عمّار المطّلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 09:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ردّ سريع على مقالته : ( ردا على الإعتراضات علينا فى تاريخ صحابة الفتوحات (1 ) )
1. يقول الكاتب: ( والنقد المّوجه لنا منه ما هو هراء ( بالهاء وليس الخاء ) ، يشبه أنين المرأة الهلوك عند الجماع الجنسى )
هذا الذي اقتطفتُهُ من موضوعكَ مؤسف و يفتقد للياقة. إنّهُ أسلوب غير جدير بكاتب يفتخر بكتبه، و يقول عن نفسهِ إنّه قرآنيّ . المسلم عفّ اللسان لا ينزلق إلى مستوى الشتائم الرخيصة.
2. أنتَ لا تقول الحقيقة، فنحنُ الشيعة لا نؤلّه عليّاً، بل نقول في صلاتنا عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، إنّه عبدُ الله و رسوله، بتقديم العبوديّة على الرسالة، و عليٌّ هو عبد الله و وصيّ نبيّه، فكلّ مخلوقٍ هو عبدٌ لله سبحانهُ و تعالى .
3. تقول إنّ قولنا بعصمة الرسول أو الإمام عليٍّ عليه السلام معناه منحهما مقام الإلوهيّة، أعوذ بالله منْ قولكَ هذا ، فهلاّ قرأتَ القرآن ؟!
ألم يقل الله عن مخلوقاته من الملائكة : «لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون»، أليس معنى هذا أنّهم معصومون عن عصيانه ؟! فهل يعني هذا أنّهم أرباب .. ستجادل بالقول إنّهم ملائكة و ليسوا بشراً. فهلاّ قرأتَ القرآن الذي يقول ( إنّما يريد الله ليُذهبَ عنكم الرّجس أهل البيت و يطهّركم تطهيراً ) ، وهي نزلت في رسول الله و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين، برغم تكذيبكَ الذي لا يعني شيئاً أمام أئمة الحديث من كلا الطرفين.
3. السنّة على ضلال، و الشيعة على ضلال، و المتصوّفة على ضلال!!!! وحده ( القراني) أحمد صبحي منصور على الحقّ !!!!!!
ثمّة اتّجاهٌ ( تكفيريّ) ، يرى صاحبهُ أنّهُ الوحيد السّائر على الحقّ، و ما سواه على ضلال !!!
التكفيريّون على اختلافهم يجمعهم هذا الأمر سواء أكانوا أفراداً أم جماعات .. لا يرى التكفيريّون طريقاً غير طريقهم يوصل للحقيقة المطلقة !!!!
لا فائدة من الجدال معهم، لأنّهم لنْ يستمعوا إلاّ لأنفسهم التي يرونها أكبر من كلّ نفس !!
4. نهج البلاغة ليس عليّاً عليه السلام .. فهو أكبر من مجموعة خطب .. لو كنتَ تبحث عن الحقيقة لعرفتَ أنّ كثيراً من الخطب التي أوردها الشريف الرضيّ، قد وردت من مصادر أخرى، و روايات أخرى، و لم ينفرد بها الشريف الرضي .. و لو كنتَ تبحث عن الحقيقة، لعرفتَ أنّ ثمّة عشرات الكتب التي تناولتْ أسانيد نهج البلاغة ، و لم تترك لمتشدّقٍ مجالاً للطعن ..
و بعيداً عن ذلك، فإنّ عليكَ أنْ تثبتَ إنكاركَ بالبراهين و الأدلّة، و ليس بإلقاء الشبهات و تأطيرها بحكاياتٍ منْ نسج الخيال، فعلَ مَنْ أسميتَهم صعاليكَ الإنترنيت .
إبن أبي الحديد المعتزلي، و الشيخ المصري المرحوم الإمام محمّدعبده قد تركا لنا شرحاً جميلاً لنهج البلاغة، و همْ مَنْ همْ في سعة العلم و حسن السّيرة و رجاحة الرأي .
ما أشدّ ما يبعثُ ما كتبتَ على الضحك المُبكي: أنْ يؤلّف الشريف الرضيّ هذه الخطب الطويلة منْ أجل قضيّةٍ شخصيّةٍ له مع بني بويه !!!!!!!!
لقد ردّ عليكَ، و على أمثالكَ ابن أبي الحديد المعتزلي شارح نهج البلاغة، بعد نقله خطبه لإبن أبي الشخباء العسقلاني ( المتوفّى 482 ه).
( هذه أحسن خطبة خطبها هذا الكاتب, و هي كما تراها ظاهرة التكلف, بيّنة التواليد, تخطب على نفسها, و إنما ذكرت هذا, لأن كثيراً من أهل الهوى يقولون إن كثيراً من نهج البلاغة كلام محدث, صنعه قوم من فصحاء الشيعة و ربما عزوا بعضه إلى الرضي أبي الحسن و غيره, و هؤلاء أعمت العصبيّة أعينهم, فضلوا عن النهج الواضح, وركبوا بنيّات الطريق(4) ضلالاً و قلّة معرفة بأساليب الكلام, و أنا أوضح لك بكلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط.
ثم يقول:
لا يخلو أما أن يكون كل «نهج البلاغة» مصنوعاً منحولاً, أو بعضه, و الأول بالضرورة, لأنا نعلم بالتواتر صحة اسناد بعضه إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) , و قد نقل المحدثون كلهم أوجلهم , و المؤرخون كثيراً منه, و ليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرض في ذلك, و الثاني يدل على ما قلناه, لأن من قد أنس بالكلام و الخطابة, و شدا طرفاً من العلم البيان, و صار له ذوق في هذا الباب لابد أن يفرق بين الكلام الركيك و الفصيح, و بين الفصيح و الأفصح, و بين الأصيل و المولد, و إذا وقف على كرّاس واحد يتضمن كلاماً لجماعة من الخطاء أو لاثنين منهم فقط, فلابد أن يفرق بين الكلامين و يميز بين الطريقتين.
وأنت إذا تأملت «نهج البلاغة» وجدته كله ماءً واحداً, و نفساً واحداً, أسلوبأ واحداً, كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهية , و كالقرآن العزيز أوله كأوسطه , و أوسطه كآخره, و كل سورة منه و كل آية منه مماثلة في المأخذ و المذهب و الفن و الطريق و النظم لباقي الآيات والسور, و لو كان بعض «نهج البلاغة», منحولاً و بعضه صحيحاً لم يكن ذلك كذلك).
ولفائدة القارئ الباحث عن الحق ، أذكر على نحوٍ سريع، الكتب التي بحثتْ في أسانيد نهج البلاغة:
* استناد نهج البلاغة, امتياز علي خان العرشي.
* اسناد و مدارك نهج البلاغة, محمد الدشتي ( المتوفى 1422 ه).
أورد فيه (283) مصدراً لنهج البلاغة !!!
* مصادر نهج البلاغة و أسانيده, السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب: أورد فيها مصادر سبقت الشريف الرضيّ.
* مدارك نهج البلاغة و دفع الشبهات عنه: تأليف السيّد هادي كاشف الغطاء.
وغير ذلك من الكتب التي لا مجال لذكرها في هذا الردّ السريع ..
و منْ هنا ترى الفرق بين الباحثين من الوزن الثقيل، و الآخرين الذين لا وزن لهم و لا تأثير.
5. لو كنتَ قرآنيّاً كما تقول، لتذكّرتَ آية المباهلة : "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "
فمَنْ هو نفس النبيّ، و مَنْ هم الأبناء، و مَن النساء؟!!
ألم تكنْ هذه آية المباهلة بالاتفاق مع وفد نصارى نجران؟!
ألمْ يخرج النبيّ و معهُ عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين ؟ أم ستُنكر هذا، لأنّ بغضكَ للإمام عليّ و الحسن و الحسين، سيمنعكَ من الإقرار.
6. أسألكَ : أتصلّي صلاة المسلمين، أم تراكَ عثرتَ على صلاةٍ أخرى؟ فإنْ كنتَ تصلّي صلاة المسلمين، فأنتَ تعرفُ أنّ الصلاة لا تُقبَل بلا صلاةٍ على النبيّ و آله .. فمَنْ آل محمّد يا سيادة الكاتب؟! أهم معاوية و يزيد المُعجَب بهم أشدّ الإعجاب، برغم محاولتَك تغطية ذلك، بجملةٍ عائمة أو جملتَين !!
7. إقرأ ما كتبتَ عن يزيد الحاكم السفّاح الذي قتل ابن ابنة رسول الله، و استباح مدينة رسول الله ثلاثة أيّام، و قتل الآلاف، و انتهكَ الإعراض:
( 1 ـ ينطلق الشيعة من أرضية كاذبة هى ( أحقية) (على ) بالخلافة دون أبى بكر ، و( أحقية ) الحسين بالخلافة من يزيد بن أبى سفيان . هى أرضية كاذبة دينيا وسياسيا. ونشرح ذلك بإيجاز. فعلى فرض أن لك الحق فى شىء فليس معنى هذا أن تناله فى دنيا الواقع . الحصول على ( الحق ) لا بد له من ( الاستحقاق ) ، أى أن تتأهّل بالقوة المناسبة والوسائل التى تستطيع وتستحق بها الحصول على حقك )
أحقيّة الحسين بالخلافة منْ يزيد هي أرضيّة كاذبة دينيّاً و سياسيّاً !!!!!!
لمْ يسبقكَ أحدٌ بقول هذا إلاّ غلاة مبغضي أهل بيت النبيّ (ص ) و الحاقدين عليهم ممّن تسمّيهم الشيعة ( النواصب ) ، أي الذين ناصبوا عليّاً العداء !!
8. تقول:
( ومثلا ، فإن (الأخ الاستاذ أبو هريرة ) أكبر كذاب فى تاريخ أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط أشاع أحاديث فى فضل معاوية والأمويين، فقابله الشيعة بأحاديث فى تقديس (على ) وذريته )
و هذا ليس صحيحاً ، و لا يقولهُ إلاّ خفيف الوزن في مجال البحث، فكثيرٌ من الروايات في فضائل الإمام عليٍّ عليه السلام، وردَتْ في مصادر الحديث السنيّة و في الصحاح ، و لمْ يختلقها الشيعة كما تدّعي.
9. قال رسول الله ( ص ) :
( الحسن و الحسين سيّدا شباب الجنّة )
و قال أيضاً: ( ياعليّ لا يحبّكَ إلاّ مؤمن، ولا يبغضكَ إلاّ منافق)
صدق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم..
و كذبَ المبطلون.
#عمّار_المطّلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟