أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة والإنسان الكوني _ج4














المزيد.....

العولمة والإنسان الكوني _ج4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 21:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العولمة والإنسان الكوني _ج4
إن تفكك العولمة وإعادة رسم الكون الوجودي بما هو واضح الآن سيحمل نفس التفكك والأنهيار الذي ظهر علنا إلى مفهوم الإنسان الكوني ويقلل من مدى قدرته على إثبات وجوده لصالح العودة إلى مفهوم الهوية والوعي والذاكرة الذاتية ويعيد فهم الإنسان الذي تكون أصلا حرا بمعنى تميزة بالأنتاج الفكري معتمدا على عنصر الثنائية فيه العنصر المادي والروحي وبذلك يعود للهوية التي تميزه عن الأخر ويتكامل بهذا التميز بالأحتفاظ بخصائصه الإنفرادية.
إن تهافت نظرية الإنسان الكوني ككل سبب رئيسي لسقوطها من هذا المنطلق الذي جعلها كلية لا تراعي التنوع والتعدد والأختلاف الطبيعي,وهنا ينبغي التمييز بين الكلي الذي يفيد المنطقي والمعرفي وبين الكوني الذي يحيل على الأكسيولوجي والايديولوجي بماهو مجال هيمنة واغتراب وأفق لعقل الحسابي والفعل الأداتي,عندماتحل المصلحة محل المعرفة والأنتصار التأريخي مكان القيم وتتبدل الحقيقة موضع المعنى,عندها تحل أزمة التواصل والتشارك والتناظر على الرغم من الإفراط في مصاديقها العملية ظاهرا محل التعاون المثمر من خلال الثنائية الطبيعية لوجود الإنسان ,وتطغى الوحدة على الكثرة والتطابق على الاختلاف والتجدد محل التمسك بالهوية.هنا تظهر ثقافة الامبريالية التي هي النتيجة المنطقية لادعاء الكونية والممثل الكوني المعولم خطرا على بقية العالم.

هذا الأمر ولد توترا حادا بين نزعتين منتشرتين في الفكر والسياسة والاقتصاد النزعة الأولى تتجه نحو التسليم بالعولمة فكرا ومشروعا وتطبيقا وترغب الانفتاح والانخراط اللامشروط في العولمة وتنتصر إلى القيم الكونية تلك بغض النظر عن ما تمثله ممن تغريب وسلب واستلاب للخصيصة الذاتية المرتبطة بالأنا وبالبيئة وبالنموذج الذي تحتظنه الذاكرة.والنزعة الثانية فتصر على صيانة الهوية من أي اعتداء خارجي وتنهمك في المحافظة على نقاء رموزها الثقافية من أي اختلاط فتأخذ بعدا دفاعيا غبيا منغلق عن الخارج وعلى الذات دون أن تطرح مشروعها الواعي مشروعها الذي من المفترض أن تدركه معتمدة على دراسة جادة لحقيقة التأثير وكيفية الأستجابة لما هو مطروح بشكل صراع وجودي ويتجاوز أثر الصدمة ويتخلى عن قدسية الأرث الذي يهيمن على حركته المقيدة.
أما الأتجاه الأول فقد حمله وناد به الكثير من الذين عانوا من التغريب والتهميش بالرغم مما يحملون من قدرة على العطاء والتجديد ولكنهم في مقابل ذلك نراهم ناقمون على قواعد المشاركة الجمعية تلك ويرون في فكرية الإنسان الكوني مخرج مناسب لهم وإن كانوا يستشعون ببعض الخطر,إلا أن الهدف عندهم والغائية المرجوة تستحق المجازفة والقبول بالأمر الواقع,قد يكون هؤلاء معذرون في بعض معطياتهم ولكنهم من جهة إخرى لا عذر لهم بتغيير استبداد محلي قاهر بإستبداد أكبر منه وذا أثر قد لا يتوافق مع الرغبة الذاتية لهم ولا مع أحلامهم,فهم سينهارون بالنهاية عندما تفشل الكونية تلك من تغير واقع حال مرفوض لديهم.
ليس كل تسليم بفكرة يعني التمسك بها ناتج من صلاحيتها ككل ولا بد من أن نضع كل ما بين أيدينا تحت منضدة النقد والتجربة والقياس والترميز والفحص ثم نعلن موقفا جريئا منها دون أن يكون لما تحوي الفكرة أو النظرية من بهرجة فكرية تعمي الأبصار,لقد أمن وتحمس الكثيرون وانا من بعض من أذكرهم لفكرة الإنسان الكوني لأول وهلة ,ولكن عند ممارسة النقد والغوص في أعماق الفكرة قد تبلور لنا فهم اخر مختلف وقد يكون مناقض للتسليم الأول وهذا يعطينا صورة ذات بيان من الوعي الجاد لمواجهة الفشل الذي سيواجهنا حين نجد أن ما نؤمن به لا يطابق لا الحلم الإنساني ولا يوائم الذاكرة الذاتية ولا يتناسب مع إدراكنا للذات.
في المقابل هناك ردة فعل سلبية لم تؤسس رفضها على علة أو قيمة فكرية قادرة ليس على الرفض فقط,بل تحاول أن تنتج تصور مقابل وان يكون هذا التصور مصاحب لمنهجية ورؤية جادة,فتجلى رفضها في مقامية الرفض لأجل الرفض,وقد يكون السب أما عجز في تقبل الفكرة ذاتها أو على تأسيس تصور خاطيء وغير واع لها أو على أساس ينم عن فشل في إستيعاب وتجميع الفكرة مع الأس العقيدي عند البعض فيستشعر تلقائيا الفكرة بالكراهية لأنها قد تمس أهم ركائز ما يؤمن به فهو يمارس رد الفعل من باب الجهل بالأخر فقط.
كلا النتيجيتين لا يمكن أن توصل الإنسان في سعيه لأن يتوافق مع سيرورة الزمن واحكام الصيرورة التكوينية المتجدده لوجده ويفشل في كلا الحالين من أن يكون متوافقا أصلا مع أفتراضات العلم والمعرفة التي تقوم أسسهما على ممارسة التجربة والنقد والهدم وإعادة البناء لغرض الوصول إلى حقائق الأشياء دون أن نعتدي على وجودنا ووجود الفكر أو النظر الإنساني مونه نتيجة ومحل وصناعة ذاتية لأنا أو للاخر



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصدرية الوعي الفكر اولا
- مقام التسليم
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج1
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج2
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج1
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج2
- الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1
- الهروب من الفكر والتفكر تهرب من مواجهة الحقيقة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة والإنسان الكوني _ج4