أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - الفساد السياسي والفساد المالي والعنف الاجتماعي















المزيد.....


الفساد السياسي والفساد المالي والعنف الاجتماعي


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 13:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن الفساد السياسي هو الحاضنة الطبيعية للفساد المالي والعنف الاجتماعي، أن الفساد السياسي في العراق بدأ من دعم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في حملته لإسقاط صدام حسين في عمليته الانتقامية لهجوم القاعدة على اهم المراكز الاقتصادية والسيادية الأمريكية التي كانت محصنة ضد الاعتداءات الخارجية ومحاولة اغتيال والده جورج بوش في الكويت وفي المقابل شاركت الكثير من المعارضة والدول الإقليمية (عدى تركيا) في حملة بوش بروح انتقامية ايضا، فتكاملت صورة الفساد في العراق بسيطرة الأحزاب السياسية على الغنائم والمغانم والممتلكات العامة وكأنها غنائم حرب مع الروم والفرس وليست مملوكة للشعب العراقي.

أن الكثيرين من الفاشلين أكاديميا او احترافيا في تحقيق أحلامهم للوصول الى الوجاهة والسلطة والمال يلتحقون بالأحزاب والمجموعات السياسية كي يقفزوا فوق عجزهم الذهني او البدني لتحقيق أحلامهم القصيرة الأمد التي تزول مع زوال سلطة الحزب او المجموعة السياسية، بينما الأكاديمي الناجح والمحترف المتمكن والإنسان الحر يبقى راسخا في مكانته رغم تغير الأوضاع السياسية او موقعه الجغرافي. وبالمقابل هناك من يؤمن صادقا بمبادئه ومعتقداته ويُكونْ او يَنضمْ الى تجمع او حزب ليحاول تحقيق أهدافه ولكن يصعب عليه القفز فوق موانع الدعم الخارجي المجزي والمغري فيبقى في العتمة إعلاميا وسياسيا، قد ينجح بعضهم رغم وسائله المحدودة في تخطي العقبات ويظهر كمصلح اجتماعي يتبعه الكثير من الذين يشاطرونه مبادئه وآرائه في الإصلاح او كقائد عسكري يحاول ان يغير الوضع القائم بالقوة ولكن هذا لا يحدث كثيرا وإنما كطفرات وراثية في فترات متباعدة.

أن صورة الحكم في العراق ومصر وسوريا وإيران ودول الانقلابات العسكرية تؤكد نظرتي للفساد السياسي هو المولدة للفساد المالي والإداري والاجتماعي وان لم اكن خبيرا اجتماعيا أكاديميا استند برؤيتي على أبحات وأخذ عينات من هذه المجتمعات، لإن الصورة واضحة دون الحاجة أن اسند رؤيتي لنظريات علماء النفس الاجتماعي.

أن أصحاب الشهادات المزورة في العراق موثقة بآلاف لدى الجهات الرسمية وما زال الكثير منهم في مواقعهم السياسية ومناصبهم الرسمية وبشار الأسد وزمرته المجرمة دليل واضح وضوح الشمس فقد جلبوا الدمار الى سوريا شعبا وعمرانا وتاريخا فقد جاء بشار الأسد الى الحكم كفاسد سياسي مخالفا للدستور والشرع وأسسَ نظام الوراثة في الجمهوريات العربية مما شجع حسني المبارك وعلي عبدالله صالح في الاقتداء بالتجربة الأسدية فكانت النتيجة نهايتهم المخجلة وستلحقها ملهمتهم عائلة الأسد قريبا. فلم يعش بيننا جيفارا الذي تخلى عن السلطة ليحارب من اجل تحرير شعوب أمريكا الجنوبية وسوف لن يعش جيفارا أن ظهر بيننا، لأن الظلم والفساد مستشر بيننا وأقزام السياسة يتبادلون الولاء الى حزب السلطة وكأن الشعب العراقي جاهل لفسادهم، أن العراقي يشرب السياسة مع الحليب من ثدي أمه لأنه ابن او ابنة مفقود في سجون او المقابر الجماعية او شهيد في حروب صدام او في الحروب الطائفية بعد 2003 بين او بسبب حكم الأحزاب الفاسدة.

لتأكيد نظرية عدم السماح للمصلحين والثوار الأحرار في بلداننا من الحياة، فقبل14 قرنا قتلوا الامام حسين لأنه حاول محاربة الفساد السياسي الذي أسسه معاوية بن ابي سفيان في الدولة الإسلامية الفتية واستمر الفساد السياسي الى يومنا هذا، واليوم فإن كل من يدعي بأنه الإمام المهدي في العراق وإيران يقتل او يسجن، ولن يُعطى الفرصة حتى لمناقشة ادعائه، وكما تروي لنا الروايات فأن الإمام المهدي ساعة ظهوره سيُحارب من قبل من يدعون بمنتظريه وأتباعه لإن ظهور الإمام المهدي سيسحب منهم الوجاهة والسطوة والسيادة والحكم وسيفضحهم بآثامهم. قال الإمام الباقر “اذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور"، أن النظام الإيراني يدعي انه يعد الجيش المهدي لتحرير القدس وفي نفس الوقت قد نشر النظام الإيراني الجور والظلم والجوع والفساد السياسي والمالي والاجتماعي في إيران فلم يسبقه اليه أحد حتى نظام الشاه وبوليسه السري سافاك (جهاز المخابرات الإيرانية في عهد الشاه) فلم يسلم من نظام الخميني والخامنئي حتى المراجع الكبار وأبطال الثورة ضد الشاه، فكيف يقبل المنطق بأن النظام الإيراني الحالي الذي يتصف بالعنصرية والمذهبية ومحاربة آيات الله العظام الذين ينهون النظام عن الظلم أمثال اية الله محمد كاظم شريعتمداري الذي انقذ الخوميني من الإعدام ايام الشاه بالتخلي لسلطة الإمام المهدي فهل يتخلى الخامنئي عن السلطة وعن سلطانه وهو الذي قمع آيات الله العظام أجلُ منه مكانة وعلما وفقها ومنع هاشمي رفسنجاني من الترشح للانتخابات الرئاسية، فان رفسنجاني هو الذي نصب الخامنئي مرشدا ووليا للفقيه خلفا لخوميني، وهل يتخلى الفاسدون عن مغانمهم حيث يوجه لهم كل يوم تهمة فساد او سوء الإدارة ويتلقون السباب واللعنات من كل أبناء الشعب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ولكنهم صامدون ويتحملون الإهانات تلو بعضها وكأن شئ لم يكن لآن مغريات الفساد اكبر من شرف المهنة واكبر من الأخلاق والتأريخ بالنسبة للضعاف النفوس وخاصة عندما يرون زملائهم هربوا بالملايين والمليارات ويعيشون حياة ألف ليلة وليلة، فالفاسدون سيكونون جبهة لمقاومة الإمام المهدي ويتهمونه بالهلوسة والهرطقة.

فلو اختبرنا كفاءة القائمين على إدارة الحكم والوظائف السامية والإدارية في العراق وفقا للمعايبر القياسية للخدمة المتبعة لتعيين المؤهلين لهذه الوظائف فلربما سيفشل 99،99٪-;---;-- من اجتياز اختبارات الكفاءة.

لا يُحسد القائمون على إدارة الحكم والشاغلون للمناصب السامية والإدارية في الوقت الحالي في العراق على ما هم فيه بل نعطف عليهم لأنهم سيدخلون التاريخ من أسوء أبوابه كفاسدين وانتهازيين وجهلة وأميين او بأضعف الإيمان مشاركين في الظلم والفساد وتسببوا بقتل المئات الآلاف وهدر وسرقة المليارات من أموال العراقيين، فأي فخر يدعيه قادة العراق بعد 2003 غير الخجل والانزواء وراء ستائر سميكة لتحجبهم رؤية الحقائق التي تدمغهم وتدينهم واصبحوا يقلدون صدام حسين في التمويه على تنقلاتهم لأنهم انفصلوا عن الشعب فانصلوا عن الواقع, فجُلَّ اهتماماتهم المحافظة على حياتهم ومناصبهم. وسيذكرهم التاريخ بعناوين كبيرة بما فعلوه لا كما يرون أنفسهم.

أن أصوات الحق تطالب بحقوقها في معظم المحافظات الغربية والجنوبية والوسطى والشمالية، وما زال الشعب يتلظى من حرارة الصيف وعطشى لماء نقي ويذبح دون ذنب الا أنه عراقي خانه الزمان والمكان وقدره المحكوم بيد الأقزام.

لقد رفض الأحرار أصحاب القيم والمبادئ مناصب سيادية ومناصب سامية وحتى الفخرية في العراق كي لا تلطخ سمعتهم بالانتهازية بإنضمامهم الى قطيع المزورين والجهلة والأميين والمرتشين.

اخبرني صديق بما يلي: كنت ازور إحدى الدوائر الرسمية بانتظام بسبب عملي وكان عريف شرطة اعرفه يسرع بارتداء معطفه كلما رآني قادما، فعندما استفسرت من صاحبي الذي أزوره عن سبب ارتداء عريف الشرطة لمعطفه كلما رآني متجها الى الدائرة، فرد ضاحكا قال لأنه يعرف بأنك تعرفه عندما كان عريفا للشرطة بينما الآن هو نقيب شرطة فهو يخفي رتبته عنك خجلا منك.

لو نجمع العينات من هذه الشاكلة لأشخاص بمؤهلات متواضعة ارتقوا الى مناصب مدير ومدير عام ووزير وحصلوا على رتب عسكرية دون التخرج من الكليات والأكاديميات العسكرية فأننا نحتاج الى مجلدات عديدة لكتابة هذه الأسماء.

أن الوضع الاقتصادي والأمني السيئ في العراق والبلدان التي تحكمها أحزاب سياسية فاسدة أهدافها السيطرة على الحكم دون برنامج اجتماعي لحرية التعبير وحماية حقوق الإنسان والعمل على رفاهية وتقدم شعوبها هي من أهم أسباب تفشي العنف والفساد المالي وهجرة اليائسون من هذه الشعوب الى دول أوربا ينشدون الكرامة والرفاهية التي يفتقدونها في بلدانهم.

لا يستتب الأمن ولا يدحر الفساد المالي طالما تحكم المنطقة أحزاب فاسدة أفسدت السياسة. فالفساد في منطقتنا هو فساد سياسي قبل أن يكون فسادا إداريا او فسادا ماليا، فكيف يصبح رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد مليارديرا وجمال مبارك واحمد العز وحسين سالم وغيرهم من عهد محمد حسني مبارك من أصحاب الملايين والمليارات بدون فساد سياسي وكيف اصبح فلان وفلان وووووووو لا تكفي هذه المساحة لسرد آلاف الأسماء من العراقيين الذي استثروا بعد 2003 يلعبون بالملايين والمليارات ولم يكن لديهم قبل 2003 ما يسد رمقهم.

أن كرسي حكم لعنة في الدول المتخلفة التي لا تعرف الديمقراطية الا بالتسلط والامتيازات لمجموعة من الناس، لذلك نراهم لا يتركون كرسي الحكم الا موتا او قتلا او هربا من شعوبهم، بينما كرسي الحكم في الدول الديمقراطية هو مصدر رزق ووجاهة للرؤساء بعد تركهم للكرسي، ويمكن نعطي بعض الأمثلة على ذلك:

o نيلسون مانديلا فهو اكبر واكثر وجاهة وتقديريا على مستوى العالم خارج كرسي الحكم مما كان عليه وهو جالس على كرسي الحكم ونال عشرات الجوائز الدولية والتكريم منها جائزة نوبل للسلام ويحبه ويقدره معظم أبناء بلاده من مختلف الأعراق فيمرضون لمرضه ويسعدون لسعادته.
o جيمي كارتر اصبح علما من أعلام العالم محترما ومقدرا وموثوقا به حتى من قبل أعداء الولايات المتحدة الأمريكية بعد تركه كرسي الرئاسة منذ اكثر من عقدين ونال جائزة نوبل للسلام، فقد شاركت مؤسسته في مراقبة الانتخابات في دول عديدة بحيادية كبيرة.
o بيل كلينتون: أسس بعد تركه كرسي الحكم مؤسسة كلينتون للوقاية من الأمراض وساهم في إعادة بناء هايتي بعد الإعصار المدمر ونال العديد من الدرجات الفخرية والجوائز واصبح محاضرا مشهورا حيث جمع اكثر من 40 مليون دولار كأجور من إلقاء محاضراته، فتصل أجرة محاضرته الواحدة الى نصف مليون دولار ويتبرع بمعظم دخله من المحاضرات في أعمال خيرية لتقليل من معاناة الإنسانية.

فهل سمعنا بقائد في منطقتنا ترك الكرسي طواعية تنازلا لرغبة الشعب والتداول السلمي عدا عبد الرحمن سوار الذهب رئيس السودان السابق، وكم من قادة المنطقة نالوا جوائز عالمية عدا الشهيد ابو عمار او أسسوا مؤسسات إنسانية خيرية لصالح العام او يستنير العالم من آرائهم من خلال محاضراتهم مدفوعة الثمن؟







#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة والسياسيون
- إفلاس المالكي
- مهزلة الحكم والمعارضة في العراق
- الفوضى السياسية في المنطقة
- عقد مضى على التيه فهل لنا أمل في العقد القادم
- اسبوع عربي ساخن جدا وتاريخي
- أخوان مصر قبروا الإسلام السياسي المعتدل
- مجلس الأمن، مجلس استعماري لابد من إلغائه
- الفساد الإداري وكيفية محاربتها
- كركوك: -آني مو جبوري آني مجبوري-
- تركيا الاردوغانية والتناقض الفكري والسياسي
- يا ثوار سوريا اختاروا فدرالية المحافظات كي لا تعيشوا مأساة ا ...
- النقد الذاتي
- الشعب السوري يباد والعالم يتفرج
- أوجه التشابه والاختلاف بين السلطان اردوغان والسفاح بشار الأس ...
- كذبة السلطان اردوغان بدعم الشعب السوري
- لابد من دمشق لانتصار الثورة السورية
- هلوسة بشار الأسد
- كيف ترد تركيا علي إسقاط طائرتها
- إسقاط الطائرة التركية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - الفساد السياسي والفساد المالي والعنف الاجتماعي