أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن ابراهيمي - الديمقراطية الاسلامية – العشائرية: هدية من النظام العالمي الجديد الى الشعب العراقي














المزيد.....

الديمقراطية الاسلامية – العشائرية: هدية من النظام العالمي الجديد الى الشعب العراقي


محسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 11:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الديمقراطية الاسلامية – العشائرية: هدية من النظام العالمي الجديد الى الشعب العراقي

محسن ابراهيمي*

يبدو ان الولايات المتّحدة الأمريكيّة قد هاجمت العراق، قلبت دكتاتورًا، نظمت انتخابات حرّة والتي فيها فاز الإسلاميّون بنصر ساحق وجاء القوميون في المرتبة الثّانية. يبدو أخيرًا ان أحلام الشّعب العراقيّ قد تحقّقت!. الرّسالة السّياسيّة في كلّ هذا هي ان الولايات المتّحدة الأمريكيّة هي القوى العظمى الوحيدة في العالم التي من واجبها جلب الحرّيّة والرّخاء لكلّ أركان الكرة الأرضيّة! وان المجتمع العراقيّ بالأغلبيّة المسلمة فيه متشوقون لأن يعيشوا تحت نظام إسلاميّ !.

في إطار الدّعاية الاعلامية المكثفة بقيادة البنتاجون، كان الصّحفيّون الغربيّون منهمكين في تصوير العراق كمجتمع دينيّ عشائريّ . ان تقاريرهم عن "انتخابات" العراق الأخيرة مثالاً مقنعًا على ذلك: حيث شارك الشّيعة بنشاط في الجنوب والأكراد في الشّمال في الانتخابات. فازت الشّيعة بأغلبيّة المقاعد. وجاء الأكراد في المرتبة الثّانية. قاطع السّنّيّون الانتخابات. العرب والتركمان....

بمثل هذه الصّورة المشوّهة، قد يقتنع المرء بان العراقيين هم مجموعة من البشر غير المتمدن معاد لأيّ نوع من العلمانية، او انهم أفراد ممسوخين تابعين امّا للمذاهب الدّينيّة أو العشائر، بشر متخلف محبوس في عقليّته القبليّة الدّينيّة، أفراد بلا طموحات حديثة وعلمانيّة وهلمجرا. لذا يجب أن يكون هؤلاء النّاس شاكرين لبوش وبلير لعمليتهم المسماة "الصدمة والترهيب" Shock and Awe لاستبدال صدام بأية الله السيستاني وقذف الجماهير من الجو بالديمقراطيّة العشائرية - الدينيّة مع صواريخهم الكروزية وقنابلهم العنقوديّة. !

لا, ليس هناك ذرّة من حقيقة في هذا الامر. ان غالبية الشّعب العراقيّ ليسوا اناساً متدينين او عشائريين متشوقين للعيش تحت سلطة نظام قبليّ إسلاميّ ! لم تكن الانتخابات الأخيرة انعكاس حقيقيّ لما يتمناه العراقيون لمجتمعهم.

من الممكن وصف الانتخابات باي شئ الا كونها انتخابات حرة. لقد كانت هبمنة سياسية منسقة للرأي العام العالمي من قبل التحالف المقدس للبيت الابيض واكاديميي الجامعات مدفوعي الاجر وارباب الصحافة الرسمية. هذه هي نسخة النظام العالمي الجديد للحرية المطبوخة خصيصا لجماهير الشرق الاوسط. في هذه النسخة من الديمقراطية، فان جماهير الشرق الاوسط لا تستحق الحريات الفردية حتى باتفه اشكالها السائدة تحت حكم ثاتشر ورونالد ريغن وجورج دبليو بوش.

انه من غير المتخيل اجراء اي انتخابات - ناهيك عن انتخابات حرة ونزيهة - بظل اجواء تّبادل النيران بين القوّات المسلّحة الأمريكيّة و قتلة المجموعات الإسلاميّة التابعة للزرقاوي وميليشيا المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة ومشاغبي مقتدى الصدر وبقايا مجرمي حزب البعث. حتّى نسخة دّيمقراطيّة سّخيفة تبدو مستحيلة في هكذا وضع !

لم يكن ما حدث في العراق انتخابات ولا مسابقةً حرّةً بين الأحزاب السّياسيّة . كان نصبًا واحتيالاً سياسيًّا دوليًّا منظّمًا دون سابق علم لتجميع ائتلاف من جنرالات حرب، وزّعماء عشائر، ورؤوس لإرهابيّين إسلاميّين كهويّة سياسيّة.

فقط من خلال عملية احتيال ونصب دوليين ذات طابع مافياوي يمكن للمرء ان يعتبر المنافسةً بين هذه المجموعات الإسلاميّة والعشائرية – التي إمّا انها تأخذ أوامرها من الجمهوريّة الاسلامية في إيران أو تلك التي تربت في اروقة البنتاجون والبيت الأبيض - بمثابة انتخابات برلمانيّة حرّة. فقط في مثل هذه الديمقراطية المقادة من قبل الاسلاميين والبنتاجون، يستطيع مرتزقة سابقون للبنتاجون ومختلسو الأمس مثل السّيّد الجلبي ان يطمحوا في ان يكونوا رؤساء للعراق !

بعد اجراء "الانتخابات" في العراق و صعود المجرمين الإسلاميّين – القوميين الى السلطة، هنّآ كل من جورج دبليو بوش وتوني بلير جماهير الشّرق الأوسط بانتصار الديمقراطيّة . ان هذا ان دل على شيء فانما يكشف عن المحتوًى الحقيقيّ لنسخة النّظام العالميّ الجديد للدّيمقراطيّة في الشّرق الأوسط.

لم يكن لدى الشّعب العراقيّ أبدًا بيئة آمنة وحرّة يمكن فيها للأحزاب السّياسيّة ذات البرامج السّياسيّة - وليس بضعة جنرالات حرب عشائريون ودينيّون بمسدّساتهم وتّخويفهم - ان يتنافسوا على السّلطة. إذا كانت تلك هي الحالة، فأن أغلبيّة الناس في العراق سوف تختار الأمن، الرّخاء، الحقوق الفرديّة والقيم العلمانيّة بالتّأكيد بدلاً من السّيناريو المظلم لحكم العصابات الإسلاميّة - العشائرية. غني عن القول بان العراقيين يعيشون الى جانب الثيوقراطية الاسلامية سيئة الصيت للجمهورية الاسلامية في ايران. انهم مطلعون تماماً على بؤس 70 مليون من البشر يعيشون تحت حكم نظام إسلاميّ.

بالانتخابات المزيفة في العراق، فأن المواجهة الدّمويّة بين قطبي الإرهاب الدّوليّ، ارهاب الولايات المتّحدة الأمريكيّة وارهاب الاسلام السّياسيّ ، من جماعات الإسلاميّين والقوميين المختلفة لن تنتهي. وبدلاً من ذلك، فانها ستأخذ اشكالا جديدة . هؤلاء الذين دمّروا المجتمع المدنيّ العراقيّ وحوّلوا العراق إلى مرتع لأكثر قتلة مطلع القرن الواحد والعشرين دناءة ووحشية سيواصلون دورهم المدمّر من خلال ايجاد اشكال لائتلافات جديدة.

كلمة نهائيّة، أن الخطوة الأولى لعراق إنسانيّ وحرّ تكمن في التخلص من هذين الدعامتين للإرهاب الدّوليّ : عسكريّتارية الولايات المتّحدة الأمريكيّة والاسلام السّياسيّ . الشّرط المسبق الاساسي لانتخابات حرّة في العراق هو أنّ يلغى وجود القوّات المسلّحة للولايات المتّحدة الأمريكيّة، وكلّ المجموعات القومية والعشائرية والإسلاميّة من المجتمع ! هذا هو التّحدّي الكبير الذي يواجهه الشعب العراقي حتّى الآن.



* عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي الايراني ورئيس تحرير جريدة انترناسيونال.



#محسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي بعد 11 ايلول


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن ابراهيمي - الديمقراطية الاسلامية – العشائرية: هدية من النظام العالمي الجديد الى الشعب العراقي