اليسار والربيع العربي إخفاقات ومعالجات

فهد الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 00:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

اليسار والربيع العربي
إخفاقات ومعالجات

إن إخفاقات اليسار في الربيع العربي له جوانب موضوعية وذاتية . حيث لا يمكن أن نغض النظر عن تلك الدوافع الموضوعية التي دفعت إلى انحسار اليسار وتراجعه أمام أحزاب وقوى الإسلام السياسي الذي اختطف الربيع العربي . حيث عانت الشعوب العربية ويلات الأنظمة القمعية القومية الشمولية لطيلة عقود من الزمن كان احد ضحايا تلك الأنظمة اليسار العربي والأحزاب الشيوعية العربية . وكما لا ينكر تعرض الإسلاميين إلى نفس المصير أيضا . ونتيجة لكل هذا ولدت أجيال عاشت عصر الدكتاتوريات فلم ترى النور الثقافي ولم تمتلك الوعي نتيجة للإعلام المركزي الشمولي الذي كانت تمارسه تلك الأنظمة التعسفية .
لكن هنالك فسحة تمتع بها الإسلاميين نتيجة تمكنهم لإيصال مايريدونه من خلال المسجد بصورة وأخرى مستغلين ممارسة الطقوس العبا دية وممارسة الشعائر الدينية متى ما سنحت لهم الفرصة . عكس التيارات اليسارية والأحزاب الشيوعية . فقد لاقت ضربات من جهات عديدة ويمكن تحديد هذه الجهات وهي :
1 – الأنظمة القمعية الحاكمة
2 – المؤسسات الدينية - ودعواتها بتكفير الشيوعيين واليساريين
3 – الأغلب الأعم من المجتمعات العربية ( لم تستطع هضم اليسار والشيوعية من باب كونهم أصحاب نظريات غريبة مستوردة ) فبذلك تكون قد وجهت ضربة لتلك القوى سواء شعرت بهذا أم لم تشعر إي بمعنى أخر
( لم تعي أصل صراع اليسار مع الحكومات )
4 – الصراع الدائر آنذاك بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي مما انعكس على اليسار والشيوعية في غالب الدول العربية انعكاسا سلبيا
5 – انهيار الاتحاد السوفيتي و المعسكر الاشتراكي . مما أدى إلى فقدان النصير المعنوي على اقل تقدير وهذا أعطى انطباعا لدى الكثير من المجتمعات على أن الشيوعية - والاشتراكية - واليسارية بصورة عامة - قد انتهت بانتهاء الاتحاد السوفيتي ( إي سيطر عليهم وهم فشل النظرية ) . عكس تيارات وأحزاب الإسلام السياسي التي استمر تمويلها معنويا وماليا من عدة اتجاهات ( الأنظمة الرأسمالية وعلى رأسها أمريكا وفرنسا واليمين الرجعي العربي كقطر مثلا وهذا ما حصل في انتفاضات الربيع العربي ) .
امابالنسبة إلى الجوانب الذاتية فتتلخص بما يلي
1 – الدين . والموقف منه . .
فطرة المجتمعات الشرقية والعربية بالذات فطرة دينية لم تستطع القوى الشيوعية واليسارية من جانب والمجتمعات العربية من جانب آخر أن تتناغم مع هذه المسألة وتحتويها . فعلى سبيل المثال الحزب الشيوعي العراقي لم يتبنى الكفر والإلحاد على المستوى الرسمي لا في أدبياته ولا في بياناته . والمثقف يستطيع أن يميز إن الصراع صراع طبقي لا ديني مع الحكومات لكن لا يفهم هذا عامة المجتمع .
2 – الانكفاء على النفس واقصد على نفس التيارات اليسارية والأحزاب الشيوعية فارتضت لنفسها أن تكون معزولة عن جماهيرها واكتفت بالتنظير والتثقيف داخل مكاتب وصالونات أحزابها ربما القلة القليلة من تلك التيارات والأحزاب اليسارية التي عملت عكس هذا
3 – التمويل المالي ووجوب البحث عن مصادر للتمويل / تعاني غالبية الأحزاب الشيوعية والتيارات اليسارية من مشكلة التمويل المالي فتمويلها غالبا ما يكون ذاتيا . . .
4 - الأعلام كذلك تفتقر الحركات اليسارية والشيوعية إلى المنابر الأعلامية كالفضائيات وما إلى ذلك
حلول للخروج من الأزمة التي يعيشها اليسار والشيوعية :
1 – عقد مؤتمرات وطنية تضم جميع قوى اليسار والاحزاب الشيوعة والتيارات الديمقراطية من اجل توحيدها ونبذ كافة الخلافات لكي يتسنى تشكيل جبهة انتخابية مضادة للجبهات الاسلامية والطائفية و هذا ما حصل في العراق من خلال ضم القوى الشيوعية والديمقراطية والمدنية في تحالف انتخابي ( انتخابات مجالس المحافظات ) . والدعوة إلى عقد مؤتمر( عربي ) يضم كافة قوى اليسار والشيوعية والدخول في بحوث جادة لا تقتصر فقط على التنظير بل على عمل ممنهج من اجل استقطاب الجماهير والتفافها حول التيارات اليسارية باعتبارها الممثل الحقيقي لصراعها الطبقي ومن ثم الوصول إلى البرلمانات من خلال صناديق الاقتراع
2- التركيز والتنشيط على العمل الفكري من خلال الفكر ( المجدد) وعدم الالتزام بالنصوص وكأنها نصوص مقدسة
3 – جعل وصول الإسلاميين إلى السلطة حافزا للنهوض من الإخفاق
4– الوصول إلى الجماهير من خلال برامج عمل ميدانية على أرض الواقع لا بيروقراطية والاكتفاء بالتنظير حتى نتمكن من الوصول إلى البرلمان من خلال التحشيد الجماهيري عن طريق برنامج يسهل فهمه من قبل المواطن البسيط لا بأ سلوب التنظير وتبني مطالب المواطن الحياتية
فهد الناصر

#فهد_الناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات