خالد عياصرة
الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كشفت صحيفة "الجاردن" البريطانية الأحد 2/6/2013، وثائق سرية مسربة تظهر أن الأردن ثالث أكثر دولة تتجسس عليها وكالة الامن القومي الأمريكي"CIA"، بواسطة جهاز( مخبرون بلا حدود ) يتنصت على المكالمات والرسائل الهاتفية والالكترونية بشتى أنواعها منذ عام 2007
وبينت الصحيفة إلى أن الوكالة جمعت 12،7 مليار تقرير استخباري، خلال آذار الماضي، من الاردن، ليحل ثالثا بعد كل من ايران وباكستان.
ماذا يعني ذلك ؟
هذا يعني أن أمريكا لا تثق بأحد، حتى اصدقائها، فالأردن من أكثر حلفائها اخلاصا، ومع ذلك تتجسس عليه، فهي تنظر اليه بعين من الريبة والشك باعتباره "مصنعا " لتفريخ القيادات الإرهابية وعناصرها، فأغلب القيادات التابعة للقاعدة مثلاً في سوريا والعراق وافغانستان والشيشان، هم أردنيون، ولا ضير من التجسس عليهم جميعا، نظاما و مسؤولين وأفراد.
كيف تتجسس ؟
تقوم الأجهزة التقنية المتطورة في القواعد التجسسية، باعتراض المكالمات، والرسائل الصادرة من الهواتف وأجهزة الحاسوب، بواسطة الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي المخصصة لذلك، ومن ثم تقوم بإرسالها إلى الأجهزة الأرضية في القواعد التي تنحصر وظيفتها بفرزها حسب أهميتها، ومن ثم تقوم بتحليلها، وبعد ذلك يتم كتابة التقارير، لإرسالها لذوي الاختصاص من القادة العسكريين والسياسيين والاقتصاديين، لتساعدهم في رسم سياسات الولايات المتحدة بما يتوافق ومصالحها العليا.
كرات الغوالف
1- تعد قاعدة تل نموذ التجسسية الأمريكية، في بريطانيا الأكبر من نوعها في العالم، وأكثرها تطورا، انشأت عام 1976 على مساحة 500 دونم، لمواجهة الخطر السوفيتي أنذاك، تعرف بين عامة الشعب بـ"كرات الغوالف" كونها مبنية على شكل قباب ناصعة البياض تخفي ما تحتها.
القاعدة ذو اهمية إستراتجية، شكلت القاعدة رأس الحربة في العمليات التجسسية على الشرق الاوسط أبان الحربي الخليج الأولى والثانية واحتلال العراق.
2- قاعدة السيلية في قطر والتي تأسست عام 2001، تحتضن مقر القيادة الوسطى للقوات الامريكية، وتضم مركزاً متطوراً جداً للتجسس.
3- قاعدة الجفير في البحرين مقر قيادة الأسطول الخامس الأمريكي استاجرتها القوات الامريكية عام 1971، وتجدد كل فترة، وبها مركز يدعى "gateways" أي البوابات متخصص بالتجسس على المكالمات والرسائل الخلوية والانترنت.
4- قاعدة " اغراتور " العسكرية في قبرص، تستاجرها القوات البريطانية منذ عام 1960 ومساحتها 254 كيلو متر، وبها أهم مركز تجسسي بريطاني.
آذان اسرائيل
إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية جمعت هذا الكم الهائل من المعلومات عن الأردن، بواسطة أقمارها التجسسية، وتقنياتها المتطورة، ومن وراء ظهر الدولة والنظام.
يا ترى، كم تقرير قام جمع الموساد الاسرائيلي عن البلد، وقادته، ومؤسساته، ومواطنية، وهم الأقرب جغرافيا الينا من غيرهم
طبعا، لا ننسى هنا التقارير الدورية التي يقدمها "بعض" مسؤولي الدولة، بمخض ارادتهم، للسفارة الأمريكية، ففنجان قهوة أو شاي مع السفير الأمريكي كفيل بتنخيلهم للأردن.
#خالد_عياصرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟