أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..















المزيد.....

مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 290 - 2002 / 10 / 28 - 01:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أكتوبر 2002

منذ بدأت حملة مقاطعة إسرائيل ونحن نحاول جاهدين تكريس مبدأ المقاطعة بكل معانيه, عبر تحديد الواجبات ومتطلبات العمل الموسع والحقيقي من أجل الخروج بنتائج عملية وفعلية فيها ما هو خير وما يبشر بالخير. قلنا أننا لا نستطيع حمل السلاح والمحاربة جنبا إلى جنب مع المقاومة في فلسطين المحتلة, ولا نستطيع المشاركة في قذف الاحتلال بالحجارة, لكننا في المقابل نستطيع تفعيل مقاطعة الكيان الصهيوني من خلال الكف عن شراء بضاعته ومنتجاته وسياحته وحتى أفلامه وموسيقاه وكل ما يمت له بصلة من قريب أو من بعيد. فكل برتقالة ندفع ثمنها هنا تتحول إلى قنبلة أو رصاصة تقتل بريئا هناك وتساعد كيان الإرهاب على التمادي في إرهابه من خلال قتل الأطفال والنساء وتشريد الأبرياء وتدمير البيوت على ساكنيها من المدنيين العزل. فشجرة البرتقال التي تذبل وتموت حزنا على زارعها, تأبى أن تقطف أو تلم ثمارها أيدي سارقيها وحارميها من زارعها وراعيها الذي طرد بالقوة وسلبت منه الأرض والديار بفعل الإرهاب والبطش والتزوير الذي لم يشهد له العالم مثيل. فإسرائيل هي النتاج العقيم للاستعمار اللئيم الذي كان يستعمر بلادنا مباشرة وأصبح الآن يستعمرها بشكل غير مباشر وعبر وسائل وطرق أخرى تقوم إسرائيل بحمايتها ورعايتها لتنعم هي نفسها بالدعم والرعاية من الاستعمار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا,حيث تعلم إسرائيل الصهيونية أنه لا مكان لها بين الأمم لأنها بلا أساس وبلا أصول وجذور وهي نتاج لعملية سلب الأرض وتزوير التاريخ مع عوامل سياسية وجغرافية و ديمغرافية أخذت من الحرب العالمية الثانية وما نتج عنها من ويلات ذريعة لتجمع من خلالها كل اليهود ومن يدور في فلكهم من اللمم, لتزرعهم في فلسطين العربية على حساب حياة السكان الفلسطينيين الأصليين.

مطلوب من كل من هو مناصر ومؤمن ومؤيد للحق الفلسطيني أن يرفع عاليا شعار المقاطعة ويمارسه يوميا حتى يصبح شيئا عاديا, تزول معه من يومياتنا الأسماء والأشياء التي تتبع الاحتلال أو يفرزها هذا الاحتلال. ثم كيف لنا أن نستطيب البرتقال وهو مقطوف بأيدي الغاصبين أو أجبرت أيدي العمال الفلسطينيين الفقراء والمحتاجين على اقتطافه من أرض آبائهم وأجدادهم المسلوبة والمنهوبة. وهل هناك ما هو أبشع من البشاعة الصهيونية التي تمارس على أبناء فلسطين الخاضعين لسلطة سيف الإرهاب اليهودي الاستعلائي والأصولي, هذا السيف المسلط على رقاب الناس في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحاصرة بالظلام وفاشية الأوباش الظالمين من بقايا نظريات هرتزل وجيبوتنسكي وبيغين وغولدا مئير و من الخارجين من رماد المحارق الأوروبية ليستعينوا بتاريخهم المأساوي من أجل كسر الإرادة الفلسطينية و إحلال لغة ألا عقل والتزوير والكراهية مكان لغة العقل والتسامح والأخلاق الإنسانية. أنه الحقد المتسلح بعنف الاحتلال و بلغة الرعب وبكل ما في الصهيونية من فظاعة ترتكب باسم الحفاظ على أمن الصهاينة الذين يحرمون الفلسطينيين من الهدوء والأمن والطمأنينة. أن المذابح والويلات والكبائر التي ترتكب يوميا في فلسطين باسم الدفاع عن اليهود وارض إسرائيل ليست ألا الدليل على إجرام إسرائيل وسادية الفكر والمنطق والعقيدة التي تدير الناس هناك, فتجعل منهم منذ الصغر مشاريع طغاة وقتلة وإرهابيين محترفين كما هو الحال مع جيل المجرمين الحاليين الذين يحكمون الكيان العبري ويتحكمون بحياة الملايين من اليهود والفلسطينيين تحت الاحتلال. هذه الزمرة الحاكمة في تل أبيب هي القنبلة التاريخية التي ستقضي على إسرائيل وهي السم الذي سيسمم صاحبه فيقتله ويريح الجوار منه, لأن العقلية تلك هي عقلية استعلائية تآمرية توسعية عدوانية لا يربط بينها سوى التزوير والكيان الدخيل الذي جمعها لتشكل منه قاعدة متقدمة للمتآمرين على أمة العرب بأرضها وناسها وثرواتها ومعتقداتها.

أن مقاطعة هذا الكيان الهمجي الذي لا يعرف غير لغة التزوير والدجل والتحريف بفعل منطقه التخريفي والاستخفافي,أصبحت من المطالب الملحة والدقيقة, لأنها مطالب مهمة وفعالة جدا أثبتت من خلال التجربة صحتها وقوتها ومدى تأثيرها على الكيان المقاطع أو المعزول. فتجربة مقاطعة نظام الفصل العنصري الأبارتهايد في جنوب أفريقيا كانت تجربة فريدة وناجحة, وهي تجعلنا نؤمن أكثر بحتمية نجاح هذا الأسلوب النضالي في التعامل مع الكيان الصهيوني العنصري. كما يجب عدم الاستخفاف بالنتائج التي تبرز وتظهر بسبب المقاطعة, فالمقاطعة سلاح فعال جدا وحاد تؤتى ثماره عاجلا أم آجلا وغالبا ما تكون النتيجة مشجعة. وما انعقاد المؤتمر التاسع والستين لمكاتب مقاطعة إسرائيل والذي بدأ أعماله في دمشق ويستمر حتى التاسع والعشرين من أكتوبر الحالي – ذكرى مذبحة كفر قاسم الرهيبة والتي ذهب ضحيتها 49 شهيدا فلسطينيا من المدنيين الأبرياء, سنة 1956- ألا دليل على صحوة الأمة رغم التخدير الأمريكي والصهيوني الذي يسود المنطقة العربية منذ حرب الخليج الثانية. هنا وفي هذه المناسبة يجب أن نؤكد على ضرورة وقف العلاقات الدبلوماسية الاقتصادية والسياحية والتجارية والزراعية التي تربط بعض الدول العربية مع إسرائيل وتحديدا مصر والأردن وموريتانيا هذه الدول التي لم تكتف بعلاقاتها المرفوضة شعبيا مع إسرائيل بل أنها قاطعت المؤتمر المذكور, ومنها من ذهب أبعد من ذلك عندما قام باعتقال بعض قادة لجان المقاطعة لديه. ومن الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر جاء تنفيذا لمقررات قمتي عمان وبيروت ولأحياء المقاطعة العربية وتفعيلها في الصراع مع الصهاينة. ومعروف أن مكتب مقاطعة إسرائيل كان أنشئ عام 1951 من قبل جامعة الدول العربية ومهمته وضع لائحة سوداء بأسماء الشركات الإسرائيلية والأخرى التي تتعامل مع إسرائيل. وهنا أجد أنه من الضروري التذكير بالمقاطعة الشعبية العربية لكل من يتعامل مع إسرائيل و يرفض مقاطعتها أو يدعو للتطبيع معها, فهذا الموقف الشعبي هو الذي يدعونا للتفاؤل والاستمرار في حملة المقاطعة وتعزيزها وتعميمها من أجل إنجازات أكبر تجبر المتخلفين على الالتحاق بقافلة المقاطعة. وحادثة منع الجمهور التونسي إدارة مهرجان قرطاج من عرض الفيلم التونسي الفرنسي المشترك فاطمة لمخرجه خالد غربال الذي شارك به في مهرجان إسرائيلي و أطلق العنان لتصريحاته التي تنادي بالتطبيع مع الصهاينة, ما هي إلا حلقة جديدة من حلقات المقاطعة الفعالة والصحيحة.

واقعة مهرجان قرطاج يجب أن تعمم لتشمل كل من لا يلتزم بالمقاطعة و لكي يعرف المتخلفون عن ركب القافلة بأنهم لن ينعموا بالراحة وسوف تنبذهم  بلادنا و شعوبنا و كذلك أصدقاء القضية الفلسطينية العادلة.

                             * باحث فلسطيني مقيم في النرويج

                           

                         



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيشان أرض الذئاب والعذاب
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..
- سفير بريطانيا يجرأ على الكلام
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الثاني
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الأول
- الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة إسرائيل الإرهابية
- السابع من أكتوبر تاريخ فلسطيني جديد
- نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..