|
حذاري من أبناء الذوات
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 18:53
المحور:
المجتمع المدني
أحد أصدقائي ، تّسنَمَ موقعاً وظيفياً رفيعاً .. إستدعاهُ أن يغيب عن التواجد في منزله لِعدة أيام إسبوعياً .. ولأنهُ لم يُعّوِد شريكته ، كما يبدو .. أن تقود أفراد العائلة في غيابهِ .. ولأنه أيضاً ، لم يُشّجِع الاولاد بطريقةٍ قاطعة وواضحة ، على الإنصياع ، لتوجيهات الأُم .. ورُبما .. لأن الأم نفسها ، لم تستطِع صقل إمكانياتها التربوية ولا تطوير قُدراتها الذاتية ، وإرتضتْ أساساً بِدَور التابع .. فأن الأولاد ، كُلٌ في مُحيطهِ .. وجدوا فُجأةٌ .. فُسحة من المَجال .. للخروج من شرنقة ، الضوابط الصارمة للأب .. وإنساقَوا تدريجياً .. وراء ميولهم التي كانتْ ، مكبوتة . فهذا أصبح يسهر في المقاهي لغاية منتصف الليل ، بِحجة الدراسة .. والآخر ، يُدّخِن ويُخالط بعض الفاشلين من أقرانهِ . وبالطبع .. إستطاع الاولاد ، ان يُظهِروا أنفسهُم ، في الأيام التي يكون الوالد موجوداً في البيت .. على أنهم مِثالٌ للإستقامة ورجاحة العقِل ! ... وشيئاً فشيئاً .. وبسبب الوفرة المالية ، وبِحجة أن لا يشعر الأولاد ب " النقص " تِجاه أصدقاءهم .. أصبحوا هُم كذلك .. يُنافسون زملائهم ، على قيادة السيارات السريعة ، ويتفننون في التحرُش بالفتيات .. وبالطبع ، يتبارونَ في التباهي ، بالمَظاهِر .. إبتداءاً من الموبايلات الحديثة ، مروراً بكمية البيرة التي يستطيع شربها ، وصولاً الى آخر موديلات السيارات ومواصفاتها .. ومن نافلة القول .. ان كُل واحدٍ من هذه الجوقة من الأصدقاء .. لا بُد ان يتفاخَر .. بِقُوة ونفوذ وإمكانية ( والدهِ ) .. الذي يستطيع إجتراح المُعجزات ، وأنه في غاية الأهمية والخطورة .. بحيث انه ، لايُمكن الإستغناء عنه بأي حالٍ من الاحوال ! . وليسَ صعباً .. إستنتاج ، ان حديث مجموعة الأصدقاء هؤلاء ، من أبناء عَلِية القَوم .. لايقتربُ عادةً ، من " الثقافة " أو " العلم " .. أو التفكير بالمُستقبل أو التحصيل الدراسي ، ولا حتى بِأُفقٍ إنساني أو مَيلٍ إبداعي رصين .. بل وكأنما هو حلفٌ للفاشلين في الحياة وتجمُعٌ للطُفيليين! .. وحتى الذين منهم ، مًنْ وصلَ الى مرحلةٍ جامعية أو أكمَلَها .. فأنه فعلَ ذلك غالباً ، بالطُرق الملتوية ودروب الفساد وشراء الأسئلة وشراء الذِمَمْ ! . المُصيبة .. ان الوالد ، وبِحِس الأبوّة المُفترَض .. لا بُدّ أن يشعر ، ان هنالك خللاً ما في تصرفات الأولاد .. ولكنه يُقنِع نفسه بما يلي : .. مادامَ أولادي ، يُصادقونَ إبن فلان الفلاني ، ويخرجون مع إبن علان العلاني ، ويتسامرونَ معهم ... الخ . وآباءهم هُم ما عليهِ من نفوذٍ وسطوة وقُوة وإقتدارٍ مادي ومعنوي .. فليسَ من المعقول .. أن يتورطوا في أفعالٍ غير مناسبة ، أو يكتسبوا صفاتٍ سيئة ! . يا صديقي .. أنا أرى .. بعكسِ ما تتصّوَر تماماً . فالخطورة تكمن في الإختلاط بمثل هؤلاء تحديداً .. هؤلاء المحدودي الأُفق ، المتبطلين ، البعيدين عن القِيَم النبيلة ، الفارغين ، الإستهلاكيين ... الخ . إذ ماذا سيكتسب الأولاد من مُصادقة أبناء مَنْ يُسّمون أنفسهم ، عَلِية القوم ؟ غير ، التفاهة والسطحية والمظاهِر ؟ . " مرةً اُخرى ، لا أُعّمِم .. فهنالك بعض كِبار القوم والأثرياء ، قد رّبوا أبناءهم أحسن تربية .. لكني أجُازف بالقول ، ان نسبة هؤلاء البعض ، قليلة في مجتمعنا " . وانتَ نفسكَ يا صديقي .. ماذا سيفيدك مجدك الشخصي المُفترَض .. إذا خسرتَ أولادك ؟
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يتكلم الشهرستاني ب ( حيل صَدِر ) ؟
-
مع الإعتذارِ .. من الحمير !
-
يِمْكِن الحِلو زَعْلان !
-
التعميم الأحمَق
-
مُلاحظات على إنتخابات مجلس نينوى
-
الآغا أوباما
-
مأزق المثقف في بغداد
-
- فلسفة - الطبقة السياسية العراقية
-
البضائع الرديئة
-
مآزِق كردستانية
-
اللصُ والكِلاب
-
عسى أن أكون مُخطِئاً
-
ومن الفَرِحِ ما يجرح !
-
الحرب القذِرة
-
حزب العمال في قنديل .. ملاحظات عامة
-
( طالباني ) يوم الدِين !
-
منصب رئاسة أقليم كردستان
-
الجهاز العجيب
-
الأمور المعكوسة
-
أحاديث في التاكسي
المزيد.....
-
الأردن يُعلن تسلم جثمان ماهر الجازي منفذ هجوم معبر اللنبي وي
...
-
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يغادر الأحد إلى نيويورك للمشار
...
-
الأونروا: نحن العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة
-
اعتقال نجم الراب -ديدي- إثر لائحة اتهام -غير معلنة-
-
محامون يطالبون باعتقال ومحاكمة جندي إسرائيلي في مراكش بـ-قان
...
-
إسبانيا تعلن اعتقال تاجر مخدرات من أكثر المطلوبين في أوروبا
...
-
أجبروني على ارتداء زي الجيش وتفتيش المنازل
-
فيديو: لحظة اعتقال المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب
-
وزير الداخلية الإيطالي السابق ماتيو سالفيني مهدد بالسجن 6 سن
...
-
قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|