أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - بيت اللعنات...!!!














المزيد.....


بيت اللعنات...!!!


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا البيت ابتكره سكان الشام القدامى (الكنعانيون) وهكذا أسموه (بيت اللعنات). ورغم أنه بيت عبادة مقدس حاله حال بقية بيوت الآلهة، إلا أنه افترق عنها بوظيفته الغريبة نوعاً ما. إذ كانت وظيفة هذا البيت "التجديف على الآلهة بشتمها والتعريض بها والقيام بطقوس مخالفة لطقوس عبادة (إيل) و(عشيرا)" ويدخل ضمنها بالطبع شتم وكلاء الآلهة (الكهنة). بعد أن قرأت هذه المعلومة في كتاب (المعتقدات الكنعانية) للباحث العراقي (خزعل الماجدي) والتي جاءت في (ملحمة الملك الكبير) المكتشفة في أوغاريت، وجدت تفسيراً خاصا بي لتلك الوظيفة. قلت، يبدو لي أن هذا الابتكار جاء نتاج للعقل الجمعي اللاواعي للإنسان، وذلك لإحداث نوع من توازن روحي نفسي وجودي، للحد من الاستلاب المرضي الخانع الذليل الذي درج عليه البشر منذ تورطهم بالأديان.. إلى حد أنهم يحمدون إلههم حتى حين يغضب ويجن جنونه ويعبث بهم ولا يحفل بأدعيتهم وتوسلاتهم. أنها وظيفة تنفيسية يوفرها لهم بيت اللعنات ينفسون بها ردود أفعالهم الإنسانية العفوية على ما يصيبهم من مصائب وكوارث تقف أمامها آلهتهم مكتوفة الأيدي.
وفسّر بعض الباحثين هذا الأمر بحقيقة أن الإله (بعل) هو أكثر الآلهة المعروفة نزقاً وسهواً وشرودا مع عباده.. إذ لا سنين خصبه منتظمة ولا أسلحته مضمونة بوجه الكوارث وعلى رأسها الجفاف الذي يغزو بلاد الشام غزواً دورياً سباعياً. حتى قيل أن سبب بناء المعبد هو هذا المزاج النزق للإله. حاولوا تحويطه ببناء مربع مسقف ومقفل وتركه هناك لئلا يفلت ويذهب إلى مكان آخر أما بحثاً عن زوجة أو أرض أخرى. ومع الزمن تحول هذا المبنى إلى جزء أساس من الدين لتتكاثر لاحقاً بيوت بعل في أرض الشام القديمة وكل مقاطعة تحاول حجزه لها.
الآن لا يهمني حيثيات وملابسات ذلك الإله البعيد كما لا تهمني التفاسير والشروح الطويلة حول مصدرية تلك الأديان القديمة لأدياننا الراهنة.. بقدر ما يهمني سؤال أشعر نفسي غاصاً به، يا ترى؛ كم بيت لعنات نحتاج في زمننا هذا.. الزمن الذي صار يُذبح فيه الإنسان تقرباً إلى الإله وتخرب البيوت وتهدم المدن وتشرد العوائل وتغتصب النساء والرجال باسم الإله الواحد القهار الجبار.. الزمن الذي تلهث فيه ملايين من البشر بحثاً عن ما يسدون به تكاليف آخرتهم بعد الموت غير عابئين بأحوال دنياهم.. الزمن الذي نعيش فيه فقراء مهانون مذلون قانعون بينما أرضنا تختزن ثروات يسيل لها لعاب الأمم البعيد منها والقريب.. ولا نكتفي باللهاث المرضي بل نتقاتل للفوز بشفاعة هذا أو ذاك من أموات أباعد قضوا نحبهم في أزمان بعيدة.. إلى متى نعمل ونجتهد من أجل موتنا لا من أجل حياتنا.. كم بيوت لعنات متخصصة نحتاج.. بيوت خاصة بلعن الآلهة وهي كثيرة على أية حال.. وأخرى للعن الوكلاء وثالثة لوكلاء الوكلاء.. ورابعة للرؤوساء والزعماء وعاشرة لقادة المليشيات والتنظيمات الجهادية المتفشية في حياتنا كالفطر السام.. وأخيراً كم بيت لعنات نحتاج لنواجه به بيوت الله المتكاثرة طردياً مع الخراب الشامل الذي نعيشه.. بيوت الله التي صارت تزاحمنا حتى على المساحات التي نأكل ونشرب وننام فيها، على بيوتنا..!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المصدر: خزعل الماجدي/ المعتقدات الكنعانية/ دار الشروق/ عمان/ 2001/ ص 238



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين كلابنا وكلابهم دماء تنزف..!!
- الحزب الشيوعي العراقي وسؤال الهوية الوطنية
- من يرسم خرائط حديدان..؟
- التاريخ المنسي في فلم (سنوات الجمر والرماد)
- النقاط الثلاث الساحرات في الانتخابات الهولندية
- التجمع العربي ومشروع صديقي الكوردي
- طائفة الغراب الأبيض..!!
- دعاء البدل.. صلاة البدل
- اليسار.. فقدان الحاضنة الاجتماعية..!!
- إحصاء المنصور...!!
- شؤون وشجون شباك الدائرة..!!
- كراديس جيش المهدي..!!!
- أطفال البعث.. يا لهم من أطفال..!!
- المواطن يسأل .. ورجل الدين يجيب..!!
- سقوط شماعة الباطون السلفي..!!
- هل من يبحث عن عوائل مه راني
- أنا شخص لا يحلم.. لكني حلمت..!!
- روايتي بين المطير والنمري..!!
- دين الشيطان أخيراً...!!
- بورصة الشرف والانتخابات..!!


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم كطافة - بيت اللعنات...!!!