أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - الطرب المقدس !!!














المزيد.....


الطرب المقدس !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشأت في أسرة غير متدينة ... وكان الأب يحب سماع أم كلثوم وفريد الأطرش والمواوايل المختلفة؛ وبالطبع كنت لا أفقه شيئاً من الكلمات التي تُقال! وكنت في ذلك العمر أواظب على التربية الكنسية بأقرب كنيسة بروتستانتية في القرية، وتعودت على الترانيم التي تُصاحب بحركات بدنية كالقفز في المكان أو التمايل أو التصفيق مما يسعد ويُفرح الأطفال الصغار...! وارتبطت في عقلي محبة الموسيقى المحملة بكلمات ترتيل وترنيم مسيحية! وكبرت على ذلك ، لا أستطيع أن أُطرب الا من خلال ترانيم وموسيقى مسيحية، وكرهت كل ما هو غير مسيحي من أغاني دنيوية عالمية لا تمجد المسيح! تلك الموسيقى الشيطانية التي يستخدمها إبليس في إستعباد النفوس والعباد وإبعادهم عن روح الحق المُعزي الذي تلمسه عند سماع التراتيل والموسيقى المسيحية !!! ( هكذا كنت أفكر... ولكن الأن بالطبع لم يعد هذا يقيني !!)

يمكنني أن أقول أنه قد تم إغتيال مقدرتي على سماع الموسيقى بهذه الأدلجة الدينية؛ هذا التمسحن الذي كنت أجتاز فيه صغيراً! لدرجة أنه قد تم قتل أذني الموسيقية تجاه كل ما هو غير مسيحي !!! فأنا الى الأن لا أستطيع أن أُطرب من تلقاء أغاني مغنيين مشهورين يطرب لهم الجميع... وفي نفس الوقت لم أعد أؤمن بالكلمات المحملة على موسيقى وترانيم دينية بسبب إلحادي الذي قارب الأحدى عشر عاماً الأن!!! أرى الجميع يستمعون الى عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ونانسي عجرم ومحمد منير ... هؤلاء المطربين المحبوبين من الأغلبية... وتراني لا أهتز ولا أطرب أبداً من أصواتهم وموسيقاهم! لقد أصبحت حجراً صلداً لا تؤثر فيه الموسيقى... التى تُعتبر غذاء النفس الأنسانية! كم أحسد هؤلاء الناس على مقدرتهم على الطرب! وكم أحقد على من جعلوني أنغمس حتى النخاع في الأصولية المسيحية البروتستانتية التي جعلتني أرى أي موسيقى عالمية دنيوية هي من الشيطان ولا يجب الاستماع لها أبداً ؛ فمرت مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة التي تنغرز في خلالها محبة الموسيقى والطرب دون أن أشعر بأي طرب لأي موسيقى غير مسيحية !!!

ربما يصيب الكثير من المسيحيين دهشة عارمة من هذا الكلام... لأن هذه الأصولية والتشدد الموسيقي لن تجده في كنائس الأرثوذكس والكاثوليك المنفتحيين على الفن... ولكن الكنائس البروتستانتية كانت تمنع منعاً باتاً هذه الأمور موعزة لأعضائها أن الموسيقى الدنيوية العالمية هي أداة شريرة من إبليس للتحكم في أرواح الناس... فكنا نتجنبها ونُجنبها لأطفالنا وبيوتنا... نعم كنا نعيش الأصولية من كافة جوانبها... وصدقاً أقول أن السلفيين المسلمين في أقصى تشدد لهم لن يصلوا الى نصف أصوليتنا التي كنا نعيشها نحن البروتستانت !!!

بل أتجرأ وأقول أن الأصولية المسيحية تمادت لدرجة أن هناك طائفة من الطوائف ( المجامع) البروتستانتية الذين يقاربون العشرين في مصر الأن ... وهي الأخوة البلاميث Belmouth Brethern وهم طائفة نخبوية من المسيحيين نبذوا فكرة الكهنوت وأيضا القسوسية ( حيث لا يعترفون بأن يرأسهم قس ... رئيسهم واحد وهو المسيح) ومن ضمن عقائدهم منع الموسيقى والالات الموسيقية داخل الكنيسة ... لأنها تؤثر على النفس بدل الروح القدس وتخدع الناس في تأثيرها بأن اثر التعزية هو الروح القدس وفي الحقيقة الأثر يرجع الى الموسيقى!!! بعكس كافة طوائف البروتستانت الأخرين الذين أكدوا على وجود الموسيقى والالات الموسيقية في الكنيسة مستشهدين من الكتاب المقدس (سبحوه بدف و رقص سبحوه باوتار و مزمار (مز 150 : 4)... وغيرها من الايات التي تؤكد على إستخدام الالات الموسيقية في العبادة في العهد القديم عند ترتيل المزامير في الهيكل ) !!!

يا أعزائي من وجهة نظري الفيروسات الدينية التي تقتحم عقل الانسان وهو طفل...للأسف لا تغادره فيما بعد سليماً! بل تترك فيه دماراً يصعب شفاؤه وإصلاحه... ولذلك لا أنصح أي أحد من أخواني وأخواتي الملحدين سواء من خلفيات مسيحية ام اسلامية تعريض أطفالهم وأعزائهم لهذه التعصبات الاصولية... فقد قضت هذه التعصبات على مقدرتي الطربية وأذني الموسيقية لدرجة أني لا أستطيع أن أستمتع بأي أغنية الأن يا قوم !!! قد أستمتع بموسيقى جرداء غير محملة بكلمات أغاني ... ولكن طالما سمعت أي أغنية... تصبح مثل الضوضاء على أذني... أقول الحق والصدق وقد أعذر من أنذر !! فأنقذوا أطفالكم وأعزائكم من براثن الأصولية والسلفية وعودوهم أن يسمعوا كافة أنواع الموسيقى في البداية... دينية ودنيوية... وهم سيقررون لأنفسهم فيما بعد !!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليست س – س = صفر ؟!...وأليس الجمع بين الأخلاق ونقيضها في آن ...
- لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!
- هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!
- أيها الخراف المسيحيون... لماذا تلوموا الذئاب على إفتراسكم ؟! ...
- ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟
- عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -6- ضحايا الكوارث الطبيع ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -5- الحيوانات !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -4- المعوق !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -3- الأجنة والاطفال الرض ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -2- المثلي !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -1- أبن الزنا !
- عقل المتدين المُجزء !!!
- الإله الذي يُشمخ عليه !!!
- الإله الشحاذ !!!
- التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
- إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - الطرب المقدس !!!