مالت البرازيل يسارا امس، بعد الفوز الساحق والتاريخي الذي حققه مرشح
<<حزب العمال>> اليساري المخضرم لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، المعروف
بلولا، على منافسه مرشح الائتلاف الحاكم و<<الحزب الاشتراكي الديموقراطي
البرازيلي>> (وسط يسار) خوسيه سيرا، في الدورة الثانية من الانتخابات
الرئاسية.
وأظهر استطلاعان للرأي اجراهما معهدا <<ايبوب>>
و<<داتافولها>> أن لولا حصل على 63 في المئة من الاصوات مقابل 37 في
المئة لسيرا. وشمل الاستطلاع، الذي اجراه <<ايبوب>>، 52170 شخصا، حيث
يبلغ هامش الخطأ 2 في المئة.
كما أظهرت نتائج أولية (بعد فرز 66 في المئة من
صناديق الاقتراع) حصول لولا على 61 في المئة من الأصوات في مقابل 39 في المئة
لمنافسه سيرا.
وكان لولا حصل في الدورة الاولى، التي جرت في السادس من الشهر
الحالي، على 4,46 في المئة من الاصوات، مقابل 2,23 في المئة لسيرا.
وبذا اصبح
لولا اول رئيس يساري منذ اعلان الجمهورية في 15 تشرين الثاني 1889، في ما يشكل
تحولا تاريخيا الى اليسار في البرازيل، التي لم تنتخب في تاريخها رئيسا يساريا.
وكان آخر رئيس يساري في البلاد، جواو غولارت، وهو كان نائبا للرئيس وتسلم المنصب
بعد استقالة الرئيس، الذي مثل آنذاك تيار الوسط، في العام 1961. واستمر حكم غولارت
عامين ونصف العام، قبل ان يطيح به انقلاب عسكري يميني.
وقال لولا، الذي احتفل
اليوم بعيد ميلاده السابع والخمسين، بعدما ادلى بصوته في مدرسة في ضاحية تقطنها
غالبية من الطبقة العاملة في ساو باولو <<انه اسعد وقت في حياتي>>.
اضاف <<ارغب في اهداء هذه الانتخابات الى الفقراء المتألمين في البرازيل
الحبيبة>>. وفيما كان لولا يدلي بحديثه، كان حوالى المئتين من انصاره يلوحون
بالأعلام البرازيلية ويرفعون لافتات كتب عليها <<انه وقت لولا>>.
من جهته، اعتبر الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، ان فوز لولا سيؤدي الى تشكيل ما
اسماه <<محور الخير>>، وذلك في رد على الاصوات، الاميركية تحديدا، التي
اتهمته والرئيس الكوبي فيديل كاسترو ولولا بتشكيل <<محور للشر>> مماثل
لذاك الذي اطلقه الرئيس الاميركي جورج بوش، في كانون الاول الماضي، على كل من ايران
والعراق وكوريا الشمالية.
وقد احتفل انصار لولا بفوزه مع افتتاح صناديق
الاقتراع، حيث عقدت حلقات <<السامبا>> ورفعت صوره مع اعلام <<حزب
العمال>> الذي اسسه لولا قبل 22 عاما، والذي واجه آنذاك الطغمة العسكرية
الحاكمة.
وغدا لولا، وهو عامل سابق في مصنع للصلب، رمز الامل لسكان الأحياء
الفقيرة وأبناء الطبقة المتوسطة الذين يعيشون في داومة الفقر والعنف، في ظل مشاعر
الإحباط من تدني الاجور وارتفاع معدلات الجريمة، وهي الاعلى عالميا خلف كولومبيا،
وحيث تسيطر اقلية تمثل 10 في المئة من السكان على 50 في المئة من ثروات البلاد،
وذلك نتيجة السياسات الليبرالية التي اعتمدها الرئيس، المنتهية ولايته، فرناندو
انريكه كاردوزو.
وتمثل البرازيل، التي يتعدى عدد سكانها 270 مليونا، اكبر رابع
ديموقراطية في العالم، والاقتصاد التاسع في العالم والاول في اميركيا الجنوبية.
وسيواجه لولا مهمة دقيقة في اقناع الرأي العام والقطاع المالي في الداخل،
والمؤسسات الاقتصادية وأسواق المال في الخارج، بأهليته لتولي المنصب، خصوصا في ظل
ازمة الثقة بالاقتصاد البرازيلي، المثقل بديون تتعدى 260 مليار دولار، والتي دفعت
<<صندوق النقد الدولي>> الى اقراض برازيليا ما لا يقل عن 30 مليار
دولار.
(اب، رويترز، ا ف ب)
... جريدة
السفير