أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - من هم وقود قوى الإرهاب في العراق وكيف نواجههم؟














المزيد.....

من هم وقود قوى الإرهاب في العراق وكيف نواجههم؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما يطالع الإنسان الصحف المحلية العراقية (راجع جريدة المدى عدد 369 بتاريخ 24/4/2005) ومن يتابع بعض ما تقدمه وسائل الإعلام الأخرى ومنها الفضائيات العراقية (العراقية والحرة مثلاً) يتيقن بما لا يقبل الشك بأن الغالبية العظمى من المنفذين المباشرين, إن لم نقل جميعهم, للعمليات الانتحارية وفي عمليات ذبح الناس وقتل الأبرياء بأدوات ووسائل كثيرة, بعدة سمات أساسية, وهي:
1. البؤس والفاقة والعوز المالي الفعلي حيث يلاحظ مشاركة عمال عاطلين يتحرون عن لقمة لسد الرمق.
2. البؤس الفكري والتخلف السياسي.
3. التعصب الديني الذي يتميز به الجهلة في الدين بشكل عام أو الذين خضعوا لتربية دينية متشددة.
4. التعصب القومي والتربية العنصرية المناهضة للقوميات الأخرى والفكر الآخر والرأي الآخر.
5. التربىة على العنف والشراسة والسادية في التعامل مع الآخر والاستعداد للقتل باعتباره خير وسيلة للخلاص من الآخر وأخذ "حقه" وفق رؤية مشوهة تتشكل لديه عبر عملية التثقيف الموجهة والمبرمجة.
وإذا ما اجتمعت بعض هذه السمات في إنسان, أياً كان, يتحول إلى شخص يتميز بالقسوة الشديدة والكراهية والحقد إزاء الآخر والاستعداد للقيام بأي مهمة كانت بغض النظر عن الضحايا التي يغتالها في طريقه إلى إنجاز تلك المهمة.
ونحن اليوم أمام واقع من هذا النوع. فأمامنا بعثيون تربوا على أيدي النظام السابق الذي ربى أجهزته القمعية والعسكرية والإعلامية وغيرها على السادية والعدوانية والكراهية الشديدة للآخر, أي من القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والآراء السياسية الأخرى. والجميع أدرى بعدد الذين سقطوا ضحايا النظام من العرب والكرد والقوميات الأخرى ومن الاتجهات الفكرية والسياسية الأخرى خلال عقود حكمي البعث. فعلى سبيل المثال ربى الناس بأن الكردي يريد تدمير وحدة العراق ويريد تدمير الأمة العربية وهو كاره للقومية العربية وهو عميل وله علاقات بإسرائيل وغيرها من الأكاذيب القذرة التي تشحن الناس بالكراهية ضد الكرد, بمن فيهم بعض أشباه المثقفين, وليس الجهاز القمعي والحزبي فحسب, فكيف سيكون التعامل مع الكرد عندما يتسنى لهؤلاء مواجهة الكردي, إنهم ينتظرون قتله في كل لحظة, وهي التربية القائمة على أساس الجريمة المعدة والمبرمجة سلفاً التي يمكن أن ترتكب في كل لحظة. وهي التي عشناها في عمليات اليكاوي في حلبجة أو عمليات ومجازر الأنفال.
كما أننا في مواجهة قوى إسلامية سياسية شريرة تربت وربت على كراهية الغير واعتبار الآخر هو السبب في غياب الدولة الإسلامية الموحدة التي تقوم على الفكر الديني المتشدد الذي تربوا عليه في المدارس الدينية في العديد من الدول العربية والإسلامية, ومنها السعودية وباكستان وأفغانستان وغيرها. وضحايا هذه القوى ليست قليلة في مختلف دول العالم, ولكن بشكل خاص في العراق وأفغانستان, إنهم أعضاء المنظمة الشريرة للقاعدة وأنصار الإسلام ومنمة مجاهدي الرافدين للزرقاوي وغيرها من التسميات التي لا تخرج عن دائرة الفكر الديني المتشدد والكاره للأديان والمذاهب الأخرى والمناهض لكل فكر ورأي سياسي آخر.
إلا أن قادة هذه المنظمات وقادة البعث الصدامي, وتلك القوى التي تسندهم في الخارج, لا يمارسون تلك العمليات مباشرة بل ينظمونها ويجدوا في البؤساء والجهلة الأميين والمتشددين من الناس منفذين لما يريدون ممارسته في العراق حالياً. فهم يجدون عمال المسطرة الذين ينتظرون من يمنحهم أجراً للقيام بأي عمل كان حتى لو كان قتلاً للبشر وذبحاً للناس كالشاة. ومثل هؤلاء لا نجدهم في العراق فحسب, بل وفي بقية الدول العربية مثل السودان ومصر والأردن وباكستان وبنغلادش وأفغتستان على سبيل المثال لا الحصر.
وفي العراق توجد نسبة عالية من البطالة, من الناس المهمشين الذين لا يجدون ما يطعموا به أنفسهم وأفراد عائلاتهم, وبالتالي يصبحوا لقمة سائغة لهؤلاء المجرمين المنظمين والموجهين للإرهاب في العراق. ومنذ سقوط النظام الاستبدادي لم تتأثر حياة هذه الفئة الاجتماعية الفقيرة والأمية أي دعم من جانب الدولة, بل حصلت عليها الطبقة الوسطى فقط. وإذا ما استمر الحال على هذا المنوال سيجد الأرهابيون من ينفذ لهم عملياتهم اليومية في العراق. وهم يوزعون عملياتهم على جماعات متباينة وفق طبيعة تلك العمليات التي يسعون إلى تنفيذها. ولكل عملية سعر معن. فهل يا سادة يا كرام يا من بيدهم الحكم في العراق في هذه المرحلة ستستمرون على تجاهل تلك الفئات الاجتماعية المحرومة في المجتمع؟
إن العمل العسكري في مواجهة الإرهاب ليس الحل الناجع وليس الحل الوحيد في مواجهة الإرهاب, أم أن الشبعان أو بعض أصحاب النعمة الحديثة ينسى مصائب الجائعين والعوائل التي تنتظر من معيليها لقمة الخبز؟
كم يتمنى الإنسان على أولئك الذين ناضلوا معنا ضد نظام صدام حسين أن لا ينسوا تلك الفئات الكادحة والفقيرة, وإلا فأن أرضية استمرار الإرهاب ستبقى متوفرة. لنعمل على ممارسة سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية وإنسانية بشكل خاص لمواجهة الإرهاب أولاً, مع إمكانية استخدام العنف المضاد في مواجهة العنف المتطرف ثانياً. إن علينا أن نجد عملاً للعاطلين, أن نجد ظروفاً أفضل لمعيشتهم وحياتهم اليومية فهم أحوج بكثير من الطبقة الوسطى التي تحسنت أوضاعها كثيراً, في حين أصبح الفقراء والمعوزون صيداً سهلاً لتنفيذ عمليات الإرهابيين. فهل في مقدورنا وعي المشكلة, أم سنبقى ندور في حلقة العمليات العسكرية المغلقة التي لا تفهم الولايات المتحدة الأمريكية غيرها, فهي لا ترى الفقر في العالم مثلاً سبباً للعنف والإرهاب على الصعيد العالمي ولا كون الفقراء وقوداً للقوى المنظمة للإرهاب, فهل يا ترى نوافق على هذا الرأي ونحن أدرى بواقعنا الاجتماعي ومشكلات الشعب الكادح اليومية؟
برلين في 26/4/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يسمح المجتمع باستمرار -نظام الفساد الوظيفي- سائداً في الد ...
- جولة في المشهد الإرهابي العراقي الراهن!
- ! لنجعل من مشروع الجامعة المفتوحة في الدانمرك أحد مناهل العل ...
- هل يمكن استشراف مستقبل العراق الديمقراطي في ضوء منجزات فترة ...
- هل تعمي الكراهية الشوفينية البصر والبصيرة؟
- هل هناك من مقاومة مسلحة شريفة في العراق؟
- هل التأخير في تشكيل الحكومة وخلافها مبرر أم غير مبرر؟
- هل تحاول بعض قوى الإسلام السياسي فرض ولاية الفقه ووليها على ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الفاضل الأستاذ صلاح بدر الدين
- ما هي المهمات التي يناضل من أجلها التجمع العربي لنصرة القضية ...
- إلى الشعب الكردي في كردستان العراق وإلى الأمة الكردية في كرد ...
- الجامعة العربية ورياح التغيير العاصفة!
- ما النهج الذي تمارسه قناة الفيحاء بشأن أحداث البصرة؟
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد السيستاني العراقي
- رسالة إلى ?اك منظمة الدفاع عن ضحايا الأنفال وحلبجة في كردستا ...
- حول بعض المسائل الحوارية الراهنة بشأن كردستان وكركوك والكلدو ...
- حوار مع السيد نبيل البازي: ما هو الموقف من حقوق الكلدو أشور ...
- رسالة اعتزاز إلى الكاتبة والشاعرة المبدعة منى سعيد
- حوار مع السيد الدكتور لبيب سلطان: هل مشروعي حول كركوك يتنافى ...
- هل من جديد في القضية الكردية في العراق؟ ولِمَ إثارة الغبار ح ...


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - من هم وقود قوى الإرهاب في العراق وكيف نواجههم؟