أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - حاجة الشباب إلى مثل جديدة














المزيد.....

حاجة الشباب إلى مثل جديدة


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 22:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم نُشر حتى هذه النقطة إلا إلى الأوضاع الأكثر بروزاً التي رافقت نمو الشيوعية و تطابقت معه . و لكن مؤشرات أخرى أقل ظهوراً كانت قيد الفعل أيضاً . و النقطة التي يمكن البدء بها هي أنه كان هنالك تعطش لا يرتوي إلى المثل . وكانت العناصر المتأثرة مباشرة بهذا التعطش هي عناصر الشباب العراقي طبعاً , و الطلاب خصوصاً . وكانت المثل الاسلامية ( شيعية كانت أم سنية أم صوفية ) التي شكلت لزمن طويل المرسى الذي يلجأ إليه الناس قد اصبحت في حالة من التفكك التدريجي . وكانت هذه المثل , أو على الأقل كما هي مصاغة و مفسرة , لا تتفق مع احتياجات ورغبات و خبرات عدد متزايد باستمرار من العراقيين الواعين اجتماعياً . و المؤكد هنا أن الإسلام ظل محافظاً على واجهته الخارجية المثيرة للإعجاب , ولكنه كان قد فقد في الواقع الكثير من قوته الحياتية . وكانت القوميّة تمر بأزمة وهي في حالة انحسار , ولم تكن تشكل , بأية حال , بديلاً مقبولاً . وكنا قد اشرنا سابقاً إلى بعض نواقصها , ومع ذلك سابقاً إلى بعض نواقصها , ومع ذلك لابد من التشديد على نقطة عامة أو اثنتين . و الواقع أن القومية , سواء كانت عربية جامعة أم متنوعة الخصوصية , تتوجه – كما هو واضح – إلى القلب ولا تقدم للعقل شيئا , فهي تتألف من عواطف و ذكريات و كثير من البلاغة . و كانت اهتماماتها سياسية أساساً : الاستقلال و الوحدة . و كانت تتوجه بقوة نحو ماضٍ جُعل رومانسياً و لا تظهر أكثر من ادراك ضعيف للأوضاع السائدة و حاجات جماهير العراق . و يجب أن نذكر هنا أننا نتحدث عن قومية ما قبل حزب البعث , أي عن قومية لم تكن قد استعارت بعد الاسلحة التنظيمية و النظرية من الترسانة الماركسية . و إذا كانت الأفكار الإصلاحية لجماعة (( الأهالي )) و الوطنيين الديمقراطيين أكثر تطوراً فإنها حملت مع ذلك طابع عدم الاكتمال و الافتقار إلى اساس فلسفي . و اكثر من هذا فقد بدا أن الاحباط الدائم كان مصير هذه الافكار نظراً لنزوع الطبقة الحاكمة إلى احتكار النشاطات السياسية .
وكان هنالك عنصر آخر على علاقة بهذه الأمور هذه : كان الطلاب – و الإنتلجنسيا عموما – منزوعي السلاح ثقافياً . و كانت هذه المشكلة على علاقة , إلى درجة معينة , بطريقة التعليم في المدارس و الكليات التي تميل إلى الحفظ . و هذه لا يمكن أن تفسر إلا من خلال أن الحكومة كانت تخشى التفكير لأنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى دراسة الاسباب الكامنة وراء تخلف المجتمع و من ثم العمل على تغير الواقع القائم .
و لا مجال للشك في الحيوية الملازمة للنظرية الماركسية التي كانت ملائمة للواقع العراقي من خلال نقدها الطبقي اللاذع للواقع الطبقي الفج للعراق . ويجب أن نذكر هنا أن التباينات الطبقية العراقية عارية و فظة , و ليس فيها من الصقل أو التدرج الذي يخدم , في مجتمعات آخرى , في تمويه حقيقتها أو التخفيف من انعكاساتها . و يمكن في هذه الحالة تصور مدى تأثير النظرية , وخصوصاً على عقول كانت تعيش على أفكار قديمة , أفكار تفترض أن الفقر و الثراء شيء مكتوب و لا يمكن تغييره في الحياة . و أستذكر عراقي من عائلة دينية أصبح عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في الأربعينيات , كما يقول حنا بطاطو خلال مقابلة شخصية معه , كيف أنه قرأ كتاباً ممنوعاً عثر فيه للمرة الأولى , على الفكرة القائلة بأن التمايز بين الأفراد ليس منزلاً من عند الله , بل ناجم عن أسباب إنسانية و تاريخية . و كانت الفكرة بالنسبة إليه (( شيء كالإلهام )) . و لم يكن هنالك في تجربته ما يوحي بالعكس . و كان قد أخذ كمسلمة الآية القرآنية القائلة : (( و الله فضل بعضكم على بعض بالرزق )) .
و تبقى الاشارة إلى اقتران آخر لظروف سهلت انتشار الأفكار الشيوعية , وهو أن الطبقات المتأثرة بهذه الأفكار – الطلاب و العمال غير المهرة و سكان الصرائف و الموظفون المدنيون – لم تكن أعدادهم تتزايد بشكل سريع فحسب , بل كانت تميل إلى التمركز إلى درجة كبيرة بالمعنيين الجغرافي و الوظيفي .
و يبقى عامل مهم سوف يتم التطرق له حول أسباب انتشار الأفكار الشيوعية قبل ثورة تموز ( يوليو ) وهو دور يوسف سلمان يوسف ( فهد ) بهذا الاتجاه .
المعلومات التاريخية مستقاة من كتاب ( العراق ) لمؤلفه حنا بطاطو .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروز الاتحاد السوفيتي
- الفراغ السياسي يساعد على فرض الشيوعية
- السيد أوباما و الحرب على الارهاب
- سوء توزيع الموارد النفطية
- النظام الملكي وحالة عدم الاستقرار
- اسباب انتشار الشيوعية في عراق ما قبل 14 تموز
- بين السبعاوي و قاسم حسن
- الحزب الشيوعي العراقي و حركة 1941
- على حافة الهاوية
- يوسف سلمان يوسف يستقر في بغداد
- الميل إلى الشيوعية يبقى راسخاً
- بواكيبواكير التنظيمات الشيوعية في الجيش العراقي
- إعادة التاسيس ( الحلقة الرابعة من تاسيس الحزب الشيوعي العراق ...
- الشيوعيون ينضون تحت لواء اللجنة ( الحلقة الثالثة )
- تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ( ارهاصات التاسيس )
- بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق
- عجبا لأمر السلفية
- نوري السعيد و صالح جبر يعودان إلى بغداد
- حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في م ...
- الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه ...


المزيد.....




- المغرب حصل عليها مؤخراً: ما هي منظومة ستينغر الأمريكية قاتلة ...
- اقتحامات بأنحاء الضفة واشتباكات بين فلسطينيين وأجهزة السلطة ...
- تهديدات رسوم ترامب تضع ورشة ألمانية ريفية أمام معضلة شائكة
- -تيمو- و-شي إن- تعلنان رفع الأسعار في أمريكا بسبب رسوم ترامب ...
- عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية استهدفت خيام نازحين ...
- موسكو تؤيد الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
- انفجار في موقع لاختبار الصورايخ بولاية يوتا الأمريكية (صور) ...
- رئيس الوزراء الفرنسي يعرب عن قلقه حيال الوضع الصحي لصنصال وي ...
- الهند تصنع جيلا جديدا من السفن الحربية
- الوجه المظلم للأبوة .. اكتئاب الآباء يترك آثارا مدمرة على سل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - حاجة الشباب إلى مثل جديدة