أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة والإنسان الكوني _ج2














المزيد.....


العولمة والإنسان الكوني _ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 21:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العولمة والإنسان الكوني _ج2

العولمة التي لا تعتني بالسيادة الوطنية وأسس الدولة الحديثة بل تتجاوزها نحو حرية الغرب في أن يختار طريقة الأدارة ويبني مفاهيم الحرية لدية وفق النموذج الغربي الشمالي ,النموذج الذي يقوم على الصراع والمزاحمة,صراع يلغي الأخر ويتجاوز عليه ليعيد تشكيل علاقة العبد بالسيد ولكن من خلال نموذج أكثر جمالية وأكثر قبول وهو يعي أن فكرة المنافسة الحرة التي يدعو لها ليس فكرة حقيقية لأن الخصم غير قادر أصلا أن يكون طرفا في حلبة هذه المنافسة ,بل يعي أيضا أن هذا جبر واقهار له لأن يخضع لقوانين الحرية والذاتية الأوربية دون نقاش وهذا هو الحاصل العملي اليوم.
لقد طرح الفكر الأوربي في شقيه اليساري والمحافظ نموذجين فكريين نتيجة تبلور مفهوم العولمة وهما فكرة الإنسان الكوني الذي لا بد له أن يمثل مبادئ العولمة ويتسق مع مجرياته الظاهرية إنسان يتعدى حدود السيادة الوطنية ويتخلى عن الهوية مقابل الانتماء العولمي الواحد والكوني بمحتواه دون أن يرتبط بالروابط التقليديه إنسان خالي من الخصائص,إنسان نموذج ينصهر في عالم أحادي التوجه خالي من الروحية ولكنه يسبح في المادي الذي يمس الأنا بالحس المادي فقط إنسان خالي من هم البحث عن الذات.
أما النموذج الأخر الذي طرحه اليمين فهو مبدأ من (لم يكن معي فهو ضدي),القاعدة التي تبرر للنزاع الوجودي حقه في إقصاء الأخر وتثبيت أحادية الصراع,هذا الربط بين الأنا التي تزاحم الأخر تجلت بوضوح ودون مواربة بهذا الميزان اللا أخلاقي,أما أن تنصهر وتذوب في الأنا الغالبة وتصبح العبد أو أن تستعد للصراع المميت والدامي وكلاهما ينطوي على الاستعداد والاستجابة اما القبول او المناهضة.
لقد ظن البعض أن القبول بالعولمة ما هو إلا استبدال للهوية الوطنية بالهوية العالمية التي تعني حرية اكبر ورفاه أوسع وسد للحاجات أسرع من ذي قبل,بل تعني تمتع حقيقي بمبادئ وشرعة حقوق الإنسان,لقد داعب هذا الوهم مخيلة الجنوب والشرق الذي لم يعي الهوية أيضا وفشل مرة أخري في توضيحها وبلورة موقف جاد منها كما فشل سابقا اثناء فترة الحداثة وما بعدها فأسترسل البعض بأحلامه ليصطدم بواقع مرير تفرضه الحمائية التي سنها الغرب والشمال,بكل الصور الدينية والاقتصادية وصولا إلى الفكر لينتهي حلم المواطنة الكونية على قوارب تطعم البحار والمحيطان من لحم ذلك الإنسان الحالم بالكونية والذي صدق وأمن بالمقولة دون أن يعني أنه يواجه عالم لا اخلاقي عالم تدفعه غريزة الصراع للغلبة والإلغاء دون أن يهمه أصلا مصير الإنسان.
إن إنهيار صورة الإنسان الكوني هذه لها أسباب كثيرة منها ما يتعلق بالفكرة أصلا وتهافتها المريع كما بينا سابقا ,ومنها حقيقية رؤية وفكر واستراتيجيات من دعا وبشر بها ,دون أن يكون جادا ومخلصا في دعوته تلك ومنها ما هو أصلا متجدر بصورة الوجود الكوني الأولي وحقائق التكوينات التي قسمت العالم إلى غرب وشمال متحد وإلى شرق وجنوب فاقد للوعي والوحدة والحزم والقدرة على الأستجابة للتحديات المصيرية,هذه الصورة التي تبلورت دون أن تؤسس لها شبكة من المستوجبات البدية,مثل مفاهيم حقيقية للمواطن الكوني كحقوق وواجبات,ومفهوم العقد الإجتماعي الجديد الذي يؤطر للنظرية,كما أنه لا بد من تجسيد الفكرة من خلال مؤسسات قادرة على تصحيح وتصويب الأخطاء والممارسات ,وغيرها من الضرورات الحتمية التي تقتضيها التجربة وتمعن في تأصيلها.
هنا أستذكر مما فهم من فلسفة نيتشه((أن الفلاسفة يقدمون أنفسهم في خطاباتهم تحت شعارات العقل المحض والمعرفة المطلقة والحقيقة المتعالية والقيمة العليا واليقين بلا توسط،ولكن ما يتسترون عليه في أقاويلهم ومزاعمهم هو طغيان الغريزة وإرادة القوة والمذكرات الذاتية والاعتقادات المسبقة والحيل اللطيفة والشعوذات الفكرية.وهذه الأشياء لا تُرى في العقول،ليس لأنها خفية،بل هي ظاهرة،ولكنها لا تُرى وسط الرؤية بالذات))الاستذكار هنا ينصب في الشق الاخير من المقولة لكمها لا ترى وسط الرؤية الذاتية الأنانية التي لا تتوافق اصلا مع المثل والقيم العليا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والإنسان الكوني _ج3
- العولمة والإنسان الكوني _ج4
- مصدرية الوعي الفكر اولا
- مقام التسليم
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج1
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج2
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج1
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج2
- الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة والإنسان الكوني _ج2