آزاد جاويش
الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 23:35
المحور:
القضية الكردية
في المقدمة أريد أن أقول أرجو أن لا يفهمني أحد بأنني في هذة المقالة أسيء لحكومة إقليم كوردستان العراق بل هدفي منه توضيح مهام بعض المؤسسات وقوات الأمن في الإقليم وكيفية تعاملهم مع المواطنيين وبعض الأحيان منها أعمال فردية دون علم القيادة في الإقليم والمقارنة مع التجربة الأولى للقوات الكوردية في غربي كوردستان, في البداية أريد أن أتطرق لحادثة واقعية حصلت قبل سنين عدة, قرر شخص من معارفي وهو عضو في الأحزاب التابعة للمجلس الوطني الكوردي قبل سفره إلى إقليم كوردستان العراق أن يشتري الحلويات الحلبية المشهورة لكي يوزعها من فرحته بمناسبة إفتتاح المطار الكوردي الأول على العاملين في مطار هولير الكوردستانية عند هبوطه فيها, وعندما هبطت طائرته في المطار توجهه إلى رجال الأمن في المطار وهو مبتهج وقدم لهم الحلويات بمناسبة زيارته الأولى لمطار كوردي, مع الأسف تفاجئ الشخص بإلقاء القبض عليه من طرف الأمن وتم التحقيق معه لساعات عدة وبقي لديهم محتجزاً حتى أن تأكدوا من الحلويات أنها لا تحتوي على مواد ضارة أو سامة وثم تم إخلاء سبيله دون قبول الهدية وحينها تحطمت معنوياته لسوء معاملته, طبعاً اتخاذ تلك الإجراءات بحقه ليس طبيعي لسوء معاملته كضيف وكان بإمكان رجال الأمن أن يرفضوا الهدية لأسباب أمنية دون التحقيق معه أو توقيفه.
خرج في تاريخ 17 فبراير/شباط 2011 أهالي السليمانية للتظاهر في وسط مدينة السليمانية التي تبنتها لاحقاً حركة كوران والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والمستقلين, ومع مرور الأيام تحولت إلى سلسلة مظاهرات شارك فيها العشرات الآلاف في ساحة //السراي العام// وسط المدينة ولوح المحتشدين بالأعلام الكوردية مطالبين بالإصلاحات السياسية والديمقراطية وتحسين الخدمات وتغيير بعض من الوزراء من بينهم وزارة البيشمركة والداخلية والمالية, كما طالبوا بمشروع جديد لمسودة دستور إقليم كوردستان وتشكيل لجنة من المستقلين لمحاسبة المفسدين وإقرار قانون مكافحة الفساد وإعادة قانون المظاهرات واسترجاع الأملاك التي استولت عليها الأحزاب الكوردستانية, ومن بين مطالبهم كانت إنهاء هيمنة وسيطرة الحزبان الرئيسيان //الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني// على الحياة السياسية, وفي إحدى المظاهرات توجهوا المحتجين الى شارع سالم حيث المقر الرئيسي لحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق, ومن ثم تحولت المظاهرة السلمية إلى المواجهات العنيفة بين المتظاهرين ورجال الأمن من الحرس وتم حينها استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي وسقط بين المدنيين العشرات من القتلى وجرح المئات منهم في سلسلة المظاهرات التي دامت أكثر من شهرين, وفي أكثر من مرة رد المتظاهرين على القوات المسلحة بالحجارة, ووحده جرح في مظاهرات 01.04.2011 أطلق عليها أسم //جمعة الغضب// أكثر من 45 شخصاً بين المتظاهرين وقوات الأمن وجرح أيضاً 81 شخصاً 9 منهم بالرصاص الحي في مواجهات التظاهرات في 18.04.2011 حتى أن امددت الاحتجاجات إلى مدينة هولير حيث تظاهر في تاريخ 13.04.2011 المئات من الطلاب والأساتذة أمام جامعة صلاح الدين لنفس المطالب وتصدت رجال الأمن للمظاهرة بشكل عنيف مما أشاع جواً من القلق والمخاوف من وقوع مصادمات جديدة في وقتاَ لاحق بين الطرفين, استمرت الاحتجاجات والمظاهرات حتى تاريخ 29.04.2011 وتم فض الإعتصام ضمن انتقاد واسع بين الشعب والحقوقيين على خلفية وكيفية التعامل مع المدنيين من قبل الأمن وهذة المعلومات موجودة أيضاً في يكيبيديا الموسوعة الحرة.
أدانت منظمة العفو الدولية في تاريخ 13.04.2011 استخدام القوة والسلاح ضدد المتظاهرين المدنيين من قبل رجال الأمن في إقليم كودرستان العراق, كما طالبت المنظمة التحقيق في قمع قوات الأمن ضدد المدنيين في الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بتحسين الحياة السياسية, كما أدانت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان استخدام القوة والذخيرة الحية في قمع الاحتجاجات المطالبة بإنهاء الفساد في البلاد, كما دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة الكوردية إلى الكف عن قمع المتظاهرين السلميين, كما أعربت منظمة مراسلون بلا حدود والمنظمة العربية لحقوق الإنسان عن صدمتها الكبيرة اتجاه معاملة المدنيين من قبل رجال الأمن, وأخيراً أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن أسفها وانزاعجها من طريقة استخدام القوة ضدد المتظاهرين في العراق والإقليم وفي المقابل رفضت حكومة إقليم كوردستان تقرير منظمة العفو الدولية.
أصدرت رئاسة إقليم كوردستان العراق في تاريخ 20.05.2013 بياناً يتهم فيها قوات الأسايش ووحدات حماية الشعب مختصراً ي ب ك في إبرام صفقات مشبوهه لتسليح عناصره وتهميش الأطراف الأخرى حتى وصل بهم الأمر إلى القتل والإعتقال والخطف, وثم أغلقت حكومة إقليم كوردستان الجسر الواصل بين غربي وجنوب كوردستان بما يسمى بمعبر سيمالكا وما زال مغلقاً حتى يومنا هذا, جميعنا نعلم أن البيان أصدره رئاسة الإقليم على خلفية إعتقال قوات الأسايش التابعة للهيئة الكوردية العليا على حوالي 70 شخصاً من أعضاء حزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) التابع لحكيم بشار الذين تلقوا التدريبات العسكرية في الإقليم بعد أن دخلوا أراضي غربي كوردستان بشكل غير رسمي وبعد التحقيقات تم إخلاء سبيلهم. إذا قارننا تصّرف الأسايش في التحقيق مع المثالين التي ذكرتها أعلاه فنجد أنها شبهه معدومة مقارنة مع تصّرف رجال الأمن في إقليم كوردستان مع المتظاهرين السلميين وطبعاً هنا لا أبرر تصّرف الأسايش في غربي كوردستان أو أن يفعلوا ما يشاؤون ولا بد أن تحصل بعض الأخطاء الفردية ما دامت تعمل ليلاً ونهاراً على أمننا وحمايتنا وهي التجربة الأولى لتلك القوات, وكما يعلم رئاسة الإقليم أن الهيئة الكوردية العليا رفضت سابقاً بوجود أية قوة عسكرية في المناطق الكوردية غير قوة وحدات حماية الشعب وكما رفضت أية فصائل أو كتائب مسلحة غير منضوية تحت راية وحدات حماية الشعب التابعة للهيئة الكوردية العليا, ولذلك إغلاق المعبر الحدودي سيمالكا من قبل حكومة الإقليم والبيان التي أصدرته على خلفية ما أقدمت عليها قوات الأسايش في التحقيق مع بعض الأشخاص غير مبرر لأن تلك التحقيقات لا يخالف قرارات الهيئة الكوردية العليا بالنسبة لتواجد أية قوات وكتائب مسلحة في غربي كوردستان غير ي ب ك التابعة للهيئة الكوردية العليا, ومن المؤسف أن ينشر الموقع الرسمي لحزب الديمقراطي الكوردستاني KDP.info في تاريخ 21.05.2013 أي بعد إصدار البيان بيوماً واحد مقابلة مع عبد الحكيم بشار متهماً فيها حزب الاتحاد الديمقراطي بقتل الشهيدان مشعل تمو ونصر الدين برهك وتعاونه مع النظام السوري دون تقديم أية إثباتات وهي تهم باطلة مقارنة مع التطورات التي حصلت على أرض الواقع في عدة مناطق في سوريا, تلك التهم سمعناها مراراً على الفضائيات وآخرها كانت على قناة العربية السعودية ونعلم جميعاً أن تلك التصريحات المشبوهه والمرتبطة بأجندة معادية للشعب الكوردي باتت معروفة للجميع ولا تخدم قضيتنا العادلة, وبعد الإتهامات من قبل حكومة الإقليم وعبد الحكيم بشار أقدمت أكثر من 21 كتيبة تابعة لجيش السوري الحر باستهداف منطقة شيراوا-عفرين وسريه كانيه وقامو بخطف أكثر من 700 من المواطنيين المدنيين العزل المسافرين بين حلب وعفرين كما فعلوها سابقاً ويقومون بتعذيبهم ويستعملونهم كدروع بشرية لصد هجمات وحدات حماية الشعب وكما قصفت تلك الكتائب بعض المناطق الكوردية بشكلاً عشوائي بعد تلقيهم الضربات الموجعة في اليوم الأول على أيدي الأبطال الشرفاء من قوات ي ب ك وغيرهم من الشباب الكورد من الأحزاب الكوردية, ومن بين الكتائب المهاجمة يوجد أيضاً كتيبة يوسف العظمة وكتيبة صلاح الدين الأيوبي الكورديتان حسبما يدعون والمشبوهه التي شاركت سابقاً في معارك سريه كانيه والأشرفية ضدد أخوتهم الكورد واستهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي ويساندون بعض من الكتائب المرتزقة والهدف منه النهب والسلب وسيطرة قوتهم على المناطق الكوردية وإنهاء سيطرة القوات الكوردية التابعة للهيئة الكوردية العليا وكما ذكرت جريدة //ديرشبيكل// الألمانية الهدف من تلك الهجمات هو جر الشعب الكوردي إلى الحروب الأهلية.
#آزاد_جاويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟