أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - اردوغان.. بين الحلم واتفاقية لوزان














المزيد.....

اردوغان.. بين الحلم واتفاقية لوزان


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 12:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معاهدت لوزان تم توقيعها في 24 يوليو 1923 كانت معاهدة سلام وقعت في لوزان " سويسرا " تم على اثرها تسوية وضع الأناضول والتراس الشرقي (القسم الأوروبي من تركيا حاليا) ، حيث قادت المعاهدة إلى اعتراف دولي بجمهورية تركيا بقيادة مصطفى كمال أتاتور التي ورثت محل الإمبراطورية العثمانية ، فكان منها بنود حددت حدود عدة دول كحدود اليونان وبلغاريا وتركيا نفسها ، كما تنازلت فيها تركيا عن مطالبها بجزر دوديكانيسيا ، قبرص ، مصر والسودان ، العراق وسوريا ، كما تنازلت تركيا عن امتيازاتها في ليبيا ومراكش وتونس ، بمعني اخر هي الخنجر الذي قتل الخلافة الاسلامية الى الابد .
من الطريف ما يحدث في تركيا الان ، فهل تصدق ان حماة العلمانية في تركيا اصبحوا أشد حرصا على التراث العثماني من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان !! .

اذاً يخطئ من يظن ان ما يحدث في تركيا الان هو اعتراض على قرار حكومي ما ، او وقفة احتجاجية عابرة ، بل هو في الحقيقة تلويح بالبطاقة الحمراء لاردوغان وقد يصل الامر الى اظهارها ، فالرجل في الاونة الاخيرة اعتقد ان ما قام به من اصلاحات اقتصادية وتحسين اوضاع المواطن وعدم احتياجه الى صناديق وبنوك النقد العالمية قد تهيئه من اتخاذ الاجراءات والقرارات على الصعيد الداخلي التي تحد من القوانين والشروط التى قامت عليها تركيا " اتاترك " العلمانية ( اتفاقية لوزان )بموافقة الغرب المنتصر وقتها ، متناسيا ان تركيا اتاترك لولا توقيعها على ان تكون عضو في النادي العلماني ما كان لها من كيان بعد سقوط السلطان عبد الحميد فصفحة التاريخ مازالت قريبة وبنود الاتفاقية مدونة في عصر الالات وليس في عصر البخار وهذا ما لم يسمح به الغرب والنظام العلماني الجديد ،فالخسائر يوميا بالملايين وقد تخرج مؤسسات التصنيف الائتماني بخفض أئتمانات تركيا الى مستويات منخفضة لسوء الوضع الامني وهذا له تأثير كبير اقتصاديا ،فتصريح اردوغان الاخير الذي جاء بعد اصرار الغرب على فتح تحقيق مشترك على تجاوزات قوات الامن بحق المتظاهرين بان هناك المزيد من الديمقراطية بعد عودته من زيارة مناطق تنازلت عنها الدولة العثمانية تحت بنود اتفاقية لوزان (**ان يتنازل عن كل من مراكش وتونس وليبيا ) خير دليل على ذلك ، فهناك مساحات قد يسمح بتجاوزها ولكن هناك خطوط حمراء خاصة بتركيا لايمكن الاقتراب منها وهذا ما تناساه اردوغان( تركيا لوزان ) ، وفي الحقيقة ما يحدث في تركيا الان هو اعلان حقيقي عن فشل مشروع الاسلام السياسي في المنطقة كلها.
فالفساد والمنتفعين متواجدين في اي نظام مهما اتسم بالشفافية ، حتى الانظمة الديمقراطية التي تتغني بالعدالة الاجتماعية والمساواة احيانا تحافظ على هذا النوع (المنتفعين) ،بل تحتاج اليه وتعتبره كالمادة الحافظة التي توضع في الطعام للحفاظ علية من الفساد ! نعم لا تستغرب للحفاظ عليه من الفساد ، ولكن تستخدم بنسب معينة ومتفق عليها ، اما في انظمتنا حتي التي تدعي انها اسلامية ، فهو يستخدم كالملح في الطعام ولكن بدون نسب ومعاير مما ينتهي بإفساد الطعام ، مما يسبب مضاعفات صحية تؤثر على الجسم كله ، والمقصود بالجسم هنا حالة المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا ، وهذا هو الفرق بين انظمتنا وانظمتهم .
وهذا ما وقع فيه اردوغان بانه سمح لاتباعه من المنتفعين بالفساد والتمادي والتوغل حتى التعري والانسلاخ عن مبادئ وشعارات الحزب ، فالرجل حساباته كانت خاطئة اعتقاد منه ان ذلك سيساعده في تحقيق حلمه الكوني بتمرير الاحكام والقوانين التي تمهد لعودة دولة الخلافة القسطنطينية " الآستانة " من جديد ، ولكن اتت الرياح بما لا تشتهيه السفن ، وهذا ما اوقعه فيه الغرب الذي يقف على ابواب الاناضول ، فالغرب ينظر الى تركيا على انها الخطر القادم دائما فالتاريخ بصفحاته شاهد على ذلك ، فقد اخطأ اردوغان عندما ظن ان القوى الغربية في سلم وسلام معه ، حينما باركة جلوسه على قمة هرم الحكم في تركيا ، فالنظام العالمي الجديد بعد قضائه على الكتلة الاشتراكية وانفراده بزعامة العالم واصبح القطب الاوحد ، كان عليه التخلص من كل الانظمة العسكرية حتى ولو كانت علمانية التي لا تواكب الفكر الاحتكاري الجديد ، وكان منها النظام العسكري العلماني التركي ،لوقت ما حتى يتم اعداد كوادر علمانية جديدة بمفهوم غربي مؤسساتي تابع للفكر العلماني الجديد ، والان حان الوقت رغم ما حققه اردوغان من بعض التقدم الاقتصادي .

واخيرا ما يحدث في تركيا الان هو شهادة اثبات بان مشروع حكم الاسلام السياسي في حالة موت سريري ، بمعنى اكثر دقة حلم الخلافة قد فشل ،فتركيا كانت نموزجا ، وهنا يستحضرني قصيدة " رثاء الخلافة " لأمير الشعراء أحمد شوقي وهو يرثي فيها الخلافة الإسلامية التي ألغاها مصطفى كمال ونفى الخليفة من بلاد الأتراك قائلا فيها :

عادت أَغاني العرسِ رَجْعَ نُواح ** ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ
كُفِّنتِ في ليلِ الزفاف بثوبه ** ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح
شُيِّعتِ من هَلَعٍ بعَبْرةِ ضاحكٍ *** في كلّ ناحيةٍ، وسكرةِ صاح
ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابر *** وبكت عليك ممالكٌ، ونواح
الهندُ والهةٌ، ومصرُ حزينةٌ *** تبكي عليك بمدمعٍ سَحّاحِ
والشامُ تسأَلُ، والعراق، وفارسٌ *** أَمَحَا من الأَرض الخلافةَ ماح؟
وأَتت لك الجُمَعُ الجلائلُ مأْتماً *** فقعدن فيه مَقاعدَ الأَنواح
يا لَلرّجال لحُرة مَوءُودة *** قُتلت بغير جريرة وجُناح
إِنَّ الَّذين أَسَتْ جراحَكِ حربُهم *** قتلتْكِ سلهمُ بغير جِراح
هتكوا بأَيديهم مُلاءَةَ فخرهِم *** مَوْشِيَّةً بمواهب الفتاح
نزعوا عن الأَعناق خيرَ قِلادة *** ونَضَوْا عن الأَعطاف خير وِشاح



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية
- مرسي.. بين الكاريزما والانجازات والتسول
- اسرائيل وايران..الهدف الاستراتيجي
- مصر الثورة..هل لها من ناصر؟
- صكوك الاخوان الاحتكارية(فرمان1867م)
- الاردن..( الشعب والملك ووحدة التراب )
- مرسي..(الزيني بركات والبصاصين)
- هاملت الاخوان بين النوبة وبورسعيد
- بورسعيد..شوارعها الملتهبة بين( اللنبي ومرسي )
- مدن القناة.. بورسعيدي وافتخر
- مصر الثورة..بين الامل وكنعان إيفرن
- مصر الثورة.. ( أهل الكهف برؤية جديدة )
- مصر..حكومة تكنوإخوان والحل غرفة إنقاذ
- سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
- الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -
- قرض لا بد منه


المزيد.....




- “اضبطها الآن وفرح أطفالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ع ...
- المقاومة الاسلامية تنفذ عددا من العمليات ضد مواقع وانتشار جي ...
- البحرين تدين اقتحام وزيرين إسرائيليين المسجد الأقصى
- كبار حاخامات اليهود يؤكدون تحريمهم القاطع لاقتحام المسجد الأ ...
- اشغلي طفلك وريحي بالك.. تعرف على تردد طيور الجنة الجديد 2024 ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - اردوغان.. بين الحلم واتفاقية لوزان