ألا تبا للمنافقين وعبدة الدرهم والدينار

لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تبا لكم يامن غطى الجهل لبابكم , وسحقا لمن ارتضى ان يراهن على الوطن من اجل حفنة من الدراهم , وبئس القوم اؤلئك الذين لا يعرفون غير الشرور وسفك الدماء , وتعسا لمن يسعى الى اكل لحم اخيه ... لقد افسدتم ما ورثتم , وما افدتم في الحياة شيئا , واعلموا ان التاريخ سينئى بنفسه عنكم فمثلكم مكانه المزا ... .
تخدعون الاخرين وتخدعون بعضكم بعضا وما تخدعون سوى انفسكم , تجيشون منكم عليكم جيوشا لتقتلوا بعضكم وابناء جلدتكم ... صغرت نفوسكم وضعفت , وانحت قاماتكم لمن يدفع لكم , واعوجت رقابكم لكثرة تذللكم ,حتى صرتم واشباهكم يشار اليكم بالبنان في اسواق النخاسة ... لقد سلبت ارادتكم وخذلتم الوطن وابنائه , فكل ما تأكلونه وتطعمون به غيركم مغمس بدماء اخوتكم وابناء عمومتكم ... صرتم اشر من الوحوش , تلك التي طالما ترنوا الى دماء فريستها , وانتم ايضا لم ترتوا بعد من انهار الدماء التي سفكتموها , بل وتتفاخرون فيما بينكم ان فلانا اكثر سفكا ... !! .
انهيتم عن المعروف وامرتم بالمنكر , وراح شرركم يتطاير في شتى البقاع حتى وصل ديارا غير ديارنا وارضا ليست لنا , فتبا لكم من اشرار وتعسا لمن لا يعرف الصدق وقبحا للمخادعين ... لقد وهنت قوتكم الا من الشر وعطلت اعمالكم الا من القتل وثبطت عزيمتكم الا من الجرائم , وصرتم كما الالة تدار ولا تدير , اثقلتكم قيود اسيادكم من اصحاب الدرهم والدينار و وصرتم تحت مطرقته ولو شاء لزاد في اعوجاجكم , اذ سهل له انقيادكم كما قطيع الشياه , وصغرتم حتى صار كبيركم ذليلا مطيعا لولي النعم ... فلا يغرنكم حلم الاخرين ممن تساهل معكم , وترك حقوقه سماحة وقبل الاهانة تواضعا ورضا بظلمكم طاعة ... فالحلم غير الضعف , والحياء غير الجبن والمجاملة ليست ذلا ... فاياكم اياكم وغضبة الحليم ومن صبر على مشين فعالكم ... فلا تتوهوا ان الاقدام تهورا والشهامة شراسة وحرية الرأي وقاحة ... واعرفوا قدر انفسكم , فما من مجد بني على عظام نخرة , وانتم اصغر من ان تسيئوا الى الوطن , فخير لكم ان تكونوا ابناء بررة لبلدكم , كي لا يخجل ابناؤكم في قابل الايام من اعمالكم المشينة , ولا تكونوا لئاما فما اجتمع شمل على ضلال , والكذب حباله قصيرة , واياكم اتيان البيوت من غير ابوابها , فكم من جبار عنيد جندله مظلوم صغير , ولا تكونوا سافلي الطباع , فالحرية غير الفوضى والقوة ليست ارهابا والثورة غير الغوغاء ... واعلموا ان الاموال التي تتدفق عليكم من هنا وهناك ستكون وبالا عليكم , بل وستحرق بيوتكم بمن فيها , فأنتم ماضون في فتنة تحصد الناس حصدا بعد ان تسترتم بعباءة الدين نفاقا , وبالمظلومية كذبا وبالكرامة دجلا ... فلقد سعيتم من خلال عصبيتكم وطائفيتكم وعشائريتكم ان تغيبوا الوعي وتعطلوا العقل وتحجبوا العلم وتقتلوا الكفاءة ... غير ان هذا الحال لن يبقى او يستمر طويلا , فكفوا عن هرطقتكم وتجديفكم وامكثوا في مضاربكم مع اؤلئك النفر ممن عودتموهم ان يصغوا ويصفقوا لكم ...
لقد كنتم اشد جهلا من الجهال انفسهم حينما تغافلتم عن ان الحياة في تطور لا يتوقف , وتوهتم ان الاخرين شدوا على عقولهم كما شددتم وباتوا لا يسمعون سوى اصواتكم النشاز ولا يقرأون سوى بياناتكم المشوهة ... فلقد انكشف زيفكم وغادركم العديد ممن انخدع باديء ذي بدء بقاماتكم ولباسكم وامتلاء جيوبكم ... وهاهم يلوحون لكم ان وقتكم قد ازف وان لكم ان تغادروا المكان ليعتليه من هو اهل له ومن هو حريص على وحدة الوطن وسيادته ... وتيقنوا انه لا مناص لاي ثورة ان تستمر وتثمر ما لم تتسلح يالعلم والمعرفة والمباديء الحقة ... فكان حري بكم وانتم تختبؤون خلف الدين ان تدعوا الى السلام والخير والمحبة لا الى القتل والذبح والسلخ والكراهية , فأرضنا تسعنا جميعا وكثيرة خيراتها ... ولكن ما عسى ان يفعل اناس تسممت نفوسهم سوى نفث السموم ولدغ الاخرين , واي امل تترجاه ممن صدأت معادنهم وتلوثت دمائهم بأمراض الفتنة والتحريض وسرقة افراح الاخرين ... لقد حان الوقت كي يقف الجميع بوجه اؤلئك الاجلاف , الوحوش البشرية المفترسة واقتلاعهم قبل ان يتمكنوا من اشعال نار سيتعذر اطفائها اذا ما اندلعت , وليلقنوا هؤلاء ومن هم على شاكلتهم من سماسرة الدين , ان الحرية شعلة متوهجة لا ينطفيء بريقها ابدا , وان الانشانية لا تعرف الكراهية ... فالامل معقود على شباب وطننا الجريح , القوة التي ستهب لبناء ما دمر و وهي اهل للقضاء على كل الامراض التي تفشت و بل وستكمم كل الافواه التي تفوح منها رائحة العفن ... فالوطن ينتظركم وينظر اليكم .

#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات