزموها قبل الف وخمسمائة عام .
تسقط النظم العقائدية مخلفة وراءها ارثا ماساويا يتطلب التخلص منه عقودا من الزمن , قد تسيل خلالها الكثير من الدماء , مما قد يدفع البعض وانصار النظام بالطبع الى التذكير بافضلية مزعومة لتلك النظم ,. في الوقت الذي يتم تناسي ان تلك العواقب نجمت بالضبط عن هيمنة تلك الانظمة المديدة على السلطة .الارث الاول يتمثل في ان اكثر من جيل تشبع بافكار تلك الانظمة وبات خطاب المعارضة نسخة مقلوبة من خطاب النظام المهزوم , كالحديث عن كيفية الثار من طوائف كان النظام ينحاز اليها لكي تصعد طائفة المنتصرين محلها , او ممارسة وحشية غذاها النظام في اذهان مواطنيه .
اما الارث الثاني فيتمثل في اجبار من يثورون عليه على حمل السلاح حتى وان بدات الثورة سلمية , مما يؤدي بالضرورة الى نشؤ ميليشيات يصعب التحكم بها ودمجها في جهاز عسكري واحد دون تقديم تنازلات لها على حساب مباديء الثورة .
اما الارث الثالث فيتمثل في ان تلك الانظمة تغادر المسرح من دون ان تترك مؤسسات , حتى وان كانت شكلية , يمكن استخدامها لبناء مؤسسات سيادة القانون مثل القضاء .
ان ثورات الربيع العربي هي ثورات شعبية بامتياز , بمعنى انها تغيير كامل للمجتمع . هناك العديد من المعايير التي تثبت ذلك . من هذه المعايير نسبة المشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات والتي ينبغي ان تصل نسبة المشاركة فيها الى عشرة بالمئة من مجموع الشعب . والشرط الثاني هو هدف الحراك الشعبي في تغيير النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي , اي تغيير بنية المجتمع بالكامل . والشرط الثالث هو عدم امكانية حدوث اصلاح من الداخل بحيث تؤدي الاحتجاجات الى تغيير مسار الحكومات . والشرط الاخير الضحايا التي تقع نتيجة القمع من قبل الاجهزةالامنية للدولة .
لاول مرة في تاريخ المنطقة العربية تهب الشعوب وتصدح حناجر الملايين بالهتاف لتغيير انظمتها وبالشعار السحري (الشعب يريد اسقاط النظام ). هذه الشعوب التي كان ينظر لها كالعبيد في مزرعة الحاكم هي اليوم من يصنع تاريخا جديدا لشعوبها .
ان من المبكر الحكم على الثورات العربية , ومع هذا لايمكن العودة الى الوراء .لقد امتنع الغرب عن تقديم الدعم الفعال للثورة السورية حرصا على علاقته مع روسيا .
لابد لمن يؤمن بمعاداة الاستعمار ان يعود الى اولويات السياسة :
ان استثمار رؤوس الاموال يحقق عبرها مصدر راس المال اكبر مايمكن من ارباح واقامة قواعد عسكرية على اراضي البلد المستعمر ( بالفتح ) فلماذا لانمتلك الجراة ونسمي القواعد العسكرية الروسية في سوريا استعمارا ؟ في حين نسمي القواعد الغربية في الخليج كذلك ؟. ولماذا لانرى في دور الصين الناهب لثروات افريقيا والداعم لدكتاتورياتها حفاظا على استمرار مصالحها استعمارا ؟في حين نعتبر دعم امريكا لدكتاتورية الشاه في ايران ودعمها للحكم العسكري في الباكستان كذلك ؟ .
ان الوقائع على الارض وتوازنات القوى , لاارادات ومؤامرات الاخرين, هي مايحدد مصير الثورات والحروب .ان النتيجة لثمان سنوات من الاحتلال الامريكي للعراق ارادت الولايات المتحدة للاخير ان يكون حليفها الاهم في المنطقة , انتهى الامر الى تحوله الى الحليف الاول لعدوها الرئيسي ايران .
الخاتمة :
يؤكد الكاتب عصام الخفاجي ان محافظة دير الزور هي سلة غذاء سوريا , وهي التي تنتج النفط السوري . وهي تقع في قعر سلم التطور الاجتماعي – الاقتصادي .
في دراستين اعدهما الجهاز المركزي للاحصاء الحكومي السوري والجمعية السورية البريطانية التي يراسها والد زوجة الاسد , ودراسة ثالثة للبنك الدولي :
ارتفعت نسبة من يعيش في فقر مدقع من 11 بالمئة الى 12 بالمئة وذلك قبل ان يتم رفع الدعم عن اسعار المحروقات وتحرير الاسعار التي رفعت هذه النسبة . اما من يعانون الفقر فقد ارتفعت نسبتهم من 30 بالمئة الى 33 بالمئة . وقد انخفض مستوى الفقر في المحافظات الساحلية والوسطى ذات الاغلبية العلوية وازداد في المحافظات الجنوبية والشمالية الشرقية , اي درعا والحسكة التي بقيت الاكثر فقرا في سوريا . ويعيش 16 بالمئة ممن هم في حالة فقر مدقع في ضواحي حلب والحسكة ودير الزور .
ان الشعوب لاتسير الى الوراء , ولكن الثورات لاتحقق اهدافها في ليلة واخرى , بل تستغرق فترات طويلة لانجازها .
المصدر :
كتاب (عن الثورة واليسار) للكاتب عصام الخفاجي ,ط2 - 2013 – دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع – بغداد - شارع المتنبي – لصاحبها الاعلامي والباحث والكاتب والصديق مازن لطيف .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث في الشفرة الوراثية للانسان - ج 1
- مكة بين الجاهلية والاسلام
- الانسان والاله الكونيان
- هادي العلوي .. المثقف المتمرد
- الهة في مطبخ التاريخ - ج 2
- الهة في مطبخ التاريخ
- حول كيفية قراءة الرواية التاريخية للاسلام
- المراة في الاسلام وفق منهج د . علي شريعتي
- رؤية نقدية عن مؤسسة الزواج المؤقت في ايران
- انواع جديدة من زواج المتعة - ج 2
- انواع جديدة من زواج المتعة في ايران
- تنويعات في المتعة عند شيعة ايران
- المتعة عند الشيعة في ايران
- مسلمة الحنفي قراءة في تاريخ محرم - ج 3
- مستقبل الوجود المسيحي في العراق
- النبؤة عند العرب قبل الاسلام
- مسيحيو العراق محنة الحاضر وقلق المستقبل
- انقلاب وظيفة الرجل في العصر المعدني
- طقوس استننزال المطر في العراق القديم
- حفريات جغرافية في سفر يونان


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد يوسف عطو - عن الثورة واليسار - ج 1