أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى عنترة - مومن علي الصافي، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتحدث عن الهوية، الشعب الأمازيغي..














المزيد.....

مومن علي الصافي، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتحدث عن الهوية، الشعب الأمازيغي..


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1180 - 2005 / 4 / 27 - 11:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ـ كيف تنظرون إلى الواقع الهوياتي بالمغرب؟
إنه في تطور نحو إدراك مفهومه الحقيقي، فبالأمس القريب كان مفكرونا وحكومتنا وأحزابنا، مقتنعين بأن هوية شعبنا لها بعد واحد هو البعد العربي، ولكن بعدما تحرر البعض منهم من تأثير تيار القومية العربية الآتي من الشرق، الذي حمل إلينا هذه الفكرة كما تحمل العاصفة ذرات الغبار، وصفا ذهنهم نسبيا من دوامة ذلك التيار، تبدى لهم البعد الأمازيغي لهويتنا، فوجدوا نفسهم حائرين بين حقيقتين، إحداهما موضوعية وعلمية، وأخرى سياسية.
الحقيقة العلمية تؤكد أن هوية شعبنا أمازيغية، وهي مستمدة من علوم كثيرة كالتاريخ والجغرافيا والاجتماع والقانون، واللسانيات، والأنطروبولوجيا وغيرها، أما الحقيقة السياسية فتقول أن هويتنا عربية، وهي مؤسسة على ديماغوجية القومية العربية القائمة على هذا الشعار الغامض: (آمن بأنك عربي فسوف تجد نفسك عربيا).
وبما أن الشجاعة كانت تنقصهم لإعلان الوجه الحقيقي الأمازيغي لشعبنا فإنهم أضافوا إليه الوجه السياسي العربي، معتقدين أنهم بهذه التوليفة المصطنعة، قد أحسنوا صنعا، فوفقوا بين ضغط الواقع الهوياتي الحقيقي لشعبنا، وبين الضغط القومي الشرقي الهادف إلى تزييف هذا الواقع، ولكنهم في الحقيقة مسخوا ذات شعبنا وجعلوا لها رأسين مختلفين أحدهما أمازيغي والآخر عربي.
- في نظركم ما هي مكونات الهوية المغربية؟
إذا سلمنا بأن الهوية الحقيقية للشعوب قاطبة، لا تخط بالقلم، ولا تبنى على هوي نفسي أو إيمان ديني، أو مصلحة عابرة، بل تؤسس على حقائق علمية وموضوعية، فإن أية معرفة للهوية المغربي في نظري ستكون خاطئة ما لم نقم بالجواب على سؤال أزلي، يقرع آذاننا باستمرار، لكنه لم يتلق بعد منا أي جواب.

- ما هو هذا السؤال الأزلي؟
أين هو الشعب الأمازيغي، الذي تجمع كل كتب التاريخ أنه هو صاحب هذا الوطن قبل الفتح الإسلامي؟ هل انقرض قبل مجيء الفاتحين العرب إلى هنا؟ أم قام هؤلاء الفاتحين بإبادته وانتزاع أرضه؟
فالجواب على هذا السؤال الحاسم، سيضع حدا للنقاش حول مشكلة الهوية الحقيقية لشعبنا، لأنه إنه ثبت بالفعل قيام العرب بإبادة الشعب الأمازيغي، فستكون النتيجة، أننا شعب عربي تشكل من أحفاد الفاتحين، لكن لما ثبت العكس، أي أن الشعب الأمازيغي ظل حيا، فاعتنق الدين الإسلامي، واسترد حريته واستقلاله من الخلافة العربية في المشرق، ثم حكم نفسه بنفسه بواسطة دوله وامبراطورياته الخاصة، انطلاقا من دولة إسحاق بن عبد الحميد الأوروبي، مرورا بالمرابطين والموحدين إلى دولته العلوية في العصر الحديث، فإن النتيجة ستكون أننا نشكل أحفاد الشعب الأمازيغي الذي كان موجودا قبل الفتح الإسلامي، وموجودا بعده، وسيستمر وجوده إلى الأزل، كما ستكون النتيجة أيضا أن هوية شعبنا أمازيغية، لا يبطلها اندماج شتات شعوب أخرى فيها انطلاقا من شتات الفينيقيين والرومانن والوندال والعرب والأتراك والبرتغال والإسبان والفرنسيين، شأنها في ذلك شأن الهوية العربية في جزيرة العرب التي لم يبطل وحدتها وصفائها اندماج شتات شعوب أخرى فيها، انطلاقا من السومريين والآشوريين والبابليين والفرس والأحباش والهنود والعبرانيين وغيرهم.
كما أن وحدة هويتنا هذه وصفائها، لا ينقصها أيضا جهل قسم من شعبنا لغته الأمازيغية الأصلية، لأن هذا الجهل كما هو معلوم ناتج من تطبيق مجتمعنا في ماضيه وحاضره سياسة لغوية خاطئة، تمثلت في ترسيم العربية وحدها دون الأمازيغية، هذه السياسة هي التي أحدثت الشرخ الذي نراه اليوم في جسم شعبنا بين الناطقين بالأمازيغية، والناطقين بالدارجة، لأنه لما قامت كل دولنا على مر العصور بجعل اللغة العربية وحدها لغة الدين والدنيا، فقد أدى هذا الإجراء إلى تسابق وتهافت أجدادنا على تعلم هذه اللغة الجديدة، لأجل تحقيق مآربهم الدنيوية والآخروية، وإذ تم اكتسابهم لهذه اللغة خارج المدارس والمعاهد وكل القنوات الصحيحة لتعليم العربية، فإنهم كانوا يكتفون بالتقاط كلمة عربية هنا، وأخرى هناك، ثم يصبونها في القوالب الأمازيغية المغروسة في أذهانهم، فصنعوا بذلك لهجة هجينة، شكلها الخارجي عربي، وجوهرها العميق أمازيغي، هذه اللهجة هي ما يطلق عليها حاليا الدارجة أو العامية المغربية، وهذا الصنع الأمازيغي لهذه اللهجة هو الذي جعل المشارقة يشتكون مرارا وتكرارا من إدراكها وعدم فهمها وأنه من هنا فإن من يجهل ساب حدوث هذا الشرخ في ذات شعبنا يعتقد أن الاختلاف اللغوي الذي يراه في مجتمعنا، يعتبر اختلافا عرقيا بين عرب وأمازيغ، ولكن الذي يعرف هذه الأسباب يدرك أن ذلك الاختلاف هو لغوي فقط بين أفراد شعب واحد وموحد.
- وما هي في نظركم طرق تدبير هذا التعدد اللغوي بشكل عقلاني؟
هي أن ننبذ أولا الصورة السياسية المزيفة التي شكلت بها القومية العربية هويتنا، ونقوم بإعادة تشكيل ذات شعبنا من جديد، وفق صورتها الطبيعية الأمازيغية، المستمدة من الواقع الجغرافي والتاريخي والاجتماعي واللسني لبلادنا، ونجعل في اعتبارنا أن لنا إلاها واحدا وملكا واحدا، ووطنا واحدا، وشعبا واحدا، ذو هوية واحدة، أي ذو رأس واحد لا رأسين مختلفين كالمسخ المشوه، ونقتنع بالتالي أن اللغة الأمازيغية هي لغتنا الحقيقية الطبيعية، التي ميز بها الله شعبنا ووطننا عن غيرهما من الشعوب والأوطان، وأن اللغة العربية هي لغتنا المكتسبة، التي اختارها ملوكنا وأجدادنا بمحض إرادتهم، من غير أن يفرضها أحد عليهم بقوة السلاح، متخدين منها وسيلة لتنميتهم الثقافية والروحية، ثم نقوم بتدبير واقعنا الهوياتي واللغوي هذا، على أساس هذه الحقائق الثابتة، معتمدين عليه في بناء حاضرنا ومستقبلنا.
وأعتقد أن هذا التدبير العقلاني هو الذي اعتمدته دولتنا حاليا في إطار مشروعها المجتمعي الديمقراطي الجديد وهو الذي أعلنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام ممثلي مختلف مكونات الأمة من سياسية ونقابية ودينية وثقافية واقتصادية وجمعوية وذلك في الحفل المهيب الذي أقيم يوم : 17 أكتوبر 2001 فوق قمة جبل أجدير الشامخ.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد أرحموش، رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، يعلق عل ...
- أحمد الخر، ناطق رسمي باسم جمعيات أولياء ضحايا القمع بمخيمات ...
- عليا المرابط يعود من جديد إلى الواجهة السياسية وصورة المغرب ...
- هل ينجح البوليساريو في فتح جبهة موالية له داخل المغرب؟
- ملاحظات حول الظهير المنظم للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
- العلمانية الحل الأمثل لمواجهة الاستغلال السياسي للدين
- إدريس البصري، وزير داخلية الحسن الثاني، يشرح معاناته من أجل ...
- -عسكريون يتربعون على -مملكة البحر
- الحركة الأمازيغية والمسألة الهوياتية بالمغرب
- سؤال الإدماج والإقصاء داخل النظام السياسي بالمغرب
- هل يعـرف المغرب حربا حول الهوية؟
- الملك محمد السادس يعين ياسين المنصوري على رأس جهاز المخابرات ...
- حميدو العنيكري يضع هيكلة جديدة للإدارة العامة للأمن الوطني
- العائلـــة الحركيـــة الحليف الدائم للمخزن
- المطالبون بالإصلاحات السياسية بالمغرب ينتظرون دستور محمد الس ...
- الملكية في المغرب تبحث عن يمين سياسي حقيقي
- سؤال من يحكم المغرب يعود إلى الواجهة السياسية
- معتقل تمارة -السري- بالمغرب تحت المساءلة القانونية
- على المرابط يتحدث عن زيارته إلى تيندوف ولقائه بمحمد عبد العز ...
- أي موقع لمطلب ترسيم الأمازيغية في أجندة الحكم المغربي؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى عنترة - مومن علي الصافي، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يتحدث عن الهوية، الشعب الأمازيغي..