|
الله من هو
مصطفى مجدى الدماطى
الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 02:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ابدا سلسله من المقالات لتوضيح وجهه نظرى عن تناول الاديان السماويه لفكره الله وتطور مفهومها منذ بدات منذ ظهور اول الاديان التوحيديه وحتى اخر رساله سماويه وهى الاسلام وساعرض هل اتفق العلم ام لا مع كل تلك الافتراضات انا هنا ساوضح ما قراته فقط فلست هنا بناقد او منحاز لطرف على اخر بحكم انتمائى وحتى ان كانت بعض الحقائق ستروعك وستختلف عن مفهوم ورثته وستفهم انى منحاز لطرف على طرف فانا اعلنها امامك انى فقط اقوم بدور الراوى فى تلك المقاله لا اكثر ولا اقل
بدايه بعد الثورة ظهرت طفره ثقافيه كبيره فى شريحه كبيره من الشباب وبدات ارى كتب لفريدرك نيتشه وبرتراند راسل وكانط تنتشر وسط كثير من الشباب ولهذا اثق فى جيل قادم يفهم ويعى ان الله سن سنه الاختلاف فى الارض لكى يسودها الرحمه وليس التناحر او الاقتتال فجميع الرسالات دعت للخير ونبذ العنف والحق فى وقت كان فيه الانسان فى اقصى مراحل التخلف ولكن فالانسان عالج تلك الاديان كلها على وفق مايريد فتلوثت بافكاره وتفسيراته وهواه اساس العقيده وجوهرها هو علاقه العبد بربه اما مباشره او غير مباشره فعلى تلك العلاقه يقوم جوهر العقيده ولهذا فلن اتناول اختلافات تشريعيه وفقهيه بين تلك الرسالات فهذا لن يضر تلك العقيده فى شيئ فكل تلك الاحكام منبطها البشر واهوائهم ولهذا ساجد نفسى تافها ان تحدثت عن بشر وانا ابحث عن الله كما انى سابدا بالتوراه وكنت اود ان ابدا بمهد الديانات التوحيديه ولكن فضلت ان ابدأ بالديانات الابراهيميه اولا
التوراه فلسفه التوراه التوراه كتاب خاطب اليهود فقط واكتفى بهم فتعرض التوراه نفسها بانها دين بنى اسرائيل فقط وان الكون كله هو ملك لليهود بنصها وان الله اصطفى اليهود وكرمهم واعتبرهم فى منزله اعلى واكرم من باقى البشر والعلاقه بين الله واليهودى علاقه ماديه غارقه فى الماديه المجرده من كل روحانيه فالله مهمته هى رعايتهم وحمايتهم والبطش من اعدائهم ونصرتهم لذلك عندما تقرا التوراه لن تتعجب اذا رايت الله مختلفا عما تعرفه كثيرا ومن هذا الاختلاف ايضا ستجد تناقضا كبيرا بين ايات التوراه وانت فى بدايه القراءه ففى البدايه سترى الله رحيما عطوفا والعلاقه بينه وبين عبده قائمه على الايمان والحب والتضرع كما تجد فى سفر حبقوق ولكن عندما تضغط على نفسك وتحاول ان تستزيد من القراءه ستجد ان الله قد تبدل حاله وتغيرت طباعه تماما وستجده بعد ان كان الاله الرحيم العطوف اصبح جبارا منتقما قوادا اعدى للانسان من الشيطان . اما الموضوع الاكثر غرابه هو علاقه الله بكل ما ليس يهودى برغم ان الله انتقم من اعداء اليهود اشد انتقام الا انه لم يتناول فى اى من الاسفار القديمه اى شيئ عن فكره حسابهم فى الاخره وهو مايترك جدلا كبيرا حول بشريه التوراه واتهام كاتبيها بانهم لم يكونو اذكياء بالقدر الكافى وانها لم تضيف جديد للبشريه فجميع الاديان التوحيديه القديمه خاطبت البشر بخطاب الثواب والعقاب الجنه والجحيم لكى تقوم سلوكهم وتهذبهم وللاسف هذا لن تجده فى التوراه ابدا و التوراه ليس معترفا باهليتها عند اليهود نفسهم وبدلونها بالتلمود ولكن فى الديانه المسيحيه فهى العهد القديم المبشر بقدوم المسيح وليس يعنينى مايتحاكم به اليهود بقدر مايعنينى ماهو الهى وفقط فالاديان اكبر لغز الان ويجب ان نفهم نشاتها وفلسفتها ولهذا فهو موضوع بحاجه للدراسه والفهم الكامل الشامل . الله فى التوراه وهى باسفارها القديمه الخمسه التكوين والخروج والتثنيه واللاوين والعدد تناولت تصورات كثيره لله بعضها ما كان بشرى وبعضها ما كان الهى ولكن يمكننى الاجزام بان رب التوراه لم يكن يستحق ابدا ان يعبد وان الصنم افضل منه واحق منه بالعباده فالصنم لا يضر ولا ينفع ولكن رب التوراه يضر ولا ينفع رب ينتقم من البشر نادم على خلقهم فيعالج ندمه بقتلهم والانتقام منهم ولكن فى هذا امر نفسى وهى ارتباط التوراه بكتبتها من الكهنه وكان العرف السائد وقتها هو الاقتتال من اجل الارض فلم تعرف تلك المنطقه مفهوم الدوله والحدود اقوام تطرد اقوام لتستوطن ارضها وهذا مايحدث الان فى اور شاليم فبناء المستوطنات هو واجب الهى مفروض واما التوراه فهى عند اليهود لم تنزل على موسى ولكن كتبت عن طريق الوحى والالهام وليست كتاب منزل كما قال القران ففى التوراه تجد تحريف للتاريخ المعروف وتجد ايضا قصور المفهوم لدى الرب فهو وعد اليهود بان يمتلكو الارض كلها ولكنه اختزل الارض كلها من النيل للفرات ويمكننى القول ان رب التوراه كان فقط موجود فى الشرق وللغرب كان ربا اخر يحكمه وبعيدا عن كل تلك الفلسفه والتى بالطبع مردود عليها فالتوراه لم تطرح نفسها دينا للبشريه ولكنها قصرت نفسها على اليهود فقط اما بيت القصيد وما اقصده وماليس له رد هو الحاق صفات بشريه دنيئه بالرب فالرب نزل ليتصارع مع يعقوب وكان قوادا وسمح ل لوط بالزنا مع ابنتيه وكان حقودا حقد على ادم واخرجه من الجنه هكذا تعامل الله مع رسله الذين اصطفاهم من خلقه اذن فكيف سيتعامل معنا نحن فالله يخاطب البشر وانبيائه فيقول (امحو عن وجه الارض الانسان الذى خلقته الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لانى حزنت انى عملتهم ) سفر التكوين 6:7 ويقول الرب مناجيا نفسه (هو ذا الانسان صار كواحد منا عارفا الخير والشر والان لعله يمد يده وياخذ من شجره الحياه ايضا وياكل ويحيى الى الابد فاخرجه الرب الاله من جنه عدن ......) سفر التكوين 3 (22-24) والان وعندى الكثير والكثير من التمثيل البشرى للاله وساكتفى بذكر مواضعها واترك مهمه البحث لك الله يعد اليهود بان يملكو الارض كلها واقتصرها من النيل للفرات ........ سفر التثنيه (6:9) الله لا يستطيع تحمل مسئوليه امور اليهود وحده ويطلب المساعده ............ سفر التثنيه (12:16) الله يتعارك مع نبيه يعقوب ويقتنص يعقوب النبوه من ربه ............... سفر التكوين 32 (26:29)
ولان الحديث هكذا سيطول جدا جدا لكثره وتعدديه القصص التى تثبت نظره اليهود الناقصه لله ولان العقيده المسيحيه تؤمن ايمانا تاما بما جاء بالتوراه وهى العهد القديم عندهم وبرغم ايمانهم بها الا انهم تداركو موقفهم بسرعه وعالجو مابها من نقص فى العهد الجديد فى الاربعه اناجيل للرسل متى ويوحنا ولوقا وبولس لنجد ان الله فى الرسالتين المسيحيه والاسلام كان الها يستحق ان يعبد ولنا فى المقاله القادمه تناول لما اتفق فيه الاسلام والمسحيه من وصف للعلاقه بين الخالق والمخلوق وتناول الذات الالهيه وايضا التصادمات الكبيره والشهيره بين تلك الرسالتين وبين العلم على مر التاريخ والتى انتصر فيها العلم واثبت فرضيه الشك وترك اليقين لمزاعم الايمان وكل تلك القضايا تشكل جدلا كبيرا والتى بمقتضاها يجب ان نعيد النظر فيما لدينا سواء كنا مسلمين ام نصارى
#مصطفى_مجدى_الدماطى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انا والانبياء والحقيقه
-
سارق الخبز فى كورنيانى
-
بيتهوفن فى الجنه
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|