ماجد عبد الحميد الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 17:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوما بعد اخر تتكشف حقائق الثقافة الاعرابية وتتعرى اساليبها غير الاخلاقية في التعامل مع البشر. ولا يخفى على كل لبيب ان وسائل الاعلام المؤدلجة والتي لا تعتمد الموضوعية والحيادية في نقل الاخبار والتقارير هي التي تسهم في نشر تلك الثقافة الممجوجة والمستهجنة . لان هؤلاء الاعلاميين يراهنون على سذاجة الناس البسطاء في تصديق اخبارهم ، مستغلين نقص الوعي لدى عامة الناس والذي اسهمت الحكومات الداعمة لهم في تزييفه وتسطيحه. ومن الامثلة على ذلك التزييف : الخبر الذي نقلته قناة العربية تحت عنوان رئيس : (كاره شديد للإسلام ضيف على الاسد ) والذي ذيّل بعنوان فرعي : (زعيم الحزب البريطاني القومي زار معقل حزب الله بلبنان قبل وصوله لدمشق ).
لقد ركز محرر الخبر على التفاصيل التي تظهر (نيك غريفن ) بوصفه شخصية معادية للإسلام والمسلمين ، ساردا كل ما يؤيد افكاره المؤدلجة ، متغافلا و متناسيا الجانب الاخر لهذه الشخصية والمناقض تماما لما جاء في الخبر. نعم لقد كان (غريفن) كارها للإسلام الاعرابي والذي لا يعرف إلا لغة الذبح وحز الرؤوس وشق الصدور واكل لحوم البشر . و اظن انه لا يوجد انسان ذو ضمير حي وسريرة نقية صافية إلا ان يشاطره ذلك الرأي وفي الوقت نفسه كان (غريفن )كارها للصهيونية ، وهذا ما لم يشر اليه المحرر لا من قريب ولا من بعيد.
ان (غريفن ) يكره الاعرابي الذي يتعمد التدليس والتحريف و ينشر النفاق والدجل ، وحزبه الحزب الوحيد في بريطانيا الذي يتميز بمبدأ معاداة الصهيونية (حسب ما ذكر ذلك في مقابلة له مع الاعلامية السابقة في قناة العربية ذاتها ! زينة يازجي ) . يضاف الى ذلك ان (غريفن ) يؤمن بان وعد بلفور كان خطأ فادحا قد اقترفته المؤسسة الاستعمارية .
ان صورة الاسلام الاعرابي التي يراد استنساخها ونشرها في العالم هي التي يكرهها المنصفون والإنسانيون في كل الازمان و الاماكن . ولا شك في ان بعض المستشرقين قد اسهم اسهاما مباشرا في اعادة انتاج تلك الصورة الكالحة للإسلام والقابعة تحت ركام التاريخ لكي يقال : هذا هو الاسلام السفاح الذي سيطر على العالم بالسيف والذبح والقتل. لقد خطف الاعراب الاسلام وطمسوا معالمه واستغلوا بعض مبادئه لخدمة نوازعهم واطماعهم الدنيوية كما حصل مع ( الجهاد ). والدليل على ذلك ان الاعراب من النصارى واليهود - في زمن بني أمية - قد قاتلوا جنبا الى جنب مع الاعراب المسلمين تحت راية ( الجهاد ) باسم الاسلام ! (كما يذكر مارشال هودسون في تاريخه ). اذن ..لا غرابة في الامر لان مهنة الغزو الاعرابية قد استبدلت بمفهوم (الجهاد) فاجتمع ابناء العمومة من اصحاب الثقافة الواحدة على حب الجواري والغنائم .. وعادت حليمة الى عادتها القديمة.
#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟