أل ابي الطيب الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4123 - 2013 / 6 / 14 - 00:46
المحور: سيرة ذاتية
    

أهداني الصديق العزيز لطفي الألوسي على سفر بيت هيتي كريم هو بيت أبي الطيب، وكان عنوانه (العطر الطيب في سيرة جدنا الإمام الشيخ السيد أبي الطيب) ، وأنني حين اكتب عن أية عائلة هيتيه احب أن التزم بما هو متعارف عليه في مدينتا حين نسمي كل عائلة بل حتى العشيرة ببيت ، فالبيت يعني العائلة والمودة والرحمة، والانتماء إلى مدينة هي اعرق واقدم مدينة في التاريخ لا زالت تنبض بالحياة .

قرأت هذا المؤلف، وهو من تأليف الأخوين محمد وعبد الله بهجة يوسف أبو الطيب وبإشراف والدهما، فوجدت فيه الوفاء والانتماء لأصل كريم وشجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين.

لقد اشتملت السيرة العطرة على مقدمة ذكر فيها المؤلفان فضل الرسول الكريم (ص) وفضل ذريته على سائر الأنام، ثم ذكرا عمود النسب لأصلهم الطيب الذي يصل إلى الأمام الحسين بن علي.

ويرجع نسب أل أبي الطيب في هيت إلى جدهم الشيخ السيد أبي الطيب. وأبو الطيب هو اسمه وكنيته، وهو أبو الطيب ابن الشيخ عبد الله بن مجد الدين بن الشيخ الحسيب النسيب ولي الدين الهيتي سكنا والحسيني نسبا.

ما سرني في العطر الطيب هو إصرار المؤلفيين على أن جدهم هيتي لا ألوسي كما يذكره البعض منهم أو يتخذه لقبا، وقد أكدوا ذلك في وقفية الجامع "...أبو الطيب بن المرحوم عبد الله الهيتي"، ويذكر المؤلفان أن أصلهم (حسينيا) وأن نسب الشيخ عبد القادر الطيار كما هو عند السادة الألوسية (حسنيا)، ويؤكدان على أن المصاهرة بين جدهم أبي الطيب وبين السادة الألوسية أحفاد الشيخ عبد القادر الطيار جاءت في فترة متأخرة .

وقد بين المؤلفان أن نسب جدهم يلتقي بنسب السادة الألوسية (الحسينية) أبناء عمهم محمود أبو الثناء الألوسي صاحب تفسير (روح المعاني) في جدهم السيد ولي الدين وعلى وفق هذا كتب المؤلفان ما نصه:" وعليه فيكون جدنا أبو الطيب وأباؤه وأبناؤه قد عاشوا في مدينة هيت لحد الآن وليس في ألوس كما يدعي البعض" .

وأشاروا الى ان الدكتور خاشع المعاضيدي قد وقع في وهم كبير حيث ذكر :" أن من أولادالشيخ اسماعيل ، حسن ابو الطيب في هيت" .

وللشيخ أبي الطيب أملاك كثيرة في قرى وسناجق وقصبات شتى في هيت فضلا عن انه قام ببناء مسجد جامع في بلدة هيت في سنة( 1013هـ/1604م)

وكان الشيخ أبو الطيب من أكابر عصره ومن وجهاء مدينة هيت واشتهر بمكانته العلمية ، فقد كان عالما فقيها عارفا بحدود الشرع واشتهر بلقب (قدوة العلماء) .

وقد عاش الشيخ أبو الطيب بداية حياته في ظل حكم أبي ريشه الذي حكم مناطق غربي الفرات حتى مجيء الدولة العثمانية. وتوفي في سنة ( 1021هـ /1612م) ودفن في مدينة هيت قرب الجامع الذي بناه في ما يعرف اليوم بالدوارة الغربية.
وللشيخ أبي الطيب شقيق أصغر منه اسمه وكنيته أبو الغيث وكان كأخيه علما وفقها ومكانة .

وفي هذا العطر الطيب قصيدة رائعة نظمها الشيخ بهجة يوسف أبو الطيب باسم (الدرة اليتيمة في نسب العائلة الكريمة) ذكر فيها كل ما يخص هذه العائلة الكريمة التي تجمعني باغلبهم صلة هي واحدة من أسمى الصلات الإنسانية والاجتماعية في هيت وهي (الجيرة) فقد كان جيران أهلي منهم:(بيت ربيع أبي الطيب) وأبناؤه الكرام جميل وأمين وفخري وخيري وأخوتهم الكرام، وبيت (يوسف أبو الطيب وأبناؤه الشيخ بهجت وكامل يعقوب- أبو إسحاق) وبيت (شهاب أبو الطيب) وبيت (حامد أبي الطيب) وبيوت كريمة أخرى، لم تكن بين أهلي وبينهم بل وبين هيت وأهلها وبينهم إلا المودة والتقدير والاحترام.

وفي الختام لا بد لي أن أقول: إنها شجرة طيبة وفروع طيبون، لم يبخسوا الناس حقهم ولم يتجاوز على حق غيرهم وانه كجدهم طيبون.

الهوامش
ـــــــــــــــــ

كان أبو الثناء الألوسي شيخ العلماء في العراق في عصره، ونادرة من النوادر التي جادت بها الأيام؛ جمع كثيراً من علوم المنقول والمعقول، وأحكم فهم علمي الفروع والأصول...وكان مع هذا وذاك مفسراً لكتاب الله لا يبارى، ومحدثًا للسنة لا يُجارى...ومع أنه كان شافعي المذهب إلا أنه في كثير من المسائل كان يقلد الإمام أبا حنيفة ، وكان عالماً باختلاف المذاهب، ومطلعاً على الملل والنحل، وكان في آخر حياته يميل إلى الاجتهاد، وقد خلَّف ثروة علمية كبيرة ونافعة، يأتي في مقدمتها تفسيره المسمى ( روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني .

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات