أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الباحث /عبد السلام حمود غالب - الوسطية في الخطاب الديني واثره على الفرد والمجتمع















المزيد.....


الوسطية في الخطاب الديني واثره على الفرد والمجتمع


الباحث /عبد السلام حمود غالب

الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 01:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



جمع الباحث
/ عبد السلام حمود غالب
اليمن


خطة البحث
مفهوم الوسطية والخطاب الديني
الوسطية في الخطاب الديني وأهميته
سمات الخطاب الديني المنشود
سلبيات الخطاب الديني المعاصر
اثر الوسطية في الخطاب الديني علي الفرد و المجتمع
المراجع














بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين القائل ( وكذلك جعلناكم امة وسطا ) والصلاة والسلام على الرسول القائل (ولن يشاد الدين احد إلا غلبه ..).....

فنحن بصدد كتابة ورقات معدودة في هذا الموضوع المهم الذي يحتاج لطول بحث واستقصاء للنماذج وغيرها نظرا لخطورة الموضوع ومكانته العظيمة ولما يتعلق بسبب الوجود في الدنيا وتعبيد الناس لله رب العالمين وعمارة الأرض كما امر الله ({ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) } الذاريات
فالانسان هو خليفة الله في أرضه وهو عبد من عبيد الله تعالى ولما كان الخطاب هو اساس التبيغ بالكلمة والموعظة الحسنه فقد انقسم الناس في ذلك الى فئات ما بين المتساهل والمتشدد ما بين تارك للخطاب الإسلامي وما بين متشدد فيه ووسط وهو الذي نسعى لتوضيح معالمه ونحن من خلال هذه الورقات نحاول جمع ما تناثر حول الموضوع لنساهم في توضيح ذلك للناس ونرسم بعضا من ملامحه
ونسال الله ان يوفقنا الى طاعته وعبادته واتباع هدي رسوله الذي نشهد له بانه قد بلغ الرسالة وادي الامانة ونصح لهذه الامة فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين






أولاً: مفهوم الوسطية:

لا نريد الوسطية بمعناه الذي قد يتخيله البعض من التساهل المفرط والابتعاد عن المعاني الشرعية وعدم الوقوف عندها ولكن المعنى البين والواضح من دلالة اللفظ .
الوسطية في اللغة : بمعنى التوسيط وهو أن يجعل الشيء في الوسط ، والوسط: اسم لما بين طرفي الشيء ، وهو المعتدل ، أو ما بين الجيد والرديء كما جاء في الصحاح للجوهري ، وأوسط الشيء: أفضله وخياره ، وأعدله ، كما جاء في القاموس المحيط .
ومفهوم الوسطية: أنها التوسط بين الطرفين، أي الوقوف في موقف الوسط والاتزان، ، لا إفراط ولا تفريط، ،
نشير هنا الى الخطاب الديني الوسطي البعيد عن العنف والتحريض والإلغاء للأخر لمجرد المخالفة في الراى والهجوم والعدوان على الآخر في الخطاب والتشنجات العاطفية وهناك ايات كثيرة تدعوا الى التوسط والاعتدال منها قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) [سورة البقرة: 143].
ولنرى ماذكره بعض المفسرين حول هذه الآية
ذكر الشوكاني في تفسيره عن معنى قوله تعالى (امة وسطا) ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا : أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في عيسى ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم ويقال فلان أوسط قومه وواسطتهم : أي خيارهم
حتى التوسط في الانفاق ذكر في القران ونهى عن التبذير والاقتار
والاقتصاد في المعيشة : وسط بين السفه والتبذير وبين البخل والتقتير، كما في قوله تعالي: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) [الفرقان: 67] وقوله سبحانه: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسوراً) [الإسراء: 29]. وغيرها من الايات
مفهوم الخطاب الديني :
ينحصر المعنى فى مجمل التعريفات حول السعي لنشر دين الله عقيدة وشريعة وأخلاقاً، ومعاملات وبذل الوسع في ذلك، لتعليم الناس ما ينفعهم في الدارين وبذل أقصى الجهد والطاقة من اجل خدمة هذا الدين الحنيف وامتثالا لامر الله تعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولابد لمن يتصدر لهذا المقام من شروط يلتزم بها لتعينه في هذا المجال وليس مجال البحث عنها ولكن نذكر بعضها على عجالة الإخلاص وابتغاء الأجر من الله سبحانه
العلم اللازم لذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة
أيضا الأسلوب الأمثل الحكمة والموعظة الحسنة
الصبر والتحمل لما يلحقه فسوف يواجه بعض من المشاكل والمتاعب فالصبر الصبر
أيضا الرحمة للناس تكون شعار يتمثل به أثناء سيره في هذا المجال
وكذلك الأهم مما سبق القدوة الحسنة من ابلغ صور التبليغ



أهمية الخطاب الديني :
1- ضروري لتبليغ الرسالة :
ذلك لأن المسلمين في كل عصر مطالبون بتبليغ رسالة الله عبر خطاب إسلامي يقدم الإسلام بمضمون صحيح كامل، وأسلوب متميز وفعال .. مخاطبا جميع الفئات والهيئات ومختلف الأجناس داعيا الى التوسط والاعتدال والاقتدا بالرسول صلى الله عليه وسلم
2- الخطاب والتبليغ هو سبيل الأنبياء والصالحين:
للبلاغ والتبيين و سبيل النجاة للجميع ؛ لقوله جل وعلا: {قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلاَّ بَلاَغًا مِّنَ اللهِ وَرِسَالاَتِهِ} (الجن: 22، 23).
3- الخطاب والتبليغ طريق الخلاص للعالم:
لان الواقع البئيس الذي يعيشه العالم اليوم يفرض على المسلمين أن ينشروا الخير الذي عندهم، والذي يقدم الحلول الناجعة لمشاكل العالم ، مستخدمين في ذلك أدوات العصر ولغته في مخاطبة الناس، تحقيقا للخيرية لهذه ألامه على الأمم وكما حصل في الاعوام السابقة في الازمة المالية العالمية فبدئت بعض الدول تبحث عن الحل في الاقتصاد الإسلامي وأرسلوا العلماء والباحثين الى بلاد المسلمين كما عملت روسيا والتواصل مع الأزهر وغيرها .
4-التبليغ اعظم وظيفة ينال شرفها من وفقه الله
لأنها وظيفة الأنبياء والمرسلين وكما قال الرسول (لان يهدين الله بك رجلا واحد خير مما طلعت عليه الشمس )


5-الخطاب الديني هو اساس التبليغ لدين الله تعالى
لا نقاذ البشرية وتعليمها امور الدين كم قام به الانبياء والمرسلين ومجمل التبليغ هو الخطاب والكلام وابراز المعاني بالألفاظ والأصوات وهناك امر يساعد على التبليغ وهو ابلغ من الخطاب وهو القدوة الصالحة والدعوة الى الله بالقدوة الحسنة فلقد نهى الله تعالى عن مخالفة القول العمل حيث يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) )

6-الخطاب الديني هو تكليف رباني
امر الله به الانبياء والمرسلين حيث يقول تعالى لرسوله ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) وامتثال لهدي الرسول الأعظم القائل (بلغوا عني ولو اية )
7- الخطاب الديني ينال صاحبه الأجر والمثوبة
من الله سبحانة وتعالى





سلبيات الخطاب الديني المعاصر

1- المذهبية الضيقة والحزبية البغيضة قال تعالى { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [المؤمنون:53]
فكل واحد يدعي انه على الحق وما سواه هو الباطل ويتعامل مع الناس على هذا الاساس ويبرز في خطابه للآخرين.
2- الجمود والركود وعدم التجديد والإبداع في الأسلوب والطريقة مما يدفع المخاطب الى الملل و السئامة .
3- التكرار والبعد عن الابتكار حيث أصبح الكثير يردد موضوع واحد حول الترغيب او الترهيب او التعلق بالدنيا او ترك الدنيا والتعلق بالآخرة والتعلق بالماضي وعدم اخذ العبر مما مضى وجعله طريقا نحو المستقبل لنرسم للأمة طريق متميزا وواضح المعالم بالاستفادة من الماضي
4- قلة الهمة ودوافع التبليغ عند أصحاب الخطاب الديني فينهزم عند أول المعوقات .
5- الانطواء والانكفاء على الموجود وجعل الخطاب الديني محصور في تلك الامكنه المعروفة ولا يخرج منها وعدم البروز في الأماكن التي تحتاجها ألامه في الحضارة والتقدم والرقي والاستفادة من الأخر ووضع الحلول والبرامج المنقذة للبشرية فتكون من صميم الدين الحنيف منهلها ومرجعها .
6- التقليد في الخطاب من البعض ويكون نسخة طبق الأصل في الإلقاء واختيار الموضوع وحتى في الحركات والسكنات بعيدا عن اثبات الذات وبروز الشخصية .وكذلك يبرز من بعض الجماعات والطوائف في الخطاب
7- الانهزام أمام التيارات المعادية للإسلام والإحباط النفسي وضعف المواجه لتلك التيارات المعادية والمحاربة لهذا الدين العظيم والوقوف عند اول عقبة كئود ورد اللوم نحو الدين وابناء هذا الدين .
فلا بد لنا من البحث عن الحلول والخروج من هذه المئازق التي يضعها أعداء الإسلام بلا انهزام او رجوع الى الوراء
8- الانتقاد والهجوم اللاذع على الأخر والمخالف بعيدا عن النقد البناء حيث يقول القائل (رحم الله أمراء اهدي الى عيوبي ) واصبح ميدان لتبادل التهم والقاء المبررات بعيدا عن المقصد المنشود والمستوى المطلوب والغاية السامية والمكانة الرفيعة التي يسعى اليها من حمل رسالة الانبياء والمرسلين وهي الدعوة والتبليغ.
9- ادعاء التزكية والإخلاص والحسن والكمال في العلم والمعرفة وما سواه ليس بشىء فيخاطب الناس بشيء من الغرور والعلوا (فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ..)




سمات الخطاب الديني المنشود :
الخطاب الإسلامي المنشود لا بد له من سمات وركائز ينطلق منها ليحقق المراد ، وأهم هذه الركائز :
1- الربانية في المصدر والمنشىء:
فالخطاب الإسلامي يجب أن يكون ربانيا في مبدئه ومصدره ومنشئه.. يستمد كل مبادئة وقيمه من تعاليم الدين الحنيف التي امر الله بها وامر بنشرها بين الناس لانقاذ البشرية من الظلمات الى النور مستنيرا بنور سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم .
2- ان يكون عالميا للبشرية جمعاء
فالخطاب الإسلامي عالمي للناس كافة قال تعالى عن رسوله الكريم حين بعثه (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) فلا يقف عند مكان معين او لون وجنس او طائفة دون أخرى
3- الانسانية في الخطاب ومرعات الناس
فالنـزعة الإنسانية هي لحمة الخطاب الإسلامي لإنقاذ البشرية والإنسانية ورفع مكانتها ونشر الخير والأمن والأمان في مختلف أرجاء المعمورة
4- وسطية المنهج
الخطاب الإسلامي يراعي التوازن بين العقل والوحي، وبين المادة والروح، بين الحقوق والواجبات، ويراعي جميع جوانب الحياة دون افراط او تفريط دون غلوا او تشدد وانحلال فهو منهج الاعتدال والتوسط
5- الايجابية في الخطاب
فينبغي ان يكون خطابنا الديني ايجابي في جميع مناحي الحياة وان يكون نافع للبشريه ولا ينكفئ على نفسة وعلى شخصياته وذكرياته وانتصاراته ولكن مساهما في المجتمع بايجابية وترك الدور السلبي وعدم التمسك بشعارات تتردد دون عمل وتجديد وإبداع وتقديم ما يخدم الإنسانية والبشرية وما ينقذها من براثين الجهل والغواية والضلالة وما يدعو الى تميز المسلم في جميع حياته وتقديم الحلول والمقترحات المتمثلة في الامور التالية :
تحقيق التنمية المستدامة : والتي يُقصد بها التنمية التي تفي باحتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على الوفاء باحتياجاتهم وعدم مصادرة احتياجات الآخرين والعيث بمقدرات الأمة ونبذ الأنانية وحب الذات والعيش على معانات الآخرين.
تحقيق العدالة الاجتماعية : إن الخطاب الإسلامي يكون قاصرا إن تجاهل "العدالة الاجتماعية" التي تحدث عنها القرآن في بحر آياته العديدة، وأرسة قواعدها السنة النبوية ، وأوضح أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربيا وأعجمي الا بالتقوى )،ودعا الى تكوين المجتمع الفاضل الذي يسوده التكافل والترحم والتعاطف .. فالعدل أساس بناء المجتمع وكذلك تقوم عليه الدول وان الله لينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة فما أحوج الأمة ودعاتها ورعاياها الى اتباع هذا المنهج القويم والسديد ونشره بين المجتمعات واظهاره للعالم .
القضاء على البطالة : إن الناظر لزيادة معدلات البطالة في العالم يدرك بلا شك عمق المشكلة التي تواجه المجتمعات التي تنشد الرفاهية في المعيشة، وتطمح إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية وتطبيق التنمية المستدامة. فلا بد من توجيه الخطاب الديني الى وضع الحلول والبدائل الإسلامية لهذه الظاهرة العالمية المتفاقمة والمنتشرة في اسقاع المعمورة .
الاهتمام البيئة والمحافظة عليها : إن الخطاب الديني والإسلامي لا يغفل مشاكل البيئة التي أدت إليها الثورة الصناعية المعاصرة؛ فأحدثت خللا كبيرا في البيئة؛ فلابد من توعية الناس وعدم إغفال هذا الجانب والدعوة الى التوازن و الترتيب والتنظيم لجميع جوانب حياتنا وبيئتنا التي نعيش فيها والاهتمام بالنظافة والهندام والمظهر الحسن فالله جميل يحب الجمال ويقول (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها انه لا يحب المفسدين ) ونهى الرسول عن تغيير منار الأرض
6- التدرج في المراحل :
غاية الخطاب الإسلامي الوصول بالناس لتطبيق الدين في حياتهم ليفوزوا في الدارين ، ولتحقيق المراد لا بد من التدرج والمرحلية في ذلك اقتداء بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم . حيث بدء الرسول بالأهم فألاهم ورتب حيات الناس ونظمها تدريجيا
7- الشمول لجميع الجوانب
: ان الخطاب الإسلامي والديني جزء من هذا الدين الذي جاء كاملا وشاملا لما يحتاجه الانسان في حياته ومعاده فلا بد من السير في خطين متوازيين والتوازن في ذلك والاعتدال والتوسط فلاتغفل عن الاخرة من اجل الدنيا ولا تنسى نصيبك من الدنيا
8- ارتباط بالأصل واتصال بالعصر
فالخطاب الإسلامي يبرز خصوصية الأمة وتفردها ويرتبط بأصوله؛ العظيمة وكذلك يستخدم مستجدات العصر والياته من اجل مصلحة الأمة فلابد من جعل الخطاب الديني متصلا بالأصول العامة للشريعة وعدم إغفال الواقع المعاصر الذي نعيش فيه فالحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها .
9-التنوع في الخطاب والتجديد :
بما أن الخطاب الإسلامي خطاب عام للعالمين، ,والناس لهم مشارب مختلفه ومذاهب متنوعة ؛ لذلك لا بد للخطاب الإسلامي أن يكون متنوعا يروي ظمأ الجميع من مفكرين ومثقفين ورياضيين وعلماء ومتعلمين واغنياء وفقراء يخاطب كل على حسب فهمه وقدرته ولابد من التنوع ما بين الترغيب والترهيب وما بين التفكر والتدبر والتأمل والاستنباط والاستنتاج قدوتنا في ذلك إمام المتقين وسيد المرسلين الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم . فكان مخاطبا للصغير والكبير للعالم والجاهل للغني والفقير للمسلم والكافر وكذلك للنساء والرجال للسيد والعبد
10- حكمة بلا تهور :
والحكمة هي وضع الشىء في مكانه من غير زيادة ولا نقصان ، وهي شأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، حيث يقول تعالى (وانك لعلى خلق عظيم ) سورة ن ووجهه إلى أفضل أساليب الخطاب فقال عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125 ,ومراعاة المخاطبين وأحوالهم في بلاغة وفصاحة منقطعة النظير مراعيا للإحداث ومتغيراتها من سلم وحرب وفرح وسرو ر وحزن من حياة وموت وربح وخسارة ......
11- صدع بالحق بلا انهزام
: الخطاب الإسلامي يجهر بفكرته في وضوح وقوة، ولا يطلب رضا الناس فالناس وإرضائهم غاية لا تدرك ولكن رضا الله تعالى ورسوله هو المطلب المنشود والمراد المقصود .
12-مراعاة الأولويات
والشريعة الإسلامية راعت الأولويات فى التشريع والأحكام, والفقهاء باستقرائهم عرفوا أن ترتيب الأولويات سنة تشريعية, فبنوا عليها قواعدهم الفقهية, واحتكموا إليها, فأحرى بالخطاب الاسلامي والديني ان يهتم بما سبق : ونذكر طرف من القواعد العامه التي سطرها العلماء من روح الشريعه الاسلامية فلا ننغفل عناه في خطابنا
• فالشريعة تقدم الفرض على النافلة.
• وتقدم النص على الاجتهاد.
• ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
• والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.
• ويدرأ الضرر العام قبل الضرر الخاص.
• ويرتكب أخف الضررين وأهون الشرين مخافة ضرر ٍأكبر وشر أخطر.
• وطلب العلم أولى من التنفل عند التعارض.
• ومحاربة الشرك الجماعي مقدم على محاربة الشرك الفردي.
واعلم أن ما يجمع الأمة خير مما يفرقها,

-13 التيسير والتسهيل على الناس
اقتداء بسيد الناس اجمعين الرسول الأمين حيث قال (يسرو ولا تعسروا وبشرو ولا تنفرو ) فكان الرسول ما خير بين أمرين الا اختار أيسرها وانب الرسول معاذ بن جبل حينما اطال في الصلاة بالناس فقال ( افتانا انت يامعاذ من ام فليخفف ..)
-15 الدعوة إلى جمع كلمة المسلمين
وشتاتهم امتثالا لقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ..) ونبذ الفرقة المذهبية والطائفية والحزبية وغيرها والاجتماع تحت راية واحدة وكلمة واحده لا اله إلا الله محمد رسول الله والدعوة الى ذلك وتطبيقها على ارض الواقع .

اثر الوسطية في الخطاب الديني على الفرد والمجتمع

-ينتشر التقارب والتعايش بين الناس
فالوسطية مطلوبة في الخطاب الدين بعيدا عن التشدد والغلو وتحريض الناس فالرسول خاطب جميع الفئات وعاش معها فعاش في مكه مع الكفار وكذلك في المدينة ابرم عهد مع اليهود وتعايش معهم تحت سقف دولة واحده .
-نبذ العصبية والدعوة إلى الحوار
وتقبل الأخر فهذا الأمر مطلب واصبح مطلبا ملحا بين التيارات والجماعات والفئات الإسلامية فنحن مطالبون بجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم أمام العدو الوضح عداوته لله ورسوله فلنكن دعاة وحدة وسلام فيما بيننا تحت شريعة الله ورسوله وقد نبذ الرسول العصبية القبلية الضيقة وقال لأحد الصحابة (انك امرء فيك جاهلية ..) وقال (ا بدعوى الجاهلية وانأ بين اظهركم )
ودعا الرسول الى الحوار كما حصل مع اليهود حيث ذكر الله سبحانه في الاية ( قال يا أهل الكتاب تعالوالى كلمة سواء بيننا وبينكم ...) وكان الرسول يستخدم الحجة والبرهان في الخطاب وكذلك اللين والرحمة شعاره (لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يقول لا اله الا الله )
- التعايش السلمي
داخل المجتمع المسلم فالوسطية في الخطاب تنشر المحبة بين المجتمع والطوائف المختلفة تحت شعار متميز وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) ولكن اذا اردنا النجاح في ذلك فليكن لنا مرجعا نرجع اليه عند اختلافنا وهو الكتاب والسنة تحت هذا الدستور الواضح والبين الصالح الى قيام الساعة وفي النهاية لكم دينكم ولي دين ولنحترم بعضنا بعضا وليعذر بعضنا البعض في الاجتهادات ليتم لنا التعايش المنصف على مستوى المجتمع الواحد فما ان ننجح في ذلك نستطيع تطبيقه مع الاخر في المجتمعات الغير اسلامية وتجتمع كلمتنا وترجع لنا مكانتنا وقوتنا ومجدنا التليد .
-يتم ترشيد الخطاب الديني
وهو الذي نسعى ونرمي الىه تحت شعار يسرو ولا تعسر و بشرو ولا تنفروا يتم قبول الخطاب من الناس ويترجم الى عمل بعيدا عن المهاترات المذهبية والطائفية ويبدأ الناس بداية جادة بالبحث عن الخير للبشرية جمعاء
-تنتشر القيم والمبادىء العظيمة
الداعية الى التسامح وحب الخير للآخرينونشر ثقافة التسامح ونبذ الأحقاد والغل فيما بيننا قال تعالى ( ربنا لا جعل في قلوبنا غلا للذين امنو ا ..)

-ينتشر الامن والأمان بين المجتمع
ومحاربة الأفكار الهدامة الداعية الى الاخلال بالمن والسلم المجتمعي فالامن مطلب لبقاء البشرية ومطلب للبناء والتعمير للارض ونشر الدين وتعليم البشرية دين ربها سبحانه وتعالى حيث شدد الرسول على عدم ايواء المحدث فقال ( من اوا محدثا فعليه لعنة الله ...) وكذلك جعل في الاسلام حد الحرابة الافساد في الارض
-وجود التكافل الاجتماعي والتراحم بين المجتمعات
على اختلاف مذاهبها ومشاربها الفقهية والطائفية فبالخطاب الديني المعتدل الوسطي المنهج ينتشر التعايش بين الناس والتراحم والتعاطف فكل واحد يسعى الى الاجر والمثوبه من الله وتقديم يد المساعده لاخرين اقتداء بالرسول القائل ( احب الخلق الى الله انفعهم لعياله ) وقول بن عمر (لان اقوم في خدمة اخي المسلم احب الى من ان اعتكف في البيت الحرام مئة سنة ) فاذا تكلم الناس والدعاة وأصحاب الخطاب الديني بما سبق كان ادعى للناس الى التطبيق والتنفيذ ونشر الخير بين الناس فنرا في النهاية المجتمع المنشود والمستقبل المنتظر

وفي الختام
هذه ورقات جمعت فيها على عجالة ما تناثر في عدة بحوث حول وما يحضرني من كلمات حول الموضوع
وتوصلت الى النتائج التاليه :
-ان الموضوع يحتاج الى بحث مستفيض لاهميته وطرحه بموضوعيه .
-وايضا ضرورة ترشيد الخطاب الديني والإبداع فيه والتجديد حسب مقتضيات العصر وما يحتاجه الناس .
-وكذلك الالتزام بمبادئ الدين والشريعة الغراء ودعوة الناس الى ذلك .
-ضرورة التوسط والاعتدال وجعلها منهج حياة تقودنا الى بر الامان
البحث في موروثنا الإسلامي واستشراف المستقبل فمن لا ماضي له لا حاضر له.
-تجنب سلبيات الخطاب الديني من اجل نشر الخير بشكل أفضل وميسر وسهل .
وفي الاخير اسأل الله ان ينفع بهذه الكلمات وان يجعلها خالصة لوجهه الكريم.










المراجع
1- القران الكريم
2- كتب الحديث على رئسها البخاري ومسلم
3- كتب التفسير منها تفسير الشوكاني
4- مقومات الداعية الناجح للدكتور علي بن عمر بن أحمد بادحدح
5- منطلقات أساسية لخطاب إسلامي معاصر أ.د.عصام البشير
6- وسطية الإسلام صالح حبيب الله
7- وسطية الإسلام وسماحته لوهبة الزحيلي
اليمن :
للتواصل والاستفسار:
[email protected]



#الباحث_/عبد_السلام_حمود_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثر الحوار في التعايش مع الاخر


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الباحث /عبد السلام حمود غالب - الوسطية في الخطاب الديني واثره على الفرد والمجتمع