أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشواق عباس - مالذي يريده الاخوان المسلمين بالتحديد















المزيد.....

مالذي يريده الاخوان المسلمين بالتحديد


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1183 - 2005 / 4 / 30 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا نمتلك أحيانا إلا الدهشة المشروعة جدا لمبديها عندما يقرأ ما ينادي به البعض هنا و هناك من شعارات و عناوين يعرف الجميع انه لا ينتمي إليها ، بل انه لطالما كان يقف على النقيض منها ، تدهشك الطريقة التي يتكلم بها ، والأهداف التي يعلن بأنه متمسك بها و بأنها الغايات المثلى التي تشكل الفردوس الذي يحلم به كل إنسان عربي .
لا أفتى مؤخرا عن قراءة ما يصدر عما يسمى بتنظيم الإخوان المسلمين في المنفى ( لندن ) ، يذهلني ما يدّعون به من أنهم ضحايا لنظام سوري سابق ، و بأنهم قد لاقوا الويلات على يده و بأنهم لم يجدوا من يحميهم إلا الغرب الذي يتبنى أهدافهم والعمل على تحقيق مصالحهم أكثر مما يسمونهم بالوطن ، بل إنهم قد أدخلوا ما فعله بهم النظام السابق مطلع الثمانينات من القرن الماضي، في نطاق ما يسمى جرائم الحرب .
بل إن الذي يدهشك أكثر إن هذا التنظيم يعلن انه ينطلق في ما اسماه بالمبادرة من رؤيته الشرعية ومسؤوليته الوطنية، وحرصِه علي إنقاذ الوطن من الطوفان القادم، انطلاقا من انه شريك في هذا الوطن، وأنه لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر، أو يحول بينه وبين المشاركة في عملية الإنقاذ ، و هم أول من مارس هذا الإلغاء للأخر عندما اعتبروا أنهم وحدهم من يملك الحق و الحقيقة و أن ما عداه هو خاطئ و كافر يستحق الموت .
تذهلني تلك العبارات التي يقولون فيها بأنهم سيترفعون عن الأخذ بالثأر ( مع العلم أنهم قد أشاروا إلى انه لا يحق لأحد في سورية أكثر منهم ان يطالب بالثارات وتعبئة الأحقاد من الإخوان المسلمين ) و سيتواكلون على الله في الأخذ بحقهم في الآخرة ، و أن ما يريدونه اليوم هو فقط المشاركة في إعادة بناء وطنهم الأم ووضعه على مداخل التقدم و التطور والإصلاح فهم ليسوا طلاب ثأر، ولا دعاة انتقام، ولن يقابلوا الظلم بالظلم، بل سيحتسبون عند الله ما أصابهم ، وينطلقون بقلوب مؤمنة نقية .و بأنهم قد تبنوا مبادرة تقوم على الدعوة إلى مؤتمر وطني عام للإنقاذ و التغيير تنطلق من هموم الوطن (وطنهم سوريا) و ضرورة تقدير الخطر المحدق به ، بل إنهم يعرضون في ندائهم ، لعدد من الخلفيات التي أوضحوا أنها تشكل رؤية تفرض الدعوة إلي موقف وطني يقدر الخطر المحدِق حق قدره، فالمرحلة تحتاج إلي قرارات جريئة حاسمة، ويؤكدون أن طريق إنقاذ الوطن أصبح باتجاه واحد لم يعد أمامنا غيره، ولم يعد يحتمل التأجيل والتسويف، أو الترحيل إلي مؤتمر قطري أو غيره و هو التغيير المنهجي الذي يتخذونه منهجا و مسلكا لهم
و بناء على ما سبق يطالب هذا التنظيم بإجراء كل الإصلاحات ورفع المظالم وتأدية الحقوق إلي أهلها، و تبييض السجون، وإعادة الكرامة والحرية للشعب، وتمكينه من الانتخاب الحر والسليم، والسماح بعودة المهجرين، وإلغاء قوانين الطوارئ، والقوانين الاستثنائية، والأحكام العرفية، ووقف كل أشكال الفاسد ومحاربتها، وإدخال إصلاحات دستورية تمنع التسلط والاحتكار للسلطة..الخ.
و هنا سأتوقف عن سرد بقية ما يسمونه بالمطالب لأقول لهم بان ما تطالبون به لا يعد و لن يعد امتياز لكم ، لا زالت تضج ذوا كرنا بأيدي إجرامكم ، لا زال الجميع يشعر تماما بتلك الآلام التي نشرتموها هنا و هناك ، إرهابكم للناس الذين لم يقدموا على ارتكاب أي ذنب سوى مصادفة مرورهم في طريق قمتم بوضع متفجراتكم فيه ، أو في أماكن فجرتموها معلنين بذلك أنكم تطهرون الأرض من رجسها و تحقون كلمة الله (حسب ادعائكم بأنكم المؤمنون فقط على هذه الأرض ) و تقضون على الأشرار و الكفار .
لا زالت أرواح القتلى الذين قضوا بإجرامكم و إرهابكم تسألكم أمام الله و أمام الشعب عن الأخطاء التي لم يرتكبوا حتى كانوا ضحية لإيمانكم المزيف
إن ما قامت به السلطات السورية من اعتقال لبعض رموزكم و نفي للأخر ما كانت ستقوم به لولا إجرامكم و طغيانكم و لولا خشيتها على المزيد من الضحايا الذين لا ذنب له إلا أنهم كانوا كبش الفداء لأهوائكم و مطامعكم غير المشروعة و التي لم يسلم حتى الدين منها حيث اتخذتموه شعارا تريدون به الوصول إلى مآربكم تحت اسمه و هو بريء كل البراءة منكم
ان الشعب السوري لا ينكر حق احد من أبناءه في مشاركته ببناء وطنه ، لكنه لا يقر بالمقابل أن كل أبناءه هم أبناء صالحين و بررة ، فالبعض منهم قد قتل و أجرم ثم هرب إلى الآخرين يشكوا لهم بان وطنه لم يسمح له بمتابعة وممارسة إجرامه و هو ما يعني انه يجب إزالة من يقف على رأس السلطة و ربما الشعب و الوطن بأكمله حتى تتاح له القدرة على متابعة ما بدأ و إغراق ما تبقى بدماء الضغينة و الحقد .
لو أن دعوة هذا التنظيم كانت صادقة لما قالوا ما قالوا ، الجميع يخطى و هو أمر طبيعي بغض النظر عن كبر الخطأ أو صغره ، و الشعب كما الله يسامح من يخطأ إذا شعر بالندم و اعترف بخطئه ، لكن أن تستمروا بالخطأ تحت دعوى أنكم من سوف يسامح أخطاء الآخرين ، هو ما يبرر لنا عدم قنا هتنا بصدق نواياكم و بنبل مقاصدكم
سوريا تدرك حاجتها للإصلاح و هو ما تبدأ به و لكن إصلاحها لن يأتي على الطريقة التي تريدون و بالصياغة التي تريدون و لتحقيق الأهداف التي تريدون
إن ما تطالبون به من إجراء الإصلاحات هو مطلب لكل السوريين لكنه مطلب شرعي و نبيل لا غبار عليه و لا يوجد أي تأويل لأهدافه ، التغيير قادم لكنه قادم على أسس صحيحة و بآلية و إجراءات صحيحة ، ربما لن تعجبكم بل هي بالتأكيد لن تعجبكم ، و لن تعجب من يقف خلفكم ، لكنها تعجب و تلبي طموحات الشعب السوري ، تحقق له كرامته ، و تحقق له أهدافه ، رغم كل الظروف التي تحيط بسوريا و رغم كل المصالح التي تتلاقى لإسقاطها كما حدث في العراق
نهاية أود أن أضم صوتي إلى صوت أخر كان قد سبق و طرح عليكم جملة من الأسئلة ، اعتقد أنكم لن تجيبوني عليها كما لم تجيبوه عليها أيضا ، ترى ما تراكم فاعلين لو شنت الولايات المتحدة-كما حضها بعضكم-حربا علي سورية سقط فيها من الضحايا كذلك العدد الذي فاق المئة والعشرين ألفا في العراق، سوادهم الأعظم من المدنيين المسالمين، من ضحايا تجار الحروب، باسم معاداة النظام، وما يدرون إنهم يعادون أوطانا؟ ماذا تراكم فاعلين، لو فعلها بشار الأسد واستجاب لكل ما تريده أمريكا وإسرائيل منه، و أعلن عن خضوعه لأميركا كما تريدون منه انتم ، وقام برحلة ساداتية جديدة إلي القدس وألقي خطابا في الكنيست الإسرائيلي؟ هل عندها ستدينونه و تعتبرون أن ما قام به هو العمالة بذاتها ، وأنتم أساسا من مارستم دورا في دفعه إليه!؟ أم تراكم ستضربون كفا بكف بعد أن تحقق أميركا مآربها و لا يعد لها حاجة بكم للضغط علي نظام البعث في سورية ، و على الشعب و النظام السوريين ، ترى من هي الجهة الجديدة التي ستركضون للخضوع تحت أقدامها و هنا أود أن أذكركم إن كنتم قد نسيتم أن أميركا تعتبر الآن الأقوى و لا يوجد من هو أقوى منها في العالم أي أنكم لن تجدوا دولة أخرى تقف معكم ضد أميركا
لن انهي رسالتي بكلام ختامي بل سأتركها مفتوحة ، لأنني لن أتردد أبدا بالكتابة عندما اشعر بأنه لازال هناك من يدعي الحق و هو بعيد كل البعد عنه.



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفية وضع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع
- من اين يبدأ الاصلاح
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- العلاقات السورية – الأميركية
- النفط العراقي و الخصخصة القادمة
- العلاقات السورية اللبنانية
- ألية وضع الخطة المالية في المشاريع الاستثمارية
- قضايا الإصلاح في العالم العربي
- عراق ما بعد الانتخابات
- منتدى المستقبل و الاصلاح في العالم العربي
- الملـف النفطـي في العراق
- العلاقـات الأميركيـة – السوريــة
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- قراءة في الواقع الحالي و المستقبلي لشركة مايكروسوفت وورد
- قراءة في مشروع الشرق الاوسط الكبير
- قراءة في الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى روسيا
- قراءة في عالم محمد أركون
- منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح ال ...
- قراءة ثانية في مشروع الشرق الاوسط
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشواق عباس - مالذي يريده الاخوان المسلمين بالتحديد