سامي العباس
الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 10:33
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
منذ اكثر من عشر سنوات وأنا اقرأ لفالح ..لم اقرأ كتبا للأسف ..بل مقالات متفرقة ودراسات منشورة في الدوريات والصحف العربية .منذ البداية ,لفتتني سيطرته على أدواته المعرفية ..وموضوعيته التي تسحب البساط م تحت كل محاولة للأيديولوجية لإعادة احتلال موضع قدم في عقله..
بعيد سقوط الطاغية صدام حسين بواسطة الحضور العاري للقوة العسكرية الأمريكية,وتصاعد غبار الايديولوجية النضالية على نحو يضع العين العربية في موقع لاتحسد عليه.. لجهة قدرتها على الرؤية..,كنت كلما قرأت لفالح عبد الجبار ازداد يقينا بأن عينّي لم تخونني..وأني من تلتي المتواضعة الارتفاع أرى كما يرى فالح المشهد العراقي بوضوح وبكثير من الأمل..
آخر ماقرأته لفالح:في الحياة-24-4-2005تحت عنوان :مام جلال,الرئيس جلال
ورغم المساحة الصغيرة للمقال استطاع فالح ان بذهب الى لب الإشكالية التي تقطعت أنفاس الراديكالية العربية على تنوع خطابها العقائدي وحاملها الاجتماعي,دون ان تفلح في وضع اليد على الحلقة المركزية للخروج من حالة الاستنقاع..أقصد بالحلقة المركزية(( الدولة الأمة))..
الاان مهارة فالح تتجلى في هذه الانعطافة البارعة نحو التاريخ القريب ,في حركة رشيقة تذكرني بمهارة فرسان جنكيز ايتماتوف:الكازاخ والكرغيز بمباريات خطف الجدي ,كما صورها في رائعته: وداعا يا غولساري..اقصد التقاطه الرشيق لما تذكره الوثائق البريطانية من محاضر لقاء المندوب السامي البريطاني السير :بيرسي كوكس والأمير فيصل بن الشريف حسين, ملك العراق لاحقا..
لقد دفع الأكراد_ والعرب بدرجة اقل_,فاتورة انفراط عقد الامبراطورية العثمانية..وهم في طريقهم نحو بناء الدولة الأمة كبديل اكثر تحضرا,يضخمون الفاتورة اكثر فأكثر كلما وضعوا على ظهورهم المزيد من الحمقى والمتعصبين وذوي المصالح الضيقة... الخ..
لم اقرأ لمن يوازي فالح في تفهمه لردود الأفعال على الاكراهات التي تضطر اليها الجماعات المستضعفة عندما تجد نفسها في هذا المخنق او ذاك ..ميزة فالح انه يفتح أعين الجماعات المحلية على تنوع محاور عصبياتها ((الدين او اللغة او العرق))على الشرك الذي تضع نفسها فيه,عندما تعجز عن تقاسم عادل للحقوق والواجبات داخل الكيانات السياسية القائمة.. ,وتسد الطريق بذلك على الذهاب لاحقا الى كيانات اوسع تسمح بها المشتركات الكبرى..
إلا ان مامس شغاف القلب في مقالته هذه ,جملته التي رنّت كلحن يمجد توق البشري للتعالي على أنانيته ل رؤية حاجات الآخر..(دعوا الوعول الظامئة ترتوي أولا..)
كم نحن بحاجة لأن ترنّ هذه العبارة في أذن كل الجماعات العربية –الاسلامية التي أخذتها العزة بالإثم ..
#سامي_العباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟