امال رياض
الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 16:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يدعو بهاءالله الإنسان دائمًا إلى معرفة الكمالات المودعة فيه وإلى إظهارها إظهارًا تامًّا، فإنّها هي نفسه الباطنيّة الحقيقيّة، التّي تختلف عن نفسه الظّاهريّة المحدودة التّي هي هيكله والتّي هي في الغالب سجن الإنسان الحقيقي. ففي الكلمات المكنونة يقول بالنّص:-
"يا ابن الوجود صنعتك بأيادي القوّة وخلقتك بأنامل القدرة وأودعت فيك جوهر نوري، فاستغن به عن كلّ شيء، لأنّ صنعي كامل وحكمي نافذ، لا تشك فيه ولا تكن في مريبًا."
"يا ابن الرّوح خلقتك غنيًّا كيف تفتقر، وصنعتك عزيزًا بم
تستذل، ومن جوهر العلم أظهرتك لم تستعلم عن دوني، ومن طين الحبّ عجنتك، كيف تشتغل بغيري، فارجع البصر إليك لتجدني فيك قائمًا قادرًا مقتدرًا قيومًا".
"يا عبدي إنّما مثلك كمثل السّيف المرصّع بالجوهر أغمد في قِراب كَدِرٍ فظلّ قدره عن الجوهريين مستورًا، إذًا فاخرج من غلاف نفسك وهواك حتّى يبدو جوهرك للعالمين ويتجلّى."( )
"يا حبيبي أنت شمس سماء قدسي فلا تلطّخ نفسك بكسوف الدّنيا. اخرق حجاب الغفلة حتّى تدلف من خلف السّحاب بلا تستّر ولا حجاب، وتخلع على جميع الموجودات خلعة الوجود."( )
وخلاصة القول إنّ الحياة التّي يدعو بهاءالله أتباعه إليها هي من النّبل والسموّ بحيث لا يمكن وجود حياة أسمى وأجمل منها يمكن أن يطمح إليها الإنسان في جميع أفق الإمكانيّات البشريّة الوسيع. فعرفانًا للنّفس الباطنيّة الرّوحانيّة فينا يعني عرفاننا للحقيقة السّامية القائلة بأنّنا من الله وإنّنا سنعود إليه، وهذه العودة إلى الله هي الهدف الأسمى لدى البهائيّ. لكنّ الوصول إلى هذا الهدف لا يكون إلاّ بطريق واحد هو الطّاعة لرسل الله المختارين وبصورة خاصّة إلى رسوله الذّي أتى في زماننا الذّي نعيش فيه وهو بهاءالله رسول العصر الجديد.
#امال_رياض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟