الك الله يا الفقير

ماجد السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 11:18
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

قديما قالوا إن مهنة الطب مهنة إنسانية و هي من أنبل المهن واليوم أصبحت مهنة تجارية بحتة ورائجة، خاصة في المستشفيات الخاصة وعيادات الأطباء. والأطباء وبالرغم من أجور الكشف العالية التي وصلت الى 25 ألف دينار كان ولا يزال همهم الأول تضخيم الوصفة والاتفاق مع إحدى الصيدليات لصرف الوصفة .
فهل يعقل مثلا وبالأمس تحديدا كانت ابنتي كانت تشكو من التهاب بطفح جلدي في اليدين وبعد ان وصلت برفقتها في الساعة الرابعة عصرا الى عيادة الطبيب(س) التي كانت مكتظة بالمرضى فقلت لابنتي: هل تعتقدين باننا اليوم نستطيع أن نعرضك على الدكتور ؟ ابتسمت وقالت خلي نشوف ؟؟؟ودخلنا وهنا تفاجات عندما قال لي سكرتير الدكتور المبجل (ذو الوجه العابس) بان أمامكم 19مريضا وانتم رقم عشرون فقبلت وقلت له سجل اسمها وصدمت عندما طلب مني مبلغ 25 الف دينار عراقي بالكمال والتمام ؟؟؟؟ فقلت له : هل هذه أجرة فحص الطبيب ؟فقال نعم؟؟؟؟ فقلت مع نفسي (الك الله يا الفقير) .
وحتى التعامل مع المريض وهو نصف العلاج يتم بطريقة تجارية وغير انسانية وانتظار من يليه من قبل سماسرة الأطباء وهو(السكرتير) الذي يتعامل بدكتاتورية عالية ؟؟؟، وبأرقام مالية خيالية ما وراء الدكتور ؟؟؟؟ بل وصل الحال بسكرتير الطبيب ومنظم مواعيده الى ان يطلب (دهن السير) كما يطلق عليه من المراجع البسيط؟؟؟.
فاستوقفتني أجرة الفحص الباهظة أو ما تسمى بالعامية ( الكشفية ) وبدأت أحصي عدد المرضى المتواجدين والمسجلين في غرفة الانتظار فكان عددهم أكثر من أربعين مريضا.
وبعملية جرد بسيطة نجد إن هذا الطبيب الذي يراجعه في العيادة (40) مريضا يكون مجموع دخله اليومي هو (مليون دينار ) .ولو افترضنا انه يداوم في عيادته(26) يوما في الشهر فان دخله الشهري يكون (ستة وعشرون) مليون دينار شهريا ، أي إن دخله السنوي يساوي (312 ) مليون وهو مبلغ خيالي، وهذا ما دفع فضولي للتقصي عن هذا الفحش والمغالاة في أجور الفحص لدى بعض الأطباء ، وأقول بعض وليس الجميع .لان هناك من ننحني ونقف إجلالا لهم (لإنسانيتهم) ووقوفهم مع المواطن الفقير والمسكين أو من ذوي الدخل المحدود الى وصل بالعديد منهم أن يضع أدوية حصل عليها من مكاتب المراجع العظام (دام ظلهم الوارف) للذين لم يستطيعوا صرف وصفة الطبيب ؟؟؟؟
والطامة الكبرى ليست في أجرة الفحص وإنما في صرف الوصفة التي يكتبها الطبيب حيث يقوم بالتنسيق مع صيدلية له أو كشراكة مع احد الصيادلة بعينها لتصريف الدواء الذي لديه وبماركات ومواصفات لا توجد لدى أي من الصيدليات الأخرى؟؟ وان وجدت بالصدفة فهي بنظر الطبيب غير أصليه والعلاج لا يفيد المريض لذلك يضطر المريض المسكين أن يشتري العلاج من الصيدلية التي ذكرها الدكتور له وبأسعار مضاعفه أملا في شفاء مريضه.وهنا دخلت صيدلية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ورحب بي الصيدلي وقال لي ان عليك الانتظار بعد ساعة ووافقت وسألته عن السعر فكانت صدمتي الكبرى بان أجور الوصفة(العجيبة) 65 ألف دينار بالتمام والكمال و(ألك الله يا الفقير) وبعملية حسابية يا ناس أن أجور الكشفية والوصفة كاملة (90 ألف دينار ) ؟؟؟.
وحاولت أن اسمع رأي الطبيب بعد أن سمعت رأي المريض والمواطن كون القضية هي قضية (رأي عام) ، فكان الحوار التالي بيننا :
لست مسؤولاً عن الفقراء !
يقول الطبيب (س) وهو أخصائي أمراض الجلدية ، إن سبب ارتفاع أجور الفحص تعود إلى عدة أسباب منها: شهرة الطبيب ، وارتفاع الإيجارات وخاصة في المناطق التي اشتهرت بوجود اكبر عدد فيها من عيادات الأطباء، فضلاً إلى الأمور الأخرى كراتب السكرتيرة أو السكرتير ، وأجور المولدة وبعض مستلزمات العيادة من أثاث وأدوات طبية. ولكم الحكم إخوتي وأخواتي؟؟؟؟
سالت احد المرضى الجالس بجانبي ما عملك قال كاسب أبيع ملابس على الزوار بالقرب من الأضرحة المقدسة وحمدا لله ونظر للأسفل بكبرياء وكرامة ؟؟؟؟وزاد فضولي وقلت له هل دفعت أجرة الفحص قال لي نعم ؟؟؟؟وكيف تراها مناسبة لمستواك الاقتصادي قال لي والله سأمتنع عن جلب المسواك للبيت لعدة أيام ؟؟؟؟وصدمت من كلامه وكيف ؟؟قال الله موجود ؟؟وقلت ونعم بالله ؟؟؟قال لي خليها سكته؟؟؟ دخل وخرج قبلنا وجلب الوصفة وسألته كم سعرها قال 82 الف دينار ؟؟؟
؟؟أثارني فضولي الصحفي فقلت كيف ؟؟فقال لي (مو بس هاي) أنما هنالك اتفاقات بين الأطباء والصيدلية والمختبر والسونر بحيث تدفع نسبه للطبيب على كل مريض يتم تحويله الى احد هذه الجهات وهذا معمول به مع الأسف عند عدد كبير من الأطباء ؟؟؟ولكم الحكم وحسبي الله ونعم الوكيل
وهنا أتمنى وبدعوة صادقة من الأطباء الإنسانيين ونقابة الأطباء والإعلاميين وكافة وسائل الإعلام وكل شخص مسؤول ان يتابع هذا الموضوع وأخيرا أقول للأطباء رفقا بالمساكين والفقراء مع احترامنا واعتزازنا الكبير للأطباء الشرفاء والإنسانيين.

#ماجد_السوداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات