أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الحراك التركي وفتوي قتل النصيرية: لماذا صمت أردوغان عن إهانة القرضاوي؟













المزيد.....

الحراك التركي وفتوي قتل النصيرية: لماذا صمت أردوغان عن إهانة القرضاوي؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 21:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعا القرضاوي، علناً، لقتل وإبادة كل "النصيرية" (العلويين)، بما فيهم "نصيرية" تركياً طبعاً، في عصر تسري فيه الكلمة والفتوى، مسرى النار في الهشيم، التي التقطها الشعب التركي، بكل طوائفه، وبقية القصة معروفة.
ليس مستغرباً، أبداً، أن يطلق ما يسمى برئيس اتحاد علماء المسلمين، المدعو يوسف القرضاوي، فتوى يدعو فيها، ويبيح فيها قتل وإبادة "النصيريين كما سماهم (أو المسلمين العلويين)، ووصفهم بأنهم أشد كفراً من اليهود النصارى هكذا( أي أنه يدعو ضمنياً لقتل اليهود والنصارى وسط صمت العالم الحر)، وقتلهم وقتالهم (جميعاً) واجب، فالرجل يتحدث من منظور ثقافته وتربيته وتنشئته العقائدية الصحراوية المألوفة والمعروفة للجميع، أولاً، وثانياً لأن الفتوى العنصرية الإجرامية موجودة فيما يسمى بتاريخ الفقه الإسلامي، للمدعو ابن تيميه، ويتم تدريسها في المعاهد والجامعات والمدارس المسماة بالشرعية، ومن دون أن تثير، وعلى عنصريتها ومضمونها الإجرامي، تحفظ الدول والحكومات والمنظمات والهيئات التي تدّعي الدفاع عن الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية. ولو أطلق مفتي الناتو، الذي قال ذات يوم قريب، لو أن محمداً كان موجوداً اليوم لوضع يده بيد الناتو، نقول لو أطلق فتوى القتل والموت والدعوة للإبادة الجماعية، حتى في أدغال أفريقيا لـ"تختخ" في السجون، نظراً لأن المعايير الإنسانية البسيطة ترفض أية دعوة للموت والقتل وإبادة الجنس البشري، وتعتبر أن من يطلق ذلك ويدعو إليه هو مجرد إنسان مجرم فطرياً، ومنحرف سلوكياً، وشاذ أخلاقياً، ومصيره السجن والمصحات العقلية.

وقد نتفهم، بسبب ظروف الحرب الكونية ضد سوريا، وبحكم التجييش، والتحريض الطائفي والمذهبي الذي تتبناه منظومة العدوان والإرهاب ضد سوريا، والمرتبط بمشروع تفتيت الدول على أسس مذهبية وعرقية خدمة ليهودية إسرائيل، ومحاولة الزج بكل ما في جعبتها، في سبيل تحقيق هذا الغرض، واللعب على كافة الأوتار لتقويض الدولة والوطن السوري، فإنه لا يمكن أن تنسحب مثل هذه الدعوات العنصرية والإجرامية، وطبعاً، من دون إعطاء أية صبغة أو طابع مذهبي للحراك التركي الغاضب العنيف، وأن تمر مثل هذه الفتاوى الدموية، والدعوة للإبادة الجماعية، مرور الكرام في أماكن ومناطق أخرى، دون أن تثير سخط وغضب واحتجاج منظمات وأحزاب وجماعات ومؤسسات علمانية وتنويرية وإنسانية، فضلاً عمن تستهدفهم، بالأصل، هذا إذا علمنا بوجود حوالي الثلاثين مليوناً من العلويين "النصيريين" (حسب القرضاوي وابن تيميه)، من العرب والأتراك في تركيا لوحدها، حيث شعر هؤلاء بإهانة كبيرة يوجهها، ونزعة عدوانية طائفية غير مبررة يبديها نحوهم هذا الشيخ الموتور، وسط صمت حكومة العدالة والتنمية الإخوانية التركية على هذه الإهانة الكبيرة لما يعادل ثلث شعب تركيا. فقد كانت هذه الفتوى البغيضة في صلب الاحتجاجات التي اشتعلت في قلب تركيا مهددة بإشعال حرب أهلية، لاسيما لمدى إدراك ومعرفة الشعب التركي بعمق دور أردوغان بالحرب على سوريا والعلاقة الروحية التي تربطه بمفتي الناتو، وعدم قيام حكومة العدالة والتنمية بإصدار مجرد تصريح شجب واستنكار لتصريحات القرضاوي التي تناول فيها مكوناً هاماً من مكونات الشعب التركي، من على منبر جامع عمر بمن الخطاب في الدوحة، والتي شملت طيفاً، ومكوناً أساسياً ورئيسياً من الشعب التركي الذي هب بقضه وقضيضه، وهو صاحب الثقافة العلمانية التنويرية المتسامحة والراسخة في عموم المجتمع التركي، للدفاع عن كرامة الشعب التركي وكرامة كافة أبنائه، الذين صمت أردوغان صمت القبور عن إهانتهم والدعوة لقتلهم، بما يشبه الموافقة الضمنية لما قاله الشيخ القرضاوي، وهو- أي أردوغان- المؤتمن على أمن وسلامة كافة مواطنيه حسب القانون والدستور التركي. غير أن التراتبية والهيكلية التنظيمية المتبعة في التنظيم الدولي للجماعة الدينية الإخوانية الفاشية (كثير من هتافات المحتجين وصفت أردوغان وحكومته بالفاشية)، والتي يقف على رأسها الشيخ القرضاوي باعتباره المرشد الأعلى للتنظيم، والرئيس الأعلى له، لا تتيح للإخواني أردوغان الاحتجاج، أو رفض ونبذ فتوى شيخه ومرشده الروحي، ما يعرضه للفصل من التنظيم، ونهاية مستقبله السياسي والمهني وحتى الروحي، وهكذا وقع أردوغان بين ولائه وواجبه تجاه شعبه، وواجبه ومسؤوليته نحو التنظيم الدولي للجماعة الفاشية التي ينتمي إليها، والتي أتت به نحو سدة الحكم.

وقع أردوغان في شر أعماله ووصل به الأمر الصمت على إهانة أبناء بلده فيما يخص دعوة علنية لقتلهم، فلا يستطيع الشيخ القرضاوي، ولا ابن تيميه نفسه، القول بأن الفتوى تستهدف فقط "نصيرية" سوريا، بل هي موجهة لكل "نصيري" حتى لو كان من بين رعية الخليفة والوالي العثماني أردوغان الأول. وبهذا، تؤكد سيرة وحياة وممارسات الإخوان يوما، بعد آخر، أن ولاء ووفاء الإخواني بالدرجة الأولى هي نحو التنظيم الدولي، ولا يعنيه البتة البعد الوطني، حتى لو تعلق الأمر بالدعوة لقتل وإبادة ثلاثين مليوناً من أبناء الشعب التركي، فالولاء أولاً وأخيراً للتنظيم الفاشي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم شماتة: انهيار المشروع الإخواني
- مشيخات الخليج الفارسي: لماذا تأخر الرد العراقي-السوري؟
- هل تفلت منظومة الخليج من المساءلة والحساب؟
- حمير عبد الباري عطوان
- انتفاضة الكيماوي والعسل الثوري المرّ
- الخبث الثوري وشطارة اللعب بالمصطلحات
- العراق: الشعب يريد إسقاط الديمقراطية
- العرب وتزييف التاريخ
- القصة الحقيقية، وبالتفاصيل لرسالة أوباما المسمومة
- ماذا وراء حمّى التسليح في سوريا؟
- هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد الرئيس باراك أوباما
- لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد بيونغ يانغ
- لماذا نخجل من ثقافتنا؟
- بيان هام من نبيل العربي: هذه هي قراراتنا
- سوريا: نعم إنها حرب كونية
- لكم أزلامكم ولي أزلام
- فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة
- مازوشية ثورية


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الحراك التركي وفتوي قتل النصيرية: لماذا صمت أردوغان عن إهانة القرضاوي؟