علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 13:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زخة البيانات السياسية التي هطلت يوم أمس في عدد من المحافظات العراقية، كانت تبدأ في الغالب بالتضامن مع " أهلنا في بغداد والمحافظات" وتدعوهم الى الصبر والتحمل، ثم توجه اتهاماتها وشتائمها إلى " السيطرات والوهمية" و "المليشيات التي تجوب شوارع بغداد" وتطالب الحكومة بوضع حد لجرائمها، وهذا كله مضمون لا اعتراض عليه بل هو صحيح ومطلوب ولكنه مضمون "أعور" يرى نصف الحقيقة الدامية!
بعض تلك البيانات ساوى بين "الحكومة الطائفية" والمليشيات، والبعض الآخر اعتبر المليشيات تابعة للحكومة أو هي امتداد لها! وهذه وجهة نظر قابلة للنقاش، و لكن إذا ما علمنا بأن كلمة "المليشيات الطائفية" أو "الصفوية" تعني و تحيل الى طائفة واحدة معينة، يعرفها القارئ والسامع والمشاهد العراقي، وإذا ما أضفنا إلى ذلك سكوت هذه البيانات سكوتا مطبقا عن "تفجير المفخخات بالعشرات" و "عمليات خطف و ذبح المسافرين على الطريق الدولي السريع في الأنبار" و حملة الاغتيالات بالمسدسات الكاتمة، سنعرف أن هذه البيانات لا تختلف عن البيانات التي تصدرها الجهات "المقابلة" والتي تدين تفجيرات المفخخات وخطف وذبح المسافرين والاغتيالات بالكواتم ولكنها تسكت عن جرائم المليشيات والسيطرات الوهمية! ثمة تعادل في موهبة الغباء الطائفي!
هذه البيانات، بنوعيها، لا تهدئ الوضع الملتهب، ولا تحقن الدماء البريئة، و لا تساعد على صعود أسهم المصالحة والتضامن الوطني المطلوب، بل هي عملية تجييش وتحشيد وردح طائفي ستتفجر بسببها المزيد من المفخخات و يرتكب المزيد من جرائم المليشيات! هل تشمون رائحة كريهة في هذه البيانات؟ إنها رائحة جثث الضحايا الأبرياء الذين سيسقطون لاحقا!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟