أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب الخنيزي - من أجل مشروع نهضوي جديد














المزيد.....


من أجل مشروع نهضوي جديد


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 22:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال المؤرق المطروح: هل بالإمكان استعادة فكر النهضة، وما هي عناصر المشروع النهضوي الجديد ضمن الشروط التاريخية والعوامل والظروف (الموضوعية الذاتية) السائدة، وأين يتقاطع (يلتقي ويفترق) مع المشروع النهضوي المجهض؟ العناوين الرئيسية في فكر النهضة تمثلت في الإصلاح والتنوير والحداثة، وعلى الرغم من الإنجازات المحدودة التي تحققت على هذا الصعيد إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود ولم تواصل سيرورتها بصورة منسجمة على الرغم من مرور أكثر من قرن ونصف على طرحها، واللافت أن هذه الأطروحات لا تزال تحتفظ براهنيتها كما تشكل مبعثا للخلاف والتناقض داخل السلطة والمجتمع والنخب وفيما بينها في البلدان العربية. إذ من المعروف تاريخيا أن الدولة العربية الحديثةإلى حد كبير هي دولة موروثة من العهد الاستعماري الغربي، ومع أن الطابع العام لهذه الدولة في بداية نشأتها كان يتسم بالصبغة الليبرالية(الشكلية) الغربية غير أن ذلك كان يمثل القشرة الخارجية الرهيفة التي تغطي بوجه عام الطابع الاستبدادي المتخلف للدولة المستندة إلى العصبيات القبلية والعشائرية والطائفية والمتداخلة والمتحالفة مع الإقطاع والملاك العقاريين والكمبرادور(البرجوازية الطفيلية والتابعة). وبسبب الطابع غير المتكافئ في تطور المنظومة الرأسمالية العالمية، وفي تقسيم العمل الدولي، فإن ذلك أدى على نحو متصل ومستمر إلى تفاقم حدة الاستقطاب ما بين المراكز والأطراف، التي تشكل المنطقة العربية مركز القلب منها نتيجة لاتصالها واحتكاكها الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والثقافي بمركز النظام الرأسمالي( أوروبا العجوز) العالمي . لقد عانت المنطقة العربية والإسلامية لقرون عدة (خصوصا إثر اجتياح مقر الخلافة في بغداد وخروج العرب من الأندلس وهيمنة العثمانيين) من وطأة الانحطاط والظلام والجهل وهيمنة ثقافة القمع والاستبداد، وتصدر فقهاء السلاطين لتفسير وتأويل الدين والشريعة وفقا للأهواء والمصالح، وغابت النزعة العقلانية والعلمية والنقدية التي اتسم بها الفكر الإسلامي في مرحله الأولى ، كما انحطت وتدهورت قوى الإنتاج والعلاقات الاجتماعية وسادت علاقات خراجية طرفية متخلفة تمثلت في تأخر وبدائية الصناعة والزراعة والثقافة والمعرفة والعلم، مقارنة بالغرب الذي أنجز حداثته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية على امتداد ثلاثة قرون ومن ثم أصبح في موقع الهيمنة والسيطرة العالمية على مناطق شاسعة من العالم ومن بينها المنطقة العربية حيث جرى على نطاق واسع تدمير القطاعات التقليدية (الزراعة والحرف) وإعاقة نمو القطاعات الإنتاجية الحديثة. واقتصر الاستثمار الغربي على المجالات التي تهدف لتلبية مصالح السوق الرأسمالية( المتربول) من السلع والمواد الخام (قطن ونفط) ولتشجيع فتح الأسواق أمام تصريف المنتجات الغربية . كل ذلك أدى إلى استمرار تخلف قوى الإنتاج والعلاقات الاجتماعية وأعاق إلى حد كبير التشكيل الطبقي الاجتماعي الحديث. وهو ما شكل أحد العوامل المجهضة لمشروع النهضة العربي حيث ظل مشروعا نخبويا يفتقد الحامل الاجتماعي والأدوات السياسية والمؤسسات الثقافية والاقتصادية الحديثة. لقد استمد هذا الخطاب النهضوي مشروعه من خلال الاحتكاك والتفاعل مع الآخر(الغرب) المختلف من حيث مستوى تطوره وتقدمه الحضاري والاجتماعي والسياسي والثقافي والمعرفي والعلمي.
وكان يراد لهذا الخطاب أن ينجز النقلة الحضارية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للوضع العربي المتخلف بالمعنى المادي والمجازي(الرمزي) على كافة المستويات، مما أدخله في أزمة وصدام حقيقي مع هذا الواقع المحلي (المجتمع والسلطة) إلى جانب الموقف المعادي للدول الاستعمارية الغربية. والمفارقة اللافتة هنا تمثلت في تحالف المثقفين وممثلي الفئات الوسطى والبرجوازية الصغيرة المدنية والريفية والتي انحدرت وتشكلت منها كافة الحركات الراديكالية(الوطنية والقومية والماركسية والإسلامية) على إعلان العداء للدولة وسياساتها الليبرالية التي تخللتها ممارسات فساد وتمايز اجتماعي واسع وشيوع أساليب قمع واستبداد بالغة القسوة، وبما أن إمكانية هذه الحركات في الوصول إلى السلطة عن طريق اللعبة الانتخابية تكاد تكون معدومة نظرا لهيمنة التحالف الإقطاعي و البرجوازي(الكمبرادوري) واحتكاره لعناصر القوة والثروة. لذا كان الانقلاب هو الأداة التي استندت إليها تلك الحركات للوصول إلى السلطة وكانت النتيجة أن الانقلاب الذي صادر الدولة باسم المجتمع عاد وانقلب على المجتمع من خلال الدولة حيث تم تهميشه وأبعد عن دائرة صنع القرار وجرت شخصنة الدولة والسلطة من خلال الزعيم أو الحزب القائد الذي استند إلى أيدلوجية شعبوية(وطنية وقومية). هذا الخطاب الشعبوي حظي بتأييد وزخم جماهيري واسع في البداية خصوصا أنه ارتبط بتحقيق إنجازات وطنية واقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية(في البداية) على أرض الواقع، غير أن هذه التجربة العربية( والتي لها ما يماثلها في عدد من بلدان العالم الثالث) ارتبطت بتبني سياسات وممارسات ومواقف متناقضة أوصلتها إلى طريق مسدود.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين
- الفساد المالي والإداري
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة
- الولايات المتحدة .. - هاوية مالية - أم أزمة بنيوية
- مصر الجديدة .. المخاض الصعب!


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نجيب الخنيزي - من أجل مشروع نهضوي جديد