|
مكة بين الجاهلية والإسلام .. رد على مقالة يوسف عطو (2)
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 06:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مكة بين الجاهلية والإسلام .. رد على مقالة يوسف عطو (2)
الكاتب ... كما كان غار حراء مقدسا قبل الاسلام . واشار احد الباحثين الى ان التحنث كان يجري احيانا قبل عقد بعض التحالفات والعهود . كما ان هناك روايات قديمة تذكر ان محمدا تاثر بزيد بن عمرو بن نفيل , احد حنفاء مكة , الذي نهاه عن اكل لحوم ماكان يقدم لغير الله من القرابين في مكة . وكانت قريش تسمى في الجاهلية ب ( اهل الله ) وان تسمية الكعبة ( بيت الله ) تعود الى الجاهلية . وقد ذكر ان بناء ابرهة لكنيسة ( القليس ) في صنعاء هدف الى حرف العرب عن الحج الى الكعبة
تعليق...
يقول الكاتب أن محمد تأثر بزيد بن عمر بن نفيل احد حنفاء مكة وقد نهاه عن أكل لحم القرابين وما ذبح على النصب ..هذا يعني أن محمد اقتبس بعض تشريعاته من شريعة الجاهلية (أهل الله )..الوثنية لا تعرف الله لو كانوا يعرفون الله لما افتروا عليه الكذب ولما اتخذوا من دونه أولياء لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ..والدليل على أن الوثنية لا تعرف الله .. قول الله .. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً }الفرقان... قلنا من قبل أن عبادة الأصنام في مكة كانت محكمه دينيا وعقائديا في عقول أهلها والسب في ذلك لعدم وجود أي طرح فكري أعظم مما هو متوارث عليه اجتماعيا وثقافيا ولكن عندما جاء الإسلام نقل الفكر إلى ما هو ابعد من مستوى تلك العبادة الشركية ..فتبلور الإيمان وأخذت العقلانية دورها في تصحيح الاعتقاد .. قال الله .. {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }هود..... أما قضية أن محمد تعلم الدين على يد زيد بن عمر بن نفيل فلا صحة له .. لا محمد ولا غير محمد كان يعرف حقيقة الله فالجاهلية شعوب غارقة بالظلم والقهر والاستغلال تحت اسم الشريك الوثني مع الله
الكاتب....
لقد اشار بعض الدارسين الى بداية تطورمفهوم ديني موحد في الجزيرة الامر الذي انعكس في نشؤ عناصر طقسية متقاربة في عبادة كل من ( الحجر الاحمر )في مدينة غيمان الجنوبية و ( الحجر الابيض )الذي عبد في كعبة العبلات , و ( الحجر الاسود ) الذي عبد في مكة . ان عناصر العبادة المشتركة بين هذه الامكنة الثلاث وفي انحاء اخرى من الجزيرة كانت الطواف والوقوف والاضاحي .كما نستطيع اعتبار الحمى والحوطة والحرم ظواهر مشتركة في ديانات العرب القدماء . غير ان هذه العبادات لم تتجمع في نظام ديني موحد قبل الاسلام . الامر الذي ارتبط بظاهرة غياب نظام كهنوتي موحد
تعليق...
عندما يشاهد احدنا الكعبة على التلفاز وما يقام حولها من صلاة ومناسك للحج يعتقد بأن إبراهيم بنا المجمع بأكمله وطبعا هذا اعتقاد غير صحيح .. لان إبراهيم لم يبني الا الكعبة فقط والتي تسمى بالحجر الأسود فالبيت هو الكعبة ..قال الله.. {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المائدة97 وبالقرب من الكعبة صخرة كبيره تسمى مقام إبراهيم أما الباحة التي تضم مقام إبراهيم والكعبة تسمى المسجد الحرام ..ونظرا لقدسية الكعبة سيطر عليها الفكر الوثني الشركي لأهل مكة حيث ادخل بعض الأصنام فيها ونشر البعض الأخر حولها تحت معتقد (بنات الله )فأصبحت الصلاة والطواف والحج في الجاهلية تقام حول الأوثان ...لم يخبرنا القران بان أهل الجاهلية كانوا يعبدون الحجر الأسود
الكاتب...
وامتزجت عبادة الاصنام لدى العرب بعبادة النجوم التي كانت العرب تسميها ( دين الصابئة ) . ويظهر ان مراقبة السماء عادة سامية قديمة . الامر الذي يشير اليه القران عن ان ابراهيم قد عبد النجوم في مرحلة مبكرة من حياته .وبالنسبة للصابئة ( وهم غير الصابئة المندائيين على مايعتقد كاتب المقال ) يلاحظ هنا ما اشارت اليه بعض الروايات من ان هذا التعبير كان يطلق على اتباع محمد في مرحلة مبكرة من الدعوة الاسلامية . من ذلك ماروي عن ابي ذر ( اتيت مكة وقد بلغني ان بها صابئا ) . وكذلك قول قريش تشهد ابو ذر : ( صبا الرجل ), اي بمعنى انحرف الرجل واخطا وهي كلمة عربية بخلاف كلمة الصابئة عند المندائيين وهي كلمة ارامية تعني الاغتسال في الماء اي ( المعمودية واسماها القران – صبغة الله ) , صبا في العربية .وتعادل في المسيحية مصطلح ( الهرطقة والهرطوقي ) ويعادلهافي الاسلام ( الزندقة والزنديق ) .
تعليق....
الصابئة والمجوسية ديانات وثنيه شركيه كانتا منتشرة في شبه جزيرة العرب... لو لم تكن تلك الطوائف موجودة في صدر الإسلام لما أشار إليها القران .. قال الله. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }الحج17 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة يقول الكاتب أن إبراهيم عبد النجوم ..إبراهيم لم يعبد النجوم أنما استعان بملكوت السماوات ليضرب مثلا لقومه ..قال الله ... وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79} وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ{80} وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{81}
خلط الكاتب بعض المفاهيم الدينية للخروج بمفهوم مبطن له أبعاد تضليلية وسياسيه حيث ادخل التعميد الوثني الشركي اليسوعي بين آيات القران مدعيا بان صبغة الله تعني التعميد في القران .. قال .. كلمة الصابئة عند المندائيين وهي كلمة ارامية تعني الاغتسال في الماء اي ( المعمودية واسماها القران – صبغة الله ).. تابع عزيزي القارئ ..هل صبغة الله تعني التعميد .. هل التعميد بالماء هو الإيمان بالأنبياء والرسل .. قال الله . قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ{136} فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{137} صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ{138} قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ{139}
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكة بين الجاهلية والإسلام .. رد على مقالة يوسف عطو (1)
-
انقلاب الابن على أبيه !!لا فرق بين يسوع وأمير قطر (يوحنا ) -
...
-
الشفاعة الوثنية في عقيدة المسيح ابن الله (يوحنا ) - 15
-
صراع الأب والابن على رئاسة العالم (يوحنا) - 14
-
الضغينة الطائفية في الإنجيل (يوحنا) - 13
-
الصهيونية في الكتب المقدس قال يسوع !! (لا تخافي يا ابنة صهيو
...
-
الوثنية اليسوعية في المجتمع اليهودي (يوحنا ) - 11
-
رد على مقالة احمد القبنجي! القمار مع الله
-
رد على مقالة كامل النجار !الإسلام منظمه سياسيه لا يمكن إصلاح
...
-
رد على مقالة كامل النجار!! الإسلام منظومة سياسية لا يمكن إصل
...
-
اعتماد أمريكا التطرف الديني والمذهبي والعرقي في العراق كمنهج
...
-
راعي الخراف يسوع يصلح إلها لرعاة البقر الأمريكان (يوحنا ) –
...
-
خارطة -الشرق الأوسط الكبير- و استراتيجية فليتمان في لبنان!
-
الديمقراطية !دين سياسي معمداني إنجيلي تبشيري تقوده الولايات
...
-
الديمقراطية !دين سياسي معمداني إنجيلي تبشيري تقوده الولايات
...
-
الديمقراطية !دين سياسي معمداني إنجيلي تبشيري تقوده الولايات
...
-
تعلم يسوع الإلوهية بمقدسات اليهود (يوحنا ) – 8
-
أكاذيب وطعون المسيح ابن الله بآباء اليهود (يوحنا ) –ج 2
-
الإلحاد في الكتاب المقدس .. رد على مقالة الناصر لعماري
-
الزنا في شريعة المسيح ابن الله (يوحنا ) - 8
المزيد.....
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|