علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 23:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
*ماضي و جين أصيل كامنٌ في جنينِ الأحداث *
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في 90 نات القرن الماضي, كما اختفت دول المنظومة الاشتراكية, أدى ذلك إلى هزال اليسار و الأحزاب الشيوعية الدائرة في الفلك السوفيتي سواء ذا موروث ستاليني أم ذا انحرافات ذيلية للقيادة السوفيتية من نكيتا خروتشُف إلى سلطة الكهل ليونيد بريجنيف و حتى صعود ميخائيل كرباتشوف صاحب البيرسترويكا و الغلاسنوفا, و لحين برزو بوريس يلسين السكيرأبو ذنب لا يخفيه كيس هههه, ليدق مسماره الأخير في نعش الدولة السوفيتية ويعلن سقوط الاشتراكية في روسيا القيصرية, و تعيين القيصر الصغير فلاديمير بوتين و تقليده منصب الرئاسة و أسرار الإمبراطورية الجديدة.
صحا الشيوعيين في العالم على واقع جديد كصحوة أفراد عائلة كبيرة, قد مات أبيها. فهكذا تقاسم الأولاد الإرث و كل حاول شق طريقه, وهكذا كان في الأولاد من بقى وفيا لتقاليد بيته الأصيل و لجده وأبيه و آخر تنصل لقيم العائلة, و صار غريب على الدار و أهله من أشقاء و أخوة, لنشبه الأمر بأصالة حسقيل قوجمان الشيوعي عراقي الذي بقى و فيا للفكر الشيوعي و رقاعة أعدائه من انتهازيين و عنصريين.
فهكذا ضعف دور الشيوعيين في كل العالم و العالم العربي أيضا. وبرز دور أمريكا كقوة صاعدة و قطب أوحد للسيطرة على العالم العربي و آبار النفط في العراق و الخليج. أمريكا و تحديداً ببوش الأب و الابن احتاجوا إلى حال و وضع سياسي في العالم لتأشير بداية زمن القرن الأمريكي, بعد الانتصار على السوفيت و الاشتراكية. فجاءت فبركة مؤامرة ما سمي 11 سبتمبر من خلال عميلهم, زعيم القاعدة بن لادن الوهابي, فهكذا تم غزو أفغانستان, و قبلها كان الناتو و أمريكا قد ضربت يوغسلافيا و حولتها إلى ثلاث دويلات, فبهذا رَكعت أمريكا الروس من خلال تطويقها ومن جميع الاتجاهات, بدول رأسمالية هشة و إسلامية رقيعة.
وجاء الغبي صدام حسين بعد فذلكة أمر تطوير العلاقات الأمريكية العراقية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية, و السفيرة الأمريكية الشقراء اللبقة تحلف بالإنجيل و المصحف الكريم على حرص أمريكا لتطوير العلاقة مع نظام صدام حسين, و أن الخلاف مع الكويت لا يعني أمريكا بشيء, فأكل صدام حسين طعم السفيرة الشقراء عفوا طعم أمريكا جورج بوش و زمن القرن الأمريكي للسيطرة على العالم. فكما صدام حسين طمح بابتلاع الكويت للظهور كقائد قومي بعد فشله في حرب الثماني سنوات على إيران, كانت أمريكا تريد أن تظهر قوتها و جبروتها العسكري ذا التكنلوجيا العصرية, و لتتجاوز عقدة فيتنام, وخاصة بعد موت الدب الروسي الاشتراكي.
وهكذا طوف نظام صدام حسين, إذ أن حساباته كانت عشائرية, تَصورَ أن الأمريكان أصدقاء أوفياء أصحاب غيرة و ناموس, لا ينسوا خدماته سواء في تصفية الحركة اليسارية و الشيوعية في العراق و المنطقة, و ثم حربه على إيران عدوة أمريكا في المنطقة. وهكذا صار غزو العولمة بعد أن أزيح نظام صدام حسين, وجاء جيش بريمر الصهيوني بقصف العراق باليورانيوم المنضب لإنشاء حكومة هشة فاسدة بلا جيش ولا مخابرات و لا حتى شرطة (دولة الفوضى اللا خلاقه).
هكذا يتصور أو يفسر البعض الغبي أن أمريكا سلمت بغباء العراق لإيران!
هكذا صعد المد الإسلامي في العراق, و المتابع للأحداث السياسية في العراق يعرف أن صدام حسين و بمساعدات غربية وأمريكية قد حطم كل أحزاب اليسار و الشيوعية و سقوط صدام حسين, وقتْ بشكل دقيق. لم تدع أمريكا المعارضة الشعبية, في انتفاضة ال 91 للتطور لإسقاط نظام البعث في العراق بل رعت أمريكا نظام صدام حسين و عملت على حصار الشعب العراقي و تجويع الشعب و المعارضة و ضرب كل النبى التحتية للبلد من اجل أن يصل الشعب إلى حالة الخنوع, وقهر روح الانتفاض.
فغزت دبابة بوش الابن العراق و الشعب العراقي محطم بين مطرقة القتل لصدام حسين عميل أمريكا و سندان الحصار و التجويع للامبريالية الأمريكية. وهكذا علل البشر الجائع النفس بقبول الغزو للخلاص من نظام القمع, لتنكشف نذالة أمريكا و أكذوبة أسلحة الدمار الشامل, و اليوم يزاد انفضاح قذارة غزو العراق بفضائح أبو غريب و الأتعس منه ظهور الأوبئة السرطانية و ولادة الأطفال المشوهين, أنها جريمة القصف باليورانيوم المنضب, جريمة هيروشيما و ناكازاكي العراق ( الفلوجة و البصرة).
فنحن أمام هجمة امبريالية صهيونية شاملة تتناول كل الثوابت القومية والوطنية وتحرم العرب من كل شيء. فبعد سقوط الدكتاتور العميل, صار الأمريكان وإسرائيل والرجعية العربية تهاجم الثوابت القومية من خلال زيف الدكتاتور المتاجر بالقومية, بعد أن سقط الجلاد الدكتاتوري العميل المفضوح ( الدكتاتور كان بلا أي هوية! ليس قوميا ثائر كما جمال عبد الناصر) بل تحول عبر التواجد في السلطة إلى وحش, قيمه و هوية القتل الجماعي و الإعدام و أبشع صورة للجلادين عملاء أمريكا كان صدام حسين و خروجه من الحفرة بعد أن افترق مع السيد الأمريكي الذي لعبه و لفضه في فخ الكويت, فصارت الأحزاب القومية و حتى الشخصيات القومية النزيه محط تسخيف وإدانة و قبلها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي صارت الشيوعيين محط تندر, وعملت أمريكا على تجميل وجهها كمحررة للشعوب و في الخفاء تتعاون مع السعودية و قطر و القاعدة لتدمير العراق و كل المنطقة.
فأطلقت السعودية رجالات انتحارية وبيمينها فتاوي القرضاوي الخرافية المعفرة بعذاب القبر و بول البعير, فتوى قتل العرب والمسلمين , و التهديد بقوى الناتو. لا أريد الخوض في أمر قصف ليبيا و قتل القذافي. فقد كُتبَ عنه و بات الجميع يعرف الكثير عنه. لكن أحب أن أنوه إلى أمر سقوط حسني مبارك و كيف سارعت أمريكا إلى دعم سلطة الأخوان و كيف ترافق دور السعودية و قطر للتكالب على مصر و حركة الانتفاض من اجل تمكين الرجعية العربية إلى تشكيل دولة إسلامية لضمان إخراس الحراك و التوجه الديمقراطي في مصر و كل الدول العربية, فأمريكا تعرف جيدا أن قوى السلفية والأخوان هم أشد أعداء الديمقراطية.
سريعا مشى الزمن إلى سوريا, و سريعا أنكشف وجه السعودية الوهابية القبيح و بان دور قطر المنحط ومن ورائهم أمريكا, فأخيرا صرخ القرضاوي بالجهاد في سوريا و صار إبداع بالفتوى بالدعوة إلى إرسال مجندات ترفيه جنسي للمقاتلين في سوريا من جيش حر و جبهة النصرة, لشراسة القتال هناك بهذا عملت الرجعية العربية إلى حرف المسار الشعبي مُبكراً, من طموح التغيير و الإصلاح الديمقراطي إلى تحويل الصراع من اجل إسقاط النظام السوري لإحلال نظام أخوانجي طائفي رجعي, و طبعا كما حصل في العراق العمل على تدمير البنى الاقتصادية التحتية في سوريا و حتى باستخدام الأسلحة الكيميائية.
لقد فضلت أمريكا سقوط النظام السوري على يد الرجعية السلفية و جهاز القاعدة الضارب, على أن يسقط بيد قوى التغيير الحقيقية و أحرار الشعب السوري لضمان سوريا. و كما المحاولات لضمان ليبيا و مصر بوقعها بيد الأخوان و الرجعية العربية و قبلها كيف عملت أمريكا على دعم نظام صدام حسين لآخر يوم في حياته ليكمل دوره بسحق معارضة الشعب العراقي, و من ثم لتبرر الغزو بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل و العلاقة بالقاعدة.
يبرز اليوم بشكل صارخ دور أمريكا و الرجعية السلفية الوهابية في الأمر السوري و تحويله, من أمر دولة و شعب يحاول أصلاح و ترتيب أمر بيته, إلى أمر تكالب الرجعية العربية المتمثلة بالسعودية و قطر و مشايخ الخليج الأمريكية لتدمير الشعب السوري.
لكن الزمن, اليوم ليس كما سقوط أفغانستان و غزو العراق عام 2003, إذ ظهرت قوة روسيا و فلاديمير بوتين صار قيصر ناضج في السلطة و من ثم ظهور و بروز الجبروت الاقتصادي الصيني, و مع ثبات إيران و مراوغاتها الحاذقة. ليصبح هناك محور جديد على الصعيد العالمي, ألا وهو المحور الروسي الصيني الإيراني المواجه للتوغل الأمريكي المتمثل بالرجعية العربية و تركيا وإسرائيل, وهكذا صمدت سوريا و تعرى و يتعرى الدور القذر للمخطط الامبريالي الأمريكي المتآمر, و ليتعرى زمن حرب العولمة الأمريكية للنهب و تدمير الشعوب و حراكها الساعي نحو الديمقراطية.
لنأتي إلى التأثيرات على تركيا و دور تركيا في كل هذا الزمن و الجنون! فهكذا صار رجب أوردكان يشعر بعد زوال الدكتاتور العربي وجيشه, قوى كبرى في المنطقة. تماما كما شعر صدام حسين بعد سقوط الشاه, ليسجل أن هذا الغباء ليس ماركة عربية مسجلة كما يحلو للبعض الليبرالي و الصهيوني, يُسميه لأهانت العرب. أقول لقد شعر هتلر بهذا الهاجس واستهتر بالحرب الكونية ضد العالم, ثم جاء جورج بوش الأب ولابن وصارا شرطة العالم. القوة العسكرية تثير العنجهية والجنون أن القادة ينظرون دائما إلى الجيش والأسلحة التي بحوزتهم ومن خلالها يأتي الوسواس, وسواس ماكبث في المُلك والجبروت. لكن اليوم وما يحدث في تركيا هو بداية لدق المسامير في نعش الدولة الإسلامية فالمصاعب بدأت في مصر! من هتاف يسقط حكم المرسي, و سيدوي هتاف يسقط حكم رجب أوردكان عاليا!
من تحت ركام صور الدكتاتورية العربية المحطمة, و أساليب استغفال الشعوب من خلال القوى الامبريالية و السلفية الوهابية ينمو وعي جماهيري و حركة شعبية عمالية تتفجر. قد يتوهم البعض بأني حالم, و أقول نعم أن بعض الحلم ليس أثمٌ! أن الامبريالية الأمريكية تستطيع أن تضرب و تحطم الدول كما حدث في العراق و ليبيا, لكن ماذا حصل؟
أن سقوط الدكتاتور صدام حسين ترك نتيجة عرضية في ضمير الشعوب لم تحسبها القنابل و الدبابة الأمريكية, لقد ترك سقوط نظام صدام حسين من المحيط إلى الخليج, أمر الأمل بالخلاص من الدكتاتورية و نما وعي نحو الحرية و هكذا سقطت الدكتاتوريات تلو الأخرى, وهذا ما أكده الكثير من الساسة المحللين و وصفوه, بأن أمريكا تستطيع أن تبدأ الحرب لكن لا تعرف كيف هي نهاياتها و أنها بإسقاط عميلها صدام حسين, تفتح أبواب الجحيم على أمريكا. و اليوم هناك من يتوقع بربيع في الخليج و بسقوط عروش المملكة الوهابية وكل أمراء الخليج في غضون 5 إلى 7 سنوات .
وهكذا جاءت الأقدار و أجتاح الركود الاقتصادي العالم الرأسمالي و أمريكا تتخبط في أوحال أفغانستان التي أرعبت كل المحتلين ومنهم الأكسندر العظيم, و مأزقها في العراق و فضائح الحرب القذرة و أكاذيب الأسلحة المدمرة للبشر و أكذوبة تحقيق الديمقراطية الأنموذج في العراق. و هكذا تلقى جورج بوش الحذاء العراقي و غادر العراق و ليأتي باراك اوباما العنصري الأسود و الحذر في جعبته في عدم الهجوم العسكري الأمريكي على سوريا.
أن الشعوب العربية و العراقي خاصة عرف زيف حرب الغزو الأمريكية, و الآن كل الشعوب العربية ترفض التدخل و الهجوم الأمريكي و قصف الناتو, و بهذا انتهى بريق الكذب السحري الأمريكي و مهزلته الدامية لتحرير الشعوب وأشاعت الحرية! و أروع تجسيد نراه اليوم يتجلى في سوريا, سواء في سلطة لم تتفكك أو شعب لم ينخدع. و بهذا تكون المنطقة العربية على مسار جديد يعادي التدخل الامبريالي. لقد انتهى الحلم الجميل وتوته توته و انتهت الحدوتة المعسولة, وعاد وجه أمريكا البربري إلى الأذهان, بعد انفضاح جرائمها و زيفها في العراق.
وهنا تكمن الضربات الموجعة للربيع العربي سواء للامبريالية الأمريكية و مخططاتها أم بانفضاح الرجعية الخليجية بقطر و السعودية و تدمير قواتها ( ذوي الدشداشة القصيرة و اللحى الطويلة) المحشورة في المأزق السوري, ومع هزيمة شنعاء للرعاع المطبلين لأمريكا و ترويجهم, أمريكا محبة للشعوب تريد ترتيب العالم و ترعى الديمقراطية و خاصة جحافل الليبراليين ذوي وجوه الصفيقة و الياقات الصفراء خونة العراق و كل الشعوب العربية.
وهكذا اليوم الشعب التركي الذي رفض حرب أمريكا على العراق يخطو خطوات رشيقة لإسقاط دولة رجب اوردكان الطامح بإعادة أمجاد الدولة العثمانية المريضة, أن الحراك الشعبي التركي يسير سريعا نحو انجرار الطبقة العاملة و نداء نقابة العمال بالإضراب العام جاذبا القوميين و كل اليسار للواجهة السياسية, التي ربما ستصدر ربيع تركيا الصاخب.
و الشعب المصري البطل اليوم يسطر آيات التحدي, لسلطة مرسي الكسيحة و يفضح كل محاولاته للاستحواذ على السلطة, و هذا في حد ذاته هزيمة للسياسة الأمريكية و ضربة لإسرائيل المتعاونة مع السعودية و قطر. أن ما يحدث من حرك شعبي ثوري يهدد إسرائيل إذ سيختفي المتاجرون بقضية الشعب الفلسطيني. لذا نرى أن إسرائيل تلعب أدوار قذرة من خلال تصريحات خبيثة, كأن يصرح ساستها أن إسرائيل تفضل نظام الأسد, إذ هم يعرفون أن أي مديح من إسرائيل هو صب الزيت على النار في سوريا, و لتوحي أن الأخوان وجبهة النصرة ومفتيها القرضاوي ثوار وشرفاء روما, لا يردون التعاون مع إسرائيل لكن الجميع يعرف تعاون الأخوان مع الامبريالية الأمريكية و إسرائيل, و من زمن قال بله, و بالعميل الأول محمد عبد الوهاب عميل الانكليز الوهابي الأخوانجي.
الإسلام الوهابي حركة رجعية سلفية تعمل عكس التاريخ و مرتمية في أحضان الامبريالية ( الله ). أمريكا تقرر و ليس الله السماوات! أمريكا تعطي الحياة للعميل و تأخذ الحياة من العميل, دعمت أمريكا صدام حسين و هي من أسقطته! فهكذا عرفت الرجعية العربية, من الدكتاتور صدام حسين إلى آل سعود ومشايخ الخليج و النذل حمد آل ثاني أن أمريكا جلاد قاسي للشعوب و للعملاء, فلذا يعمل حكام الرجعية على طاعة أمريكا مجبرين كالخراف المرعوبة من قطيع الذئاب المتوحشة ( الناتو ).أن المأزق للحكام الرجعيين يقود إلى اليأس يأس الخراف المرعوبة, فلا الملوك و الأمراء الخونة قادرة على الخلاص من وضعها البائس ولا الامبريالية الأمريكية قادرة على التخلص من البربرية و السلب لثروات الشعوب, أنها بربرية صراع الغاب!
لذا بات الله و جنته مرتع خيالي خرافي لهروب سواء الضحية و الجلاد الوهابي بالتفجير الانتحاري الذي يدعو إليه الدجال القرضاوي للخلاص من حياة الدنيا, بهذا تتجسد كل صور الخرافة و العبث للسلطة السلفية الرجعية التي باتت الشعوب ترفض سلطة مملكة الظلم و العمالة و الخرافة و كل فكر أحزاب الأخوان و السلفية, أي أن زمن العد العكسي لقوى الرجعية و السلفية بدأ و سيستمر, فصمود سوريا و اهتزاز أركان دولة رجب أوردكان هو بداية لنهاية نعيق دولة ظل الله و السلف الصالح, أنه اندحار لزمن ظهور دولة طالبان, و بداية لولادة انتفاض شعبي عمالي من المحيط إلى الخليج.
دورة الزمن في الانحطاط الفكري و السياسي بدأت من 70 القرن الماضي حين تشاورت الحركة الصهيونية و الناتو و الكنيسة و لش فاليس للهجوم على بولونيا, و من ثم كل التطورات و لحين سقوط جدار برلين و الاتحاد السوفيتي
و صعود الامبريالية الأمريكية, و صعود الإسلام السياسي في المنطقة العربية بعد نجاح أمريكا و بن لادن في ضرب الدولة الشيوعية في أفغانستان. فهكذا كانت البدايات للعهر الفكري و السياسي!
و اليوم يتعري زيف تلك البداية وخاصة بعد أن استهتر الإسلام السياسي الوهابي البربري, و سقوطه في نظر وعيون الشعوب العربية. فلإسلام الوهابي ليس إسلام يدعو إلى الخرافة فقط بل إسلام رجعي دموي تكفيري, لا يمكن تلقيحه و بذره في الدول و الشعوب العريقة كالعراق و تونس و مصر و سوريا. هذا ما لم تحسب أمريكا له الحساب للغباوة و الاستهتار بإرادة الشعوب و طموحها في الحرية و التقدم.
أسقطت الشعوب عملاء أمريكا, و أنكسر حاجز الخوف !
اليوم نرى رد فعل الشارع العربي و التركي على كل العهر السياسي. لقد عملت مصر الأخوان على جلب قوى اسلامجية وهابية من اجل ضرب الأحرار في مصري و خاصة قوى حمساوية من اجل زرع الحقد ضد الفلسطينيين, لكن المحاولة انكشفت وعرف الشعب كيف يثبت الثوابت القومية ليس بكره الفلسطينيين بل بالعداء لإسرائيل حليفة السعودية السلفية, وكان الرد بإسقاط العلم الإسرائيلي عن السفارة الإسرائيلية و سحقه بالأقدام رمزاً لمحاكمة صفقات كامب ديفد المشينة. الشعب المصري يسعى لإسقاط حكم المرسي, و صوب الحرية و بدون خرافة أن أمريكا تريد حرية الشعوب و تحقيق الديمقراطية للعراق و مصر و سوريا. أمريكا دولة حرب العولمة للغزو و النهب ومعها إسرائيل.
لاهوت تحرير في أمريكا اللاتينية تحالف مع الشيوعيين. قساوسة اُعجبوا بنضال الشيوعيين و جيفارا رجال دين شيعة انتصروا لنضال الشيوعيين, و من هم آية الله طالقاني, الذي قال حين اعدم فأمامي الجنة لكن تثرني إرادة القائد الشيوعي, إذ هو ملحد لا ينتظر حتى جنة الله! قال هذا في ليلة إعدام احد القادة الشيوعيين في زمن سجنه في سجون شاه إيران عميل أمريكا و حليف الصهيونية العنصرية المعادية للشيوعية.
كربلاء صارت رمز لحركة ثورية ضد الظلم كما ثورة الزنج و القرامطة. هذا شيء لا يفهمه الإنسان البعيد عن طموح الشعب والمعادي للشيوعيين والقريب من الصهيونية المعادية ليس فقط للشيوعية بل للسلام في المنطقة العربية والمتعاونة مع الحروب الأمريكية. الشيعة أصبحوا على مدى تاريخهم قوة رفض لسلطة يزيد ونسله, واليوم لسلطة السعودية الوهابية عميلة الامبريالية الأمريكية, بأجندات الأخوان والقاعدة. لهذا قال مظفر النواب, لو عاد الأمام علي ابن أبي طالب, لقالوا انك شيوعيا.هكذا يجب تتعاون كل الأحزاب القومية والوطنية و المنظمات العمالية للشعوب العربية في جبهة ضد الامبريالية و إسرائيل العنصرية, فالهجمة الآن على يد أمريكا و أخوان الوهابية في السعودية و إسرائيل.
من خزين كل هذا الموروث التاريخي الثوري تبزغ محاولة جادة يجب أن تستمر في لبنان حول تعاون اليسار و الحزب الشيوعي مع حزب الله الشيعي اليساري و بقية القوى الشعبية و الثورية في لبنان من اجل التصدي للمخططات الامبريالية و الصهيونية و كما هو ما موجود في العراق من حضور للشيوعيين في البرلمان و الشارع رغم كل الأخطاء, أما في سوريا هناك تأشير عريض نوه عنه غسان بن جدو في مقاله المبكر الرصين ( فارس بلا رأس.. المجهول والمعلوم في حريق الفلوجة وحمص).
و اليوم محمد الحسن أكثر صراحة في مقاله (عمالتي لبشار)! أن الخلاصة من كلا المقالين هو تحديد وتأشير أن الصراع الحالي هو صراع الشعب من اجل مشروع تنوير حداثي حضاري يتجاوز الدكتاتورية و من رحم نظام دولة البعث, رافضا لقوى الإسلام الوهابي السلفي. و لنتعلم من الأعداء! ففي إسرائيل يتعاون جميع الأحزاب من يمين ويسار و العنصريين ضد شعوب المنطقة كلها و مع الامبريالية الأمريكية و الرجعية الأخوانجية الخونة.
أن أوراق مرحلة تاريخية مزيفة و عفنة تتطاير مع تيار حركة الربيع العربي و هي تتلمس طريق العودة إلى النقاء الثوري و من اجل تثبيت الثوابت القومية و الطبقية. أنها البدايات الجنينية الحديثة المصحوبة بمرارة التجارب القاسية, لذا نرى الشعب يدوس على علم إسرائيل في مصر كتعبير و اعتزاز قومي و حنت الناس إلى زمن أغاني أم كلثوم و هي تتوسم بعدول جمال عبد الناصر بعدم الرحيل, و آخرين يعزف على الجانب الطبقي, لتصرخ بعودة ناصر نصير فقراء مصر.
و في تركيا تنخرطُ أحزاب قومية وطنية ونقابات عمال ضد دولة رجب اوردكان (العثمان_وهابية) من كل هذا نستطيع أن نقول أن بداية و وعي جديد يتبلور في كل المنطقة و بعيدا عن الخرافة و الدين و نحو القومية والوطنية والشعور الطبقي الأصيل. كل هذا يرعب أمريكا وإسرائيل و دول جاز الخليج و قواد قطر حمد آل ثاني صاحب قرون (داوود اللمبجي) ههه.
كلمة أخيرة, في زمن تحدي الشعوب في عدم سقوط الدولة و الشعب في براثن الرجعية الوهابة البربرية. بات تعاون قوى الشعب أو الشعوب العربية من قومية و وطنية و يسارية و شيوعية طبقية ضرورة ملحة, وخاصة أمر أحزاب اليسار و الكتل الشيوعية المشتتة ينبغي أن تتجاوز أخلاق العشيرة و الطائفة. أنها لفضيحة أن الشعوب تسبق الأحزاب و المنظمات بالانتفاض, و اليسار و الشيوعيين بلا أي خطوة نحو أصلاح ذات البين في بيتهم من اجل العودة في النضال الجماهيري الثوري لانتزاع دور المُبادءة الثورية الشعبية للأحرار, من براثن الرجعية السلفية العميلة المتاجرة بالدين و من رجالات الليبرالية الوسخة المطبلة للدبابة الأمريكية و الصهيونية.
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟