أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فتحي حسين - سقوط دولة أمن الدولة














المزيد.....

سقوط دولة أمن الدولة


فتحي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 21:44
المحور: المجتمع المدني
    


إنهيار دولة أمن الدولة!
بقلم :د. فتحي حسين

كان أسم جهاز أمن الدولة إلى وقت قريب كفيلاً بأن يبث الرعب فى النفوس.. ويجعل الخوف يمتلكك من رأسك إلى أخمص قدميك.. خاصة إذا علمت أنهم يريدون مقابلتك، أو إذا شاء حظك العاثر أن يزورك بعضهم فى منزلك فجرا.. ويطلبون منك النزول معهم من بيتك إلى التحقيق بعد أن قطعت أحلامك وتخليت عن استكمال تناول طبق الرز مع الملائكة أثناء النوم، وتستبدله بتناول ضرب وإهانة وإهدار للكرامة الإنسانية، عند وصولك إلى مقر التحقيق، وتتسارع مع وصولها إلى أذنيك دقات قلبك.. تدور بذهنك ألف سؤال..أبرزهم لماذا؟ كما لو كنت تتمنى أن تبتلعك الأرض.. قبل ذهابك إليهم ,فمصيرك قد يكون مثلما تمنيت.. ولكن ليس بيديك بل بيديهم,أي بيد مباحث أمن الدولة.
أسرار تُعرض للمرة الأولى، نجح المتظاهرون وثوار 25 يناير فى كشفها، خزائن من الملفات والأوراق التى تتعلق بكل شىء فى حياة المصريين، مأكل، مشرب، ملبس، مسكن، عمل، سفر، مسجد، جامعة، حتى أكثر الأشياء خصوصية، كان لهم أنف فيها.
فمع اندلاع الثورة ونجاحها كل يوم فى تحقيق مطالبها، لم يكن يتصور جهاز أمنى بمثل هذه القوة التى كان عليها، أن يأتى الدور عليه، لكشف فساده وفضائحه التى فاحت روائحها والتى قهرت المصريين لعشرات السنين، أن يأتى عليهم وقت يذوقوا فيه بعض مما أذاقوه للجميع..
ولقد كان هناك تقليد معتمد فى بلدنا قبل ثورة 25 يناير، أن قيادات أمن الدولة عندما تنهى عملها اللاإنسانى بجهاز أمن الدولة تنتقل لتولى مناصب سياسية مهمة كوزراء ومحافظين ورؤساء هيئات ومصالح حكومية.. فقد تولى وزارة الداخلية من أبناء جهاز أمن الدولة اللواء عبد العظيم فهمى، وممدوح سالم (وزيراً للداخلية ثم رئيسا للوزراء) وسيد فهمى، وحسن أبوباشا، وأحمد رشدى، وحبيب العادلى.
والتعذيب فى أمن الدولة أمر منهجى فى هذا الجهاز القمعى، وكل مكاتب أمن الدولة بها أماكن وأدوات للتعذيب ولا تخضع لأى تفتيش أو رقابة، وربما يصل التعذيب إلى حد القتل والتمثيل بالجثث.
وقد ذكر المئات من المعتقلين السابقين من قبل جهاز أمن الدولة حدوث تجاوزات شديدة بحقهم، من إهانات وضرب، واعتداءات جنسية وصعق بالكهرباء وإطفاء السجائر فى جميع أنحاء الجسد، وإدخال الشوك والإبر الحادة فى الأظافر، والضغط على المعتقلين ليعترفوا بأشياء لم يرتكبوها.

ومن المعروف أن العاملين فى جهاز مباحث أمن الدولة يتمتعون بمميزات مادية ومعنوية عن غيرهم من ضباط الشرطة، هذا بالإضافة إلى استغلال بعض الذين كانوا يعملون بهذا الجهاز لنفوذهم وسطوتهم فى القيام بشتى أنواع الفساد.. وفى يوم 4 مارس 2011 تم اقتحام مقر أمن الدولة بالإسكندرية بمبنى الفراعنة والعثور على وثائق ومستندات.. وفى يوم 5 مارس 2011 تم اقتحام المقر الرئيسى لمباحث أمن الدولة بمدينة نصر والعثور على وثائق ومستندات مفرومة ومحروقة.
وقد كشف اقتحام مقار جهاز أمن الدولة، من قبل المتظاهرين المصريين عن فضيحة مدوية للجهاز، حيث عثر المتظاهرون على وثائق تكشف عن تجسس الجهاز على مسئولين، مثل مفتى مصر الدكتور على جمعة، ورئيس هيئة الطاقة الذرية السابق محمد البرادعى، وغيرهما، وكتابة تقارير لتهديد صحفيين وإعلاميين، واتهام أكاديميين معارضين بالشذوذ، ما يؤكد خروج الجهاز تماماً عن مهمته، حتى أصبح كابوساً جثم طويلاً على صدور المصريين المطالبين بإلغائه، وهو ما دفع رئيس الوزراء المصرى عصام شرف إلى إقالة وزير الداخلية اللواء محمود وجدى الذى أمر بحرق الوثائق، قبل أن يتمكن المتظاهرون من إنقاذ بعضها، كما أصدر قراراً بتعليق العمل بالجهاز لحين إعادة هيكلته.
إن نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير مرهون فى جانب كبير منه، فى إصلاح جهاز أمن الدولة، الذى استحل حرمات المواطنين وحرياتهم من دون مساءلة لعقود طويلة أو إلغائه تمامًا حتى نفتح صفحة جديدة لمرحلة جديدة نتوحد جميعا للارتقاء بهذا الوطن الذى هو أغلى الأوطان.



#فتحي_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء بتضيع والرئيس مرسي بيصلي أمام الكاميرات !!
- جماعة الاخوان المجرمون!
- مهازل ضد أقباط مصر!
- لماذا لم يحقق مع محمد فريد خميس القيادي في حزب مبارك
- الثورة مستمرة لتطهير الجامعات الخاصة
- فخ المنظمات الاهلية وحقوق الانسان !
- حقيقة اللي أسمها .. إسراء عبد الفتاح !!
- الاعلام المصري ..المتهم البريء
- تحليل مضمون لخطاب الرئيس محمد مرسي في عيد 6 أكتوبر عام 2012
- فتاوي البيض المسلوق !!
- حزب الوسط الاخواني !!
- نقيب الفضائيات أم نقيب الصحفيين !
- سبوبة ميدان التحرير


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فتحي حسين - سقوط دولة أمن الدولة