أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسونة فتحي - سننسبها أيضا للنازية














المزيد.....


سننسبها أيضا للنازية


حسونة فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 17:57
المحور: المجتمع المدني
    


ربما كان الفقر الثقافي والحضاري للتتار وهمجيتهم وحقدهم على العلم والحضارة والثقافة هو أهم الأسباب التي دعتهم إلى تدمير وإحراق مكتبة بغداد العظيمة الغنية بكتب الفنون والآداب والعلوم والتي كانت نتاج ستمئة عام من البحث والتطوير والإبداع، وربما أيضاً كان خطأ الحاكم المحاصَر" يوليوس قيصر" في دفاعه عن نفسه وعن" كليوباترا" ضد أخيها" بطليموس الصغير" سبباً وحيداً لحرق مكتبة الإسكندرية القديمة العظيمة الغنية أيضاً، وهاتان الحادثتان هما أشهر حادثتي حريق مكتبات عبر التاريخ.
ذات الفقر الثقافي والحضاري وذات الخطأ الجسيم يحاصر هذه الأيام مكتبة العريش العامة، تلك المكتبة العامة الوحيدة التي تكلفت الحكومات المتعاقبة مهمة الحفاظ عليها وتطويرها وترميمها منذ إنشائها عقب جلاء الاحتلال الصهيوني عن سيناء عام 1982م، ففي عام 2003 تم تحديث السور المحيط بالمكتبة بتكلفة نحو مئة ألف جنيه، وعام 2007 تقريباً تكلفت ترميمات وتحديثات المكتبة نحو نصف مليون جنيه وذلك كله بتخصيص مالي من وزارة الثقافة بعيداً عن موازنة محافظة شمال سيناء، لنفاجأ مساء الأحد الماضي 9 /6 /2013م بقيام جرافات مجلس مدينة العريش وتحت حراسة قوات أمن شمال سيناء بهدم السور المحيط بالمكتبة تماماً تمهيداً لإزالة المكتبة قريباً وذلك بحجة أنها تعيق امتداد شارع شجرة الدر الفرعي الممتد حتى الطريق الدائري، وقرار هدم السور جاء أمنياً فقط دون قرار إزالة أو خلافه، ويجري العمل على استصدار قرار من اللواء/ عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء لإزالة المكتبة وكذلك إزالة ونقل تمثال الرئيس الراحل أنور السادات الكائن بميدان الحرية- البلدية سابقاً- لنفس السبب، وبتقصي الأمر تبين تقدم عدد من المواطنين أطلقوا على أنفسهم" شيوخ وعواقل وشباب شمال سناء مدينة العريش" للسيد المحافظ بطلب يفيد بهدم لمكتبة ونقل التمثال، وتم وضع خطة لتطوير الميدان يتبناها رئيس مجلس مدينة العريش د. عمار جودة( عضو جماعة الإخوان) تبدأ بعمل حارات لموقف سيارات أجرة بين أحياء المدينة ثم نظر ما يمكن عمله في بقية المساحة، كل هذا دون حتى توفير مكان بديل سواء للمكتبة أو للتمثال.
عندما صعد الحزب النازي للحكم عام 33 كتب الشاعر الألماني النازي" هانز بوهست" مسرحية جاء على لسان أحد أبطالها:" كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي"، وهذه العبارة لصدق تعبيرها عن حال النازية نسبت إلى أكثر من قائد نازي حتى أنها نسبت لهتلر نفسه، وغدت كَسِمةٍ أساسية لكل فكر نازي، وهي بعيدة كل البعد بل يقع على النقيض منها الفكر الإسلامي، فالقرآن الكريم الذي هو دستور قلوبنا وعماد عقيدتنا وفكرنا أول كلمة منه أنزلها الله تعالى على نبيه الكريم هي كلمة" اقرأ"، فهل يمكننا أن نطلق صفة المسلم على من يفكر في هدم مكتبة؟ الخليفة المأمون الذي كان يهب وزن الكتاب ذهباً لكل من يؤلف أو يترجم كتاباً حتى غدت مكتبة بغداد مركز إشعاع أسهمت في براعة المسلمين الأوائل في علوم الطب والفلك والرياضيات وكل المجالات وظلت أبحاثهم تدرّس في الكليات ومراكز البحث العلمي حتى يومنا هذا، لم يفعل المأمون ذلك إلا تأسياً بالنبي(ص) الذي وضع اللبنة الأولى للعلم والتعلم وكلنا يعرف ما حدث بعد غزوة بدر وفداء الأسرى، ما نلمسه الآن في كل الدول المتقدمة من رقي وتقدم علمي وتقني كان أساسه القراءة، حتى أن معظم دول العالم تقيم المكتبات في محطات الباصات والقطارات حتى لا يضيع المواطن أي وقت دون قراءة ومعرفة، إنه الإسلام بلا مسلمين، وإن ادعاء إقامة الإسلام أمر لا يشغلكم قيد أنملة أيها السادة المسؤولون، وإلا لاقتديتم ولاهتديتم.
ولو أنني كنت ضمن رجالات القوات المسلحة الذين خاضوا غمار حرب أكتوبر المجيدة تحت قيادة الرئيس السادات، لشعرت بعار ليس كمثله عار أن يتم هدم أو نقل نصبه التذكاري من ميدان متسع احتواه لسنوات طوال وغدا من أهم ملامحه، إلى مكان آخر تحت سمعي وبصري، وأنا صاحب الأمر والقرار.



#حسونة_فتحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء الهوة والهوية


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسونة فتحي - سننسبها أيضا للنازية