أمير على
الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 21:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عزيزتى/عزيزى..
"فرق كبير بين حرية التعبير عن الرأى وبين المطالبة بإحترام هذا الرأى.. لك الحق فى أن تعبر عن رأيك بحرية تامة وبأى شكل تريده وتراه مناسباً بحيث لا يمسّ حريتى أو حرية غيرك أو يعتدى على شخصى أو شخص غيرك.. لى الحق أن أتفق/أختلف مع رأيك لكنى لست مُطالباً أبداً أن أحترم رأيك, "أنا أحترم حقك فى التعبير عن رأيك".
عندما -مثلاً- تتصور أن المثليين شواذ وعار, أو أن المرأة قاصرة وناقصة عقل وشهادة, أو أن غير المسلمين كفّار وتنعتهم بالخنازير (والخنازير حيوانات بريئة فى الواقع) أو.. أو غيرها من الأمثلة التى للأسف لا تزال مثار نقاش وإختلاف فى مجتمعاتنا تلك وزماننا هذا .. فى الواقع, أنا لا أحترم تلك الآراء بل أزدريها وفى نفس الوقت لا يمكننى سوى أن أُشفق على حاملها كشفقتى على طفل مصاب بالصرع, لكن مع ذلك لا يسعنى سوى تقبل أن هذا حقك فى التعبير عن رأيك وحقى بل واجبى أن أرد على رأيك وأنتقده قبل أن أتركك للزمن والتطور ليصلحا ما فسد!
فى دائرة أكبر, أنت حر أن تعبد جورب عفن ترى أن روح الإله تجسدت فيه، أو أن تؤمن بخيال مآتة يحرس حقل الذرة الخاص بك من العصافير وثقوب جسدك من الأشباح وأن تسجد له شاكراً, أو أن تمارس الجنس الفموى مع الحجر الأسود، مادام فيه رضى بين الطرفين و"نصيب الحجر كده".. كما غيرك, حر فى أن يرقص عارياً على نغمات الموسيقى فى سبيل الزِن واليان والين.. هذا رأيك وذلك معتقده, لكنى لست مطالباً أبداً أن أحترم خيال المآتة هذا أو أن أسعد بهذا النوع من الجنس، ومن حقى أن أراه "هطلاً". فى الواقع هو هطلاً محضاً.. لكن حقك عندى أن أحترم تلك المساحة الخاصة بك فى التعبير عن رأيك وممارسته كما تهوى "بعيد عن دماغى وكينونتى وكينونة غيرك"..
أنت تسعى لصناعة مشكلة كبيرة عندما تلغى كينونتك وحريتك نفسها وتستبدلها بأصداء تدّعى سماعها من خيال المآتة الخاص بك أو أى أراجوز غيره وتطلب منى إحترام تلك الأصداء الخرافية, ثم إنك بعدها تُعقد المشكلة أكثر عندما تضع هذا الخازوق/الأراجوز فى مساحة حريتى أنا وتطالبنى بالرضوخ وتطلب منى أن أفعل مثلك وأُهلل معك لهطلك، ثم تتصوّر أن ذلك من منطلق حرية التعبير وو..
بالذمة ده كلام يا عديم المفهومية يا أهطل؟!"
#أمير_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟