|
الأحوال الاجتماعية للجالية العربية في السويد- ق1/ف1
عبدالوهاب حميد رشيد (و) محمد كيال
الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 20:48
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
القسم الأول النظام الاجتماعي في السويد الفصل الأول- الجغرافيا، التاريخ، والمجتمع تعتبر مملكة السويدKonungariket Sverige من حيث المساحة، ثاني أكبر دولة في أوروبا، وأكبر دول شبه الجزيرة الاسكندنافية Scandinavian Peninsul. تُشكل الجزء الشرقي منها، وتُغطي قسماً هاماً من شمال أوربا الغربية. تبلغ مساحتها 450295 كم2، وتمتد المسافة بين أقصى شمالها وأقصى جنوبها 1600 كيلومتر، مقابل 500 كم بين شرقها وغربها.(1). تحدها النرويج من الغرب، وبحر كاتيغات وخليج سكاجيراك من الجنوب الغربي. وتجمع على حدودها الشمالية كلاً من شمال فنلندا وشمال النرويج ذو الطقس القطبي البارد، نزولاً إلى الجنوب في امتداد جغرافي طويل يصل إلى شمال ألمانيا والدنمارك ليفصلها بحر البلطيق عن ألمانيا ويصلها بالدانمرك (جنوب غرب) عِبر واحد من أجمل جسور العالم المعلقة- جسر أُوريسوند. مع الأخذ في الاعتبار شمالها الجغرافي (على خط عرض أجزاء من غرين لاند Greenland وسيبريا)، فالسويد تتمتع بمناخ مؤات. من جهة الجنوب الغربي رياح المحيط الأطلسي- ذات الضغط المنخفض- تهب دافئة ضمن حرارة الشمال الاطلنطي الحالية، مما يجعل الطقس معتدلاً لكنه قابل للتغيير. النمط الآخر المؤثر على المناخ يتحقق بتأثير الضغوط القارية العالية في الشرق وتخلق طقساً مشمساً، حاراً في الصيف وبارداً في الشتاء. التفاعل بين المحيط الاطلسي والتأثيرات القارية يتسبب في التحولات المناخية الدورية الموسمية. عليه، فالسويد في معظمها تتمتع بمناخ معتدل رغم خط العرض الشمالي، ولها أربعة فصول متميزة ودرجات حرارة معتدلة على مدار السنة. بلد يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع من حيث المناخ: الجزء الجنوبي- المناخ المحيطي، الجزء المركزي- المناخ القاري الرطب، والجزء الشمالي- مناخ المناطق شبه القطبية. والسويد أكثر دفئاً وجفافاً من أماكن أخرى على خط عرض مماثل، وذلك أساساً بسبب تيار الخليج. على سبيل المثال، يتميز وسط وجنوب السويد بمواسم شتاء دافئة مقارنة بأجزاء كثيرة من روسيا وكندا وشمال الولايات المتحدة الأمريكية. يختلف طول النهار اختلافاً كبيراً. في الشمال الممتد لغاية الدائرة القطبية الشمالية، ففي وقت ما من الصيف (ابتداءً من الأسبوع الثالث من حزيران/ يونيو) لا تغرب الشمس أبداً(شمس ساطعة)، وفي جزء ما من فصل الشتاء (ابتداءً من الأسبوع الثالث من كانون أول/ ديسمبر) لا ترتفع الشمس أبداً (ظلام دامس). يستمر نهار العاصمة- استوكهولم- لمدة أكثر من 18 ساعة في أواخر يونيو/ حزيران، مقابل ست ساعات فقط في أواخر ديسمبر. معظم السويد لديها ما بين 1600 إلى 2000 ساعة من أشعة الشمس سنوياً. تختلف درجات الحرارة اختلافا كبيراً من الشمال إلى الجنوب. الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد حارة في الصيف وباردة في الشتاء، مع ارتفاع درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 20- 25 درجة مئوية، وأدنى مستوى بين 12-15 درجة مئوية في الصيف، وبدرجات حرارة بين -2 و -4 مئوية في الشتاء، في حين أن الجزء الشمالى من البلاد له طابع أكثر برودة وأطول في الصيف مع نزول الثلج في الشتاء، وهبوط درجات الحرارة في الغالب إلى درجة التجمد من أيلول/ سبتمبر لغاية أيار/ مايو. ارتفاع في درجات الحرارة يمكن أن يحدث بين الحين والحين عدة مرات كل عام، ودرجات الحرارة فوق 25 درجة مئوية تحصل في أيام كثيرة خلال فصل الصيف، وأحياناً حتى في الشمال. أعلى درجة حرارة سُجِّلتْ في السويد بلغت 38 مئوية في مدينة موليلا stad Må-;-lilla- هولستفرد كومون- Hultsfred kommun محافظة كالمار- سمولاند Kalmal lä-;-n العام 1947، مقابل أقسى درجة برودة (-53) في مدينتين شماليتين من أكثر المدن السويدية برودة هما: مالغوفيك في محافظة فيستربوتنMalgovik i Vä-;-sterbotten (13 ديسمبر/ كانون أول 1941) ومدينة فالغوفيك Vuoggatjå-;-lme- كومونة فلهيلملاند Vilhelmina kommun - محافظة نوربوتن Norrbottens lä-;-n (2 فبراير/ شباط 1966). يتلقى السويد بحدود 500- 800 ملم من المطر سنوياً، مما يجعله أكثر جفافاً من المتوسط العالمي. الجزء الجنوبى الغربى من البلاد يتلقى المزيد من هطول الأمطار، وبحدود 1000-1200 ملم، وبعض المناطق الجبلية في الشمال تقدر بأن تتلقى ما يصل إلى 2000 ملم. تساقط الثلوج يحدث بشكل رئيسي من ديسمبر وحتى آذار/ مارس في جنوب السويد، ومن تشرين الثاني/ نوفمبر لغاية نيسان/ إبريل في وسط السويد، واعتباراً من تشرين الأول/ أكتوبر لغاية أيار/ مايو في شمال السويد. وعموماً، الشتاء في جنوب السويد يختلف كثيراً من سنة إلى أخرى. سقوط الثلج غير منتظم. ونادراً ما تتجمد المياه الساحلية. درجات الحرارة في الصيف أقل تفاوتاً بكثير، رغم أن الصيف أقصر بكثير من صيف الشمال. موسم سقوط الأمطار بغزارة هو في أواخر الصيف والخريف. تغطي السويد القسم الأكبر من الجغرافية الاسكندينافية، وتتقاسم جزءً منها مع جارتها النرويج في حدودها الغربية، وترتفع الجبال في الجزء الشمالي والشرقي من البلاد، ثم تتدرج في امتدادها وانبساطها كلما امتد لسان الأرض جنوبا لتشكل من الناحية الجيولوجية أكثر أجزاء الكرة الأرضية استقراراً. ولقد منحها انحسار الأنهار الجليدية في العصر البليستوسيني Pleistocene Epoch وعلى مسافة 2100 كم مناظر خلابة للبحيرات العذبة وعشرات الآلاف من الجزر والفيوردات (الخلجان) الصخرية، علاوة الارخبيلات skä-;-rgå-;-rd التي تتواجد في كل من شرق وغرب السويد، خصوصاً حول استوكهلم (و) يتيبوري Gö-;-teborg. وهناك قبالة الساحل الجنوبي لبحر البلطيق جزر كبيرة: اولاند Ö-;-land (و) غوت لاند Gotland. تنقسم السويد تضاريسياً إلى ثلاث مناطق تقليدية. نورلاند الجبلية mountainous Norrland، أكبر مناطق السويد وأقلّها كثافة سكانية. تغطي حوالي ثلاثة أخماس مساحة البلاد، الغابات الشاسعة مع رواسب كبيرة من الحديد الخام. وتمتاز بطبيعة تضاريسية كثيرة التموج، تنتشر فيها الجبال والتلال والأودية والبحيرات الكثيرة وأودية الأنهار. وإلى الغرب من هذه المنطقة تقع أهم الجبال السويدية، ومنها جبال Kö-;-lenوهي سلسلة جبال تمتد جنوباً لتشكل الحدود الطبيعية مع جارتها النرويج ومعها جبال Helags Mountain (Helagsfjä-;-llet). وترتفع أعلى القمم الجبلية شمال الدائرة القطبية في جبال كيبنهKebne Mount (Kebnekaise)وبارتفاع يصل إلى 6929 قدماً (2111 م)، وجبل سارك Sarek Mount(Sarektjå-;-kkå-;-) ويرتفع إلى 6854 قدماً عن سطح البحر (2089 م)، حيث حديقة سارك الوطنية الواسعة والرائعة Sarek National Park. وفي الوسط، منطقة متموجة ذات حواف جليدية وتضم أكثر من 90 ألف بحيرة، حيث تمتد سفيالاند Svealand وسمولاندSmå-;-land الى جنوبها الشرقي. ترتفع بحدود 300 -400 متراً فوق سطح البحر، لتشكل هضاباً تتصف بتربة حجرية فقيرة. ولقد ساهم الإنسان السويدي، وعلى مدى العصور، في تشجبر تلك المناطق الفقيرة لتتحول إلى غابات خضراء جميلة بالرغم من فقر التربة. إن وفرة الأخشاب واعتدال المناخ، ساهمت بإقامة مجتمعات صناعية وبشرية في هذه المناطق. وباستثناء المنطقة الجبلية الشمالية، فإن مستويات الأراضي تنخفض جنوباً، وقد تجاوز هذا الانخفاض في بعض المناطق إلى دون مستويات سطح البحر بسبب حفريات الأنهار الجليدية. وهذا الامتداد المنخفض يشمل السهل الساحلي Bothnianالممتد من نورلاند إلى سفيالاند وشمال غوتلاند. أما المنطقة الثالثة فتمتد إلى جنوب منطقة سمولاند وتسمى سكونا Skå-;-ne. تتكون من سهول خصبة للغاية، بل هي من أخصب الأراضي في السويد، وتكاد تُماثل تماماً أراضي جارتها الدنمارك من الناحية الجغرافية والاقتصادية، وهي أقدم مناطق الاستقرار وأكثرها كثافة سكانية في السويد. وبحدود 15% من مساحة السويد تقع إلى الشمال في الدائرة القطبية Arctic Circle. وفي سياق هذه المناطق الثلاث، تضم السويد 25 مقاطعة و21 محافظة. تضم منطقة سفيالاند أكبر بحيرات السويد: فينر Vä-;-ner 2156 ميل2 (5582 كم2)، فاترن Vä-;-tter (Vä-;-ttern)737 ميل2 (1911 كم2)، و Vä-;-tter (Vä-;-ttern) 440 ميل2 (1139 كم2). شواطئ البحيرتان Siljan و Storsjö-;-n والوديان النهرية تشكل مناطق صالحة للزراعة. تنبع أنهار البلاد الرئيسة من جبال نورلاند، وتتدفق في معظمها باتجاه الجنوب الشرقي مع العديد من المنحدرات (الشلالات) falls السريعة لتصب في خليج بوثنيا Gulf of Bothnia أو في بحر البلطيق. أطول هذه الأنهار هو نهر Klar-Gö-;-ta River. ينبع من النرويج بامتداد 447 ميلاً (719 كم) ليصل إلى بحيرة فينر Lake Vä-;-ner (Vä-;-nern) ويخرج من الطرف الجنوبي لبحر الشمال، ويستمر في مجراه باتجاه المنحدرات (الشلالات) الشهيرة Trollhä-;-ttan. نهرا مونيو Muonio (و) تورنه Torne ينبعان من جنوب فنلندا. وفي الجنوب ينبع نهر دال Dal River باتجاه سفيالاند. كافة الأنهار، عدا أنهار أقصى الشمال المحمية، هي مصادر للطاقة الكهرومائية. يعتبر التلوث البيئي الناجم عن الأمطار الحمضية acid rain والقادم من دول الجوار، من أكثر الأخطار التي تهدد الطبيعة والمناخ العام في السويد. لهذا كانت السويد في طليعة البلدان الأوروبية والعالمية التي سعت للحفاظ على البيئة الطبيعية. أول بلد أنشأ حديقة وطنية- سارك- العام 1909، وبذلك حافظت على آخر جزء من المناطق البرية في أوربا. تم تطبيق أول قانون لحفظ الطبيعة العام 1909، وشهد العام 1969 صدور قانون حماية البيئة. ومنذ ذلك الحين، وضِعتْ عشرات آلاف الأميال المربعة جانباً بوصفها حدائق وطنية ومحميات طبيعية، ومع ذلك بقيت مشاكل بيئية خطيرة قائمة، خاصة البحيرات، حيث أن خمس بحيرات السويد تشكو من ضرر التلوث الكبريتي . بسبب الأنهار الجليدية تغلب التربة اللحقية على نوع التربة في المملكة السويدية وتحتوي هذه الطبقات اللحقية أنواعا من الطين الصلب وأشكالاً من الحجارة والحصى والكثير من المخلفات المترسبة، كما وينتشر الغرانيت والصخور الصوانية، وتُولّد في العادة تربة فقيرة تغطيها الغابات. بينما انتشرت المخلفات الجليدية الطينية بكثافة في الجنوب، واتسمت بالخصوبة الشديدة على عكس المناطق الوسطى. وتشمل هذه المنطقة الخصبة حوالي خمس مساحة البلاد، وساعدت على ذلك الكثافة المطرية، خاصة في الجنوب الغربي من البلاد. تغطي الغابات حوالي ثلاثة أخماس مساحة السويد. وفي الوقت الذي تتنوع فيه غابات الأشجار في الجنوب المعتدل ويغلب عليها الأشجار الورقية الموسمية، كأشجار الزان، البلوط، الزيزفون، الرماد، وشجر القبقب، إضافة إلى أنها غنية بالتوت البري berries lingonberries, blueberrie والعنب البري والفطر mushrooms، فهذا التنوع الجميل يتناقص كلما تقدمنا شمالاً لتسيطر غابات أشجار التنوب والصنوبر والبتولا- دائمة الخضرة- على معظم أنحاء السويد وشمالي المنطقة المتنوعة. وفي الجبال العالية في الشمال تنتشر البتولات الجبلية (شجر القضبان) mountain birches التي تمتد على خط الأشجار بارتفاع 1600-2900 قدم (480-880 متر). الجبال العارية (بدون أشجار) مع المروج heaths والمستنقعات والحقول الصخرية، تنتشر فيها نباتات جبال الألب Alpine flora (قصيرة) وأشجار البتولا القصيرة، وتعتبر أشجار الصفاف نموذجية هناك. وتمتاز جزيرتي غوتلاند واولاند بتنوع خاص لأشجار وبساتين الفاكهة بسبب التربة الجيرية المتصاحبة مع المناخ المعتدل. مازالت الدببة وحيوان البشق lynx تسكن غابات الشمال وتتنقل فيها، بينما تتسم الذئاب بأعدادها القليلة وتتحرك في أعماق الغابات ذهاباً وإياباً بعد أن هددها الانقراض أوائل القرن العشرين. وينتشر، وبأعداد كبيرة، حيوان الموظ moose (حيوان ضخم من الأيائل)، الغزلان roe deer، الثعالب، والأرانب البرية hares. الأيائل الضخمة تعتبر هدية ثمينة للصيادين، لكنها تُشكل أيضاً عائقاً لحركة المرور. الصيد وصيد الأسماك أقرب إلى العمل المنظم. وهناك العديد من الحيوانات المحمية بشكل كامل. قطعان كبيرة من غزلان الرنّة المستأنسة تمتلكها مجموعة السامي Sami (Lapps) في الجبال الشمالية والغابات. ومع ندرة الطيور شتاء إلا أن الصيف يحمل للبلاد أعداداً كبيرة من الطيور المهاجرة من جنوب الكرة الأرضية والدول الاوروبية كالكركي والأوز البري، وتتواجد تشكيلة غنية جداً من الحيوانات المائية: سمك القد، الماكرويل.. أسماك الاطلس المالحة: سمك السلمون من الأطلسي، رنجة الأطلسي وبحر البلطيق، إضافة للموارد والمزروعات الغذائية الأساسية كالقمح والشوفان والبطاطس في الأراضي السهلية، ولقد أضر التلوث البيئي كثيراً ببعض الحيوانات المائية ومنها فقمة البلطيق. وتستقبل المياه السويدية في الصيف الملايين من سمك ألـ strö-;-ming. تلعب البحوث دوراً رئيساً في التنمية الاقتصادية المجتمعية، وللسويد أصداء قوية في هذا المجال على مستوى العالم. تُخصص السويد، بقطاعيها العام والخاص، حوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي في البحث والتطوير. وهذ ما يجعلها واحدة من أكثر البلدان التي تستثمر في البحث والتطوير كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. البحوث السويدية ذات مستويات نوعية عالية، وتعتبر السويد الرائدة عالمياً في عدد من المجالات البحثية المهمة، وتتصدر أوروبا بالعلاقة مع عدد الأعمال العلمية المنشورة للفرد الواحد كمتوسط. وصارت منذ فترة طويلة دولة طليعية في مجال الاستثمارات والابتكارات العلمية. وصُنّفت السويد من الأوائل في نشر البحوث العلمية للعلوم الطبية، والعلوم الطبيعية والهندسية العام 2001. منذ عقود والحكومات السويدية ملتزمة بأولوية الأنشطة العلمية والبحث والتطوير. هذا التوجه ساعد على جعل السويد بلداً رائداً في العالم من حيث الابتكار. تُبين الإحصاءات بأن نظام الابتكار الوطني السويدي كان من بين نظم الابتكارات الرائدة في دول منظمة التعاون والتنمية من حيث توليد الاختراعات التكنولوجية قياساً بحجم السكان خلال الفترة 1970- 2003. دخلت السويد في القرن الثامن عشر عالم الثورة العلمية. في العام 1739 تأسست الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بالعلاقة مع أشخاص أمثال كارولوس لينيوس واندرس كأعضاء. منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر (s1870)، تم إنشاء شركات الهندسة بمعدل لا مثيل له، وصار المهندسون أبطالاً في هذا العصر. العديد من الشركات التي أسسها الرواد الأوائل لا تزال مألوفة دولياً. غوستاف دالين أسس أغا، وحصل على جائزة نوبل لصمام الشمس.. ألفريد نوبل اخترع الديناميت ووضع جائزة نوبل.. لارس ماغنوس اريكسون، لا زالت شركة اريكسون- تحمل اسمه- واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم.. جوناس وينستورم كان رائدا في وقت مبكر للتيار المتردد، ومع الصربي تسلاو، لهما الفضل باعتبارهما من المخترعين للنظام الكهربائي ذي الثلاث مراحل.. هندسة الصناعة التقليدية لا تزال تشكل مصدرا رئيساً للاختراعات السويدية، ولكن الأدوية والإلكترونيات وغيرها من الصناعات ذات التكنولوجيا العالية تكتسب أهمية متزايدة. تترا باك/ إريك النبرغ- اختراع لتخزين المواد الغذائية السائلة.. هاكان لانس- نظام تحديد الهوية الآلي، وهو معيار عالمي للشحن البحري والطيران المدني.. لوسيك- دواء القرحة، تم تطويره من قبل شركة أسترا زينيكا. العديد من الشركات السويدية الكبرى المتعددة الجنسيات لها أصولها المرتبطة ببراءات المخترعين السويديين. جاءت السويد في المرتبة 11 في عدد براءات الاختراع وفقاً لمكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية. بلغ مجموع السكان 9340682 (2009).. يسكن ما يزيد على 50% من السكان في المدن الخمس الكبرى: استوكهلم، يتبوري، مالمو، أُوبسالا، (و) أُوري برو.. تعتبر السويد من البلدان الأوربية الأقل كثافة سكانية قياساً لمساحتها الكبيرة، ويعيش مايقرب من ثلث السكان في أقصى الجنوب، حيث الجو المعتدل والأراضي الخصبة، وأكثر من 90% من السكان يعيشون في المدن ومناطق التجمعات الحضرية. ويوضح الجدول التالي (جدول رقم 1) العديد من المواصفات الديموغرافية للسكان في السويد. يتبين من الجدول حقائق سكانية عديدة، تتقدمها ما يتعلق بتركيبة السكان، إذ أن اتجاه أعداد الصغار (17 سنة فأقل) يميل نحو الانخفاض، في حين أن اتجاه أعداد كبار السن (65 سنة فأكثر) يتجه نحو الارتفاع، وبإضافة الانخفاض الشديد لنمو السكان لكافة هذه السنوات وعلى مدى حوالي نصف قرن من الزمن (أقل من نصف بالمائة على أفضل تقدير)، ويتضح ذلك أيضاً في تدني معدل الخصوبة (انخفاض عدد أطفال العائلة السويدية في المتوسط إلى دون الطفلين)، تبرز عندئذ الاندفاع المحموم لسياسة السويد السكانية باتجاه استقبال المهاجرين حتى في أشد ظروف الأزمات الاقتصادية والبطالة، كما سيتضح لاحقاً. ومن المؤشرات الأخرى التي تستحق الانتباه إليها والتي تعكس هنا درجة تقدم السويد، مؤشر انخفاض الوفيات عموماً، بخاصة بين الأطفال الرضع، مقابل طول فترة توقعات الحياة سواء للإناث أو الذكور، حيث أقترب الرقم من 80 سنة للذكور، وتجاوز 83 سنة للإناث. جدول رقم (1) السكان في السويد للفترة 1960-2009 البيان 1960 1970 1980 1990 2000 2005 2006 2007 2008 2009 السكان 1 7497967 8081229 8317937 8590630 8882792 9047752 9113257 9182927 9256347 9340682 ذكور 3740119 4035911 4119822 4244017 4392753 4486550 4523523 4563921 4603710 4649014 إناث 3757848 4045318 4198115 4346613 4490039 4561202 4589734 4619006 4652637 4691668 17 فأقل 2 2046306 2007012 1977226 1880316 1937779 1934239 1933920 1931652 1924839 1921039 % 3 27.3 24.8 23.8 21.9 21.8 21.4 21.2 21.0 20.8 20.6 65 فأكثر 4 887964 1113239 1362099 1526377 1530887 1565377 1581437 1608413 1645081 1690777 % 5 11.8 13.8 16.4 17.8 17.2 17.3 17.3 17.5 17.8 18.1 الولادات 102219 110150 97064 123938 90441 101346 105913 107421 109301 111801 % 6 13.7 13.7 11.7 14.5 10.2 11.2 11.7 11.7 11.9 12.0 الخصوبة 7 2.13 1.94 1.68 2.14 1.55 1.77 1.85 1.88 1.91 1.94 الوفيات 75093 80026 91800 95161 93461 91710 91177 91729 91449 90080 % 8 10.0 10.0 11.0 11.1 10.5 10.2 10.0 10.0 9.9 9.7 الرضع 9 16.62 11.00 6.91 5.96 3.42 2.43 2.80 2.49 2.49 2.49 الزواج 10 50149 43278 37569 40477 39895 44381 45551 47898 50332 48033 الطلاق 11 9563 12943 19887 19357 21502 20000 20295 20669 21377 22211 % 12 19.1 29.9 52.9 47.8 53.9 45.1 44.6 43.1 42.5 46.2 المصدر: http://www.scb.se/Pages/TableAndChart____26040.aspx (1) تعداد السكان في 31 ديسمبر/ كانون الأول.. (2) أعداد صغار السن من 17 سنة فأقل.. (3) النسبة المئوية لـ 2 إلى 1.. (4) أعداد كبار السن من 65 فأكثر.. (5) النسبة المثوية لـ 5 إلى 1.. (6) نسبة الولادات لكل ألف من السكان.. (7) معدل/ متوسط الخصوبة (الإنجاب) للعائلة السويدية.. (8) نسبة الوفيات لكل ألف من السكان.. (9) معدل وفيات الرضع لكل ألف ولادة حية.. (10) عدد حالات الزواج.. (11) عدد حالات الطلاق.. (12) النسبة المئوية لـ 11 إلى 10.
كما أن هذه المؤشرات تبين جانباً اجتماعياً هاماً، وهنا الحديث عن حالات الزواج والطلاق، حيث بلغ المتوسط السنوي لنسبة حالات الطلاق إلى حالات الزواج لكافة الفترة 1960-2009، ما يُقارب 42%. وهذه النسبة تعكس ظاهرة اجتماعية بارزة للنظرة التفضيلية القائمة على المقارنة بين العلاقات الأسرية وبين الحياة الشخصية في سياق تصاعد التقدم التكنولوجي الذي تتمتع به السويد، ومدى تأثيره وتغييره للعادات والقيم والنواميس الاجتماعية التقليدية، والنظرة العامة الاعتيادية للزواج/ الطلاق بعيداً عن التقديس والعيب، بالمقارنة مع البلدان الشرقية. الانتقال السريع للسويد إلى المجال الصناعي، رافقته نقلة نوعية وانقلاباً سكانياً، فبعد أن كان 10% من السكان يعيشون في المدن والمناطق الحضرية لغاية العام 1870، ارتفعت هذه النسبة إلى 90% متأثرة بتطور المواصلات وتوفر فرص العيش في المدينة، مع ملاحظة أن أكثر من ثلث سكان السويد يعيشون في منطقة قطر دائرتها 200 كم حول مدينة استوكهلم. كما أن الانقلاب الكبير في الديموغرافية السكانية نتيجة تحول المجتمع السويدي من مجتمع زراعي ريفي إلى مجتمع صناعي حضري وفي مدة وجيزة، أجبر الدولة على نقل الوكالات الحكومية إلى المناطق النائية من البلاد. عززتْ أفكار الإصلاح في القرن التاسع عشر التطور الزراعي، وبدأ منذ ذلك الحين تفكيك الإصلاحيات الزراعية وإنشاء مجتمعات القرى المتطورة، ونُظِّمت القرى من شمال السويد إلى جنوبها، وبقيت قلّة من الأبنية الزراعية التقليدية دليلاً من دلائل التراث السويدي في المناطق الريفية. وتطورت المستوطنات وتوسعت على طول السواحل السويدية وحول البحار لتشكل مدناً كبرى، وتنوعت الأسواق الزراعية والصناعية والتجارية، وبقي التفاوت بعدد السكان بين الشمال والجنوب كبيراً. فالكثافة السكانية في الشمال تنخفض قي المتوسط إلى ثلاثة أفراد في ألـ كم2، مقابل 250/ كم2 في منطقة استوكهلم. تتميز السويد بتجانس سكاني قلّ نظيره في الدول الأوروبية، ومع هذا التجانس هناك مجموعتان من الأقليات minority groups، وهم من السكان الأصليين في السويد: الفنلند، في الشمال الشرقي على امتداد الحدود الفنلندية (و) سامي Sami (Lapp)وعددهم بحدود 15 ألفاً منتشرون في جميع الأنحاء الداخلية السويدية الشمالية. تمارس المجموعة الأولى الصيد وصيد الأسماك، وتختص المجموعة الثانية برعي قطعان الرنّة، ومعظم أفراد هذه المجموعة يعملون في مهن أخرى. يُضاف إلى هذا التجانس أن أكثر من 10% بقليل هم من السكان ذوي الأصول المهاجرة أو أحفاد المهاجرين(2). حافظت السويد على ثقافتها من دين ولغة، رغم تأثرها قليلاً بالمجموعات المختلفة من المهاجرين immigrants. وبسبب الحرب العالمية الثانية، لوحظ التغير الملموس في النمط الإثني للمهاجرين وأغلبهم قدم من بلدان السوق المشتركةCommon Market ممن يحملون نفس الثقافة تقريباً. وكانت الحصيلة زيادة صافية في حجم النمو السكاني population growth المتولد عن الهجرة. ويرتبط بذلك أن السويد، وبسبب ارتفاع المستوى الاقتصادي وحاجتها لليد العاملة، اتبعت سياسة الاسترخاء في قبولها للمهاجرين. ونتيجة لهذه السياسة فقد وصلت نسب المولودين لأب غير سويدي إلى 20% من مجموع السكان. تحول هذا الاسترخاء إلى قوانين متشددة بعد تأثير هذه الهجرة على البنية السكانية. بسبب الهجرة هناك الآن في السويد حوالي 92000 من الروم الكاثوليك و 100000 من المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين، ونصف مليون تقريباً من المسلمين عن طريق التقليد، ولكن بحدود 5٪-;- من هذا العدد، فقط، (25000) يمارسون الإسلام بنشاط (حضور صلاة الجمعة وإقامة الصلاة في أوقاتها يومياً). اليهودية أقدم ديانة عالمية، ظهرت في السويد منذ العام 1776، بعد المسيحية. وبلغ عدد اليهود في السويد في مطلع القرن الحادي والعشرين مائة ألف من الممارسين النشيطين، رغم أن عدد المسلمين السويديين كان بحدود ثلاثة أمثال عدد اليهود في السويد. السويدية هي اللغة الوطنية في السويد، ولغة الأم لحوالي تسعة أعشار السكان، وهي لغة الشمال Nordic language. تنتمي إلى الجرمانية الشمالية (الاسكندنافية) North Germanic- مجموعة فرعية من اللغات الجرمانية Germanic languages، وهي وثيقة الارتباط باللغات الدنماركية، النرويجية، والإيسلندية. تأثرت في بعض الأحيان باللغة الألمانية، لكنها استعارت أيضاً أعداداً من الكلمات وبناء الجُمَل من الفرنسية والانكليزية والفنلندية. وهناك لغة مشتركة قياسية standard language (rikssvenska) صارت محل استخدام لأكثر من مائة سنة. تقليدياً تتواجد لهجات مختلفة في المحافظات، رغم التجانس الحاصل بينها بقوة وسرعة تأثير التعليم ووسائل الإعلام. كذلك يتدحث السويدية حوالي 300 ألف من الفنلنديين- السويديين. يعترف القانون السويدي باللغة السامية والفنلندية (تنتمي كلاهما إلى مجموعة اللغة الاورالية Uralic language group، فضلاً عن Meä-;-nkieli (الفنلندية في وادي Torne Valley). الرومانية Romani (و) اليديشية Yiddish باعتبارهما لغات أقلية وطنية، جنباً إلى جنب مع لغة الإشارة sign language. بحدود 200 لغة هي محل استخدام حالياً في السويد، وتعود إلى المهاجرين. كانت السويد خلال القرن التاسع عشر عبارة عن مجتمع زراعي فقير يتميز بنظام الطبقات. وقد طرأت تغيرات اجتماعية كبيرة خلال هذه الفترة، تجسّدت في زيادة عدد السكان مقابل عدم كفاية الأراضي الزراعية لإطعام الجميع، وتدهورت ظروف السكان المعيشية. تذكر كتب التاريخ أن 2.1 مليون (مليونان ومائة ألف) من سكان السويد البالغ عددهم آنذاك 4 (أربعة ملايين نسمة)، اضطر أغلبهم الهجرة إلى أميركا الشمالية في الفترة 1850-1920. ونظراً لعدم قدرة معظم الفقراء من شراء تذاكر سفر إلى أميركا، فقد عاش في السويد عدد كبير من المواطنين في فقر مدقع. وكان يتم عرض الأطفال اليتامى أو الأطفال الذين لم يكن بمقدور أولياء أمورهم تدبير معيشتهم في مزاد علني بحيث يأخذهم من يستطيع رعايتهم بأقل التكاليف بالنسبة لنظام رعاية الفقراء. وكانت مؤسسة رعاية الفقراء حتى العام 1956 تُساعد من لا يستطيع تدبير أمور معيشته بنفسه. وفي العقد السابع من القرن التاسع عشر حدثت نهضة اقتصادية كبيرة في السويد، إذ بدأت النهضة الصناعية بصورة رئيسة، وبرزت طبقة العمال الذين نظموا أنفسهم في نقابات عمالية ظهرت ضمن الحركات الشعبية، مقابل منظمات أرباب العمل. وكانت النزاعات في سوق العمل أمراً معتاداً حتى العقد الثالث من القرن العشرين، عندما عقدت منظمات أرباب العمل ومنظمات العمال معاهدة كان من بين الأمور التي تضمنتها الإتفاق على حل النزاعات عن طريق المفاوضات. كشفت الآثار والأوابد والقبور والبقايا والنقوش الصخرية rock carvings graves andفي السويد عن وجود معتقدات دينية وثنية متطورة جداً religious belief قبل اعتناق المسيحية. وكانت الشمس، كعادة مجتمعات قديمة كثيرة، أهم رموز الخصب من أجل ضمان المحاصيل الوفيرة. تضمّنت ممارسات هذه العبادات كذلك حلقات أسطورية بشأن آلهاتها وأفعالها- آلهة النورس القديم gods Old Norse والآلهة العملاقة والشياطين. وشملت الآلهات المهمة: Odin وThor و Freyr و Freyja، علاوة على طقوس قربانية عظيمة. ومن المعتقد أنها (الطقوس القربانية) طُبقتْ كل ثماني سنوات في أُوبسالا القديمة، ووصفتْ من قبل المؤلف Adam of Bremen في القرن الحادي عشر. وتعتبر السويد من أواخر الدول الأوربية اعتناقاً للمسيحية (القرن الحادي عشر)، وبقيت تحت سيطرة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لمدة خمسة قرون. ومع الموجة الأولى للإصلاح البروتستاني Protestant Reformation التي اجتاحت أوربا في منتصف القرن السادس عشر (1500s) استحوذت اللوثرية في السويد، وبقيت الكنيسة الانجيلية اللوثرية مهيمنة خلال القرن العشرين، وكانت الكنيسة الرسمية للدولة لغاية العام 2000. استمر حوالي أربعة أخماس السكان في السويد أعضاء في هذه الكنيسة. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر (1800s) ظهرت الكنائس المستقلة. ويلاحظ أن لمعظم التقاليد السويدية ارتباط بالدين المسيحي مثل إحتفالات عيد منتصف الصيف وعيد رأس السنة الذي تحول إلى إحتفال بذكرى مولد المسيح، رغم أن تقاليده تعود إلى الفترة الوثنية، حيث كان سكان السويد، ولا زالوا، يحتفلون بها، من خلال طقوس خاصة، خلال أيام الشتاء الحالكة السواد. وفي أواخر القرن الثامن عشر تم تشريع قرار يقضي بمنح حرية الديانة للذين ينتمون إلى طوائف دينية أخرى مثل الكاثوليك واليهود والمسلمين بممارسة ديانتهم في أماكن عبادتهم. تخلصت السويد من سيطرة الكنيسة البروتستانتية بعد أن صدر قانون فصل الكنيسة عن الدولة وتحويل الكنيسة إلى طائفة دينية أسوة بالطوائف الدينية الأخرى. وسرى هذا القانون اعتباراً من أول يناير/ كانون ثاني العام 2000، وتحولت السويد إلى دولة علمانية. وكفل النظام الدستوري البرلماني حرية التدين للمواطنين، بممارسة الشعائر الدينية وإقامة أماكن العبادة الخاصة والتي يقدم لها دعم مالي من خلال مؤسسة حكومية متخصصة في هذا المجال. الغطاء الجليدي السميك الذي غطّى السويد خلال العصر الجليدي الأخير، بدأ بالانحسار بحدود 14 ألف سنة مضتْ. بعد وقت لاحق وفي العام 12000، بدأ الصيادون الأوائل اتباع مسارات الهجرة خلف حقول الثلوج المتراجعة. مع ذوبان الثلوج ظهرت الأراضي الصلصالية الطينية، وكانت محل دراسة منهجية من قبل الجولوجيين السويديين الذين طوروا نظاماً معتمداً عليه للجيوكرونولوجيا geochronology يتحقق ويؤكد بدقة تواريخ ذوبان الثلوج. يرجع تاريخ الآثار الأولى للحياة البشرية في السويد إلى حوالي تسعة آلاف سنة ق.م، حيث اكتشفت بقايا أثرية عند Segebro، خارج مالمو في الجنوب البعيد من السويد. المكتشفات من المواد المتفحمة في Agerö-;-d- سكونا التي تعود إلى 6500 سنة ق.م، تلقي الضوء على ثقافة نموذجية لخزن الطعام مع أدوات من الصوان ومعدات الصيد البدائية مثل القوس والنشاب (السهم) bow and arrow ورمح الصيد. قبائل جديدة جربوا الزراعة agriculture ومارسوا تربية الماشية مع ظهورهم حوالي 2500 ق.م. وحالاً بعدئذ أخذت ثقافة الفلاحين بالازدهار في ظل اتصالات قارية جيدة فيما يسمى الآن محافظات: Skå-;-ne، Halland، Bohuslä-;-n، وVä-;-stergö-;-tland. ثقافة القارب والفأس Boat-Ax culture (البعيدة عن ثقافة معارك الفأس الأوربية) ظهرت العام 2000 ق.م وانتشرت سريعاً خلال فترة العصر الحجري الحديث. عَرفت منطقة جنوب ووسط السويد جوانب ثقافة متجانسة في سياق وصلات تجارية مع الوسط الأوربي. في الشمال السويدي استمرت ثقافة الصيد طوال العصور الحجرية والبرونزية. اعتاد المستوطنون على النحاس والبرونز حوالي 1500 ق.م. وتُبين الاكتشافات لأوائل العصر الحديدي (400 ق.م-1 ب.م)، وبشكل ضئيل نسبياً، اتصالات متقطعة مع الثقافة اللاتينية culture La Tène La Tène، لكنها تصبح أكثر وفرة منذ العصر الحديدي للرومان (1-400 ب.م) وما فوق. الخلفيات المتاحة في هذه الفترة تُبين أن السويد طورت ثقافة خاصة بها، رغم أنها تعكس التأثيرات الخارجية بطبيعة الحال. الروابط بين الإمبراطورية الرومانية Roman Empire والشمال الاسكندنافي أعطت بعض المعرفة للسويد. في ألمانيا (الوثيقة/ المدونة 98- written ad 98) للكاتب تاسيتوس Tacitus، تُقدم أول وصف لـ Svear أو Suione(السويديون)، وتُبين كونهم رجال أشداء لديهم أسلحة وأساطيل. متى وأين نشأت السويد؟ مسألة خضعت للمناقشة على مدى فترة طويلة. يؤكد بعض المؤرخين أن مهد السويد يقع في غرب غوتلاند Vä-;-stergö-;-tland وشرق غوتلاند Ö-;-stergö-;-tland، أي في جنوب غرب وجنوب شرق البلاد. آخرون يرون أن السويد تأسست في منطقة بحيرة ميلر Lake Mä-;-lar في Uppland- Svear (السويد)، حيث تم إخضاع المقاطعات الوسطى، وأخيراً اُحتلت محافظات غوتلاند. وتُشير الأدلة بأنه في نهاية عصر الفايكنغ في القرن الحادي عشر كانت السويد لا تزال تُشكل فيدرالية فضفاضة من المحافظات. ويظهر أن المحافظات السويدية اتحدت لأول مرة في القرن الثاني عشر. أقدم وثيقة تُشير إلى السويد متحدة ومملكة مستقلة هي المرسوم البابوي Papal Decree، إذ أصبحت السويد العام 1164 أسقفية dioccse ولها رئيس أساقفة archbishop في أُوبسالا. كانت السويد في القرن الثاني عشر تتألف من Svealand و Gö-;-taland، توحدتا في مملكة واحدة خلال النصف الأول من هذا القرن، في حين أن مقاطعات Skå-;-ne و Halland وBlekinge كانت تعود إلى الدنمارك. وفي الغرب Bohuslä-;-n مع Jä-;-mtland و Hä-;-rjedalen في الشمال كانت جزءاً من النرويج. دام عصر الفايكنغ The Viking Ageفي السويد ما بين القرن الثامن والقرن الحادي عشر. يُعتقد أن السويديين في هذه الفترة وسعوا من السويد الشرقية وأدمجوا الغيتس إلى الجنوب. كما ويُعتقد أن السويديين الفايكنج (و) الغوتر سافروا شرقا وغربا، إلى فنلندا، بلاد البلطيق، روسيا، بيلاروس، أوكرانيا، البحر الأسود، وأبعد من ذلك إلى بغداد- العراق- عاصمة هارون الرشيد. نتيجة لتوسع العرب باتجاه منطقة البحر الأبيض المتوسط في القرنين الثامن والتاسع، فإن طرق التجارة على امتداد الأنهار الروسية على بحر البلطيق اكتسبت أهمية متزايدة. ففي النصف الثاني من القرن التاسع، ضمن شيوخ فلاحي السويد تأمين موطئ قدم ثابت فيما يعرف الآن غرب روسيا واوكرانيا. من معاقلهم القوية التي شملت المدن النهرية: Novgorod و Kiev. سيطر الفايكنغ على الطرق التجارية على طول نهر الدنيبر Dnieper إلى البحر الأسود والقسطنطينية (استانبول- تركيا) وعلى امتداد نهر الفولغا لغاية بحر قزوين Caspian Sea والشرق. كانت تجارة الرقيق والفراء مربحة، حيث النقود والفضيات العربية النقدية وجِدت عبر البلطيق. سيطر الفايكنغ كذلك على التجارة عبر البلطيق. وبسبب هذا النشاط ازدادت أهمية بيركا Birka- أقدم مدينية في السويد ظهرت سنة800) م) تقريباً. كما وسيطروا في غزواتهم على غرب أوربا. السلطة التنفيذية كانت من الناحية التاريخية مشتركة بين الملك ونبلاء مجلس المملكة حتى العام 1680. كرد فعل على فشل الحرب العظيمة الشمالية، تم عرض النظام البرلماني في سياق ثلاث محاولات مختلفة للملكية الدستورية (1772، 1789 ، 1809)، وشهدت السنة الأخيرة منح العديد من الحريات المدنية. الريخستاغ (البرلمان) مصطلح تم استخدامه لأول مرة في العام 1540، رغم أن الجلسة الأولى عقدت في وقت مبكر (العام 1435) في بلدة أربوغا. في العام 1866 أصبحت السويد ملكية دستورية في إطار برلمان مكون من مجلسين/ دائرتين، يتم انتخاب الأول بطريق غير مباشر في إطار الحكومة المحلية، والدائرة الثانية من خلال انتخاب مباشر في ظل انتخابات وطنية كل أربع سنوات. في العام 1971 صار البرلمان مكوناً من غرفة واحدة. كانت السلطة التشريعية (رمزياً) مشتركة بين الملك والبرلمان حتى العام 1975. ومنذ بداية هذه السنة تنازل الملك عن بقية سلطاته السياسية للبرلمان وصار رمزاً للبلاد، أي رئيساً رمزياً للدولة، يقتصر دوره على مهام شَرَفية. نبذت السويد منذ فترة طويلة العدوانية العسكرية التي تورطت فيها جيوشها سابقاً وبعمق في الدول الأوربية وعلى مدى قرون من الحروب لسلالات حاكمة dynastic warfare. وبالمقابل أختارت أن تلعب دوراً إيجابياً في تحقيق التوازن لعالم متصارع إيديولوجياً في ظروف تباين الأنظمة السياسية political systems. وهذا هو السبب في أن الدولة السويدية كثيراً ما وضعت أمام ناظرها شغل مناصب رئيسة في الأمم المتحدة. تعيش السويد في سلام منذ العام 1814، واتبعت مبدءً doctrine مثبتاً في كل وثيقة من وثائق سياستها الخارجية منذ الحرب العالمية الثانية، ويتلخص في "عدم الاصطفاف، في سياق موقف مسالم يهدف إلى عدم الانحياز أثناء الحرب." خلال القرن السابع عشر، كانت السويد فقيرة جداً، وبالكاد مأهولة بالسكان، والبلد على هامش الحضارة الأوروبية. برزت السويد على الصعيد القاري باعتبارها قوة أوربية عظمى في عهد الملك غوستافوس أدولفوس بالاستيلاء على الأراضي من روسيا وبولندا وليتوانيا في صراعات متعددة. هذه الانتصارات العسكرية جعلت السويد الزعيم القاري للبروتستانتية حتى انهيار الإمبراطورية (السويدية) العام 1721. معظم الأراضي التي أُحتلت خارج شبه الجزيرة الاسكندنافية فُقدتْ خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وصلت السويد إلى أكبر حد من المساحة الإقليمية تحت حكم شارل العاشر (1622-1660). كما شهدت هذه الفترة الغزو السويدي للكومنولث البولندية الليتوانية. بعد أكثر من نصف قرن تقريباً من الحروب المتواصلة، تدهور الاقتصاد السويدي. وصارت مهمة الملك شارلس الثاني عشر (1655-1697) إعادة بناء الاقتصاد وتجهيز الجيش. امتلكت السويد في عهده إحدى أرقى ترسانات الأسلحة في العالم، وعدد كبير من جحافل الجيش الزاحف وأسطول بحري يبلغ مدى البصر. كانت روسيا في هذا الوقت أكبر تهديد للسويد، جيشها أكبر ولكن ما زال ضعيفاً سواء في المعدات أو التدريب. بعد معركة نارفا في العام 1700- واحدة من المعارك الأولى من الحرب العظيمة الشمالية- صار الجيش الروسي واهناً جداً حتى كانت هناك فرصة للسويد لغزو روسيا، لكن تشارلس لم يتابع الجيش الروسي، وبدلاً من ذلك تحول ضد ليتوانيا وبولندا، وهزم بولندا معركة كليسزاو العام 1702. وهذا التحول أعطى القيصر الروسي الوقت لإعادة بناء وتحديث جيشه. بعد نجاح غزو بولندا، قرر تشارلس أن يجعل من محاولة غزو روسيا، التي انتهت بفوز الروس لاحقاً، فوزاً حاسماً في معركة بولتافا في العام 1709. بعد مسيرة طويلة من التعرض لغارات القوزاق، وتنفيّذ القيصر بطرس الكبير تقنيات الأرض المحروقة في ظروف المناخ الروسي البارد، فقد واجه السويديون وضعاً بمعنويات محطمة بعد خسارة أعداد من الجيش قبل المعركة الحاسمة. كانت الهزيمة بداية النهاية للإمبراطورية السويدية. حاول تشارلس الثاني عشر غزو النرويج العام 1716، بيد أنه قُتل رمياً بالرصاص في قلعة فردريكستن وانهارت حملته العسكرية العام 1718، وأُجبرت السويد على التخلي عن مساحات كبيرة من الأراضي في معاهدة نيستاد العام 1721، وفقدت مكانتها باعتبارها إمبراطورية وكدولة مهيمنة على بحر البلطيق. مع فقدان السويد لنفوذها الضائع، برزت روسيا باعتبارها إمبراطورية وأصبحت واحدة من أمم أوروبا العظمى والدول المهيمنة في القرن الثامن عشر. بلغت خسارة السويد ذروتها بفقدانها جزءها الشرقي- فنلندا- لروسيا (1809). وفي محاولة لإعادة هيمنتها على بحر البلطيق، تحالفت ضد حليفتها التقليدية وصانعة جميلها- فرنسا- في الحروب النابليونية. كان للسويد دوراً في معركة لايبزيغ حيث أجبرت الدنمارك والنرويج، وهما حليفتان لفرنسا، التنازل عن النرويج لملك السويد في 14 كانون الثاني 1814 مقابل الحصول على المقاطعات الألمانية الشمالية، بناء على معاهدة كييل. الحملة العسكرية العام 1814 كانت الحرب الأخيرة التي شاركت فيها القوات السويدية منذ ذلك الحين. اتسمت الفترة بين 1100 و 1400 بالصراعات الداخلية- الحروب الأهلية Civil wars على السلطة والتنافس بين ممالك الشمال. ضرب الموت الأسود (الطاعون) Black Death استوكهلم خلال الفترة 1349-1350 وانتشرت عِبر معظم أنحاء أوربا في النصف الأخير من القرن الخامس عشر. في العام 1319 توحدت السويد والنرويج تحت قيادة الملك ماغنوس اريكسون وفي العام 1397 أثّرت ملكة الدنمارك مارغريت الأولى على الوحدة الشخصية بين السويد والنرويج والدنمارك من خلال اتحاد كالمار Kalmar -union- (1397-1523). ومع ذلك، فإن خلفاء مارغريت وحكمها الذي تركز في الدنمارك، لم يتمكنوا من السيطرة على نبلاء السويد. الملك كريستين الثاني من الدنمارك، الذي أكّد زعامته على السويد بقوة السلاح، قام بمجزرة في العام 1520 ضد نبلاء السويد في استوكهولم. عُرفت هذه المجزرة بـ "حمام دم استوكهلم" وأثارت نبلاء السويد لمقاومة جديدة في 6 حزيران العام 1523 (عطلة وطنية في السويد)، ونصبوا غوستاف فاسا ملكهم نفس العام، حيث جعل استوكهلم عاصمة السويد في نفس التاريخ (1523). غوستاف فاسا يعتبر مؤسس الدولة السويدية الحديثة "أب الأُمّة السويدية". بعد انتخاب غوستاف فاسا الأول Gustav I Vasa ملكاً على عرش السويد (1523)، بدأ ببناء السلطة الملكية، وتنظيم إدارة مركزية تحت قيادته المباشرة. كرّس غوستاف فاسا الجزء الأكبر من فترة حكمه للشئون الداخلية، وكان له الفضل في تأسيس السويد باعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة. كان هدفه الأول بناء استقرار الوضع المالي للسويد. ومن خلال إجراءآت صارمة وبتمريرها عن طريق المجلس التشريعي (البرلمان) العام 1527، صارت له القدرة على مصادرة جميع ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. كانت الكنيسة في ذلك الوقت تمتلك 21% من أراضي السويد مقابل 6% فقط للتاج. الاستيلاء على ممتلكات الكنيسة هذا أضاف قدرة هائلة للدولة. وإلى حد ما تمكن الملك تبرير فعله هذا على أساس مذهب مارتن لوثر Martin Luther الذي كان يتجه نحو الانتشار والقبول على النطاق الوطني مع التشجيع الملكي. وتم اعتماد الكنيسة السويدية اللوثرية Lutheran Swedish church في نهاية المطاف باعتبارها كنيسة الدولة. تزامنت إقامة النظام الديني الجديد مع إعادة تنظيم الحكومة، حيث تم انجازه بمساعدة إداريين ألمان جلبوا إلى السويد من قبل غوستاف. الإدارة الجديدة التي صارت مركزية بدرجة عالية، وبلغت مستويات عالية وغير مسبوقة من ناحية الكفاءة. خلال الجزء الأخير من حكمه، حقق غوستاف حكمه المطلق، وحكم السويد وفقاً لتعاليمه الخاصة his own precepts. في العام 1544 أنشأ الملك نظام الملكية الوراثية في السويد وعجّل في ضم الأراضي، مما أعطى للتاج أخيراً حيازة مباشرة بواقع حوالي 60% من الأراضي السويدية قبل وفاته. شارك شخصياً في تطوير الإدارة، وكان يفتش باستمرار موظفي التاج. رشّح بنفسه حكام المقاطعات. لم يسمح للنبلاء تولي أي جزء من شئون الدولة، وكان المجلس التشريعي Diet يُعقد في إطار الدعاية الملكية، حيث صار غوستاف السيد المطلق.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد_(و)_محمد_كيال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|