سامر عبد الحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1181 - 2005 / 4 / 28 - 10:07
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الدرس الذي يجب أن تعيه جيداً قوى المعارضة السورية مما حصل على الساحة اللبنانية مؤخراً،هو كيف استطاعت المعارضة اللبنانية بكافة أطيافها وتنوعاتها المذهبية والطائفية والسياسية أن تنبذ خلافاتها(الجوهرية في كثير من الأحيان)،وأن توظف كل طاقاتها وأن توحد جهودها في سبيل تحقيق الهدف الذي أجمعت عليه هذه القوى المعارضة ألا وهو إنهاء الوجود السوري،أو الاحتلال السوري كما يطيب لها أن تسميه!.
واستطاعت بالفعل،وبمساعدة الضغوط الخارجية على النظام السوري طبعاً،وبعد أن وحدت كل طاقاتها أن تحقق هدفها المنشود ببراعة ودقة مشهودتين.وباستخدام أساليب مبتكرة ومتطورة اعلامياً وميدانياً غير مألوفة على الساحات العربية،نالت اعجاب وثناء وحسد(!)الجميع..
وبعد أن تحقق للمعارضة اللبنانية ماأرادته،بدأ السجال الذي كان قد نأوا بأنفسهم عنه ،خصوصاً بعد مقتل الحريري،يعود للسطح من جديد.وربما اذا استطاعت هذه القوى ادارة هذا السجال بشكل جيد،الخروج بلبنان الى آفاق ديموقراطية أكثر رحابة ربما تكون مثالاً يحتذى لباقي بلدان المنطقة.
طبعاً تختلف الظروف في لبنان عن ظروف شقيقه السوري..ومطالب المعارضة السورية تختلف تماما عن مطالب نظيرتها اللبنانية..غير أن ماسبق وطالبنا به ،هو كيف ينبغي على المعارضة السورية أن توحد صفوفها وأن تنبذ خلافاتها الأيديولوجية والعقائدية والسياسية،وأن تنحي جانباً كافة تصوراتها المستقبلية ،,أن تلتقي في الوقت الحاضر على الأهداف المشتركة التي يطالب بها الجميع دون استثناء،وهي الغاء قوانين الطوارئ وطي ملف المعتقلين السياسيين واقرار قانون عصري للتعددية الحزبية..
هذا على مانعتقد هو القاسم المشترك الأدنى لجميع الأحزاب السياسية ولجان المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان.وبالتالي فان المطلوب هو توحيد كل جهودها لتحقيق هذا الحد.
ومن ثم الابتعاد عن كل مايشوش على هذه الأهداف،كما هو حاصل اليوم من مهاترات وشخصانية ونشر للغسيل،لاتخدم في النهاية إلا قوى الظلام والاستبداد والفساد،أعداء الوطن.
#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟