إضراب عام في بوليفيا

جان فيليب ديفيس

الحوار المتمدن-العدد: 4118 - 2013 / 6 / 9 - 10:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

يوم 23 مايو عاشت بوليفيا إضرابها العام الثالث و العشرين.بدأت الحركة بمبادرة نقابة عمال المناجم، مدعومة من الاتحاد العمالي البوليفي COB الذي يضم مليوني عامل. المطلب الرئيس هو رفع معاش التقاعد إلى 100% من آخر أجرة، بدل 70% الحالية. أمل حياة عامل المنجم البوليفي منخفض على نحو خاص. والعسكر ومسؤولو الشرطة يحصلون على معاش تقاعد يعادل 100% من اجرهم. ويوم 22 مايو رفع اعضاء البرلمان اجرهم بنسبة 20 %.

جر عمال المناجم معهم قطاعات أجراء أخرى أكثر عددا و تنظيما: المدرسين، مستخدمي قطاع الصحة وعمال الصناعة. وكانت المظاهرات، و سد الشوارع والاعتصامات والمواجهات مع الشرطة يومية. وتعرض للسجن اكثر من 500 مضرب،وسجلت بينهم أول حالة وفاة. يرد عمال المناجم على الشرطة باستعمال أدوات العمل وأيضا سلاحهم التاريخي : أصبع الديناميت.

لا ترفض حكومة موراليس تلبية المطالب،ما كان يدفعها إلى زيادة اشتراكات ارباب العمل، وحسب، بل شنت هجوما معيبا على المضربين. يوم 16 مايو صرح موراليس قائلا:" يدق بعض قادة الاتحاد العمالي البوليفي ابواب قادة الجيش لتدبير انقلاب، و الآن يطالبون بضجيج أن تتمرد الشرطة ليحدث انقلاب، هذا لم يعد مطلبا،انه فعل سياسي، لهذا أدعو جميع الرفاق إلى الدفاع أولا عن الديمقراطية والدفاع عن سيرورة التغيير هذه." ودعا أنصاره، وخاصة منظمات الفلاحين التي لاتزال تدعمه، إلى النزول بدورها إلى الشارع ضد الاتحاد العمالي البوليفي المناضل.

سيكون لهذا الاضراب ما قبل وما بعد. وثمة درسان اثنان يمكن استخلاصهما لحد الآن.

أولهما ان الطبقة العاملة البوليفية عائدة. كانت التعبئات الشعبية الكبرى والحركات شبه الانتفاضية مطلع سنوات 2000، و التي كانت نتيجتها المؤسسية انتخاب موراليس رئيسا، من فعل الفلاحين بالدرجة الأولى (ومنهم منتجو الكوكا) وقطاعات مدينية مهمشة. اليوم تعيد الحركة العمالية وعمال المناجم كالعادة بمقدمتها، الوصل مع ملحمة ثورية لا مثيل لها في تاريخ النضالات بنصف القارة.

الدرس الثاني هو ان مشروع "الرأسمالية الانديزية"، المستقل إلى هذا الحد أو ذاك عن الامبريالية،والمتميز إلى هذه الدرجة أو تلك عن النيوليبرالية، و الذي يقوم نائب الرئيس غارسيا لينيرا بالتنظير له، بات يصطدم بحدوده. على وجه أعم، اذا اعتبرنا أيضا أزمة النظام التشافيزي التالية لوفاة مؤسسه، و فقد المصداقية المتزايد لدى نظام كيرشنر في الأرجنتين، ُيطرح سؤال معرفة ما إن كنا إزاء بداية نهاية "التقدمية" الامريكية اللاتينية.

إن كان الأمر كذلك، فلن تزداد مسؤولية الحركة العمالية الا جسامة. ان قدرتها على تقديم بديل، بتجميع كل القطاعات المستغلة والمضطهدة حولها، ستكون حاسمة. من وجهة النظر هذه يتعين ان نتابع عن كثب- وان نساند طبعا- السيرورة التي اطلقها الاتحاد العمالي البوليفي نحو تشكيل حزب للعمال.

جان فيليب ديفيس

: Revue Tout est à nous ! 44 (juin 2013)

تعريب المناضل-ة

#جان_فيليب_ديفيس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات