إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1182 - 2005 / 4 / 29 - 10:53
المحور:
الادارة و الاقتصاد
هل تدني الأجور ميزة مغربية أم مصيبة؟
كلما كان الحديث على قضية الاستثمار يتم إبراز رخص اليد العاملة المغربية. إذ يحاول القائمون على الأمور النظر إلى هذه القضية كميزة أساسية لابد أن يدخلها المستثمر في حسبانه لاختيار بلدنا. لأن اليد العاملة عندنا رخيصة وهذا سيضمن لهم تكاليف أقل وأرباح أعلى. وأقل ما يمكن وصف به هذا الطرح هو السذاجة، باعتبار أن الاستثمار في الوقت الراهن أضحى يستوجب يد عاملة مؤهلة تستطيع أن تتعامل مع التطورات التقنية المستدامة. ويبدو أن هذا الأمر لا يدخل في حسبانهم. والدليل على هذا هو أنهم لا يولون أي اهتمام إلى الحفاظ على المغاربة المؤهلين عبر توفير الشروط الضرورية التي تساعد على بقائهم في الوطن وليس الدفع بهم بحثا عن أجور أفضل وحياة أفضل في الخارج. فكلياتنا ومعاهدنا تخرج أناسا في مقدورهم لعب دور هام في الإنتاج، لكنهم بفعل الواقع والاختيارات القائمة، ينزحون إلى الخارج بحثا عن موقع كريم تحت شمس أي وطن باعتبار أن وطنهم لم يستطع ضمان مكان لهم تحت شمسه. وفي هذا الصدد صرح أحد المسؤولين الحكوميين الكبار بكندا:"...علينا أن نشكر المغرب لأنه وفر لنا طاقات بشرية تساهم الآن في تقدم كندا" فكيف انقلبت الأمور، بلد لازال في حاجة لطاقاته، يصرف أموالا طائلة لتكوين طاقات ويهديها على طبق من ذهب لبلد قصد الاستفادة منها توا... ومهما يكن من أمر، وبالرجوع إلى التنويه برخص اليد العاملة ببلادنا، نقول هي مصيبة، لأنها "ميزة" لكنها ميزة سلبية لا تشجع الاستثمار، باعتبار أن الاستثمار اليوم ليس في حاجة إلى قوّة عضلية تقبل أي أجر يتاح لها (أي دماره) وإنما الاستثمار يحتاج إلى يد عاملة مؤهلة وذات خبرة حتى وإن كانت أجورها عالية، لأن مثل هذه اليد العاملة تساعد المستثمر على تحقيق دوران سريع للرأسمال الذي وضعه في مشروعه، وبذلك تختصر عليه الزمن وتحقق الإنتاجية التي يريدها.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟