جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 11:32
المحور:
المجتمع المدني
نحن أمة لا نمارس الحياة ولا نمارس الطعام ولا نمارس الجنس بل نمارس الإجرام في كل شيء,نحن مجرمون في كل شيء ومجرمون بحق أنفسنا وبحق مصادر التعلم والتعليم,ومجرمون برسم السياسات الداخلية والخارجية ونحن أمة ليست عصرية وليست تقدمية وحتى أنها ليست إكلاسيكية بدليل أن هنالك عدة أديان منتشرة في كافة أنحاء العالم ومع ذلك أصحابها متقدمون ومتطورون ويمارسون الأكل والشرب والثقافة والجنس دون أن يكون مجرمين مثلنا ..نحن كعرب مسلمين مكشوفين للعالم كله,والكل يعرف حقيقتنا والكل يعرف مصدر إسلامنا من أين جاء وكيف جاء!!, والكل يعرف بأننا متأخرون عن العالم الحديث أكثر من 1500سنة,فأوروبا وأمريكيا يسبقوننا ب1500م حتى الذين ما زالوا يعبدون البقر متقدمون علينا علمال أننا ندعي بأننا عبدت إله حقيقي عظيم وكبير,وحتى أستراليا تسبقنا بالحضارة إلى أبعد مدى رغم أن بأستراليا عدة أديان وهنالك أناس ديانتهم عجيبة جدا إلا أن دينهم لم يمنعهم من التقدم والتطور كما يفعل ديننا فعلته فينا, فتصوروا معي كيف ديننا يحملنا على التأخر وكيف دينهم يحملهم على التطور, هنالك في العالم كله مئات الأديان والمعتقدات والمذاهب وكلها لا تمنع الناس من التطور والتقدم والتحضر حتى الذين يعبدون النار أو الفرج أو الشيطان متقدمون علينا في أسلوب طرحهم لمشاكلهم وعلاجها.
نحن لنا تقدميون ولسنا أي شيء والكل يعرف زعماءنا من أين جاءوا وأين كانوا وفي أي طريق هم وفي أي اتجاهٍ يسيرون, نحن أمة كلها كذب ودجل وجهل وتخلف والكبير فينا صغير والصغير فينا كبير,والإنسان الناجح نضعه في موضع الإنسان الفاشل والفاشل نعطيه الأولوية في كل شيء لذلك معظم الناجحين فاشلين ومعظم الفاشلين ناجحين كما يقول أحمد زويل: الفرق بيننا وبين الغرب هو أن الغرب يدعم الإنسان الفاشل حتى يصبح ناجحا ونحن نحارب الناجح حتى يصبح فاشلا.لذلك نحن نغرق في مجتمعات الفشل والدجل والتخلف,والكل يعرفنا والغريب في الموضوع أننا نحن لا نعرفُ حقيقتنا ونحاول أن نغطي الشمس بالغربال,لذلك نصاب بالذعر حين نمسك كتابا نقرأه ونصاب بالجنون إذا عرفنا سيرة النبي الذاتية ونصاب بالإحباط وبالغثيان حين نقرأ عن الصحابة كيف كانوا وكيف عاشوا حياتهم!.
الإنسان في أغلب الأحيان يكون إما عصريا جدا يؤمن بالعصرنة وبالمشي باتجاه العصرنة والحياة العصرية ويتطور مع الزمن ومع الحياة العامة والعصرية كيفما كانت تلك الحياة وإما أن يكون متأخرا مثل الساعة التي في يدي ..ونستطيع أن نقول عن ذلك الإنسان المدني بأنه إنسان عصري جدا 100%,..والمخجل جدا أن يكون ذلك الشخص يحمل أعلى الشهادات العلمية وبنفس الوقت يؤمن بخرافات لا يؤمن فيها إلا الإنسان الأمي فإن مثل هذا الإنسان لا يمكن لنا أن نقول عنه بأنه إنسان عصري بل متخلف جدا والأدهى من ذلك أن شهادته العلمية الكبرى لا تدفعه لأن يشعر بالخجل منها وهو يقلد سلوكيات من القرون المظلمة, يحمل شهادة علمية كبيرة وبنفس الوقت ما زال اجتماعيا وثقافيا بمستوى الأميين الذين لا يعرفون لا القراءة ولا الكتابة وإما أن يكون الإنسان اكلاسيكيا محبا للقديم ويعيش فيه,ولكن نحن العرب كمسلمين ليس لنا هوية واضحة فنحن لسنا إكلاسيكيون 100% ولسنا عصريون 100%, نحن كما يقول المثل(طاسه وضايع غطاها) ونقتات على حساب المتخلفين والرجعيين,فتجد الإنسان منا يحمل أعلى الشهادات العلمية وبنفس الوقت يؤمن بخرافات ما أنزل الله فيها من سلطان,ويعيش أغلبيتنا على النصب وعلى الدجل فتجد مثلا الطبيب يذهب إلى رجل دين ليعالجه من مرضه من خلال(رقيى) دينية ويسمى هذا الشخص ب(الراقي) وتجد أحيانا أستاذا جامعيا يقوم بتدريس طلاب الماستر والدكتوراه وفي نفس الوقت نجد هذا الأستاذ يؤمن بتخابيص وبأعاجيب لا يؤمن فيها إلا الإنسان الأمي, ونتساءل دوما ما هذا العجب العُجاب!! في موقفٍ نكون فيه مستنكرين لكل ما يؤمن به ذاك الذي يحمل أعلى الشهادات العلمية,ويتصرف تصرفات لا نقبلها حتى من الأمي الذي لا يقرئ ولا يكتب,فكيف مثلا نقبل تلك التصرفات من أستاذ جامعي ؟,ما معنى أو كيف مثلا بإنسان أو إنسانه معهم أعلى الشهادات العلمية في الطب والهندسة وبنفس الوقت يؤمنون بتخاريف وتخابيص وأعاجيب وجهالات من العصور الوسطى أو عمرها أقدم من العصور الوسطى! فكيف نصنف هؤلاء البشر؟ ومع أي قائمة من الممكن لنا أن نضعهم فيها؟ومن أي زاوية ننظر إليهم؟وكيف نعالج عقولهم مما في تلك العقول من جهل وتخلف وتراجع للوراء؟والأدهى والأمر من ذلك أن يكون هذا الإنسان أو تلك الإنسانة يحملان شهادات عليا في الأدب أو علم الاجتماع أو شهادة عليا في العلوم الإنسانية بإحدى تفرعاتها مثل السياسة أو علم الاجتماع أو علم التاريخ فمثل هؤلاء الأشخاص يجب أن يكونوا عارفين بالتاريخ كيف يسير وكيف مثلا ظهر الإسلام وكيف تشكل وعي الإنسان العربي المسلم, وأنا أحيانا أجلس بيني وبين نفسي غير مصدقٍ أن هذا الشخص يحمل شهادة عليا في إحدى تفرعات العلوم الإنسانية ومن المستحيل أن أصدق ذلك.
فمثلا الذي يحمل شهادة في الطب أو الهندسة قد لا نلومه كثيرا لأنه لم يقرئ التاريخ جيدا بقدر ما نلوم إنسانا يحمل شهادة عليا في إحدى تخصصات العلوم الإنسانية فمثل هذا الشخص يكون أمر وأدهى من الذي يحمل شهادة عليا في الطب والهندسة.. وكل الأديان السائدة في كافة أنحاء المعمورة لا تحارب لا التقدم الاجتماعي ولا التطور الاجتماعي كما هو الحال في مجتمعنا الإسلامي..رأيت بل وأرى كل يوم أساتذة يحملون شهادات عليا في علم التاريخ وبنفس الوقت عقليتهم متحجرة ويؤمنون بالخرافات وبالخزعبلات وبالدجالين والأفاكين,هذا هو أكثر شيء يجعلني أشعر بالغربة وبالاغتراب وبالملل وباليأس من الحياة, فمثلا مثل هذا الشخص كيف لنا أن نجعله إنسانا عصريا أو تقنيا غصباً عنه!...كيف لنا أن ننوره مع دربه ونجعله يرى الحقيقة على أمها ماثلة أمامه.؟.
نحن مع كل ذلك لسنا عصريون بمعنى الكلمة للعصرنة بعض الناس يخسر ثقافيا ويكسب اقتصاديا,تماما مثل الدول,فمثلا خسرت أثينا أمام إسبارطة عسكريا في نفس الوقت الذي كسبت فيه أثينا الحرب الثقافية على إسبارطة بل على العالم كله,فحتى اليوم لم ينتصر أحد على أثينا فلسفيا فما زالت الفلسفة اليونانية الأثينية بكل تفرعاتها لها معجبون كثيرون من كافة الاتجاهات الفكرية, فقد انتصرت إسبارطة عسكريا وخسرت ثقافيا, ونحن كعرب مسلمين خسرنا عسكريا وخسرنا ثقافيا أمام العالم كله واليوم كل العالم يعرف حقيقتنا,كل العالم يعرف بأننا كذابون ودجالون ونصابون وهمنا الجنس والنكاح وملئ البطون ,فنحن أمة مهزومة من كل الاتجاهات,فلا توجد لدينا ثقافة يقلدها الغرب أو يمشون على نهجها,ولا توجد لدينا جامعات قوية في التعليم ومخرجات البحث العلمي كما هو الحال في أوروبا, نحن أمة خسرت كل شيء,لقد خسرنا المعركة بالكامل,خسرنا عسكريا وخسرنا ثقافيا وخسرنا في كل تلك الأمور التي تتفرع عن الثقافة وعن العسكرية, فلا يوجد لدينا مثقفون معتبرون في أوروبا ,ونحن عالة على الأمم المتقدمة,ولو قلت نحن أمة متخلفة فإن هذا القول سيبقى كوصف قليل بحقنا ولو قلت نحن أمة مجرمة فإن هذا أجمل وصف لنا,هذا أقوى من قولنا متخلفين ومتحجرين ومتعصبين.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟