|
مين بيقول ايه إزاى عشان إيه
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه العبارة البلاغية عنوان المقال تعتبر من السهل الممتنع وحتى لا نخطئ فى نسبها إلى بن خلدون أو إلى الجاحظ أو ابن المقفع، نقول بأنها من فخر البلاغة المرسية الذى يقود جمهورية مصر الإخوانية عندما قالها جهاراً على الملأ بأنه " عارف كويس قوى مين بيقول ايه إزاى عشان إيه"، هذا الكلام الفلسفى المخابراتى يؤكد شكوك الإعلاميين والمثقفين بأن سيادته على علم ويقين بكل ما يحدث على أرض مصر من خطف الجنود الذى علم بها قبل حدوثها فأجهزة الأستشعار عن بُعد التى يملكها فائقة الفاعلية تستخدم تكنولوجيا النانو الحديثة، ومن خطف النشطاء وشباب الثورة وكل من يعارض سياسات جماعته وحكومتها من إعلاميين ومثقفين، وهذه العبارة هى تهديد صريح لكل من يشعر بأن الثورة أعطته الحرية ليقول ويفعل ما يشاء، وهو أعتقاد خاطئ فالذين لهم الحق فى التمتع بالحرية والإزدراء بالآخر وتوجيه الأتهامات لأبناء مصر الوطنيين هم فقط المسئولين فى الحكومة والرئاسة وكل من يقودهم من خلف الستار من جماعتهم المحظورة.
مين بيقول ايه إزاى عشان إيه عبارة تدل على قمة المعرفة الرئاسية بكل ما يحدث على أرض الوطن ولا تخفى عليه خافية، ويحاول دائماً إلصاق صفة أو تهمة النظام السابق القديم بكل من يقول لا لسياساته الإستبدادية التى تعمل على تمكين جماعته من مؤسسات الدولة، وإذا كان حقاً يعرف ما يرتكبه البلطجية والإرهابيين والفاسدين والمتآمرين فلماذا لا يقوم بتفعيل القانون ضد كل هؤلاء؟ لماذا يتركهم أحراراً يرتكبون جرائمهم ويهربون إلى غزة ويدخلون من غزة وكأن سيناء أو مصر أصبحت أرضها مباحة للإرهابيين والبلطجية؟
" مين بيقول ايه إزاى عشان إيه" بهذه الثقة يعتقد معى الجميع أن الأستاذ مرسى يسمع ما يقال ويردده المتظاهرون فى كل مكان بمصر، المتظاهرون الذين أكتشفوا فشل الحكومة والرئاسة والجماعة فى تحقيق مصالح الوطن المصرى، والذين وصل بهم الضيق إلى رغبتهم فى إسقاط هذا النظام الفاشل والمتآمر مع دولاً عربية وأجنبية، وأعتقد أن الرئيس العارف والعالم بكل شئ سمع ورأى هتافات أتباع السلفية والجهاديون وأتباع الرايات السود التى قالت" لا إله إلا الله محمد مرسى عدو الله" " لا إله إلا الله الطاغوت عدو الله"، ألم ترسل له أقماره الصناعية بكل تلك المعلومات التى تقول بأختصار أن غالبية الشعب ضد نظامه وضد أفعال جماعته التى تستبيح مصر وأرضها وشعبها وتعتبر نفسها فوق القانون، فهل الرئيس يزاول عمله بأعتباره رئيساً مدنياً أو بأعتباره رئيساً دينياً لجماعة دينية؟
" مين بيقول ايه إزاى عشان إيه" هل يرى جيداً الأستاذ مرسى حالة الضعف والوهن الذى أصاب مصر منذ بداية دخولها فى قفص جماعة وأفكار الإخوان الدينية التى لا علاقة لها بمصالح الإنسان المصرى؟ هل يرى تزايد حالات التكفير والفتن والعنصرية داخل المجتمع المصرى؟ إن الجماعات والتيارات الإسلامية التى تدعم نظام مرسى ترتكب الكثير من الجرائم دون محاسبة مثال على ذلك حصار المئات من تلك الجماعات لمدينة الإنتاج الإعلامى ومحاولة إضرام النار فيها، وعبارة مرسى هذه تخيل البعض أنه أكتشف مؤامرات إستراتيجية خطيرة ومن واجبه الرئاسى أن يعلنها لأبناء مصر حتى يستطيعوا تقدير الجهد المضنى المبذول من جانب هذا الرئيس الداهية العبقرى الذى يعرف كويس قوى مين بيقول ايه إزاى عشان إيه، لكن فى نهاية الخطاب لم يكتشف المستمع أو المشاهد شيئاً جديداً بل هو نفس الكلام الساذج المعروف والمتداول فى خطابات الرئيس البلاغية.
" أنا عارف كويس قوى مين بيقول ايه إزاى عشان إيه"، هذه المعرفة لا تستدعى كمية الأيادى التى أرتفعت بالتصفيق، فالرئيس لم يأتى بإجابة عن مشاكل مصر الأقتصادية وعن الأنهيار المستمر ولم يجيب عن السؤال الملح من كل مواطن: أريد حلاً، فالمصرى الحقيقى لا يصفق لعبارة ساذجة مثل هذه يريد مرسى من وراءها إظهار قدراته الغير عادية وكأنه سوبرمان أو جيمس بوند المصرى الذى على كل شئ قدير، فى نفس الوقت الذى ينهار فيه المجتمع فبدلاً من إظهار مرسى لعضلاته مهدداً بها من يقولون الحقائق، عليه أن يتكلم فى مشاكل المواطن من إنقطاع كهرباء ونقص السولار والخبز وأرتفاع أسعار الكثير من المواد الحيوية التى تؤثر سلبياً على أستقرار المجتمع، مما يجعل الإرهاب والبلطجة تستغل ضعف الأمن وغيابه فى تحقيق أهدافهم العداوانية ضد الشعب المصرى.
الجميع ينتظر فى خطاب رئيس الدولة الحديث عن المشاكل وكيفية معالجتها والأرتفاع بمستوى معيشة الفرد، لكن أن يتحدث الرئيس بلهجة تهديدية يدعمها خيلاء السلطة " أنا عارف كويس مين بيقول ايه إزاى عشان إيه"، فما هو رد فعل المواطن العادى؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحفاظ على أرواح الخاطفين
-
النظام يستسلم للإجرام
-
تمرد وطنى على الدكتاتورية
-
فشل النهضة والقرداتى
-
سيناريوهات الثورات العربية
-
الشاطر ودولة الإخوان
-
مشروع نهضة الإخوان
-
وزير التحرش الجنسى بجدارة
-
تحرش وزير الإعلام الجنسى
-
ليست فتنة وليست طائفية
-
باسم يوسف رمز مصرى
-
مرتكب الإجرام ليس مجهولاً
-
إرهاب الإرادة الشعبية
-
حد الحرابة شريعة جاهلية
-
تحرير فريق الإرهاب
-
الإنقاذ الأمريكى للإخوان
-
محاكمة طغاة الإسلام السياسى
-
إغتيال الوطن
-
سلطان المقدس فى التحرش الجنسى
-
قاتلوا جنود الله
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|