أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيرينى سمير حكيم - فوضى المُعتَقَد العارمة فى المجتمع














المزيد.....

فوضى المُعتَقَد العارمة فى المجتمع


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 01:23
المحور: المجتمع المدني
    


جميعهم يثرثرون وعلى بعضهم يتعالون

اليهود: نحن شعب الله المختار
المسيحيون: نحن أبناء الملكوت
المسلمون: نحن خير امة أُخرِجَت للناس
الملحدون: نحن من توصل للحقيقة المُطلقة

فهناك من يعتقدون انه من المُلك أن يكونوا يهودا
وآخرون يرون انه من التحضر أن يكونوا مسيحيون
وهناك من يجدون انه من القوة أن يكونوا مسلمون
والبعض رأوا انه لمن الاختلاف أن يصبحوا ملحدون

حقا أنكم جميعا ابعد ما يكون عن الإيمان ومعرفة الحقيقية وممارسة الحق
أما أنا عن نفسي فقد سئمتكم جميعا، اكتفيت من شعاراتكم وجذور أفكاركم النفسية جميعا، فألا تصمتون لتتحدث إنسانيتكم ولو قليلا؟!!
انتم تتشاجرون كثيرا، تتفاخرون بأنفسكم كثيرا، تتجادلون وتتحامقون وتسخرون من بعضكم طويلا، والنتيجة أن موقعكم من الإنسانية قد أصبح جدا بعيدا.
انتم تختلفون فى العقائد وتتشابهون فى التكبر والعنجهية وإقصاء الأخر وتحقيره، انتم من يظن كل فريق منكم انه يمتلك الحقيقة، وان الأخر يسكن مرتبة اقل منه فى الآدمية ومميزاتها، جميعكم .. جميعكم حين امتلكتم السُلطة قد سعيتم بفرض أفكار معتقداتكم بسيطرة دموية على الآخر.

جميعكم تحت مجهر التاريخ مدانون
جميعكم فشلتم فى اختبار الحرية واحترام الإنسانية

إن الإنسان الذى يدور خارج صراعاتكم سواء يتبع معتقد أحدكم أم لا، هو ضحية لعنفكم وتملقكم للحقيقة والوجه الساطع بالسماحة والعقل الواعى، انتم نموذج حق على فشل البشرية، إن الخليقة بسبب وجود أمثالكم من المتطرفين بها على مر الزمان تنتحب، فلقد سقط عنها تاج جمالها حيث شحبت الإنسانية وفقدت مجد وجودها.

وأنت أيضا يا من تدعى الثقافة منهم، أنت ومن مثلك خنجرا فى ظهر التحضر، أنت ومن على شاكلتك ما انتم إلا صخب الموت ومعرفتكم كتراب العواصف، انتم مُعصَّبون وتقودون عميانا مثلكم، انتم جهل بيّن من غمامة على ضياء شمس البشرية الساطعة، انتم تغتالون الحضارة والثقافة بفتوى علومكم الزائفة، انتم باسم الإنسانية تذبحون الإنسان بسكين من حقد وكره، وتتفننون فى تشويه الأفكار والأشخاص بطريقة أكاديمية فنية على أوراق ومسارح حياتكم البغيضة، انتم مسوخ وحقيقتكم سيجهر بها التاريخ لأنه طالما انتظر فرصته ليصرخ محذرا أجيالا من أمثالكم.

أيها المتكبرون المغفلون بفئاتكم وخلفياتكم جميعا، لقد خنتم ارض الخليقة وارض الوطن، إن أفكاركم وزفير نفوسكم المريضة تنتشر فى مجتمعنا كالسرطان، انتم حولتم مجتمعنا إلى عش منسوج من تعقيدات همجية الإحساس والفكر، انتم تتعالون بتفاخر أعمى على بعضكم البعض، فى احتقار غير مُتحمِّل للأخر وراغب فى التخلص منه، إن المشكلة فى تشدقكم بشعاراتكم جميعا أنها أصبحت تدعو بشكل مباشر وغير مباشر إلى نفى الأخر من حسابات الإنسانية التى تحترم حقه الوجودى.

أيها المؤلم فلتؤمن وأنت حر الإرادة، ولتلحد وأنت قوى العزيمة، إنما فلتصمت عن التغنى بشعارك بصراخ مزعج، وتحتفظ بما تريد أن تراه فى الآخرين داخل نفسك وحسب، وحاول أن تلاشى قضية الفرض والتحريم والتحقير للأخر من نفسك لألا سُقمَها يصل إلى حد موتنا، وتمسك بتقبل الأخر دون الانزعاج بأبديته أو احتقارها، دون العبث بكرامته أو التقليل من عقله، دعه حرا كما تريد أن تكون أنت أيضا، كَرمُهُ فى عينيك لتتبادل معه نظرات التقدير.

الحق أن مجتمعنا بكم أصبح مؤلم وقاتل، قاتل نفوس وعقول وأجساد، حيث التعصب فى كل دين بصور مختلفة، تعصب فى نفوس من ألحدوا هربا من تعصب مؤمنين، وتطرف فى معتقدات وأفعال من يتدين، وفى تصرفات من ألحد هربا من تطرف من يؤمن، انه حقا مجتمع يُعلِّم احتقار الأخر واحتكار الله، وأصبح المعتدل فيه مطحون بين حجرى رحى المؤمن والملحد.

انتم متدينون إلى حد تكفيرنا تبا لأصنام أذهانكم
انتم ملحدون إلى حد تهميشنا تبا لغطرسة أفكاركم

وللأسف الشديد إن الموت ليس كفيل بالحماقات، فالحمقى يستمر تأثيرهم إلى ما بعد موتهم، إن مجتمعنا يحتاج وبشدة إلى استئصال ورم التعصب الخبيث من نفوسنا، نحن لابد أن نسعى لتحضر فى الإحساس ليكون ملازما لتحضر فى الفكر.

فنحن نحترف كيف نتألم من الأمراض دون اعتراف ولا شكوى، إنما نجيد الشكاية على بعضنا البعض، نمتهن الوشاية على بعضنا البعض، نحن أصحاء فى أعين أنفسنا، نحن حُكام على معتقدات غيرنا، نحن جلادوا من يختلف عنا، نحن نؤمن بحرية مكفولة لنا وتُحرَّم على الغير، تقتصر علينا وتسحب من الآخرين، نحن الأنا والذات والسادية والعبودية لأنفسنا ولمن نتبع، ولقد أصبحنا بجهلنا ننطلق من عبودية لأخرى، إنما بصور متعددة بألوان فصيحة فى التعبير عن الغباء، نحتقر تطرفهم بتمجيد تطرفنا، نهرب من تعصبهم لنبنى قلعة تعصبنا، فلا عجب أيها القراء فان التناقض هو هوايتنا منذ القدم، وانجرافنا السريع فى تيار مشاعرنا التى مازالت فى مرحلة المراهقة الإنسانية دائما ما يضعنا فى خانة الجهلاء.

وأتسائل فى حسرة:
متى يوجد قانون فى هذا المجتمع لمعاقبة مَن يُتَهَم بازدراء الإنسان؟!

وندائى الأخير
أيها المُعتَقِد المتطاول
انتـــــــــــــــــــــــبه
إنسانيتك ترجع إلى الخلف



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج -أول الخيط- يكشف حقيقة التحرش بتمثيل مخادع من جنس الج ...
- فرقة -جرامافون- عازف كمان وممثل بانتومايم يخاطبان المجتمع بم ...
- نداء للسامرى الصالح
- دماء غشاء البكارة والدورة كرامة للأنوثة
- رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن ...
- متعصب وملحد متطرفان
- إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد
- فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل ...
- مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
- إله الأشرار بدعة
- صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
- بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر ...
- لست أنا العورة .. انتم العورة
- بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو ...
- أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
- متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
- تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
- مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
- لأننى مسيحية
- البحث عن الحقيقة إيمان


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيرينى سمير حكيم - فوضى المُعتَقَد العارمة فى المجتمع