أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - جدوى المشاركة السياسية للجماهير الشعبية















المزيد.....

جدوى المشاركة السياسية للجماهير الشعبية


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جدوى المشاركة السياسية للجماهير الشعبية
ماجد احمد الزاملي
تشكل المشاركة السياسية حجر الاساس للديمقراطية الذي قد تختلف أشكالها ومظاهرها من مجتمع إلى مجتمع آخر، ولكنها (أي الديمقراطية) تظل في جوهرها كمًا واحدا. وتوجد المشاركة في كافة الأنظمة السياسية على اختلافها وإن كانت بالطبع تبدو أكثر وضوحًا وصراحة في التعبير عن نفسها في ظل الأنظمة الديمقراطية العريقة التي تتيح مساحات أكبر من الحرية واحترامًا لمنظومة حقوق الإنسان وانتخابات دورية حرة وتنافسية ، وبالتالي تتيح قدرًا كبيرًا لمشاركة المواطن بشكل فاعل في الحياة السياسية، وبالقدر الذي يهم المدافعين عن مشاركة أكبر فإن المشاركة الحقيقية في عملية صنع القرار سوف يجعل هذه القرارات أكثر علاقة بالحاجات الحقيقية للمشاركين، وبالتالي أكثر تقبلا من جانبهم.
تعد المشاركة السياسية أحد الأبعاد المهمة لتحديد السلوك السياسي للأفراد، كما أنها أحد المحاور الأساسية في مجال اهتمام علم السياسة
والعلوم الاجتماعية وعلم النفس السياسي، وتتفق الدراسات والآراء على تأكيد الدور الإيجابي للفرد في الحياة السياسية من خلال حق
الترشيح أو التصويت في الانتخابات، أو الاهتمام بالقضايا والأمور السياسية ومناقشتها مع الآخرين، أو العضوية في المنظمات ……
إلخ؛ فهي محاولة للتأثير على متخذي القرا ر . والمشاركة عملية إرادية واعية وتأكيد للحق الديمقراطي لأفراد المجتمع، وهي ركيزة
أساسية من ركائز الديمقراطية، لأنها تعني ممارسة الشعب لحقه في حكم نفسه بنفسه.
والمشاركة السياسية لا تعني مشاركة كل المواطنين في كل الأنشطة والمجالات السياسية المختلفة في كل الأوقات فحسب بل
تعني مشاركة أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع في هذه الأنشطة والمجالات، بقدر ما تسمح به استعدادات هؤلاء الأفراد وقدراتهم وميولهم.
وتتوقف ممارسة الفرد لسلوك المشاركة السياسية على توافر القدرة والدافع لدى الفرد، والفرص التي يتيحها المجتمع بتقاليده
وأيديولوجياته، وكذا الظروف التي تحددها طبيعة المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي السائد في المجتمع، ومن هنا تبرز أهمية
التنشئة ودورها في خلق سلوك المشاركة وتكوينه، إذ أنها تزود الفرد بالمثيرات التي يستقبل من خلالها قيم المشاركة، وكلما كثرت هذه
القيم ازداد احتمال مشاركة الفرد في الأنشطة والمجالات المختلفة وازداد عمق هذه المشاركة .
من هنا، فإن المشاركة السياسية في أي مجتمع هي محصلة نهائية لجملة من العوامل الاجتماعية الاقتصادية والمعرفية والثقافية
والسياسية والأخلاقية؛ تتضافر في تحديد بنية المجتمع المعني ونظامه السياسي وسماتهما وآليات اشتغالهما، وتحدد نمط العلاقات الاجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلمًا رئيسيًا من معالم المجتمعات المدنية الحديثة، المجتمعات التي أعاد العمل الصناعي وتقدم العلوم والتقانة والمعرفة الموضوعية والثقافة الحديثة بناء حياتها العامة وعلاقاتها الداخلية، على أساس العمل الخلاق، والمبادرة الحرة، والمنفعة والجدوى والإنجاز، وحكم القانون، في إطار دولة وطنية حديثة، هي تجريد عمومية المجتمع وشكله السياسي وتحديده الذاتي.
بعبارة أخرى، المشاركة السياسية مبدأ ديمقراطي من أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة؛ مبدأ يمكننا أن نميز في ضوئه ا لأ نطمة
الوطنية الديمقراطية التي تقوم على المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، من الأنظمة الاستبدادية، الشمولية أو التسلطية التي تقوم
على الاحتكار.
تتطلب المشاركة ضرورة توافر عدد من العوامل التي تزيد من فاعليتها وتضمن بقاءها واستمرارها، وتساعد على تحقيق أهدافها
بما يدفع بمعدلات التنمية الشاملة. وأهم هذه المتطلبات:
للجماهير مثل الخدمات والمسكن الملائم والصحة والتعليم- ضرورة ضمان توفير المتطلبات والاحتياجات الأساسية
وفرص العمل وحرية التعبير وغيرها من الاحتياجات التي تحقق الإشباع المادي والنفسي للإنسان، ويتيح له قدرًا من
الاستعداد للمشاركة في الحياة العامة داخل وطنه.
والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع، ويكتسب هذا- ارتفاع مستوى وعي الجماهير بأبعاد الظروف السياسية
الوعي: إما عن طريق سعي الأفراد لبلوغ هذا القدر المطلو ب من المعرفة، أو عن طريق الوسائل المختلفة لتكوين الرأي
العام داخل المجتمع مثل المؤسسات الحكومية العاملة في مجال الإعلام والثقافة والتعليم أو المؤسسات غير الحكومية،
كالنقابات المهنية والعمالية أو الجمعيات الخاصة، والاتحادات بالإضافة إلى الأحزاب السياسية.
في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع تمثل - الشعور بالانتماء للوطن، وإحساس المواطنين بأن مشاركتهم
واجبًا تفرضه العضوية في هذا الوطن.
وفاعلية هذه المشاركة وسرعة استجابة المسئولين، يعمق من- الإيمان بجدوى المشاركة : فإحساس المواطن بأهمية المشاركة
شعوره بجدوى مشاركته ومردودها المباشر على تحسين صورة حياته وحياة الآخرين داخل المجتمع.
الجيد عن الخطط والأهداف ومدى مواءمتها لاحتياجات- وضوح السياسات العامة المعلنة وذلك يتأتى من خلال الإعلام
المواطنين.
- صنع وتنفيذ السياسات العامة، وإتاحة الفرصة لدعم هذه إيمان القيادة السياسية واقتناعها بأهمية مشاركة الجماهير في
المشاركة من خلال ضمان الحرية السياسية وإتاحة المجال أمام الجماهير للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم ورأيهم في قضايا
مجتمعهم ومشكلاته ومناقشة تصريحات المسئولين والقوانين العامة سواء داخل البرلمان أو عبر الصحف وفي الندوات
العامة، وفي ظل مناخ آمن ودون تعرضهم لأي مساءلة قانونية.
والأساليب المتنوعة لتقديم وعرض الآراء والأفكار- وجود التشريعات التي تضمن وتحمي المشاركة وكذلك الوسائل
والاقتراحات بوضوح تام وحرية كاملة، ومع توافر الأساليب والوسائل والأدوات التي تساعد على توصيل هذه الأفكار والتي
تضمن وصول هذه المشاركات لصانع القرار.
- الحكومة أو في المؤسسات غير الحكومية لتدريبهم على وجود برامج تدريبية لمن هم في مواقع المسئولية سواء في
مهارات الاستماع والانصات واحترام فكر الجماهير وكذلك على أساليب استثارة اهتمام الجماهير و تنمية قدراتهم على المشاركة.
يستلزم التدقيق في اختيار القيادات، والتأكد من وضع الرجل- وجود القدوة الصالحة في كل موقع من مواقع العمل مما
المناسب في المكان المناسب . فهذه القدوة الصالحة من شأنها أن تكون مشجعة وليست معوقة للمشاركة . كما يفترض فيها
إيمانها بإمكانات الشباب ودوره في عملية التنمية.
- - تشارك في إدارة شئون حياتها، ويفتح الباب لكل الجهود اللامركزية في الإدارة مما يفسح المجال أمام الجماهير لكي
والمساهمات التي تقدمها الجماهير.
تؤثر المشاركة على الأفراد وعلى السياسة العامة للدولة .. فعلى مستوى الفرد تنمى المشاركة فيه الشعور بالكرامة والقيمة والأهمية
السياسية وتنبه كلا من الحاكم والمحكوم إلى واجباته ومسؤولياته وتنهض بمستوى الوعي السياسي . كما أنها تساعد على خلق المواطن
المنتمي لوطنه الذي يعد عماد قوة الجسد السياسي . وعلى صعيد السياسة العامة تجلب المشاركة أكبر منفعة لأكبر عدد من
الأفراد إذ أنها تدفع الحاكم إلى الاستجابة لمطالب المواطنين وتسهم في إعادة توزيع موارد المجتمع بشكل أكثر عدالة.
والديمقراطية وفق هذه النظرة تعني مشاركة الأفراد وقدرتهم على التأثير في صنع السياسات العامة في دولهم ، ويكون ذلك في أغلب الأحيان من خلال قناة الأحزاب السياسية. وتساهم الأحزاب في تشجيع التجمع الإنساني بكل صوره لتحقيق أهداف مشتركة، وبصفة خاصة التجمع السياسي، وتدريب المواطنين على العمل السياسي، والمشاركة في شئون بلادهم، وتشجيع الفرد على الإقدام على هذه المشاركة بالانتماء إلى جماعة سياسية منظمة في حزب من الأحزاب، ومن ثم شعوره بالأمن السياسي، مما تتحقق معه الشجاعة الأدبية في إبداء الرأي في المسائل العامة.
ويكفل تعدد الأحزاب عنصر الاختيار للأفرا د . فحرية انضمام الفرد إلى حزب ما، أو رفض الانخراط في عضويته أمر له أهمية
كبرى في تحقيق الديمقراطية، وذلك عن طريق تعدد التنظيمات المختلفة والمفتوحة أمام الأفراد وأمام الناخبين من أجل انتخاب
ممثلين لهم في المجالس النيابية. والتوزيع الاختياري هو الذي يحدد ما يحصل عليه كل حزب من مقاعد في البرلمان والحكومة.
والأحزاب السياسية هي التي تقدم المرشحين الصالحين لتولي الوظائف النيابية والإدارية والعامة، وهي التي تقدم البرامج السياسية
والطرق اللازمة لتنفيذها والوسائل الفعالة لنقد أعمال الحكومة . وإذا كان الشعب في مجمله يستطيع الحكم على صلاحية السياسة الحكومية أو عدم صلاحيتها، فإنه لا يستطيع أن يقدم سياسة بديلة عنها، إلا في حالة توافر التنظيمات السياسية وغيرها من الإمكانات التي توفرها الأحزاب، وتتيح لها المعلومات الكافية لفهم هذه السياسة.
في هذا الإطار يمكن القول إجما لا أن الأحزاب السياسية تقدم الإطار الأكثر أهمية وملا ءمة لتحقيق المشاركة السياسية وعدم
قصرها على فئة أو طبقة اجتماعية معينة خاصة مع اتساع وسائل الاتصال الجماهيري وانتشار التعليم . ذلك أن ظهور الأحزاب
السياسية نفسها يمكن أن يزكي لدى الأفراد الرغبة في الممارسة السياسية. على أن مجرد وجود الأحزاب أو النظام الحزبي لا يضمن
بذاته تحقيق المشاركة السياسية . فهناك بعض النظم الحزبية التي تقلص المشاركة. وقد حدد بعض علماء السياسة عدة عوامل تؤثر
على قدرة النظام الحزبي في استيعاب أو قمع مطالب المشاركة السياسية :
- القيم التي تتبناها النخبة الحاكمة عند تبلور النظام الحزبي، وهل تشجع هذه القيم على توسيع قاعدة هذه المشاركة أم تقليصها
- الاجماع السائد في المجتمع حول موقع قيمة المشاركة وبالتالي توفير فرص المشاركة الحقيقية
مدى مرونة النظام الحزبي وقدرته على استيعاب الأجيال الجديدة-
وفي الختام تبقى نتائج الانتخابات سواء البرلمانية او الرئاسية في بلدان العالم العربي هي % 99.99
للاحزاب الحاكمة أو الحزب الحاكم نتيجة امتلاكهم وسائل القوة من المال والماكنة الاعلامية بالاضافة للترهيب والترغيب والجاه.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعالجات الجذرية لظاهرة ألإرهاب
- ثورات الربيع العربي /الاسباب والنتائج
- تباين الأنظمة المطبقة على طائفتي النزاعات المسلحة
- تدابر الضبط الإداري
- النظام الاقتصادي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية
- مدى امكانية إصلاح المنظمة الدولية في ظل التحولات الراهنة
- التدخل العسكري الانساني وسيادة الدول
- المصادر الفكرية والاسس الدستورية للحرية السياسية في النظام ا ...
- أسباب ألإباحة في القانون الدولي الجنائي
- الدساتير وصيانة حقوق الانسان
- الحل الامثل للمشاكل العرقية
- تحديد معنى الحرية السياسية
- اوامر السلطة التنفيذية واثرها على التشريع
- الدولة الفاشلة
- المحكمة الجنائية الدولية والعدالة الدولية
- المركز القانوني لإحكام القضاء
- المجتمع المدني وتأثيره على السياسة الداخلية للدولة
- الجرائم الالكترونية
- السياسة غير الجنائية للحد من جرائم العنف ألإرهابي
- ألإستجواب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - جدوى المشاركة السياسية للجماهير الشعبية